فاطيما يوسف حصري
بجزعه علي الشجرة مجيبا
_ وه كانك متعرفيهاش ! عموما هقولك أني عليها أولها إنها مينفعش نشربها واحنا مشغولين إكده مش بنحترمها لاااا نشربها واحنا بنختلس من الزمن لحظات هدوء تليق بوجودها بين كفوف اليد وتاني حاجة نشربها واحنا بعيد عن الضوضاء علشان نعرف نستمتعوا بريحتها وهي هتاخدنا معاها لعالم جميل عميق زي ساعة العصاري إكده بنخلصوا مشغوليتنا ومسؤليتنا ونقعد نرتاح هبابة فالساعة دي معروفة إنها الراحة المحببة للبني أدم من متاعب يومه .
وحدثت حالها وهي تسمعه
_ كفى عمران لقد تخطيت قوانين العشق والغرام لأجل عيناك
فقد أنهيت رسم غرامك بجميع الحروف والكلمات فكل الكتيبات صارت جميع سطورها عمران
قبل أن تحادثني وكنت أعشقك لحالي كنت مغرمة والآن بعد أن دوى صوتك في أذناي صرت هائمة عاشقة متيمة
فجذب الكرسي الموضوع أمامها محمحما باستئذان
_ تسمح لي أقعد عايز أستفسر منك على حاجه إكده بخصوص أختي أنا سمعت انك دكتورة نسا وتوليد.
انفرجت أساريرها فعمران بذاته يستئذنها أن يجلس معها
هدأت من توترها ولملت مشاعرها المبعثرة في حضرته وأجابته بموافقة
جلس مقابلتها تحت ظل الشجرة وأردف متسائلا كي يخلق معها حديثا فهو مستمتع جدا بجلسته معها
_ أختي الكبيرة حامل وقربت تولد فاضل ليها تلت شهور وتقوم بالسلامة وبتابع في حملها مع دكتور وأني مضايق من الحكاية داي ايه رأيك أجيبها تتابع إهنه وياكي وكمان انتي اللى تولديها .
_ أه طبعا معنديش مانع هاتها والأجهزة اهنه حديثة وأني بعمل متابعات كتيرة لستات المركز بيجولي كتير بس ده ميمنعش إن المتابعة مع الدكتور بتاعها حاجة مش حرام .
تبدلت ملامحه لانزعاج وهتف
_ كيف إكدة معنديش حريم تنكشف على راجل غريب حتى لو قديس عاد ! وده طبع فيا الكل يعلم بيه وأتمني ناس تانيين ياخدوا بالهم منيه علشان أنا غيرتي على اللى مني صعيبة قووي .
اهدأ قلبي واترك العنان لعيني ولساني يتشبعان من جلوس العمران
لاحظ نظراتها التائهة والمندهشة فأحب مشاغبتها مرددا
_ وه هو إنتي عادتك السرحان إكده علطول يادكتورة
_ لع عادي مش سرحان ولا حاجة .
رفع حاجبه وأكمل مشاغبته
_ الله حاسك متوترة وحاجة مخلياكي مش على بعضك .
فركت أصابع يداها من محاصرته لخجلها وأردفت بتلقائية
_ وه ياعمران مفيش حاجة عاد .
زينت البسمة وجهه وهتف وهو ناظرا بعينيها
_ عمران طالعة منيكي حلوة أوووي وكانك تعرفيني من زمان وأنا حاسس بإكده .
أدارت رأسها جانبا بخجل وكان السكوت علامة الموافقة على كلامه
لاحظ خجلها الشديد وسكوتها على كلامه ومن هنا تيقن عمران بعشق سكون له وقرر بدأ شرارة العشق لها فبادر بطلبه بشجاعة
_ طيب ممكن تديني رقمك علشان اتواصل معاكي لما أجيب أختي وأجيلك إهنه علشان المتابعة وقبل ماترفضي أو تعترضي لازم تعرفي إني هكون أمين عليه ومهضايكيش ولا مرة .
نطقت شفاها الرقم بشجاعة فهي تمنت تلك اللحظة من سنوات وأخيرا استجاب رب السماء لها وقرب منها عمران وأصبحا على مشارف أبواب العشق وبعد أن أملته الرقم تحدثت بثقة
_ وان مكنتش هثق فيك انت هثق في مين
ودت أن تكمل كلامها وتقول له لقد أعطيتك قلبي وسكنته وأغلقت عليك بمفتاح أقفاله ضاعت في بحر الهوى ولم يعود مهما طال الزمان ولكن لن تفعلها سكون فمهما كان حبها له وغرامها به لن تبادر هي الأولي بالاعتراف فهي وعدت حاله أن تتحمل عڈاب عشقه حتي لو طال سنينا ولا أن تبادر هي فكرامة الأنثى داخلها لن تتنازل عنها
أما هو دون الرقم بأصابع منطلقة وكأنه يدون عقدا من الماس ثم انتصب واقفا وانتوى المغادرة
_ أنا سعيد جدا إني اتكلمت معاكي ياداكتورة وهمشي دلوك وإن شاء الله الجيات أكتر من اللي راحت معايزاشي حاجة قبل ماأمشي .
كانت حزينة لفراقه فلم تشبع منه ولكن حمدت ربها داخلها بأنها تقدمت خطوات في عشقها المكتوم واخيرا جائها عمران وأجابته بابتسامة
_ معايزاش غير سلامتك استودعتك اللهم الذي لاتضيع ودائعه .
اندهش من ردها المريح الهادئ الذي ينبعث منه الأمل ورد وديعتها
_ تسلميلي على دعوتك الجميلة ياغالية .
وتركها وغادر تتصبب خجلا وهي تنظر على أثره بمحبة نابعة من قلبها الجميل وهي تحدث حالها
_ احقا وصفني بأنني غالية ثم تركني أحادث نفسي بوله لاااا ياذاك العمران تمهل على قلبي يارجل فلم يعد يتحمل طوفان عشقك المبتدئ فكيف عن نهايته ! حقا ستمنحني سعادة وعوضا يجبر قلبي الذي انتظرك سنين .
كان أدم المنسي يجلس في غرفته ممددا على تخته ومترددا أيرسل لها أم لا فتركيبتها شغلته بشدة لم يقابل مثلها ولأول مرة يجري وراء إحداهن ولأول مرة يبادر هو بالتحدث إليهن جاهد حاله كثيرا أن يحادثها ولكن انطلقت أصابع يداه رغما عنه بالاتصال عليها
كانت مكة جالسة في غرفتها تراجع دروسها فهي في السنة الأخيرة وتود أن تنجح فيها بأعلى تقدير وجدت هاتفها يعلن عن وصول مكالمة فأمسكت الهاتف ونظرت إلى شاشته بغرابة وهي تحدث حالها
_ مين الرقم ده وليه مكتوب برايفت معقولة يكون حد تبع الحكومة ! ولا حد تبع أي قناة طيب أرد ولا مردش
أما هو منتظرا ردها ولما تأخرت عليه في عدم الرد انزعج كثيرا فهو ليس معتادا على ذلك ولكن هدأ حاله أنها لن تعرفه وفجأة استمع إليها تردد
_ السلام عليكم ورحمه الله مين معاي .
صوتها في الهاتف هادئ ومريح ولكن ملتزمة الجدية فرد عليها سلامها
_ وعليكم السلام ورحمة الله آنسة مكة معايا .
ردت بنفس الجدية
_ أيوه مين حضرتك
اندهش بشدة فكان متوقعا أن تعرفه من نبرة صوته يالها من فتاة عجيبة كسرت كل قواعد النسوة في نظره فهتف
_ ياه ياترى مش عارفاني ولا فاكرة إن إنتي سمعتي الصوت ده قبل كدة .
تأففت بشدة من ثرثرته وهتفت قبل أن تغلق الهاتف في وجهه
_ لاااا ده إنت باينك واحد فاضي ولا وراك شغلة ولا مشغلة وأني مفضياش للهبل بتاع أمثالكم ده ياريت متتصلش تاني ياحضرة معرفش ايه انت .
أنهت كلماتها وأغلقت الهاتف في وجهه مما جعله انتفض من مكانه وهو يلقي الهاتف على التخت پعنف مرددا بغيظ وهو يدور في الغرفة
_ بنت المچنونة اتجرأت وقفلت السكة في وشي والله لاندمها على الحركة دي لااا وكمان بتمثل إنها معرفتنيش إزاي ده أنا صوتي