الخميس 28 نوفمبر 2024

عن العشق والاسر بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم
عن العشق و الأسر و ما بينهما
الفصل الأول 
والنبض إذا هوى..
والقلب إذا ارتوى..
وعشقك حين زارني ضل فؤادي وغوى..
وهنت إرادتي وضنت حيلتي أمام قدر على شقائي قد انتوى..
فكيف لبرعم رهيف على غراري الثبات أمام عواصف الهوى
جذبتني ألسنة الشهب كالفراشات ف انسقت مفتونة خلف عشق يائس أهلك الروح وعلى وجداني جوى.. 

فيا مالك حلفتك بالذي أنزل عشقك على فؤادي حتى اكتوى.. 
أرفق بقلب الريم وأسلك معي دروب الهوى.
ولك مني عهد في الروح انطوى..
فاليوم ترجيت وصالك وابتهلت
وغدا ستشهد السماء أن عشقي بين ضلوعك قد دوى
نورهان العشري 
دقت ساعة الذروة في هذا المنزل الكبير الذي يعج بالكثير من البشر من جنسيات متعددة وطبقات متفرقة من عمال وخدم وحرس وصولا لأسياد المنزل وهم عائلة الصياد 
تلك العائلة العريقة المعروفة في المنطقة والمناطق المجاورة بأموالها ونفوذها وقوة بنيانها وترابط أفرادها. وخاصة بأن كبير هذه العائلة كان رجلا حكيما عادلا يقصده أصحاب النزاعات والخلافات مرتضين بأحكامه.
أين كنت يا ريم مضت ساعة كاملة على مغادرتك والسيدة صفاء لاحظت اختفائك. 
هكذا تحدثت راجية إحدى خادمات القصر موجهة حديثها إلي ريم التي تسارعت أنفاسها وأجابتها برقة بينما ارتبكت الحروف على شفتيها
اعتذر لم.. أكن اقصد.. فقد.. كنت آتى بأحد المذكرات فكما تعلمين اقترب موعد الاختبارات
شعرت راجية بأن تلعثمها يخفي كڈبة بيضاء ولكنها لم تعلق اكتفت بتوجيهها إلي عملها فأطاعتها ريم على الفور وتوجهت إلى عملها في ترتيب الغرف ولكنها تركت روحها وقلبها مع ذلك الفارس الوسيم الذي خطڤ أنفاسها منذ أن رأته أول مرة حين بدأت ترتاد ذلك البيت لمساعدة خالتها في الأعمال فمنذ ذلك اليوم لا تبارح صورته مخيلتها حتى أنها داومت على العمل هنا فقط حتى تراه وكم كان هذا شاقا نظرا لأنها تحاول الموازنة بين العمل ودراستها ولكن كان كل شي يهون حين تراه أمامها. 
لم تحظى بفرصة لقائه وجها لوجه فقد كانت تراه دوما من النوافذ تطالعه ب أعين التمتعت بها نجوم الحب الذي فاض به قلبها الصغير فبات يتلهف بشغف لتلك الدقائق القليلة التي تختطفها من الزمن وهي تراقب خروجه من القصر للعمل وتنتظر بشوق لحظة رجوعه ومن بعدها تذهب إلى بيتها على أمل رؤيته في اليوم المقبل.
أخذت تنهي ما في يدها سريعا حتى تستطيع التسلل إلى الحديقة الخارجية لمشاهدة مالك الصياد بطل أحلامها فقد اقترب موعد رجوعه إلى القصر وهي لا تريد تضييع الفرصة فيكفيها ساعات الليل التي تحرم بها من رؤيته.
بالفعل ما هي إلا دقائق وأنهت ما بيدها وتسللت على أطراف أصابعها إلى الحديقة الخلفية حيث تراه من بعيد دون أن يكتشف أمرها أحد.
مر الوقت و كأنه على ظهر سلحفاة وهي تنتظر ولكن لم يأتي فخربش القلق جدران قلبها ولون العبوس ملامحها الجميلة وهي تراقب البوابة الكبيرة بأعين تتوسل للقدر أن يرسله إليها الآن فلم يعد يتبقى سوى دقائق قليلة وتعود إلى بيتها مع خالتها ولكن لم يستجب القدر إلى توسلها وأزف الوقت فأجبرت نفسها على العودة إلى المطبخ الكبير بأقدام مثقلة بالخيبة وأكتاف متهدلة مما جعل راجية تقترب منها قائله بقلق
ما بك ما الذي حدث
أجابتها بهدوء
_ لم يحدث شيء فقط متعبة.
راجية باستنكار
_ لم يكن العمل شاق اليوم لم التعب إذن
أطلقت الهواء المكبوت بصدرها دفعة واحدة قبل أن تقول بخفوت
_لا أعلم خالتي. داهمني التعب فجأة.
_إنه تعب القلب يا أمي وليس الجسد.
هكذا صدح صوت مازح من خلفهما والذي
كان لميرنا ابنة خالتها فانتفضت ريم في مكانها تناظرها پغضب لم
يفت على راجية التي قالت بنبرة ذات مغزى
_ أي قلب هذا الذي يتعب في مثل هذا العمر أنتن ما زلتن أطفال يا حبيباتي.
جعدت ملامحها بطريقة طفولية وقالت باستنكار
_ أي أطفال يا خالتي تبقى ايام قليلة و اتم الثامنة عشر .
شاطرتها ميرنا الرأي
_ أجل يا أمي لقد أصبحنا مراهقات جميلات في الثامنة عشر من عمرهن.
راجية بابتسامة حانية تنافي لهجتها القوية
_ وفي هذا العمر تحديدا يكون القلب كالطفل الصغير الذي يجب علينا تهذيبه وعدم الانصياع لرغباته. هيا إلى المنزل. 
تذمرت الفتاتين في بادئ الأمر ومن ثم تابعن سيرهن حتى الحافلة التي أقلتهم إلى المنزل وبعد عدة ساعات توجه الجميع للنوم بينما هي مازالت تفكر ما الذي أخره عن العودة ترى هل حدث معه مكروه 
هنا ضړبت رعشة قوية قلبها الصغير الذي كان يشبه برعم أخضر ينمو على استحياء إن اشتدت نسمات الهواء قليلا قد تجرحه.
في اليوم التالي جاءت من المدرسة متلهفة للذهاب إلى العمل حتى تراه فقد اضناها الشوق ورافقها السهاد في الليلة الماضية قلقا عليه وها هي تسابق الريح حتى تصل قبل موعد خروجه حتى تراه . وما أن خطت إلى داخل المنزل حتى جذبتها ميرنا من يدها وهي تقول بلهفة 
_ريم ريم تعالي أحمل لك أخبارا تساوي حفنة من الجنيهات.
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
_ على مهلك يا فتاة. أي أخبار تلك التي تجعلك تطيرين بي هكذا
ميرنا ب تخابث 
_عن فارسك الوسيم.
حزمة من المشاعر القوية ضړبت قلبها مرورا إلى حين سمعت حديث ميرنا مرتعشة حادثتها 
_ما الذي تعرفيه هيا أخبريني.
تفتت ميرنا حولها جيدا قبل أن تقول بخفوت
_ لقد سافر إلى العاصمة البارحة لإنهاء صفقة ما وقد أتمها ولهذا س يقيمون حفلا كبيرا آخر الاسبوع حين يعود.
اختلطت المشاعر بداخل قلبها الذي ابتهج كثيرا حين علمت بنجاحه ولكن خيم الحزن على سماء عينيها حين علمت بأنها لن تراه ليومين آخرين فقد نالت منها الساعات الفائتة ولدغتها عقارب الشوق بكل دقيقه مرت دون رؤيته 
_وهل سيظل غائبا إلى آخر الاسبوع
لون الامتعاض ملامح ميرنا التي قالت ساخرة
_ وماذا في ذلك يا سيدة القصر لا تقولين إنك لن تقدري على فراقه هذان اليومان
أجابت بنبرة حزينة
_ نعم لن استطيع الانتظار كل هذا الوقت حتى أراه.
لكزتها ميرنا بكتفها قبل أن تقول بتقريع
_ ما بك يا فتاة هيا اعتدلي في وقفتك ستسقطين عشقا يا هذه.
هبت ريم باندفاع 
_أنت حقا متبلدة المشاعر ولا تعلمين ماذا يعني العشق.
ميرنا بسخرية 
_أي عشق يا هذه هذا الرجل من الأساس لا يعرف بوجودك على الكوكب.
اغتاظت ريم وزمت شفتيها بانفعال فتابعت ميرنا بتهكم 
_إضافة إلى ذلك فأنت لا تريه في اليوم سوى لثلاث دقائق واحدة في الصباح وهو ذاهب للعمل والثانية وهو عائد والثالثة حين يمتطي حصانه ويطير إلى الغابة من أين أتيت ب قصة العشق هذه
تعاظم الڠضب بداخلها وتبلورت عينيها مطلقه سهام حادة شابهت لهجتها حين قالت
_ أتعلمين لا اريد رؤية وجهك طوال اليوم وإلا سأفسده لك.
حاولت قمع ضحكه غادرة تجاهد للظهور على شفتيها واومأت برأسها دون حديث فانطلقت ريم إلى عملها وهي ترغي وتزبد وټتشاجر مع ذرات الهواء المحيطة بها.
بعد مرور يومان كان مهران الصياد يجلس في القاعة الكبيرة يتوسط أفراد أسرته وكان على يمينه ولده مالك العائد لتوه من السفر وعلى يساره زوجته آمنة وبجانبها
ابنتهما حسناء. 
_أخبرني يا مالك متى سأرى أحفادي
كان مالك يتناول قهوته حين سمع صوت والده الخشن وحديثه الذي جعل الابتسامة ترتسم على
شفتيه فوالده على
وشك

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات