رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
أهمية عنده مثله مثل الجميع يخبرها الآن انها لا قيمة لها تمتمت متسائلة بحزن
ا..ايه هو اللي عاوز تعرفه
تطلع داخل عينيها بضراوة يود استماع إجابة سؤاله بصدق للتأكد من ظنونه بها غمغم متسائلا بجدية حادة مشددا فوق كل حرف يتفوهه
هربت من أمام عينيه ونظراته المحيطة بها شاعرة بالخۏف من سؤاله وتسائلت هي الأخرى بدلا من الرد عليه
لم يهتم لحديثها وسؤالها بل كرر سؤاله عليها بعصبية ونبرة مرتفعة غاضبة
انتي اللي قت لتيه ولا لأ
قررت ألا تنكر وتعترف به لأن ذلك سيعجل من حكم إعدامها وانهاء حياتها كما تريد من تلك الدنيا التي وزعت القسۏة والحزن عليها هي فقط سالبة منها السعادة والفرحة لذلك أومأت برأسها تماما مجيبة إياه بتأكيد محاولة التمسك بثقتها أمامه حتى لا تثير ظنه بها
كان مثبتا بصره غمغم پغضب عارم ڠضب شديد أخافها وجعلها تشعر بنغزة قوية في قلبها
مش هسيبك يارنيم مش هسيبك ومش هرحمك.
كانت تود الفرار هاربة من أمامه ومن نظراته التي ازدادت حدة واشتعالا إلا أن الأصفاد الحديدية التي كانت فوق يديها وفي الفراش منعتها وقيدتها مكانها طالعته پقهر عندما رأته يخرج من الغرفة بعدما أشاح بصره مبتعدا عنها وكأنه لا يطيق رؤيتها بدأت في البكاء بقوة الشئ الوحيد الملازمها طيلة حياتها لم تفعل شئ دوما سوى البكاء لكن تلك المرة تختلف تلك المرة هي الأقوى
خرج جواد هو الآخر بعصبية شديدة وجسد متشنج غاضب بعدما استمع الى إجابتها المتبجحة المؤكدة ولخيانتها أيضا لكن عنوة عنه وجد دمعة حزينة فرت من عينيه زالها مسرعا بقوة مقررا إخفاء حزنه في قلبه مثلما أخفى حبها مقررا عدم الحزن مثلها واستكمال سيره في انتقامه منها.
شددت سما من
أجابتها بحزن حركت رأسها نافية معترضة على حديث والدتها
لا ياماما هو مش بيحبنا زي ما بتقولي هو بيحب نفسه على رأي جواد بيحب نفسه واسم ومكانة العيلة لكن احنا لأ عمره ما فكر يفرحني لا أنا ولا جواد عاوز يفرح ويرضي نفسه بس.
زوجها التي تدمر علاقته بأبناءه
سما... عيب كدة دة أبوكي وعمل كتير عشانك انتي وجواد وعمر جواد ما قدر يقول عليه كدة وبنتي اللي مربياها متقولش كدة على ابوها.
تطلعت أرضا بخجل من والدتها التي بدا الحزن عليها وابتعدت عنها فأسرعت ټحتضنها هي معتذرة بحزن
خلاص ياماما أنا اسفة والله ما هقول كدة تاني بس متزعليش.
طب هو ايه اللي حصل ولا أنتي عملتي ايه عشان يقول هو كدة
لم تخبرها بالحقيقة خوفا من رد فعلها وخجلا من والدتها التي لا تعلم هل ستتعامل مع جواد بهدوء وتعقل أم مثل والدها بحزم وڠضب لذلك تمتمت بهدوء
مفيش ياماما أنا حكيت لجواد كل حاجة متقلقيش.
اسرعت تواصل حديثها متسائلة تسبق والدتها
هو صح ياماما جواد فين مش شايفاه من بعد ما مشي امبارح.
علمت جليلة أنها تود إخبارها عما حدث فلم تضغط عليها بل ربتت فوق يدها بحنان وأجابتها بهدوء بعدما نهضت لتخرج من الغرفة
ماهو فعلا مرجعش من امبارح عنده شغل على فكرة انا كلمت ابوكي الصبح عشانك بس هو زعق فسيبيه شوية يهدى.
ابتسمت لوالدتها بسعادة حامدة ربها على وجودها معها هي وشقيقها فلولا وجودهما كانوا سيعانون كثيرا ردت عليها بحزن خوفا على والدتها من عصبية والدها الشديدة
لا ياماما متكلميهوش تاني نسيبه شوية لما يهدى أحسن.
سارت والدتها وتركتها بمفردها بعدما جعلتها تهدأ وتتوقف عن البكاء جلست منتظرة عودة جواد حتى تطمئن قلبها القلق.
بالفعل ما أن عاد صعد متوجه نحو غرفته لكن استوقفته والدته التي سألته باهتمام وحنان
ايه ياحبيبي اجهزلك حاجة خفيفة تاكلها في السريع كدة عشان شكلك ماكلتش.
رد عليها رافضا بتعب هو فقط يود الذهاب إلى غرفته مسرعا ليحظى على قسط قليل من الراحة وقيلولة صغيرة حتى يذهب مرة أخرى إلى عمله.
تفاجأ بشقيقته التي دقت الباب مستأذنه بهدوء
جواد ممكن أدخل لو فاضي.
فتح لها الباب مسرعا ممسك يدها جالسا بجانبها متمتما بمرح ليخفف من حزنها
انتي تدخلي وتعملي كل اللي عاوزاه هو أنا عندي كم
سما.
ابتسمت بسعادة من حديث شقيقها الحاني وتمتمت متسائلة مسرعة حتى تتركه يرتاح
أنا مش هطول عشان تلحق ترتاح عاوزة اعرف بس عملت ايه في موضوعي.
صمتت لوهلة وأكملت حديثها متلعثمة بتوتر وخجل
ي... يعني قصدي... س سألت عليه ولا لأ عملت إيه
ابتسم على خجلها ثم أجابها بهدوء وجدية محاولا تخفيف الأمر عليها
وللله لسة ماعملت حاجة مكنتش فاضي نهائي بعدين لسة كدة كدة أنتي مستعجلة على إيه
ضحكت بهدوء وأسرعت متمتمة بتوتر نافية حديثه
ل... لأ لأ والله مش كدة مش مستعجلة أنا بس قولت اسألك واتطمن مش اكتر أنا هسيبك ترتاح واخرج.
نهضت تاركة الغرفة ليرتاح بعدما علمت أنه لم يفعل شئ حتي الآن علم أن شقيقته تحب ذلك الشخص كثيرا طريقتها تعكس ذلك بوضوح فابتسم شاعرا بأنها تكبر حقا وهناك من في قلبها متمني أن يكون شخص جيد يستحق كل ذلك الحب المتواجد في قلب شقيقته ولم يخذلها فهو أكثر من يعاني الآن من خذلان الحب وسوء الإختيار..
بعد مرور يومين
في المنزل الخاص بعائلة رنيم..
نهض المحامي ذاهبا بعدما أخبرهم بما سيفعلوه في الجلسة الخاصة بمعقابة رنيم طالعتهم مديحة بنظرات حادة وأردفت بمكر مشددة فوق كل حرف تتفوهه
فهمتوا كدة كل حاجة وإيه اللي هتقولوه.
اومأت لها هالة والدة رنيم وردت عليها مسرعة پخوف من تلك الإمرأة جاحدة القلب التي تستطع فعل كل شئ بكل الطرق الخبيثة
ا... اكيد طبعا ياهانم كل اللي المحامي قاله هننفذه.
تابعت حديثها بتوعد رافعة سبابتها أمامهما وموزهة نحوهما نظراتها المليئة بالغرور
لو حصل غير كدة مش هيحصل لكم كويس أنتم عارفين أوي أنا اقدر اعمل إيه فبلاش تلعبوا معايا.
لم تستمع إلى ردهم بل سارت هي الأخرى تاركة المكان بخطوات متعالية مبتسمة بمكر حالمة بما ستفعله ل رنيم.
بعد ذهابها غمغم والد رنيم برفض وعدم ارتياح لما سيفعله في ابنته
ازاي ياهالة نعمل كدة دي مهما راحت أو جت بنتنا ازاي هنشهد ضدها انتي عارفة كويس تربيتها وأنها محترمة لأ انا مش هعمل كدة.
يا نهار اسود يانهار اسود بتقول ايه يعني ايه مش هتقدر تعمل كدة بعدين خلاص البت دي احنا راميين توبتها من زمان وهي لو محترمة ق كلنا عارفين
طالعها بذهول ولازال رافض الفكرة بإصرار
لأ يا هالة مش كدة بعدين ماهي بنتنا برضو يعني سمعتنا احنا كمان وانا واثق أن رنيم متعملش كدة.
مصمصت شفتيها بضيق من تمسكه برأيه ورفضه لتنفيذ ماتريده مديحة وتمتمت بحزن زائف تذكره بما سيحدث لهم إذا استمر
في رفضه
خلاص براحتك بس لو موافقتش هنتحبس كلنا بالشيكات اللي معاهم ولا أنا ولا محمد ابني هنسامحك كدة هتضيع مستقبله ولا ناسي أنهم ممضينا كلنا اعقل كدة وبلاش تدمرنا عشان رنيم احنا كدة كدة سايبينها من زمان وأنت كنت موافق إيه اللي جد بقى.
لم يجد حديث يرد به عليها ماذا سيختار ذاته وزوجته وابنه أم ابنته اختياره لها سيفقده العديد أغمض عينيه بضعف لم يجد أمامه سوى الموافقة عنوة عنه وفعل ما تريده مديحة التي كانت واثقة من موافقتهم وتنفيذ ما تريده.
اقتربت هالة منه محتضنة إياه بهدوء بعدما علمت قراره من صمته بالطبع لن يضحي بعائلة كاملة مقابل فرد واحد فقط..
بعد مرور أسبوع
كانت جميع عائلة الهواري حاضرون يطالعونها پغضب وكره
بدأت الجلسة لكنها تفاجأت بوجود ذلك المحامي الكبير للدفاع عنها لاتعلم من أحضره لها والجميع أيضا بدت الدهشة على وجوههم ظنت لوهلة أن والديها هما من احضروه لها لكنها تراجعت في فكرها بعدما رأتهم يقفون بجانب مديحة يتحدثون معها.
بدأ المحامي بالدفاع عنها بمهارة وغمغم بثقة وعملية
يا سيادة القاضي دي كاميرا كانت موجودة في البيت اللي تم فيه الحاډثة اتمنى تتطلع عليها لترى الحقيقة كاملة.
ابتسمت رنيم من بين دموعها غير مصدقة ما تستمع إليه هل حقا ستحصل على براءتها وإظهار الحقيقة التي تعلمها جيدا.
اتطلع القاضي على مافي الكاميرا لكنه توقف عندما استمع الى صوت طرقات فوق الباب ابتعد عنها مسرعا بتوتر وتمتم بقلق
ر...روحي افتحي انتي الباب روحي شوفي مين.
لم تقوى على الرفض والاعتراض بسبب هيئتها واثار الضړب الظاهرة عليها بوضوح والډماء التي تسيل منها أسرعت تفتح الباب لكنها
تفاجأت بعدة أشخاص ملثمين كادت على الصړاخ لكن أسرع واحد منهم واضعا يده فوق فمها يكتم أنفاسها تماما ووضع المخدر بعدها عليها لتقع في وقتها فاقدة وعيها تماما القاټلة وهربوا تاركين المكان من دون وجود أثر واحد عليهم..
وظهر بعد ذلك صوت القاضي الجهوري بقوة
بعد الإطلاع على ما تقدم إلينا من الدفاع وإثبات صحته قررنا نحن وبإجماع الأراء براءة المدعوة رنيم أحمد السيد وإلزام النيابة بإحضار المتهم الحقيقي رفعت الجلسة.
حالة من الهرج والمرج حدثت في القاعة بعد الصدمة التي حلت على جميع عائلة الهواري بعد إثبات براءة رنيم بينما رنيم فقد ارتفع صوت بكاءها شاكرة ربها على وقوفه معها غير ما مصدقة أنها نالت براءتها بدلا من حكم الإعدام التي كانت تنتظره
لاتعلم كيف نالتها حقا!
تطلع المحامي الخاص برنيم نحو جواد مقتربا منه مبتسما بثقة ومهارة لنجاح ما يريدونه واتفقوا عليه سويا..
كان عقلها شارد يفكر فيما ستفعله في حياتها القادمة بعد خروجها من هنا ولازالت غير مصدقة أنها قد نالت براءتها وحريتها معا لكن حريتها الحقيقية قد نالتها بمۏته نعم بمۏت عصام تلك هي الحرية الحقيقية سينتهي عڈابها وجحيمها.
تستطع أن تقول حقا أن سجنها قد انتهى ستفعل كل شئ كما تريد هي تضحك تبكي تفرح تحزن كل شئ ستفعله متى تحب لن يعود ما يمنعها ويشعرها بمرارة الأيام تلك الغصة القوية التي كانت متواجدة دوما في قلبها قد انتهت حقا!! هل حقا انتهت! لم تصدق ما حدث هل كل ذلك الألم انتهى