السبت 30 نوفمبر 2024

حكايه مريم

انت في الصفحة 51 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


سمر رغم إننا ماعشناش فترة كبيرة مع بعض بس أنا بقيت عارفك أكتر من نفسي . إنتي فاشلة في الكدب خالص يا حبيبتي .. و أكمل ضحك
حدقت سمر في وجهه بشراسة و قالت 
أنا بكرهك !
عثمان بإبتسامة مستفزة 
Very Good الكره عاطفة جياشة من ضمن العواطف معني كده إني مستحوذ علي جزء من عواطفك.
إحتقن وجهها بالډماء من شدة الغيظ فهدئها بلطف 

طيب خلاص إهدي . عموما إطمني و إنتي في حالتك دي مستحيل أقرب منك طبعا و آ ..
مش هتقرب مني و مش هتنام جمبي أصلا .. قاطعته سمر بصرامة
عثمان بإستهجان 
نعم ياختي ! أومال عايزاني أنام فين دي أوضتي و ده سريري !!
سمر ببرود 
من بكره الصبح هاسيبلك سريرك و أوضتك و بيتك كله . همشي.
عثمان بحدة 
الجنان إشتغل بقي صح تمشي علي فين يا حبيبتي !
سمر بإزدراء 
أي حتة بعيد عنك.
زفر عثمان بنفاذ صبر و قال 
سمر صدقيني أنا خلقي ضيق جدا و في العادة ماعنديش صبر لأي حد . ماتلعبيش بأعصابي لو سمحتي عشان ماعملش حاجة أندم عليها و ماتنسيش إني لو غلط فأنتي كمان شريكتي في الغلط يعني ماتمثليش بقي و إظبطي كده خلي الحياة تبقي سهلة بينا.
نظرت له پغضب ليكمل بلا إكتراث 
الليلة بس أنا هنام في أوضة اللبس بتاعتي . هكون Gentle Man معاكي للأخر و هديكي مساحة خصوصية عشان تأقلمي نفسك علي الوضع الجديد .. ثم نظر لأختها و تابع 
بالنسبة لملك أنا وصيت الخدم يجهزوا أوضة عشانها بكره هتكون جاهزة و لما تقومي بالسلامة ممكن تختاريلها ديكور حلو.
سمر بإستنكار 
أختي مش هتبعد عني !
عثمان بحزم 
مش هتعرفي تاخدي بالك منها و إنتي كده . في مربية أجنبية هتيجي من بكره ترعاها و تقعد بيها هتكون هي شغلها الشاغل يعني ماتقلقيش.
كادت تفتح فمها ثانية لتعترض
عثمان بصرامة 
مش عايز نقاش . كلامي مافيهوش حاجة غلط يبقي إعتراضك مالوش لازمة .. ثم أشار إلي كومة الحقائب بأقصي الغرفة و قال 
أنا جبتلك كل هدومك من البيت علي فكرة و هدوم ملك كمان . بكره هخلي حد يفضي الشنط و هوسعلك مكان جنب هدومي.
سمر بإبتسامة ساخرة 
شكرا.
عثمان بنفس طريقتها 
العفو .. ثم قال بحنق 
أنا هقوم من جمبك دلوقتي قبل أجيب أخري . مش كفاية كتفي كان هيروح عشان خاطرك !
عبست سمر بضيق فإبتسم فجأة و سألها 
صحيح أنا فاكر إنك صوتي عليا و أغم عليكي لما شوفتيني بڼزف . خۏفتي عليا .. و غمز لها
نظرت له من علو و قالت بجفاء 
أنا ماخوفتش عليك إنت . أنا كنت خاېفة علي أخويا !
53 
_ شزرا ! _
حملقت فيه بقوة متسائلة 
الورقة العرفي لسا معاك ليه 
عثمان بحيرة ممزوجة بالإرتباك 
لسا معايا يا سمر . هتروح فين يعني !
سمر پغضب 
و محتفظ بيها ليه لما إنت إتجوزتني لسا هتعمل بيها إيه تاني 
تعجب عثمان من ردة فعلها و قال 
هعمل بيها إيه ! مش هعمل بيها حاجة طبعا مابقاش ليها لازمة.
سمر بعصبية 
مابقاش ليها لازمة دلوقتي لكن ليها لازمة بعدين حضرتك شايلها لوقت عوزة مش كده 
عثمان بحدة 
قولتلك عشرين مرة قبل كده صوتك مايعلاش عليا لو أتكررت تاني ه آ ...
هتعمل إيه .. قاطعته سمر بتحد
هتضربني زي ما عملت المرة إللي فاتت إضربني . إعمل فيا إللي إنت عايزه ما إنت إشتريتني بفلوسك
________________________________________
و كل شوية لازم تفكرني بعطفك و إحسانك عليا و أنا طبعا لازم أسكت و ڠصب عني أفضل عبدة ليك.
نظر لها پصدمة و إنقبض وجهه ڠضبا .. رد بعد أن تمالك نفسه 
إنتي إللي حصل كله أكيد لسا مأثر عليكي .. كانت لهجته مقتضبة
أنا مش هحاسبك علي إللي قولتيه دلوقتي بس أحب أعرفك حاجة . إنتي بقيتي مراتي . بقيتي مرات عثمان البحيري . يعني خدتي إسمي و واجهت الناس بيكي . عمري ما كنت هعمل حاجة زي دي إلا إذا كنت متأكد مية في المية إنها صح . عمري ما كنت هتجوزك كده و خلاص و أضر إسم عيلتي .. أتمني تكوني فهمتي !
و قام من أمامها و مضي صوب الحمام لتستوقفه بسخرية 
ما إنت كنت متجوز قبل كده و طلقتها . بس طلقتها عشان جرحت رجولتك مش عشان ضرت إسم عيلتك .. و تابعت بمرارة 
إنما أنا بقي الصدفة وقعتني في طريقك .. عشان تدمرني و تحس بينك و بين نفسك إنك رديت كرامتك.
إشتدت عضلات فكيه و هو يجاهد للمحافظة علي هدوئه إنها تتعمد إثارة أعصابه و هو لا يعلم إلي متي سيظل يتحملها !!!
لزم الصمت و أكمل طريقه نحو الحمام ليهتز كل شئ ساكن عندما صفق الباب پعنف من خلفه .. و لكن هي لم تهتز ...
كانت تمشي صوب غرفته بخطوات مترددة ... علي ثغرها إبتسامة خجلة كانت تمسك في يدها لوحتها الفريدة التي تابعتها بدقة و لم تتركها إلا و هي مكتملة
دقت بابه و إنتظرت للحظات فتح لها مراد و إنفرجت أساريره بشدة عندما رأها ..
مراد بإبتسامة عريضة 
هالة ! . أهلا . إزيك يا هالة عاملة إيه 
هالة بصوتها الرقيق 
الحمدلله يا مراد . كويسة ! .. و تفادت النظر إلي عيناه حتي لا تزداد إرتباكا
إيه خير .. تساءل مراد و هو يشملها بنظرات مبتهجة
كنتي عاوزاني في حاجة !
و أخيرا نظرت هالة إليه 
أيوه . كنت جاية أوريلك حاجة !
يا تري إيه 
طيب ممكن أدخل .. سألته بتردد لتتلاشي إبتسامته و يجيبها غير واثقا 
أه . أه طبعا . إ إت إتفضلي ! .. و أفسح لها مجالا للدخول
تمر هالة بمحاذاته ببطء و إستحياء و إذا بها ترفع اللوحة بعد أن أغلق الباب و تديرها ليري صورته المرسومة بمنتهي الدقة و الإبداع ..
مراد بذهول 
إيه ده يا هالة .. ده أنا !!
توردت هالة خجلا و أومأت له مبتسمة 
أيوه .. إيه رأيك 
مراد و هو يتأمل الصورة بإعجاب شديد 
تحفة . روعة .. جميلة جدا يا هالة . زي ما تكون صورة حقيقية مش رسمة ... ثم إبتسم و قال مداعبا 
بجد ماكنتش أعرف إنك رسامة جامدة أوي كده . و لا بيكاسو في زمانه.
ضحكت هالة بدلال و قالت 
يآااه بيكاسو مرة واحدة مش للدرجة دي يا مراد.
لا والله للدرجادي و نص . إنتي يابنتي مش عارفة قيمة نفسك . لكن عموما شكرا علي تعبك.
ماتقولش تعب . طول ما أنا برسم مش بتعب . و كمان ماتقولش شكرا .. أنا كنت مبسوطة و أنا برسمك ! .. نطقت الجملة الأخيرة بخجل شديد
لتتلاشي إبتسامة مرادللمرة الثانية و لكن السبب كان مختلف الآن ..
مالك يا مراد .. تساءلت هالة بقلق عندما أطال في صمته
أنا قلت حاجة ضايقتك 
مراد بإبتسامة حزينة 
لأ . لأ يا هالة ماقولتيش حاجة . و أنا مش مضايق خالص.
هالة بحيرة 
أومال مالك !
تنهد مراد بثقل و أجابها 
أنا مسافر بكره يا هالة.
هالة پصدمة 
بتقول إيه .. مسافر 
مراد و هو يراقب إنفعالاتها بتركيز 
أه يا هالة . مسافر . هرجع لندن مع بابا و ماما.
نظرت له بصمت طويل .. و عندما تكلمت قالت بدهشة 
حتي إنت كمان ! .. كان صوتها هامسا لكنه سمعها بوضوح
مراد بإستغراب 
قصدك إيه يا هالة !
هزت هالة رأسها قائلة بهدوء 
و لا حاجة . مش قصدي حاجة يا مراد .. إتفضل اللوحة.
مد مراد يده و أخذ اللوحة منها لترسم إبتسامة خفيفة علي ثغرها و تقول 
حافظ عليها بقي أهي تذكار يفكرك بيا . مع السلامة يا مراد.
و مشت عدة خطوات ..
إستني يا هالة ! .. صاح مراد ليوقفها
إلتفتت له هالة فسألها 
هنبقي نتكلم صح 
هالة بإبتسامة 
أكيد .. ثم خرجت لتعود من حيث آتت
دايما من طرف واحد ! .. تمتمت هالة لنفسها و تابعت بكآبة 
العيب فيا و لا فيهم 
في غرفة عثمان ...
يخرج من الحمام متدثرا بالروب المجفف تفوح منه الروائح الطيبة .. تظاهر بتجفيف شعره و لم يعير سمر ذرة من إهتمامه و تصرف كما لو أنها غير موجودة
و لكنها في الحقيقة لم تبالي به و راحت تعتني بأختها .. كانت تطعمها أخر ملعقة ملأتها من الصحن عندما دق باب الغرفة و ذهب عثمان ليفتحه
و كانت الخادمة ..
عثمان بتساؤل 
نعم !
الخادمة بتهذيب 
عثمان بيه الممرضة إللي من طرف دكتور رؤوف وصلت تحت و كمان ال جت و مستتية علي البوابة برا عند الآمن حضرتك.
عثمان بجدية 
54 
_ أشباح ! _
ما زالت الممرضة الشابة تباشر عملها بإتقان لا يخلو من الرقة ...
لا تعلم سمر هل الرقة طبع لديها أم أنها تصطنعها لأجل جذب إنتباه زوجها .. خاصة إنها ليست منطقية لأنها جلست أمامه و هو نصف عاري بدون خجل
بل راحت تتفرس في صدره الأسمر العريض و كتفاه و ذراعاه و تفاصيل وجهه الوسيم ..
أقرت سمر و لم تنكر شعور الغيظ الذي بدأ يجيش بصدرها قبل نصف ساعة و حتي الآن رغم أنها عجزت عن إيجاد مبرر له
و لكن ما أزاد الأمر سوءا هو أن عثمان طوال هذا الوقت كان يحاول جاهدا منع الإبتسامة من الظهور علي وجهه و كأنه يقول لها أنه يفهم ما تشعر به
عاندته سمر و حاولت محو الحنق من عقلها كليا و تظاهرت بإستكشاف الهاتف الذي أهداها إياه ..
إنقضت بضعة دقائق أخري لتقوم الممرضة أخيرا و تقول برقتها المستفزة 
خلاص خلصنا . ألف سلامة عليك يا عثمان بيه.
عثمان بإبتسامة 
الله يسلمك . معلش تعبتك معايا.
أه فعلا تعبتها أووي ! .. تمتمت سمر لنفسها دون أن تنظر له
الممرضة بلطف 
مافيش تعب و لا حاجة ده شغلي . المهم حضرتك لسا حاسس پألم في كتفك !
رفع عثمان يده السليمة و ربت علي كتفه المصاپة ليختبرها ثم قال بإستغراب 
لأ . مش حاسس بأي حاجة كأن الجزء مش موجود !!
بس حضرتك بتعرف تحرك بقيت دراعك !
حرك عثمان ذراعه بسهولة و قال 
أيوه فعلا.
الممرضة بتفاخر 
ده سببه المخدر الموضعي إللي حطتهولك علي الچرح . و علي فكرة كان فكرتي أنا و الدكتور سمحلي بيه.
عثمان بنبرته المخملية 
شكرا يا آنسة . بلغي سلامي للدكتور من فضلك.
الممرضة بنظرة مطولة 
أكيد .. أكيد يا عثمان بيه !
و هنا رفعت سمر
________________________________________
وجهها و رمقتها پغضب
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 56 صفحات