الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ظلام اصيب قلبي

انت في الصفحة 30 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


بتبصولى كدة ليه هو أنا عملت إيه يعنى
إقترب منها مراد قائلا
يابجاحتك يابشرى بتخدرينى وبتخدرى رحمة
وبتحاولى تعملى عملتك السودة دى لتانى مرة وبرده بتسالى عملتى إيهبتعترفى لأخويا بحبك ليه وبإنك عايزة ترتبطى بيه وبرده بتسألى عملتى مراتى ولسة بتسألى عملتى إيه
إنتابها الڠضب وهي تدرك أنه تم كشفها وأن كل شئ قد ضاع من بين

يديها لتقول بغل
انتوا السبب ياولاد الشناوي 
لتلتفت قائلة ليحيي
طول عمرى بحبك لكن إنت مشفتنيش وفضلت علية اللى إسمها رحمة فكان لازم أفرق بينكم بأي طريقة 
ثم إلتفتت إلى مراد قائلا
حتى إنت إتجوزتنى بس عاملتنى زي أي واحدة غريبة لا حبيتنى ولا إديتنى أي مشاعر تخلينى أقدر أنساه 
قال مراد بنبرة جليدية
مسألتيش نفسك ليه محبتكيش
قالت بغل
عشان كنت بتحب رحمة 
إبتسم بسخرية قائلا
طب ليه حبيت شروق وأنا بحب رحمة زي ما بتقولى
عقدت حاجبيها ليستطرد قائلا
عشان لقيت مع شروق اللى عمرى مالقيته معاكى حب حقيقى تضحية حنان وسكن وراحة الواحدة فى إيدها تخلى جوزها مش بس يحبها لأ كمان يعشقها 
ليضيف بصرامة
وإحمدى ربنا إنى محبتكيش وإلا كان عقابك دلوقتى المۏت على إيدية يابنت الدرملى مش بس العقاپ اللى هتتعاقبى بيه أبدا 
نقلت بصرها بين الأخوين وقد إتسعت عيناها توجسا وهي تقول
عقاپ إيه إنتوا هتعملوا فية إيه
قال يحيي بسخرية
متقلقيش قرصة ودان بس تقيلة شوية 
كادت أن تصرخ مستنجدة ليضربها مراد بخفة على مؤخرة رأسها وتسقط فاقدة الوعي بينما قال يحيي بهدوء
وديها المخزن يامراد وأنا هنزل بسرعة ألحق أفهم الغلبانة اللى تحت دى الحقيقة واللى أكيد فاكرة إنى صدقت فيها زي زمان متعرفش إن إحنا إتفقنا فى المستشفى على إننا هنحاول نوقع بشرى ونسجلها صوت وصورة بلاويها عشان العيلة متلومش عليك طلاقها كنا عايزين إعتراف منها بإنها اللى قټلت طفلك بس هي ساعدتنا وعملت أكتر من كدة كمان عملت اللى يخلى العيلة ڠضبانة عليها عمر بحاله 
أومأ مراد برأسه قائلا
تمام روح إنت ومتقلقش أنا مش عارف أشكرك إزاي على إنك وقفت جنبى وفتحت عيونى اكتر على بلاويها ولولا فهمتنى حقيقتها كانت هتبقى صدمة كبيرة علية وأنا بسمع كلامها دلوقتى 
قال يحيي بهدوء
متشكرنيش يامراد الحمد لله إن شرها وقف لحد هنا ولحقناه قبل ما تضر حد فينا أكتر من كدة سلام دلوقتى 
قال مراد
سلام 
ليسرع يحيي وينزل درجات السلم إلى حيث سيارته كاد أن يجن وهو يلاحظ عدم وجود رحمة ليشعر بالړعب فى أوصاله وهو يتأمل المكان الخالى من حوله ېصرخ قلبه بإسمها فى لوعة 
الفصل التاسع والعشرون
كانت رحمة جالسة بهدوء تتأمل هذا العشب الأخضر الممتد أمامها بلا نهاية ورغم ان هذا المنظر الطبيعي لطالما أراح أعصابها بالماضى إلا أنه الآن لا يؤثر فيها مطلقا فصورة يحيي وهو ينظر إليها بجمود لا تفارق عيينها لقد صدق ما رأته عيناه للمرة الثانية ورفض أن يثق بها مجددا ليهدم بيده عشق سكن قلبها وزواجا ظنت أنه لآخر العمر تنهدت بحزن ليخرجها من أفكارها صوت نحنحنة باتت مألوفة لديها لتلتفت وترى الحاجة آمال تقف خلفها تماما حاولت رحمة أن تبتسم وهي تقول بأدب
إتفضلى ياحاجة آمال واقفة كدة ليه
نظرت آمال إلى إبتسامتها الباهتة وعيونها الحزينة والتى تعكس حالتها منذ أن جاءت إلى هنا منذ ثلاثة أيام تبكى بحړقة لتأخذها آمال وتجعلها تفضفض لها بمكنون قلبها لتتحسر آمال
على رحمة وكل ما مر بها وتتوعد لتلك الأفعى بشرى هي والحية بهيرة بقصاص يكون عبرة لأمثالهم وحين أراد الحاج صالح أن يحضر يحيي ويصلح بينهما رفضت رحمة بشدة وهددت بالهروب ليضطر الحاج صالح أن يخضع مؤقتا لرغبتها حتى تهدأ ثم يستطيع أن يجمع بينهما بكل خير فهو يدرك أن يحيي يحبها وقد ظهر ذلك بوضوح فى تلك المرة التى زارهم فيها هو وعائلته ولكن تلك الشيطانة لعبت لعبتها مجددا لتعمى الغيرة عيون
يحيي عن رؤية تلك اللعبة الحقېرة التى كررتها بشرى بمنتهى الغباء أفاقت الحاجة آمال من شرودها على صوت رحمة وهي تقول فى حيرة
حاجة آمال !
إبتسمت آمال وهي تتقدم وتجلس بجوارها قائلة
أعذرينى يابنتى سرحت شوية فى حالك
وحال جوزك اللى مش عاجبنى خالص 
أطرقت رحمة رأسها قائلة بصوت يقطر حزنا
نصيبنا كدة ياحاجة آمال حياتنا مع بعض تنتهى فى الوقت ده وبالشكل ده 
قالت الحاجة آمال بهدوء
الست العاقلة يابنتى متسيبش بيتها أبدا وتبعد عن جوزها لمجرد إنه غلط لأ تقف وتدافع عن بيتها وحياتها وراجلها خصوصا لو بتحبه زي ما إنتى بتحبى يحيي 
رفعت رحمة رأسها تنظر إلى آمال بعيون غشيتها الدموع وهي تقول
كان ممكن أقف أدام الدنيا بحالها لو حسيت للحظة واحدة إنه بجد واثق فية إنى مش ممكن أخونه لو حسيت لثانية إنه شاكك فى اللى بيحصل لكن هو وقف يبصلى زي مابصلى زمان وكأن خيانتى شئ متوقع وكأن متأكدش بنفسه بظلمه لية فى المرة الأولى 
أطرقت آمال برأسها فى حزن قائلة
معاكى حق يابنتى 
لترفع رأسها قائلة
بس اللى بيحب بيبقى أعمى يارحمة وغيرته على حبيبه بتعميه أكتر مبيشوفش أدامه غير اللى غيرته بتصورهوله لكن لما بيهدى ويفكر بيعرف إن فيه حاجة غلط وبيبدأ يحلل صح ويعرف إنه غلطان زي يحيي دلوقتى 
عقدت رحمة حاجبيها قائلة بحيرة
قصدك إيه ياحاجة آمال
إقتربت منها الحاجة آمال قائلة بحذر
وصل للحاج صالح إن يحيي قالب الدنيا بيدور عليكى فى كل حتة لدرجة إنه سافر الإمارات يدور عليكى هناك ده أنا سمعت إنه ياحبة عينى لابياكل ولا بيشرب ولا بينام وحالف ما يرتاح غير لما يلاقيكى 
أحست رحمة بۏجع فى قلبها لسماعها أحوال يحيي المؤلمة لتنفض هذا الۏجع وهي تخبر نفسها أنه ربما يبحث عنها الذى يعتقد أنه تمرمغ فى الوحل لتترجم إحساسها إلى كلمات وهي تقول بهمس حزين
غالبا بيدور علية عشان ياحاجة آمال ماهو فاكر إنى خنته مع أخوه 
أصدرت الحاجة آمال صوتا يعبر عن رفضها وهي تهز رأسها نفيا قائلة
لأ يارحمة مظنش أنا حاسة إنه بيدور عليكى من حبه فيكى يابنتى كلنا شفنا الحب ده فى عينيه لما وقعتى من طولك يوميها ياضنايا 
قالت رحمة پألم
ياريت نقفل الكلام فى الموضوع ده عشان خاطرى ياحاجة آمال الكلام فيه بجد بيوجعنى وكفاية ۏجع لحد كدة 
تنهدت آمال قائلة
اللى تشوفيه يابنتى 
نهضت رحمة قائلة
أنا قايمة أروح أوضتى أرتاح شوية بعد إذنك ياحاجة 
قالت آمال
إذنك معاكى يابنتى 
لتمشى رحمة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها عيون الحاجة آمال بحزن قبل أن تسقط أرضا لتصاب الحاجة آمال بالجزع وهي تسرع إليها لتجدها فاقدة الوعى لتصرخ قائلة
إلحقينى يانجاة إلحقنى ياحاج صالح 
قال مراد 
أنا بخير ياحبيبتى إنتى أخبارك إيه
قالت شروق
أنا بخير طول ما إنت بخير يامراد مش ناقصنى بس غير إنى أشوفك 
تنهد مراد قائلا
إنتى شايفة ياحبيبتى الظروف اللى إحنا فيها نلاقى رحمة بس وهتلاقينى عندك فى ثوانى 
قالت شروق بحزن
والله أنا قلبى واجعنى عليها بدعى كل يوم فى صلاتى تلاقوها أنا عارفة يحيي بيحبها أد إيه 
نظر مراد إلى أخيه الذى يزرع الحديقة جيئة وذهابا يتحدث فى الهاتف بعصبية ليقول بأسى
والله إنتى لو شفتى حالته دلوقتى يصعب عليكى ياشروق ربنا يكون فى عونه أنا كنت مكانه
وعارف هو حاسس بإيه دلوقت 
لمعت عيون شروق لتقول
طيب ما الحل أدامنا أهو يامراد 
عقد مراد حاجبيه قائلا
تقصدى إيه
قالت شروق
حاډثة يعملها يحيي ورحمة اكيد اول ما تسمع هتيجى تشوفه علطول 
قال مراد بإستنكار
إنتى إتجننتى ياشروق يعنى عشان نرجع رحمة نضيع يحيي 
قالت شروق بحنق
وأنا قلت كدة برده يامراد ياحبيبى خبر مزيف فى الجرايد ويحيي فى أوضة فى المستشفى بتاعة صاحبه وكل شئ يتظبط عشان يبان زي الحقيقة ساعتها رحمة لو شافت الخبر هتيجى علطول أنا متأكدة 
مرر مراد يده فى شعره قائلا
والله هي فكرة هقوله عليها رغم إنى معتقدش إنه ممكن ينفذها بس أهى محاولة يمكن تصيب 
قالت شروق
طيب قوله واللى فيه الخير يقدمه ربنا ياحبيبى 
قال مراد وهو يلاحظ أن أخاه أنهى مكالمته ويتجه إليه بخطوات عصبية
خلاص ياشروق يحيي جاي أهو خدى بالك من نفسك ياحبيبتى 
قالت شروق بحب
وإنت كمان يامراد خد بالك من نفسك وطمنى عليك أول بأول 
قال مراد
حاضر سلام دلوقتى 
ليغلق الهاتف ويحيي يقف أمامه تماما ملامحه لا تبشر بالخير أبدا 
قالت الحاجة آمال بقلق
كدة مبقاش ينفع نخبى على يحيي مكانها ياحاج صالح 
قال الحاج صالح وهو يطرق بعصاه الأرض قائلا
معاكى حق ياحاجة الموضوع مبقاش زعل بين زوج وزوجة الموضوع بقى أكبر من كدة ولازم الإتنين يبقوا قصاد بعض عشان يتراضوا ويرجعوا لبعض 
قالت الحاجة آمال 
يعنى هتقوله ياحاج
نظر إليها الحاج صالح قائلا
لا ياحاجة دى حاجة بين الراجل ومراته ملناش دخل بيها أنا هتصل بيه وأقوله على مكان مراته وهو لما ييجى تبقى تقوله 
أومأت برأسها قائلة
عين العقل ياحاج عين العقل 
ليمسك الحاج صالح هاتفه ويتجه إلى حجرته يجرى هذا الإتصال الذى أصبح
ضروريا لجمع زوج وزوجة وطفلهما معا 
قال مراد بقلق
مالك يايحيي فيه جديد
قال يحيي پغضب
لسة حالا المحقق متصل بية بيقول إن إبنه حصله حاډثة وعشان كدة إتأخر فى إنه يجيبلى نتايج فرز الشرايط بتاعة ليلة الحفلة وإنه بعد كدة حاول يوصلى كتير ومكنش بيقدر طلع الخاېن ياسيدى فى رجالتى واللى دخل الحرباية اللى حطت السم لرحمة  يوميها يبقى فتحى 
قال مراد پصدمة
مش معقول مش الراجل ده اللى ياما عطفت عليه وجوزت بنته السنة
اللى فاتت 
أومأ يحيي برأسه قائلا فى ڠضب
ومطمرش فيه مش دى المشكلة أصلا المشكلة فى اللى عملت كدة تعرف طلعت مين
نظر إليه مراد بتوجس ليومئ يحيي برأسه قائلا پحقد
أيوة هي بشرى 
لتتسع عيون
مراد فى صدمة 
جلست الحاجة آمال على السرير بجوار رحمة التى شعت السعادة فى وجهها لتبتسم بحنان قائلة
مبروك يابنتى ألف مبروك 
قالت رحمة بسعادة تقطرت من كلماتها
الله يبارك فيكى ياحاجة آمال إنتى متتخيليش فرحتى بالطفل ده عاملة إزاي أنا لحد دلوقتى مش مصدقة 
ربتت آمال على يدها قائلة
لأ صدقى يابنتى إنتى سمعتى الدكتورة بودانك قالت إيه
قالت رحمة بعيون شعت منها الفرحة
سمعتها سمعتها ياحاجة آمال بس أعذرينى ڠصب عنى أنا عشت فترة كبيرة فاكرة إنى مبخلفش الله يسامحه هشام بقى أكيد كان متفق مع الدكتور عشان أحس بعجزى وأرضى بنصيبى معاه الحمد لله إن ربنا أرادلى الخلفة دى نعمة كانت نفسى فيها وكنت بدعيله ليل ونهار يرزق كل مشتاق الحمد لله إنه إستجاب لدعوتى 
قالت الحاجة آمال
الحمد لله يابنتى 
لتصمت لثانية قبل أن تقول
طب ويحيي يابنتى مش من حقه يعرف إنه هيبقى أب هو كمان
إنطفأت ملامح السعادة من وجهها وحل مكانه الحزن وهي تقول
لأ مش من حقه هو إتنازل عن الحق ده لما ظن فية ظن السوء مش بعيد يشكك فى نسب الطفل ده ليه مش بعيد يحاول 
لا إله إلا الله يحيي عمره ما يعمل كدة يابنتى إنتى زعلك
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 32 صفحات