رواية بنت الوادي بقلم سلمي سمير
واوعي تنسي نفسك وتقولي انك نصيبه وقتها هتتوجعي يا حزينه لما يشوف اللي تناسبه ويسيبك
عادت من حديث نفسها علي صوته وهو يسالها
مالك يا فرحه بكلمك مش بتردىبتفكري في ايه
ابتسمت بخجل وقالت
مفيش بس كنت نفسي افهم انجليزي زيك كده واعرف الدكتور كان بيقولك ايه بڈم ا انا كنت طور اللي في براسيمهمش فاهمه حاجه من كلامكم
طيب انزلي من حظك ده مركز لتعليم اللغة هحجزلك فيه ومن بكرة تبدا الدروس وهختار ميعاد يناسبني علشان اوديكي وارجعك اتفقنا
اتسعت ابتسلمتها وتهلل وجهه بالفرحه وقالت
وانا اوعدك اكون من المتفوقين واطلع الاولي عليهم اصلي كنت شاطرة وسوسه مذاكرة ولهلوبة
بس دي مش فصول ده ليفل كل ما بتنجحي في واحد بتنتقلي للاصعب لحد ما تتقني اللغة
عمتنا هو بردك عايز مذاكرة وتركيز واكيد هيكون معاكي طلاب تقدري تنافسيهم
اطرقت راسها بخجل لعدم فهمها وقالت
حاضر بس بردك هشرفك وهتفوق عليهم كلهم
دفعها امامه بمزاح
طيب يلا ادخلي لما نشوف اخرتها معاكي يا فرحه
وهو السادسة مساءا حتي يستطيع ان يرافقها
بعدها دلف الي اكبر المولات وابتاع لها ملابس جديدة تناسب حياتها مع الحرص علي حجابها
بعد الانتهاء عاد الي شقته والفرحه تتراقص في قلبها
تركها وذهب الي غرفته فلحقته طبل ان ينام لكنه كان توسد الفراش فدنت منه ولكزته برفق
جمالها وزاد مع فرحتها فسالها بضجر
في ايه تاتي مش قولنا تاكلي وترتاحي وتجهزي نفسك لبكرة لاول يوم دراسي بالمركز
امسكت يدها لكي يقوم فلاحظت انه عادي القدر فتركته بسرعه وقالت
قوم كل لقمة معايا مش انا اتاسفت منك ولا عايز اعملك ايه علشان تسامحني
غامت عيناه وحدق بها بقوة وجذبها نحوه وقال
وجلت فرحه من طلبه وشعرت باحتياجه له كزوج
فخاڤت من الذنب الذي ستحمله ان ظلت تفرض عليه الوفاء بوعده الذي يخالف شرع الله
انتظر فريد ردها وحين طال انتظاره ولاها ظهره وقال پغضب مكتوم
اخرجي يا فرحه مش عايز اسمع منك كلمة تاني وخدي الباب في ايدك
انا بحلك من وعدك وتحت امرك كلي ملك
نهض فريد من علي الفراش ونظر اليها وقال
يعني مفيش ڼدم ولا هترجعي تقولي الكلام الخايب اللي قولته ليا بمصد
هزت راسها بالنفي فحملها
مر بينهم الليل طول
في الصباح اتاه اتصال فنهض من جوارها وخرج من الغرفة واغلقها عليها بحذر ورد علي المتصل الذي لم تكن غير سوسن وقال
ايوه يا سوسن خير بتتصلي ليه دلوقتي مش بعتلك رسالة من اسبوع قولتلك متتصليش والدتي معايا ومش طايقة تسمع عنك حاجه
ردت عليه بحزن يفتلها وقالت
فريد انت اتجوزت بجد زي ما بابا بيقولوليه يا فريد انت عارف اني بعشقك انا مليش دعوة بي بابا
وافعاله معاك معقول قدر حد يسكن قلبك واحصلنك غيري رد عليا با فريد خلاص نسيت حبي
زفر بضيق حين اتاها اتصال اخر ورد عليها بعجل
طيب يا سوسن انا جالي اتصال ضروري هقفل واوعدك ارجع اكلمك وافهمك موضوع جوازي بس اللي لازم تعرفيه كان صعب اتحدى ماما بعد ما عرفت افعال عمي وكانت هترفضك حتي لو اقسمت ليها انك بريئة من افعاله
بقولك انا مضطر اقفل ولما اكلمك هفهمك سلام
اغلق معها ورد علي الاتصال قائلا
Hello ?
رد المتحدث بنفاذ صبر
Hello are you Farid Al Demeri?
هل انت فريد الديميري
رد فريد بتحفظ
Yes Fred speaking what do you want?
نعم فريد هو من يتحدث ماذا تريد
تنفس براحة ورد عليه بايجاز
I ask you to come immediately to the analysis laboratory to receive the results of your wife
اطلب منك الحصور فورا لاخذ نتائج زوجتك
استغرب فريد طلبه وقال بضيق وتردد
Ok
اغلق الاتصال معه ودلف الي غرفته ونظر الي فرحه الغارقه في النوم ابتسم لها بحنان وولج الي المړحاض استحم بسرعه وارتدي ثيابه وغادر الشقة بهدوء حتي لايزعجها
وصل الي معمل التحاليل واستلم النتائج التي كانت صادمه فطلب مقابلة الطبيب حتي يفهم وضعها
دخل الي الطبيب الذي رحب به وقال
اهلا استاذ فريد اظن عرفت نتائج التحاليل
تنهد فريد بحزن عميق
ايوة بس ازاي دي مكنتش بتشكي من اي حاجه ازاي الورم في المرحلة الاخير
اخذ منه الطبيب التقرير وقال
يمكن كانت بتعاني طبل جوازكم من غير ما تاخد في بالها لكن بعد الجواز واحتواءك ليها مع الحمل حجم اللم لكن للاسف لم يحجم المړض لانه بيكبر وفجاة هينتشر في جسمها ويقضي عليها خلال ايام
الا لو حدثت معجزه
ضغط فريد علي فكه بقوة وانهار علي اقرب مقعد
محدثا نفسه بحزن
ليه ليه دلوقتي !
يتبع
زواججسد
البارتالثامن
عاجزة عن الحياة مع الناس وعن الحديث معهم
منغمس في ذاتي ولا أفكر إلا بنفسي متبلد وعاجز عن التفكير وليس عندي ما أقوله لأحد
عندها لا ندرك ما هي الحياة فكيف يمكننا أن نعرف ما هو الفوت
من داخل المستشفي الاستثماري بمصد
استيقظت امتثال علي حركه كبيرة حولها فسالت التمريض عن سر ما يحدث فاجابتها احدهم
الحمد لله حالتك يا مدام استقرت والدكتور طلب نقلك لغرفة عادية وكمان الزيارة ھتكون مفتوحه
تنهدت امتثال بضيق وردت عليها بخيبة امل
زيارة ياريت انا مليش حد غير ابني وهو حاليا بره بيدرس ومنتظر اسافر ليه واخو جوزي بينا عداوة
اما اهلي علاقاتي بيهم محدودة مفيش غير خالتو وهي قعيدة مش بتتحرك يعني محدش هيزورنا
المهم طمنيني اقدر اكلم ابني في اي وقت ولا في تعليفات علي الاتصالات
اتاها الرد من الطبيب المعالج
الذي دخل عليهم كي يطمن عليها وقال
لو الاتصال هيتعبك ويوترك اكيد هيكون في تعليمان وممنوعات المهم كلامك يكون بعيد عن التوتر
انت لسه في مرحلة النقاهه ولو كنت مريضة مطيعة اوعدك سبوع واكتب ليكي علي خروج اتفقنا
اوفات له بابتسامة سعيدة وقالت
مدام هطمن علي ابني كله يهون معني كلامك اني مبلغهوش باختفاء مراته لانه سالني وبالحاح
غمغم الطبيب بعدم فهم ورد عليها
مش فاهم ايه المشكلة انك تبلغيه هو مسؤول عنه وتحمل اسمه الواجب يعرف هي فين
نكست راسها حزنا واجابته بعدم ارتياح
اصله مكنش عايز الجوازه دي من الاساس ولو بلغته باختفاءها هيحملني الذنب وممكن ادخل انا وهو في نقاش حاد ويحملني مسؤولية اللي حصل
رفع اصبعه في وجهه باعتراض صديح وقال
نقاش وحاد لا طبعا ممنوع لو شايفه ان الموضوع ده هيكون سبب لتوترك بلاش دلوقتي واصبري وحاولي انت تشوفي طريقة تعثري بيها علي البنت وتوفري علي نفسك وابنك المشاكل اللي هيجلبها اختفاءها
زفرة بقلة حيله واردفت بنزق
تمام هشوف هحاول ااجر تحري يشوف البنت راحت فين انا مش هسامح نفسي لو جرالها حاجه
ياريتك يا دكتور كنت خليتها بالمستشفي لحد ما يجي حد يستلمها بڈم ا تاهت وضاعت في الزحمه
تافف الطبيب من اعتراضها علي نظام المستشفي وقال مفسرا موقفه منها رغم شعوره بالذنب نحوها
يا مدام امتثال البنت لا تقرب ليكي باي صله تذكر ازاي اسمح ليها بالتواجد يمكن لو قالتلي انها مرات ابنك كنت عملت ليها استثناء
هي نصيبها كان كده اعملي انت اللي عليكي وان شاء الله خير
فجاة ابتسمت بسعادة وقالت
عرفت مين اللي هيوصل ليها عادل صديق ابني ممكن تليفوني يا دكتور اتصل بيه
اخرج من احد الادراج هاتفها واعطاها له محذرا
عصبية او نرفزة او توتر ممنوع انا بحذرك
اؤفات له واتصلت بعادل الذي رد عليه بلهفه
طنط امتثال فينك وحشتيني من يوم فرح فريد والفيلا ڈم ا مقفوله انت سافرتي معاه ولا ايه
اخذت نفس عميق واخذت ترتبت افكارها قبل الرد عليها واجابته واخيرا بهدوء
اهدي عليا يا عادل واسمعني عايزه منك خدمة انا حاليا في الاسماعيلية عند خالتو
بس عايزاك تعرف فرحه راحت فين بعد سفر فريد انت عارف انه مطلقهاش واكيد حصل ليها مشاكل مع اهلها وطبعا انت عارف محدش بيعرف
يتواصل معايا طول ما انا عند طنط فاطيما
ها ياعادل هتقدر تخدمني في كده ولا صعب عليك
اخذ عادل نفس عميق وسالها بريبة
طيب يا طنط فريد لما رجع الفيلا سالتيه عمل معاها ايه مش يمكن طلقها شفهيا وهي اتجوزت وحسبت ان الطلاق تم رسمي
ردت عليه بثقه وتاكيد علي عدم تطليقها وقالت
لا فريد اصلا مشفهاش من بعد ما خرج معاكم هي سابت الفيلا ومرجعتش ليها تاني انا هفهمك بس امانة عليك لو كلمك فريد متعرفهوش
بعد فريد ما خرج معاكم قعدت انا وفرحه ننتظر رجوعه علشان يطلقها لكن جالي اتصال من عمه عصبني وتعبت وروحت المستشفي وهي جت معايا
ومن سوء حظها دخلت الانعاش ومعرفش راحت فين
ولما فقت سافرت انا لطنط فاطيما ونسيت امرها خالص لما اتصلت بالفيلا بلغوني ان والدها جه وسال عنها ومحدش عارف ليه طريق
عادل فريد مش لازم يعرف ان مراته مفقودة انت عارف انه مكنش عايز الجوازة دي وانا عصبته عليها ومش هيسكت لو عرف وهبحملني الذنب وممكن يقطع دراسته ويرجع مهما كان دي شرفه
سمعت زفير انفاسه العالي ورد عليه بضيق
خسارة البنت شكلها طيوب اوي ماشي يا طنط انا فهمت كل حاجه وهدور عليا وباذن الله هلقيها واعرف كانت فين وهتصدف معاها بطريقة تحفظ كرامة صديقي وشرف العيلة
تنهدت امتثال براحه وقلق وحذرته قائلة
اوعي تاذيها مهما حصل اول ما توصل ليها اتصل بيا انا هسيب الفون مفتوح بانتظار اتصالك
وافق عادل علي طلبها بعدم التعرض لها الا بعد الرجوع اليه اولا وغلق معه الاتصال وقد تملك منه الضيق والحزن علي خسارتها فقد توسم فيها النجاح والشهرة اذا كانت سمعت له ولكنها ضاعت في زحام المدينة والله وحده العالم بحالها
من داخل عيادات ميديكال اكسبرس بلندن
جلس فريد بتهالك علي احد المقاعد وقال
افهم من كلامك مفيش امل بانقاذها دي لسه صغيرة عاشت ايه او شافت ايه من الدنيا علشان تفارقها بسرعه كده استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم
سامحني يارب لا اعترض علي قضاءك
رد عليه الطبيب بمهنية لكثرة ما مر عليه وشرح لها حالاتها التي تكون نسبة الشفاء تكاد تكون معدومه
للاسف انتشار المړض سريع جدا ربنا بيحبها الحمل لسه في الاول والطفل كأن ربنا ارسله ليه انقاذ باخد المها كله وطبعا مستحيل نستخدم معاها كيماوى كده بنقتل الجنين وبنفس الوقت مش هننقذها ونزبد من حدة المهايمكن ربنا خلاك تتجوزها
وتحمل منك علشان يخفف عنها lلم لا يحتمل
عاد ونزر الي التقارير امامه واكمل موضحا ما ستمر