السبت 30 نوفمبر 2024

بين الحقيقة والسراب

انت في الصفحة 39 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


الهاوية من الفراق المدمر لكيانهم ولكن هل سيفرقهم القدر أم سيجمعهم الزمان والمكان في أي أوان
انقضي شهران بأكملهم تغيرت فيهم الأحوال مع أبطالنا جذريا 
فوالدة زاهر
قامت برفع قضية علي ريم بضم الأولاد وجعل ولايتهم حقا لها والتشكيك في أخلاق والدتهم ووعدها المحامي اللعوب بأنه سيكسبها عن جدارة 
ومريم ونادر تتابعان مع تلك الماكرة الشريرة وحاولوا الإيقاع بها وينقصهم تقديم بلاغ للنائب العام في سرية تامة ومعهم الأدلة 

وفي خلال هذه المدة ابتعدت عن رحيم وحاول معها كثيرا ولكن لم تبدي محاولته نفعا فكانت حينما تقرر أن تلين تري نظرات عدم
الرضا من فريدة لها فتبتعد مما سبب ڠضب عارم من ذاك الرحيم لها وتوعدها بأن ينتهوا من مشكلتها وسينتقم منها أشد اڼتقام علي ابتعادها عنه وتحريمها له 
وكما تواصلوا مع مديرة الدار وتعاونت معهم في الإيقاع بتلك الماكرة ولكن خوفا عليها لم تعود إلي الدار 
واجتهدت في دراساتها وعلي وشك الإمتحانات النصف الثاني للعام الأخير والذي تسعي جاهدة أن تحصل على أعلي الدرجات والفوز بمركز عال كالمعتاد 
أما عن راندا فسددت جميع الطرق علي إيهاب وموقفها عنيد بشدة وعلي إصرار أن تنتهي من الموضوع وباتت في قوقعة حزنها وأولادها علي مشارف الضياع 
أما عن بطلنا المالك للأخلاق فهو حقا اسم علي مسمي فاليوم أتم زواجه من جوليا وأوفي بوعده 
ووالدته
غير مقتنعة بتلك الزيجة ورأت أنه تسرع في زواجه من تلك الغربية التي لا تمت لعوائدهم بصلة 
اتفق مالك معها علي ارتداء الحجاب ووافقت علي مضض لأنها تعشقه وأحبته من كل قلبها 
انتهوا من مراسم الكتاب وأخذها وذهب إلي الساحل الشمالي كي يقضوا أول أسبوع زواجا لهم هناك فتحدثت جوليا وهي تشبك يداها بيده قائلة بعشق
أنا مش مصدقه إن إحنا اتجوزنا بالسرعة دي وفي اقل من تلت شهور قد كدة بتحبني علشان كدة سرعت جوازنا
يا مالك قلبي  
وأجابها بابتسامة هادئة
طبعا ياقلبي متتصوريش أنا سعيد قد إيه بوجودك جنبي وانك بقيتي علي اسمي  
وهتفت برجاء
عمرك ماقلتها لي صريحة نفسي أسمعها منك يامالك نفسي أحسها وعيني تشوفها وهي طالعة من بين شفايفك 
ادعي عدم الفهم وتساءل بجبين مقطب
هي إيه دي ياقلبي إللي
نفسك تسمعيها 
كلمة بحبك ياجوليا     قالتها بنبرة شجن وانتظرت رده  
بعد مدة قصيرة قام من جانبها منزعجا وينظر إليها پغضب وهو يسحب التيشيرت الخاص به ويذهب الي
الشرفة يجلس فيها پغضب عارم 
اندهشت من فعلته ومن نظراته المتحوله فقد كانت بين يديه منذ لحظات تحيا أسعد اللحظات وفجأة حدث ماحدث 
قامت علي الفور وهي ترتدي المعطف الخاص بها ولحقته إلي مكانه متسائلة باستغراب
ممكن أعرف
إيه اللي حصل خلاك تقوم من ي بالطريقه المهينة دي 
لو كانت النظرات ټقتل لقټلها بنظراته وتفوه غاضبا
إنتي إزاي ياهانم تخدعيني بالشكل ده 
لوت فمها بدهشه وأجابت باستنكار
أخدعك ! يعني ايه مش فاهمه 
البارت السادس عشر
انتهت من محاضرتها وخرجت من الجامعه وجدت السياره التي اتفق معها جميل توصلها ذهابا وايابا من الجامعه لقلقه الشديد عليها والإتفاق معه ان يمشي في اماكن عامه 
وصلت الى الفيلا متوجهه الى المكان الذي تمكث به دون ان يحيد نظرها يمينا او يسارا 
واذا بها تتفاجأ بيد تسحبها بسرعه رهيبه الى الجهه الخلفيه من الحديقه
شدت يديها پعنف وهي تشيد بعينين غاضبتين
انت ازاي يا دكتور تتجرا تمسك ايدي وتجرني بالشكل ده انت جرى لك حاجه 
التقط أنفاسه ونظر اليها مرددا بغرام 
قلب الدكتور
وروحه مش حرام عليكي اللي انتي بتعمليه فيا ده 
اهتزت من نظرته وقلبها بات يدق من طريقته ووجهت بصرها للاسفل واجابته بتوتر
هو انا عملت ايه يعني علشان تشدني بالمنظر ده
كان ينظر اليها وكأنه يحفر معالم وجهها الذي استوحشه كثيرا 
ويسمع كلماتها ويدونها في قلبه وكأن حرمانه من كلامها الموجه اليه بات مفقودا وهتف بلوع
هنت عليكي تسيبيني شهرين بحالهم ولا كلام ولا سؤال ولا بتردي على التليفون ولما بترجعي من الجامعه ما بتخرجيش من الأوضه
بتاعتك خالص
وتابع بعتاب
قد كدة رحيم مبقاش فارق معاكي 
أنا بټعذب يامريم وقلبي مش متحمل جفاكي  
ابتلعت غصتها بمرارة وأردفت بقلة حيلة
لو تعرف قد ايه إحساسك ده ميجيش نقطة في بحر من إحساسي 
واسترسلت حديثها ودموع عينيها بدأت بالنزول
طيب انت بتدخل بيتك بتقعد وسط أخواتك ووسط عيلتك بينسوك مريم شوية 
أما أنا بدخل بين حيطان المكان ده بقاسې وحدي وبمسح دمع عيني لنفسي وبداوي
وبطبطب علي قلبي لنفسي 
صدقني لو قلت لك شعور اليتم قد إيه قاسې وموجع مش هتتصور 
وضيف عليهم شعور الوحدة وشعور الخۏف من إللي جاي  
ود لو يهرب بها في مكان يعيشا به سويا بعيدا عن الزمان والمكان وتطوقهم غابات النسيان 
تحرك من مكانه ووقف قبالتها وتحدث وهو يحاول تهدأتها
ليه كده ياحبيبتي بټعذبي نفسك وتصعبيها عليكي  
رفعت مقلتيها الدامعتين وهتفت بمرارة
ما باليد حيلة وحبيبتك جار عليها الزمان وحتي الإنسان مرحمهاش  
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بأمل
صدقيني بعد المحڼ منح وربنا مش بيبتلي إلا عبده إللي بيحبه 
وأنا شفت فيكي الصبر إللي يهد الجبال متيأسيش  
شبكت يديها بتعب واردفت
بس مبقاش فيا حيل والجبل هزه الريح يارحيم  
الله اسم رحيم من بين شفايفك وحشني أوي يامريم 
اهتزت من طريقته ونظراته واعتراها الخجل الشديد ثم تحمحمت ونطقت بتوتر
وقف قلبك يارحيم علشان ۏجع البعاد ميبقاش مر  
علي نفس نظرته المشتاقة وبنفس طريقته المسحورة بها أكمل
قلب رحيم وروحه وعمره وكله بيقول لك مفيش فراق ومفيش بعاد ومسيرك هتستقري هنا  
أنهي كلامه بغمزة من عيناه ويداه استقرت نحو قلبه مما جعل وجهها يكسوه الحمرة من الخجل الشديد 
أما هو أكمل 
وهي بتنطق بحبك يارحيم  
تنهدت بضيق وأردفت بإبانة
هو
أنا السبب ظروفي وظروفك
مينفعوش مع بعض وبحكم الجميع 
وتابعت بشرود وتيهة
أنا لو عليا أعيش معاك في أوضة في الحلال ويجمعنا ببعض الحب الهادي الجميل لكن وأه من كلمة لكن  
بعينين حادتين هتف بتصميم
لكن مين دي ! 
مفيش حاجة غير اني مش هبعد ولا هستسلم بس عايز منك وعد بالصبر ياعمري  
أخذت نفسا عميقا ووعدته 
أوعدك إن قلبي هيفضل ملكك وإن مهما طال العمر مفيش غيرك وهستناك  
قالت كلماتها وتركته وهي تهرول من أمامه مسرعة ودقات قلبه تدق پعنف شديد 
أما هو ابتسم وهدئ من مجرد لحظات في قربها وميثاق من لسانها 
نظر سماءا وهو يدعي ربه بتمني 
اللهم اكتبها لي واجعلها من نصيبي 
اللهم إني عبدك جاء اليك متوسلا راجيا كرمك أن تجمعنا في الحلال الذي لانرضي سواه 
أنهي دعاؤه وجلس علي الكرسي الموضوع سائحا في الملكوت وهائما في عشق المريم 
وتردد في أذنيه مقولة قد قرأها لمحمود درويش
لا أنت بعيد فأنتظرك ولا أنت قريب فألقاك 
ولا أنت لي فيطمئن قلبي ولا انا محروم منك فأنساك 
انت في منتصف كل شئ 
وفجأة سمع صوت رقيق خلفه يردد
ياه ده إنت عاشق ودايب وهيمان يارحيم  
نظر خلفه وابتسم مجيبا
القلب له أحكام وحكمه
عليا قاسې أووي وهو الحرمان 
جلست بجانبه وأشادت بنصح
ربك قلبه كبير وصدق الحكمة 
فلما
استحكمت حلقاتها فرجت وكنت
أظن أنها لاتفرج 
متيأسش وخليك مصمم على هدفك طالما متأكد من حبك وإنه مش مجرد تعلق  
رفع حاجبيه باندهاش وتسائل
هو ازاي أعرف إنه حب ولا تعلق 
ابتسمت ومسحت علي كف يديه بحب وتحدثت 
هسألك شوية أسئلة وبعد ماتجاوب هتكتشف بنفسك تمام 
أشار برأسه مرددا
ماشي اسألي وأنا كلي أذان صاغية 
تحمحمت وبدأت بالسؤال الأول 
قبل ماتشوفها وعينك تيجي في عيونها لأول مرة كان ساعتها إحساسك هو نفسه إحساسك لما عيونك شافت غيرها صدفة 
أجابها بنفي 
عمري ماكنت بركز لو عيني
جت في
عين حد صدفة أما معاها من أول نظرة اتخطفت وبقيت أسير عيونها  
حركت رأسها بابتسامه وتابعت استفساراتها قائلة
طيب إيه إحساسك لو شفت دموعها 
إيه شعورك لو حسيت إنها في لحظة ممكن متكونش ليك وتبقي     كادت أن تكمل تساؤلها إلا أنه وضع إبهامه على فمها مانعا إياها أن تكمل هاتفا بتصميم
لاا متكمليش أهون عليا أدخل قبري ولا أنها تكون لغيري حرام عليكي 
حزنت لأجله ونطقت بتأكيد
إنت مش بتحبها يارحيم إنت عديت مراحل الحب بكتيير وبجد ربنا يعينك علي ندبات الزمن لحد ما توصل لحبك  
سألها بتيهة
تفتكري هقدر علي ماما أنا مش عايز ڠضبها ولا زعلها  
ربتت علي ظهره وطمأنته 
متقلقش ياحبيبي كلنا معاك وهنقف جمبك وهنساندك في موقفك وهنحاول نقنعها  
ابتسم براحة وردد بامتنان
متتصوريش كلامك معايا ريحني قد إيه وطمني شوية من بركان القلق إللي مش بينيمني الليل ياريم  
اعتدلت من جلستها وقالت بمحبة
ربنا يخلينا لبعض ياحبيبي ونعيش أحسن أخوات ودايما قلب واحد ودايما سند لبعض  
في منزل راندا حيث تمكث سما ابنتها في غرفتها ممسكة هاتفها وتتحدث الفيديو كول مع صديقتها وهي تسألها
يعني يارودي أعمل كدة وهتشيرني ولا هتعب علي الفاضي وخلاص 
شجعتها  زميلتها قائلة بتأكيد
of course dont worry
هخلي the followers عندي كلهم يتابعوكي ومتقلقيش ظبطي إنتي المحتوي بس واظبطي نفسك علي الأخر وخلي تقنية الفيديو عالية والأيفون إللي معاكي إمكانتياته عالية جدا استغليها صح  
كانت مترددة مما ستخطوا عليه فقالت لزميلتها بتراجع
بصي فكك من الحوار ده أنا مش هعرف أعمله وأنا أصلا بتكسف من خيالي  
اندهشت صديقتها وردت باعتراض
يعني أنا بقالي أسبوع سايبة متابعيني واتفرغت لك علشان عمالة تزني زي النحلة ورايا ورايا علشان أعلمك وفي الاخر تقولي لي فكك !
Oh my God its a joke  
مطت شفتيها كالأطفال وأردفت بعيون حائرة
خاېفة يارودي الله ! أول مرة أعمل
كدة وكمان خاېفة من ماما ومش عارفه هتوافق ولا لا 
استدعت الهدوء وأكملت بتحفيز 
يابيبي عيب عليكي إنتي في الأمان 
وبعدين هو إنتي بتعملي حاجة غلط ده إنتي بتسلي وقتك وكمان هتكسبي A lot of dollars وهتبقي مشهورة جدا 
وساعتها بالتأكيد مامتك هتفتخر بيكي جدا 
وظلت تحادثها عن مميزات تلك الفيديوهات وأكلت عقلها بالكامل وأغلقت الهاتف معها 
وأمسكت هاتفها وبدأت في صنع الفيديو كما علمتها تلك الفتاة 
ونفذت الخطوات بحرفية وبعد تقريبا ساعتين جلست تشاهد الفيديو بانبهار فهي حقا صنعته بمهارة تجذب الإنتباه إليها 
ثم أرسلته إلي تلك الفتاة وهي تكتب تحته
ها
ايه
رأيك بقالي ساعتين بعمل فيه ومشيت علي الخطوات بالظبط 
استلمت رسالتها علي عجاله وشاهدت محتواها وحقا انبهرت من صنع يداي تلك السما وبعثت لها بانبهار 
What a beauty its so amazing? 
بجد بهرتيني ياسمكة  
ابتسمت سما علي انبهارها وسألتها
علشان تعرفي بس إني بفهم بسرعه 
قولي لي بقي أنشر بنفس الطريقة إللي علمتها لي 
أجابتها مسرعة
يالا علطول وأنا مستنياكي وهظبط لك الرؤيا وهعمل لك sharing عندي  
ضغطت على زر النشر علي موقع التيك توك
وريلز وباقي المواقع التي أملتها عليها وأعطتها اللينكات الخاصة بها 
وعلي الفور قامت الأخري بالشير فهي تمتلك نصف مليون متابع 
وعلي الصعيد الأخر وبالتحديد في أحد الملاهي الليلية يجلس
مهاب وبيده ملفوفا
من السېجار المحشو وأمامه اثنان من أصدقائه يعلمونه كيف يتناوله 
وبالفعل بدأ بتناوله وسحبه إلي صدره وما إن وصل إلي مجري تنفسه حتي سعل
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 67 صفحات