الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فاطيما يوسف حصري

انت في الصفحة 16 من 190 صفحات

موقع أيام نيوز


.
ربت عامر على ظهر صديقه مرددا بامتنان
_ ربنا يخليك ليا يا صاحبي وميحرمنيش من وقفتك جاري ولا إنك بتردني عن الغلط أول بأول.
بادله صديقه الابتسامة قائلا بدعابة كي يخرجه من كئابته
_لع متشكرنيش حاف إكده يدك على ألف دولار أروق بيهم على حالي مهنصحش أني ببلاش عاد .
انخرط عامر من الضحك فور أن استمع إلى دعابة صديقه حتي أدمعت عيناه ثم أردف بدعابة مماثلة

_وه ده إنت طلعت صاحب فشوش بقى ياجدع ألف دولار مرة واحدة !
_ إيه كتيير علي ولا ايه ... جملة استقهامية نطقها صديقه وهو يرفع حاجبه بمشاغبة.
ضحك عامر مرة ثانية على دعابته وأردف وهو يشده لأحضانه 
_ والله مايكترش عليك نن العين ذاته ياصاحبي بس خليك جنبي ومتسبنيش للبطال يسحبني .
ربت صديقه على ظهره مرددا بتأكيد
_ متخافش مهسيبكش وعلى قلبك لأخر العمر أمال هعيش على قفا مين عاد غيرك .
في مزرعة الخيول الخاصة بسلطان المهدى يجلس هو وشريكه يتحدثون في أمور العمل فتحدث الحاج سلمان العمري
_ كيفها الفرسة اللى كانت بتتلوى من أولة امبارح جبتلها الدكتور ولا سويت لها علاج على الماشي
تلقائيا وجه سلطان عيناه تجاه الإسطبل التى تمكث به تلك الفرسة قائلا بطمئنة
_ لع اتحسنت وبقيت زينة بس شيعتلها الدكتور وطمنا عليها انها زينة كانت مغصانة شوي .
تحدث سلمان باستحسان
_ عال عال بقول ايه ياحاج سلطان فيه حاجة مهمة عايز أتحدت وياك فيها من مدة بس مش عارف أخبرك بيها كيف أو أبدأ من وين 
بدت معالم الدهشه على وجهه فأردف مشجعا اياه 
_وه يا سلمان ما تحكي عاد يا اخوي هو من مېتا في بيناتنا اسرار او حد يتلجلج يقول حاجه للتاني .
اخذ سلمان نفسا عميق ثم تحدث شارحا مقصده باستفاضه 
_في حاجه اني عاتب عليك فيها يا سلطان كيف تسيبوا البونية ارملة اخوك كده وهي عازبه وعايشه لوحديها في الفيلا الطويله العريضه داي 
ولحد دلوك وهي معذبه على حالها مع انها بنتة صغيره ورافضه الجواز من اي واحد يتقدم لها وما ينفعش تفضل عايشه لحالها إكده .
اندهش سلطان من حديث سلمان وتحدث مستفسرا بتعجب 
_طيب وداي نعملوا لها كيف يعني يا حاج سلمان ما بيدنا شيء نقدمه لها وما عملناش .
اقترب الحج سلمان من مقعده والتف يمينا ويسارا ليرى ما اذا كان يستمع اليه احدهم ام لا وحينما وجد ان الدار امان تحدث شارحا مقصده 
_لع في حلين ما واخدش بالك منيهم يا سلطان يا اخوي 
اسمعني عاد حداك واد ياتجوزه له يا تتجوزها انت مش حرام ولا عيبه الشرع حلل للراجل مره واتنين وتلاتة واربعة وانت لساتك عضمة ناشفة واللى يشوفك يقول عليك أصغر من ولدك ها قلت ايه في كلامي ده 
جال سلطان بعقله يفكر فيما قاله سلمان ويدوره في عقله ثم تحدث رافضا الفكرة 
_ لع ولدي مايخدش واحدة عدى عليها غير وميكونش هو راجلها الأول وفرحته الاولي 
عمران زينة شباب الصعيد ومتعلم ومتنور وفارس تلزمه مهرة متعلمة وتليق بالمحاسب عمران أنا محطش ولدي في أمر ينغظ عليه عيشته أبدا .
قطب سلمان جبينه وتحدث باستجواد
_ يبقى تتجوزها أنت ومتسيبش الغريب يدخل في أرضكم وياخد عرضكم ولا ايه ومعروفة من زمان أرملة الأخ لأخوه التاني .
احتار سلطان في ذاك الأمر الذي لم يحسب له حسبان في يوم من الأيام منذ أن ماټ أخيه وتركها تعيش مع ابنه ولكنه ترك مكانه الذي تربى فيه لأجل أنه لا يصح أن يعيش معها في مكان وحدهم حتى لو كانت محرمة عليه 
وتوقعوا جميعا أن تعود الي أهلها ولكنها ظلت في مكانها ولم تتركه حتى بعد أن أعطوها حقها في إرثها بما يرضي الله ومرت الأيام ولم يفكر سلطان ولا أي منهم في أمرها 
ولم يكن يتوقع أن يحدثه أحدا في أمرها ولم تأتي بباله يوما ولكن كلام صاحبه عنها شغل باله فلاحظ سلمان أنه تأثر بكلامه فطرق على الحديد وهو ساخن 
_ مالك بس ياحاج سلطان هي واعرة إكده !
دي البنتة زينة ومش عفشة علشان تقعد تفكر كتييير .
تحدث سلطان وهو يتمسك بعصاه ويبدو عليه علامات الحيرة 
_ لع مش احكاية عفشة ولا أني بطلع لها حتى في اي وقت بس الحكاية ولادي مهيوفقوش وزينب كماني ممكن يجرى لها حاجة لو سمعت عنيه الحوار ده وكمان هي ممكن متوافقش إياك .
قطب جبينه باندهاش وهتف معترضا
_ وه مهتوافقش على الحاج سلطان المهدى بحد ذاته ! كلام ايه اللي بتقوله ده عاد !
هي تطول تبقي جوزها دي هتوافق وهطير من الفرحة كمان قال متوافقش عاد !
ضحك سلطان على حديث سلمان وأردف
_ وه كانك مغسل وضامن جنة ياحاج إنت عارف الموضوع ده لو انفتح هنبقي بنفتحوا طاقة جهنم ومهتتسدش غير لما تحرقنا كلياتنا .
ضړب سلمان كفا بكف وهتف بنبرة معترضة 
_ كانك انت اللى مكبر الموضوع شوي ومانتاش واعي لعوايدنا وتقاليدنا اللى معروفة في الصعيد وبعدين زينب سيبها على مرتي اني هخليها تهديها لو شعللتها اطمن من ناحيتها انت اما ولادك هما حد فيهم يقدر يعترض قرارك ويقف قصادك ويوافق ويرفض دول العيال متربين زين وطول عمرهم ليك سمع وطاعة قلب بس انت الموضوع في راسك وإنت هتلاقي ان كل كلمة قلتها لك في محلها .
أماء سلطان برأسه وردد بتمهل 
_ خلاص هشوفه الموضوع ده بس متتعجلنيش أني هفكر فيه براحتي بس الأول أطمن على عمران وأفرح بيه وبعدين يخلق في قضاه ألف رحمة واللي رايده ربنا هو اللى هيصير .
_______________________________
في المشفى يجلس عمران مع محمد يتحدثون في مواضيع شتى فسأله عمران 
_ هي الدكتورة سكون اللى اتكلمنا عنيها المرة اللي فاتت مرتبطة.
قفز محمد من مكانه ووقف أمامه قائلا وهو 
_ لاااا مش مصدق وداني اياك بقي عمران بذات نفسيه بيسأل عن واحدة ست ! 
ياجدع قول كلام غير ده !
تأفف عمران من كلامه وهتف بضجر 
_ ماتخلص ياعم الطبيب عاد وبطل مقلتة ولت فاضي ملهش عازة.
استمتع محمد بطريقته المتعجلة وأحس بطفيف من الأمل من أجل صديقه وأجابه بإبانة
_ هدي خلقك واصل لع مش مرتبطة وممكن أجيب لك قرارها من يوم ماتولدت لحد دلوك بس اديني الإشارة بس وأني أعمل لك نفسي المحقق كونان بس قبل أي شيء عايز أعرف بتسأل ليه 
حمحم بصوت خفيض كي يستدعي الهدوء والثبات النفسي ثم أجابه 
_ لما حصل الموقف تبعها المرة اللى فاتت وأني خارج كنت عايز أطمن عليها معرفشي ساعتها حسيت تجاهها إحساس غريب مكنتش عايز أسيبها وأمشي كنت عايز أفضل مطلع جوة عيونها ومهملهاش ولا أبعد عنيها ولما روحت كل شوي تاجي على بالي وألاقيني بفكر في كلامها البسيط اللي سمعته منيها وكله كوم ونظرة عيونها فيها حاجة غريبة حسيت منها كانها عارفاني من زمان أو فرحانة لشوفتي وهي من الاساس متعرفنيش داي نطقت اسمي وهي غميانة وداي كانت أول مرة
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 190 صفحات