بريئه لكن مذنبة
يتنططوا وكل شوية يرجعوا تانى فاهمة أول وآخر مرة تسيبى بيتك هو إللى يسيبه ويطلع برة مش انتى ولو قفلت فى وشك اوى اتصلى بأبوكى يجيلك هنا وساعتها لو متحلتش يبقى ياخدك أبوكى بنفسه وساعتها يكون فى كلام تانى غير كدة مفيش خروج
قال أشرف ملاحقا لا تانى ولا تالت ياطنط أن شاء الله مش هتتكرر تانى
قالت حماته للميس يلا خشى ليا كلمتين مع جوزك
الباب وإلى الآن لم تعرف ابدا ماذا قالت والدتها لأشرف ورفض هو أن يخبرها رغم أنها ترجته كثيرا
الټفت لحماته وقال اتفضلى جوا بس ياطنط مينفعش وقفتك كدة
قلتلك لأ ياأشرف بيتك مش هدخله تانى غير لما أحس انك رضيت لميس بجد مش بس كدة لما أحس كمان أن اللى حصل مش هيتكرر تانى انا جبتها لحد عندك وعلى عينى والله بس انا مش عايزة اخرب عليها وهى شايلة ابنك فى بطنها انا عايزاها تتعلم معنى المسؤولية ويعنى ايه زوجة وبيت بس لو انت ناوى تمشى على كدة عرفنا من دلوقتى عشان نتصرف
كل الرجالة بيشتغلوا و بيدايقوا ياأشرف لكن مش كل واحد يشتم مراته بالشكل ده هى كمان عندها شغلها وحامل ده غير شغل بيتها يعنى مش فاضية وقاعدة مستنية يبقى تتحملوا بعض عشان المركب تمشى وإلا هتقفوا وتغرقوا من دلوقتى وانتوا لسة مدخلتوش فى الجد خليك حنين مع مراتك ياابنى انتوا ملكش غيرها وانت عارف كدة كويس وهى كمان ملهاش غيرك
قلتلك لأ سلام عليكم
وابتعدت مستندة على
عكازها خطوة بخطوة حتى نزلت للدور الأرضى ومنه للشارع رغم آلام قدميها لكنها تحملت من أجل عمار بيت ابنتها لم تتركها اسيرة هواها أو ڠضبها لتخرب بيتها وإنما أعطتها درسا بسيطا لتتعلم معنى الحياة الزوجية ودور الزوجة رغم انفطار قلبها من اهانة ابنتها إلا أنها لم تأخذه على أنه أمر نهائى لا رجعة فيه بل الحياة محاولات مستمرة حتى تصل للمنشود
حماته دائما ما كانت تعالج كل الأمور فى صالح بيت بناتها وازواجهن لكن والدته دائما تصل بأفعالها لنتائج سيئة لا يحمد عقباها
افتكرت أمى عملت ايه
طبعا افتكرت
شوف أمك بقى طردتنا من البيت وفتحته على البحرى لأختك مع أن العمارة كلها ملك حما اختك يعنى الشقة بتاعة جوزها اصلا لكن ازاى عايشة مع أمها أكل وشرب ولبس وكمان شدت ولادها معاها معاشها كله بتصرفه عليهم شالت مسؤوليتهم وابوهم موجود
طيب دى أمى انا وخالى بقى ذنبنا ايه
انكم سكتوا على المهزلة دى من البداية وخالك اكتر منك عشان كان له كلمة على أمك اكتر منك
والحل دلوقتى
الحل معروف واى حد عاقل يقوله اختك ترجع تعيش فى شقتها مع جوزها وولادها وجوزها يشيل مسؤولية بيته وولاده وانت ترجع شقتك بدل ما احنا مهددين بالطرد كدة
سكت أشرف تماما شعرت لميس بما يحمله زوجها داخله من قلق وحيرة اشفقت عليه وشعرت أن كلامها كان أثقل من اللازم مدت يدها واحتضنت بها كف يده قائلة
متشلش هم الدنيا كدة قوم شوف أمك واختك الأول وبعدين يحلها ربنا
دخل الصغير تيم زات الخمس سنوات يجرى ناحية لميس وهو ېصرخ
ماما بصى تامر كسرلى سن القلم اذاى مش عارف أكمل الواجب
ابتسم كل من أشرف ولميس وقال أشرف لتيم
تامر كسرلك القلم اذاى تامر نونو ياتيمو هيمسك القلم اذاى اصلا
قال تيم وهو يحرك قدمه فى الأرض وهو غاضب
والله هو إللى كسره مليش دعوة
قالت لميس وهى تقف تعالى ياتيم وانا هعملهولك
وقف أشرف هو الآخر وهو يقول
وأنا هقوم اروح مشوارى ادعيلى
قالت لميس ربنا معاك
طوال الطريق وهو يفكر كيفية الحديث مع إيمان ليستجدى عقلها ليستطيع الخروج بها من هذه الهوة التى ادخلت نفسها فيها
إن إنهارت حياة إيمان فسيتأثر كل من حولها بهذا الاڼهيار وبالأخص هى وأولادها حازم وسيف
لميس على حق هو مذنب فى حقها مثل الجميع لكن الآن ما هو سبيل الإصلاح هذا إذا كان للإصلاح سبيل من الاساس
بدأ أشرف الحديث بهدوء كالعادة منه قلقا من أن تفعل كما تفعل دائما تستفذه وتغضبه إلى أن توصله للهياج العصبى وارتفاع الصوت وفى النهاية تركها وإنهاء الحديث قبل أن يصلا لأى شئ محدد
إسمعى ياإيمان براحة كدة وقبل أى كلام ناوية تتكلمى عدل عشان نوصل لحل ولا هنعمل زى كل مرة
والله انا قاعدة أهو انتوا اللى بتدايقونى
الموضوع على بعضه يدايق اصلا لازم نتحمل الكلام فيه وانتى اولنا وبلاش طريقتك المستفزة دى
انا اللى مستفزة
اهو لسة مبدأناش وهتقلبى
مش انت اللى بدأت
حاضر براحة اهو قوليلى من الاخر انتى عايزة ايه
اجابته مباشرة عايزة أطلق
صډمته إجابتها المباشرة هذه وجعلته يتردد تماما فى كلامه
فقال
تطلقى مرة واحدة كدة من غير مقدمات
كان هدوء كلامها وعدم تأثرها بمعانيه لا يناسب ابدا محتوى الحوار فمن تقول انها تريد الطلاق تكون عادة مترددة حزينة وان هذا الطلب هو آخر حل قد وصلت له بعد أن فاض بها لكن إيمان تتحدث وكأنها قررت بالفعل وحسمت امرها وأن هذا الحوار لا طائل منه
قالت بثقة وهدوء المقدمات موجودة من سنين هى أول مرة ولا ايه لا فلوس بيدينى ولا
بيصرف على ولاده ومبيسألش فينا وعلى طول خناق وشتيمة وفى الاخر يطردنى ويقوللى انزلى عند أمك
أنتى اللى بتوصليه لكدة وانتى اللى عودتيه على كدة
انا ليه أن شاء الله
أنتى عارفة ليه كويس اوى انتى اللى عايشة على فلوس أمك انتى وولادك ومبتطلبيش منه وعودتيه على كدة محسستهوش أن وراه زوجة وعيال عايزين مصاريف من الأول وكل أما تتخانقوا تسيبى البيت وننزلى ومتطلعيش غير بعد شهر وعلى طول بتعملى كدة محاولتيش ابدا تحلى المشاكل دى صح ايه الجديد بقى مخليكى تقولى طلاق
زهقت ومش عايزة أكمل
هى لعبة هتقفلى التيليفون وتركنيها لما تزهقى وترجعى تفتحيها تانى وقت ما تحبى ده جواز وطلاق يعنى خړاب بيوت وعيالك يتشردوا
عارفة ومصرفة نفسى ومجهزة انا هعمل ايه
لا والله مجهزة ايه بقى ان شاء الله
معايا شوية فلوس ركناها وهشتغل واصرف على نفسى وعلى ولادى والشقة موجودة اهى هقعد مع ماما زى ما انا
وقبل أن يجيب بكلمة كانت والدته قد دخلت من باب الغرفة وهى تلاحق فى الكلام قائلة لا ياحيلة أمك الشقة دى شقة أشرف