فاطيما يوسف حصري
فكرتش تشغل دماغك زي ما هي عملت علشان اكده اتفضل على مكتبك وهتعرف هتعمل ايه بالظبط .
ثم وجه حديثه الى رحمة
_وانتي يا انسة اتفضلي مع عزة برة هي هتعرفك كل حاجة وهتفهمك هتعملي ايه بالظبط .
غادروا المكتب اما هو عاد إلى ملف القضية الموضوع أمامه كي يدرسه بعناية وكأن شيئا لم يكن فذاك المعتاد لدى ماهر البنان .
_تصوري هبقى مديرة مكتب الاستاذ ماهر البنان مرة واحدة !
والله ما مصدقه حالي .
ابتسمت إليها عزة قائلة بمباركة
_مبروك يا انسه رحمة شفتي ربك عاد كنتي هتمشي في اليوم اللي جايه تختبري فيه ودلوك هتبقي مديرة المكتب وداي حاجة تعلمك ان التسرع في القرارات ما يكونش بالسهولة داي وانك ما تضيعيش الفرص من ايديكي مهما كانت العقبات وده قانون من ضمن قوانين الاستاذ ماهر اللي انا هعلمك كل حاجه عن قوانينه وباذن الله هيوبقى ليكي مستقبل باهر في المجال ده بس اهم حاجة الصبر .
_______________________________
في منزل ماجدة وبالتحديد في الساعة الخامسة عصرا كانت تجلس هي وبناتها كل منهم تتصفح هاتفها فوضعت ماجدة هاتفها على المنضدة ووجهت أنظارها إلى مكة مرددة
قبل أن تجيب تدخلت سكون هاتفة باندهاش
_ اسكتي ياماما إنتي متعرفيش عملت ايه دي كانت رايحة سلم المجد والشهرة بطيارة لكن بتك وش فقر .
نظرت إليها مكة بسخط وهي تضع يدها على فمها كإشارة تحذيرية لها أن تصمت فهي علمت عن ماذا تقصد رأت ماجدة طريقة مكة فأردفت بتحذير
أشاحت سكون برأسها لمكة باعتراض ثم تحدثت باستفاضة
_ البرنسيسة عملت حوار مع نجم كبير ومرضيتش تنشره على صفحتها واللى كان هيجيب لها ملايين المتابعين وقال ايه حرام ومش عايزاهم واصل .
مطت ماجدة شفتيها بامتعاض واردفت بسخرية
كانت مكة تتصفح هاتفها ولم تستمع إلى حرف واحد من حديث والدتها المعتاد عن تدينها ورؤيتها الدائمة بأنها متمسكة بشدة
وأثناء حديثهم استمعوا الى جرس الباب قامت مكة كعادتها إلى غرفتها ترتدي نقابها عند وصول ضيف أما سكون قامت بفتح الباب ونظرت بدهشة إلى الضيفة الآتية وشكلها غير مألوف ويبدوا عليها الإرهاق
_ السلام عليكم انا الإعلامية هند كامل وجاية هنا للأستاذة مكة عايزاها في موضوع شغل هي موجودة ولا لا
رحبت بها سكون بعلامات وجه يبدوا عليها الاندهاش ثم أفسحت لها المجال أن تدلف
_ أهلا وسهلا بحضرتك اتفضلي هي موجودة .
دخلت الإعلامية منزلهم وهي تنظر إليه تتفحصه بعناية ثم أدخلتها سكون حجرة الصالون ونادت على والدتها
أتت ماجدة إليهم وتحدثت وهي تنظر إلى الضيفة نفس نظرات سكون مرددة
_ أهلا وسهلا مين حضرتك
أجابتها سكون تلك المرة
_ دي الإعلامية هند كامل وبتقول إنها عايزة الأستاذة مكة في شغل .
رفعت ماجدة حاجبها باندهاش مرددة بتلقائية مغلفة بالذهول
_ شغل وأستاذة مكة في جملة واحدة ! إنتي متوكدة من انك جاية المكان الصح ياأستاذة
اندهشت تلك الهند من ذهولهم الغير مفهوم مما جعلها تشعر أنها أتت مكانا خاطئا ثم سألتهم مرة أخرى
_ إزاي يعني ده مش بيت أستاذة مكة الجندي الطالبة بكلية الصحافة والإعلام
أجابتها سكون وهي تنظر إلى والدتها بأعين محذرة
_ أه ياحبيبتي هو ثواني هندهالك تحبي تشربي ايه
رفضت أن تتناول أي مشروب وعللت بأنها حين تشعر باحتياجها لشئ ما ستطلب
ذهبت سكون كي تنادي مكة وهي على نفس ذهولها دخلت غرفتها وهتفت بدعابة
_ الأستاذة مكة ممكن تتكرم وتاجي تقابل ضيوف عايزينها برة في شغل مهم .
انزعجت مكة من طريقتها ورددت بضيق
_ شوفي بقى أني مخڼوقة منيكي ولو مبطلتيش مقلتة وانظبطي معاي هطلع عفاريتي عليكي .
قهقهت سكون على طريقتها بشدة ثم أردفت بتأكيد
_ الله وأني مالي عاد هو إنتي بتقولي شكل للبيع في إعلامية برة بتقول إنها عايزاكي في شغل واسمها هند كامل يالا همي عاد علشان مينفعش إكدة نتأخروا عليها.
حينما استمعت إلى الاسم عرفتها على الفور فهي متابعة جيدة لصفحتها علي الفيسبوك والانستجرام فهتفت باندهاش
_ إنتي متوكدة عاد ان الأستاذة هند كامل بنفسيها برة وعايزة تقابلني !
ضړبت سكون كفا بكف من ذهولها وهتفت بتأكيد
_ والله هي قالت إكده هو أني كنت أعرف جنابها يعني
يالا اخرجي عاد وكفاية قر وتتأخري عليها
خرجت مكة كالبلهاء من غرفتها وهي تكذب حدسها أن من بالخارج هي من ببالها
ولكن خرجت ببجامتها القطنية وشعرها الأسود اللامع ينسدل على ظهرها ويصل إلى منتصفه بل ويزيد وبعض من خصلاته تنسدل على عيونها ذات اللون الأزرق ونسيت أن ترتدي حجابها ولا نقابها
ولكن سكون لاحظت ذلك وكادت أن تنادي عليها الا انها انطلقت مسرعة ووصلت الى مكان تلك الإعلامية
دخلت اليهم وعيناها تترصد رؤية تلك الهند وقد كان وجدتها هي بذاتها
وقفت امامها وهي تردد السلام بانبهار فهي تعشقها بشده وتعتبر مثلها الأعلى في الإعلام نظرا لثقافتها الشديدة واهتمامها بالمواضيع الجادة وكما انها إعلامية ممتازة من الدرجة الأولى
فتحدثت مكة بلباقة وهي تسلم عليها
_ نورتي المكان يا أستاذة والله ما مصدقه حالي اني شايفاكي قدام عيوني وبسلم عليكي
هو ده بجد ولا خيال
بادلتها هند مصافحتها بحرارة وأجابتها بابتسامة وهي تنظر الى ملامحها الجميلة بانبهار وشبهتها بإحدى بطلات الأساطير من شده جمالها الأخاذ
_لا بجد يا ستي انا جاية لك مخصوص علشان عايزاكي في شغل مالك مسهمة كده ليه .
انتبهت مكة لحالها وأجابتها وهي تجلس أمامها
_ معقولة عايزاني اني في شغل ! ممكن حضرتك تفهميني اكتر .
اما والدتها تحدثت اليها بسخرية
_ ايه الجمال ده كله يا مكة يا بتي شكلك كيف القمر النهاردة .
فهي تعلم جيدا مدى تشبث ابنتها بأن تلتزم بنقابها حتى أمام السيدات وترفض الجلوس في الأماكن التي تجتمع فيها النساء وهي رافعة النقاب خشية من ان تحكي احداهن او تصف شكلها الى أي مخلوق ولكن عندما ذكرتها والدتها بكلامها ذاك احست بتسرعها ووضعت يدها على شعرها تلقائيا وهي تنظر الى هند بابتسامة شاحبة
ثم استأذنت منها مرددة وهي تقوم من مكانها
_بعد اذنك يا أستاذة ثواني وراجعة لحضرتك .
انطلقت من أمامهم وذهبت الى غرفتها وارتدت الاسدال الفضفاض الخاص بها ووضعت حجابه على راسها ولم تلبس النقاب فهي راتها
خرجت اليهم فتحدثت هند بتعجب
_ليه لبستيه ما انتي كنت زي القمر دلوقتي على