السبت 30 نوفمبر 2024

حكايه مريم

انت في الصفحة 52 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


فتراجعت و هي تقول بإرتباك 
آا ط طيب عن إذنكوا ! .. و رحلت
ليلتفت عثمان نحو سمر و يطالعها بسرور 
إيه يا حبيبتي .. كان صوته ناعما
سمر و هي تنقل بصرها عن الهاتف لتنظر إليه 
إيه ! .. تساءلت بجفاء
عثمان بإبتسامته الجذابة 
ماسمعتش صوتك يعني بقالي كتير !
سمر بتهكم 
عايزني أغنيلك يعني !
ضحك عثمان بمرح و قال 

لأ يا حبيبتي مش عايزك تغنيلي . طيب قوليلي إيه رأيك في مس تانيا 
صوبت إليه نظرة حادة و سألته 
رأيي فيها إزاي يعني 
عثمان ببراءة 
رأيك فيها ! يعني إرتاحتيلها حاسة إنها هتقددر تاخد بالها من ملك !
سمر و هي تهز كتفاها بخفة 
لسا ماجمعتش رأيي عنها . لما أبقي أتعامل معاها أكتر هعرفها و هشوف إذا كانت أد الثقة و لا لأ.
أومأ عثمان بتفهم لتقع عيناه في اللحظة التالية علي عربة طعام الفطور التي وضعت فوقها مجموعة من الجرائد و المجلات ..
إيه ده الجرايد وصلت .. قالها عثمان صائحا و قام من فوره حتي يري الخبر بنفسه
فتح أول جريدة ليجد الصورة التي إلتقطت له أمس مع زوجته تتصدر الصفحة الرئيسية
أخذ الجريدة و مضي نحو سمر بسرعة و هو يقول 
سمر . بصي . شوفي خبر جوازنا إتنشر في كل الجرايد خلاص.
تناولت سمر الجريدة منه و شاهدت صورتها معه التي بدت فيها سعيدة علي عكس ما هي عليه في الواقع
كان يحتضنها بحميمية و يبتسم بثقة و حب ..
نقلت عيناها بعد ذلك إلي عنوان الخبر الذي كتب بالخط العريض زواج عثمان البحيري الوريث الأكبر لأعرق عائلة بمدينة الأسكندرية قنبلة تهز الوسط الإجتماعي .. ثم قرأت المحتوي 
عثمان البحيري الذي ينتظر الجميع زواجه بعد فشل زواجه الأول و سعيدة الحظ التي سيرتبط بها في خبر مفاجئ و غير متوقع تم البارحة في قصر عائلة البحيري عقد قرانه علي السيدة سمر حفظي في جو عائلي
و قد ذكر عثمان أنه حسم أمر زواجه من قرينته بعد ثلاثة أشهر فقط من الحب و التعارف مما يدل علي ثقته القوية من قراره هذه المرة .. تهانينا الحارة لجميع أفراد العائلة و لهم أسمي الأماني بالسعادة و المودة و الفرح 
ألقت سمر بالجريدة و هي تطلق تنهيدة ثقيلة ليسألها عثمان بإستغراب 
مالك يا سمر إنتي مش مبسوطة في حاجة في الخبر ضايقتك !
نظرت له سمر و قالت بفتور 
الخبر بيتكلم عنك و عن عيلتك أكتر ما بيتكلم عني.
عثمان بعدم فهم 
قصدك إيه أنا أكيد ماكنتش هقول تفاصيل عنك للصحافة . إزاي مضايقة من حاجة زي دي !!
سمر بإبتسامة ساخرة 
طبعا إزاي أضايق ما أنا سعيدة الحظ إللي إرتبط بيها أغني راجل و إبن أكبر عيلة في إسكندرية كلها !
عثمان بتعجب 
الله ! إيه الطريقة إللي بتتكلمي بيها دي أنا مش فاهمك ! سمر أنا عملت كل ده عشانك . إنتي شايفة إني قدمتك للناس بشكل مش كويس !!
سمر بجمود 
أنا مش شايفة حاجة خالص .. و تحاملت علي نفسها و قامت من أمامه
رايحة فين .. تساءل مشدوها لتجيبه و هي تتوجه بخطوات متعرجة صوب الحمام 
هدخل أخد دوش . قرفانة.
و أقفلت الباب من خلفها پعنف ..
قرفانة ! .. تمتم عثمان بدهشة ثم هز كتفاه و أكمل 
يمكن عشان حامل أه صح هو كده . الحوامل دايما بيقرفوا من أي حاجة.
في محل الجزارة ... تجلس نعيمة وراء المكتب مشغولة ببعض الحسابات
لتنتبه فجأة لهمسات دارت بين إبنها و شخص أخر ..
رفعت رأسها لتري ماذا يجري ... و إتقبض وجهها حين لاحظت تجهم إبنها
كان يحمل جريدة في يده و ينظر پغضب شديد إلي شئ ما أسرعت نعيمة له بسرعة ليتوتر الذي أحضر الجريدة كي يريها لخميس حاول أن يأخذها منه قبل أن تصل نعيمة لكنها كانت بين أيدي فولاذية ..
في إيه يا حسن .. قالتها نعيمة بتساؤل
حسن بتلعثم 
م مافيش يا معلمة. أنا كنت جاي أصبح علي المعلم خميس !
نعيمة و هي تنظر لإبنها بقلق 
مالك يا خميس فيك إيه !
لم يرد عليها .. فصاحت به 
خميس ! مالك إيه إللي في إيدك ده .. و شدت الجريدة منه بقوة
رأت نعيمة الخبر الذي أضرم الڼار في كيان إبنها فبهتت ..
تسمرت عيناها علي سمر و بلحظة إتقدت النيران فيها هي الأخري نظرت إلي حسن پغضب
ليزداد الأخير إرتباكا و هو يقول 
و الله يا معلمة ما كنت قاصد حاجة وحشة . أنا كنت فاكركوا شوفتوا الخبر قبل مني !
و هنا إنتفض جسد خميس بقوة ليمضي بسرعة إلي الخارج ..
ركضت أمه خلفه تراقبه پخوف و إرتاحت عندما شاهدته يدخل إلي منزلهم
55 
_ صڤعة ! _
صباح يوم جديد ... يغادر عثمان باكرا و قد حرص علي عدم إحداث أي ضجة لئلا تستيقظ سمر
و لكنه لم يكن يعلم بإنها كانت تتظاهر بالنوم حتي لا تواجهه ..
أطلقت سمر زفرة إرتياح حالما خرج ثم قامت أخيرا من مخدعها .. و بعد أداء الروتين الصباحي أمسكت بالهاتف و أجرت الإتصال بزينب
لحظات و جاء الصوت المحبب مفعم بالحنان و الشوق 
سمر ! صباح الخير يا حبيبة قلبي . وحشتيني أووي يا حبيبتي.
سمر بغبطة 
صباح النور يا ماما زينب . و الله إنتي إللي وحشتيني قوليلي إيه أخبارك 
أنا كويسة يا حبيبتي المهم طمنيني عليكي إنتي و ملك عاملين إيه 
أنا و ملك بخير إطمني و ماتقلقيش علينا .. ثم سألتها بشئ من التردد 
بس عايزاكي تطمنيني علي فادي . أخباره إيه يا ماما زينب !
صمت قصير .. ثم ردت زينب بنبرة حزينة 
أهو يابنتي . أخباره هي هي مافيش جديد.
سمر بقلق 
يعني إيه قوليلي يا ماما زينب فادي ماله 
تنهدت زينب و قالت 
سافر لشغله من تلتيام . أجازته بقت قصيرة أوي مش بيجي هنا إلا نص يوم بس يدوب يشقر علي الشقة . دقنه طولت و علطول سآاكت . ماتسمعيلوش حس .. حالته تصعب علي الكافر يا ضنايا.
إنقبض قلب سمر و شعرت بإنسداد في حلقها .. لكنها نطقت بصوت مبحوح 
مابيسألش عني .. عن ملك !
زينب بإشفاق 
يابنتي بقولك علطول ساكت . لا بيكلم حد و لا حد بيكلمه.
إعتصرت سمر جفناها پألم و همست 
أنا السبب . أنا. عملت فيه كل ده .. أنا السبب.
زينب بحزن 
يابنتي إنتي بردو ضحېة . ضحيتي بنفسك عشانه و عشان أختك . ماتعمليش في نفسك كده و إذا كان ربنا سامحك يبقي أخوكي أكيد هيسامحك.
سمر و هي تذرف دموع اليأس و المرارة 
عمره ما هيسامحني . مش هيسامحني أبدا يا ماما زينب !
كانت جالسة في غرفتها ... تتصفح حاسوبها بفتور لا يخلو من الملل
حتي وصلتها رسالة منه علي الهاتف ..
صالح بتعملي إيه 
كتبت صفية 
مش بعمل حاجة
قاعدة زهقانة بس
بتسأل ليه 
صالح 
طيب تعاليلي دلوقتي في أوضتي
عايزك في موضوع
________________________________________
مهم.
صفية 
و ماتجيش إنت ليه يا حبيبي 
ما إنت خفيت و بقيت زي القرد بتتنطط في كل حتة
و لا علي راسك ريشة !
صالح 
إخلصي يا صافي
و بعدين بطلي الإسلوب ده بقيتي بيئة زي مرات أخوكي
شكلها بهتت عليكي !
قرأت صفية كلامه لترد پغضب 
صآاالح
إلزم حدودك و ماتجبش سيرة مرات أخويا
مالك و مالها 
صالح 
أوك يا حبيبتي خلاص سكت و مش هجيب سيرتها
إنجزي بقي و تعالي يلآااا.
زفرت صفية بضيق و ردت 
أووك جاية.
في مكان أخر ...
تحديدا كلية الفنون الجميلة ... تخرج هالة من المدرج شاردة الذهن كانت تمشي ببطء و هي تحتضن أغراضها بين ذراعيها
و لم تعي بنفسها إلا و هي تصطدم بأحدهم بقوة ليسقط كل ما كانت تحمله علي الأرض ..
آا أنا آسفة ماختش بالي ! .. قالتها هالة بإرتباك ثم إنحنت بسرعة لتلملم دفاترها المبعثرة
عنك يا هالة ! .. يا للعجب هذا الصوت مألوف جدا لها
ترفع هالة وجهها فورا و تنظر له بعدم تصديق
مراد بإبتسامته الجذابة 
إزيك يا هالة عاملة إيه !
ما زالت ترمقه بذهول شديد دون أن تفه بكلمة ..
تلاشت إبتسامة مراد و أجفل قائلا بقلق 
هالة إنتي كويسة الخبطة كانت جامدة عليكي دوختي .. و تفرس بقلق أكبر في وجهها الشاحب
إبتلعت هالة ريقها بصعوبة و قالت بتلعثم 
م مراد . آ إنت .. إنت هنا بج بجد 
مراد بدهشة 
إيه هنا بجد دي طبعا هنا بجد أومال هيكون شبحي إللي واقف قدامك ! .. ثم أمسك بيدها ليوقفها معه
هالة و هي تعلق نظراتها بنظراته 
جيت إزاي 
مراد بتعجب 
هكون جيت إزاي يعني يا هالة جيت بالطيارة طبعا . إنتي بقيتي تسألي أسئلة مش منطقية خالص !
واصلت هالة تساؤلاتها بإلحاح 
طيب إيه إللي جابك إنت مش قلت إنك مسافر عشان تشتغل مع باباك و مش هترجع هنا تاني صح مش إنت قلت كده 
أومأ مراد 
صح أنا قلت كده . بس مش هينفع نتكلم هنا يا هالة . ممكن أعزمك علي الغدا و نتكلم و لا لسا وراكي حاجة هنا !
هالة و هي تهز رأسها بتوتر 
لأ . أنا خلصت محاضراتي خلاص !
مراد بإبتسامة 
يبقي نتغدا سوا.
في غرفة صالح ...
ما زال يحاول إقناعها و ما زالت تجادله بعدم إقتناع
صالح بضيق شديد 
يا صافي أنا زهقت . بقالي ساعة بحاول أقنعك . أنا نفسي أفهم إنتي مش موافقة ليه إنتي مش بتحبيني و عايزة نتجوز زي ما أنا عايز 
صفية بحيرة 
يا صالح و الله بحبك و عايزة أتجوزك إنهاردة قبل بكره . بس ظروفنا دلوقتي ماتسمحش.
ليه ماتسمحش 
صفية بحزن 
أولا بابي . بقاله شهرين بس . و مامي . مامي لسا تعبانة و مش هقدر أفرح أنا و هي زعلانة . صدقني مش هقدر و مش هينفع يا صالح.
56 
_ خروج ! _
يخرج عثمان من الغرفة و هو يغلي من الڠضب و يلعن كل شئ أمامه ...
تصطاده صفية و هي تصعد الدرج 
عثمان عثمان ! .. قالتها و هي تهرول صوبه
توقف عثمان و هو يتأفف بضيق شديد لتأتي أخته بسرعة و تقول بإبتسامة 
مساء الخير يا عثمان.
إلتفت عثمان لها و رد بإقتضاب 
أهلا يا صافي.
صفية بإستغراب 
مالك يا عثمان شكلك مضايق كده ليه !
عثمان بإنفعال 
إنتي مالك مضايق و لا مش مضايق . إنجزي إنتي و قولي عايزه مني إيه 
أجفلت صفية و قالت بشئ من الإرتباك 
طيب خلاص من غير عصبية . أنا مش
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 56 صفحات