الإثنين 25 نوفمبر 2024

قلوب صماء بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 22 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


تعالي اجولك كلمتين الاول لوحدينا فى المنضرة 
يزيد بلهفه طب اشوف جميله الأول واصحيها يا جدي بنفسي عشان خاطري
واصف اسمع الكلام دلوك ماينفعش جميله اتجوزت
يزيد پصدمه يعني ايه اتجوزت
واصف نوراة دخلي الضيفه القاعه الجبليه عشان تستريح
نواره تعالي يا بتى أمعايا
ذهبت خلفه كارلا تريد أن تضع جسدها بالفراش وتذهب فى النوم من شده التعب التى تشعر به 

واصف تعالي وافهمك كل حاجه
يزيد بعدم فهم عز كان هنا يعني اكيد جميله هنا
واصف بس مال عز بجميله جميله اتجوزت ولد امحمد السمنودي
فى ذلك الوقت كان يهبط الدرج ويمسك بيدها 
تثمر يزيد مكانه وهو ينظر لها وكأنه لم يسمع لم يرا غير وجهها المحبب لقلبه 
عندما رأته ترك يد مالك وقذفت الدرج لتصل إلى ابيها وشقيقها وحاميها وسندها الأب الحاني والاخ الحامي والمضحي 
ركض إليها بلهفه واحتضنها بقوة وهو يحملها بيده بعيدا عن الارض ويدور بها بقوة وهو يعتصرها داخل احضانه بحنيه ابويه 
وانزلها برفق وهو يقبل جبينها 
واحشتينى يا قلبي
ابتسمت له واحتضنته مرة اخرى 
كان يقف يتابع المشهد أمام عينه وهو يشعر پألم يعتصر قلبه فجأة فهو يخشي بعدها عنه الانراوده شعور غريب فجأه وسيطر عليه وضع يده على قلبه فقد كان يقاد يقتلع من صدره بسبب المه وتسارع دقاته 
واصف تعالى اتعرف على مالك جوز خيتك
بعد يزيد عن شقيقته ونظر إلى مالك وتذكر اخر كلمات تفوه به جده ولد امحمد السمنودي
هبط مالك الدرج بخفه وتقدم إليه ليصافحه 
مد يده له
نظر يزيد إلى يده الممدودة ولم يصافحه بلا بعد خطوتان للخلف ونظر إلى جده بجمود ازاى عاوز اعرف جوزتو اختي ازاى من غير مااعرف خلاص اخوها ماټ عشان تجوزوها كدة من غير حتى ماحد يفكر يبلغني ومن مين من ابن الظابط إللى اتسبب فى حرمانه من ابونا ازاى يا جدي دة حصل ازاى وانا اخر حد يعرف بجوازه اختى افهم ليه ليه كل دة ليه لاغيتو وجودي فى حياة اختى مش كفايه إللى يزيد بانفعال مش كفايه إللى حصلها وهى صغيرة اهمالكم هو السبب هو إللى وصولها
لكدة 
واصف پحده دى أمر ربنا هنعترض يا ضاكتور
يزيد لا دة كان جهل يا جدى كان ممكن تسافرو مصر اى مكان وتتعالج عند دكتور مش حلاق هو إللى يعالج طفله عمرها سنه المشكله أنكم ميسورين الحال كنت عذرتكم ان قله المال هى السبب لكن حضرتك الحمد لله خير ربنا كتير يبق مين السبب وحدد مصير جميله يا جدى وكمان تجوزوها من شخص لا تعرفه ولا احنا نعرفه وفى بينا عداوة قديمه كمان والمصېبة انكم محيتو وجودي من حياه اختي من فرحتي ان ازفها لعريسها ولغيتو فرحتها فى انها تختار الإنسان إللى هيشاركها حياتها جميله مش لعبه فى ايد حد ومع احترامي لحضرتك اختي مش لعبه تحركوها زي ماانتو عاوزين اخترتولها عز من وهى لسه فى اللفه وبق حكم عليها واجب التنفيذ ودلوقتي بدلتو الحكم من مؤبد لاعدام 
واصف بحزن جوازها إعدام يا ولدي وإني طول عمري محاجي عليكم وخاېف عليكم من العداوة الجديمه
يزيد بعصبيه تقوم تجوزها عشان تضحي بيها وسط العداوة والتار إللى مالناش دخل بيه مش من حقها تختار حياتها ماشيه ازاى مش من حقها تفرح زى اي بنت فى سنها ليه كسرتوها وكسرتوني معاها ليه عشان ايه
واصف الحج عليه يا ولدي خاېف الډم يطولكم واكيدة العيلتين بج بينهم نسب والصلح تم خلاص
يزيد بحزن على حساب مين اختي حياتها سعادتها ومتجوزه من امته وانا نايم على وداني مش عارف عنها حاجه 
واصف يجي تلات اسابيع اكيدة
يزيد باستخفاف كمان تلات اسابيع وانا مااعرفش لدرجه دي
واصف اني منبه عليهم ماتخدش خبر عشان عارفك زين حمجي وطبعك حامي وهتعاود وتهمل مستجبلك وتفركش الجوازة
يزيد مستقبلي مش أهم من اختي إللى ماليش غيرها وانا متغرب عشانها هي مش عشان نفسي 
كان يقف يشعر بالندم والشعور بالخذلان يسيطر عليه يندم على كل ما فعله فى تلك البريئة الجميله يشعر بالشفقه بعد صدق كلام شقيقها يشعر پسكين مغروز داخل قلبه الان ويقف لن يقدر على التفوه بكلمه 
نظر يزيد إلى شقيقته الباكيه من هذا الانفعال القائم بين الجد والحفيد 
اقترب إليها يزيد بحزن ونظر إلى عيناها باسف هم يخبو زي ماهم عايزين لكن انتي تخبي عليه ليه ليه اخوكي مش قادر يحميكي لم اموت يا جميله ابقي الغيني من حياتك لكن طول ما فيه نفس مش هرضي انك تتظلمي ولا تتكسري وتدفعي تمن عداوة لا انا ولا انتي لينا دخل بيها من الاساس ليه مش عرفتينى اللي بيحصل ليه فاكرة ان هرضه بظلمك وبجوازة تخليص حق ولا مصلحه تخص حد مالكيش دخل بيها وانا رجعت خلاص مش عايزك تخافي والوضع دي هينتهي ودلوقتي حالا
ترك شقيقته تشعر بالحزن لأجل شقيقها وتوجه إلى مالك 
وقف امامه بقوة وصلابه طبعا انت كمان مجبر زي جميله والوضع دي لازم يتصلح كل واحد يروح لحاله 
آت علي فى ذلك الوقت ومعه عز ونصر وايضا كرم وسند 
وقف الجميع مصډوم من كلام يزيد 
على اټجننت اياك عاوز تخرب على خيتك وهي ماكملتش شهر جواز عاوز الناس تجول ايه 
يزيد بجديه هى دي حمد لله على السلامه والاحضان اللي مستنيها من عيلتي وحضرتك ازاى توافق على حاجه زى كدة جميله دي مش بنت اخوك وكنت دايما تقول بنتي مش بنت أخويا ايه جد دي انا سيبها امانه فى رقبتك صونت الامانه يا عمي 
سند بانفعال عمك ماجصرش يا ود عمى وكلاهتنا كنا رافضين ان الجوازة تتم كفايه كسرت جلب اخوى عز بس جدي إللى جرر وماحدش يتني كلمه جدي
يزيد يبق زعلان ليه يا عمى خلاص نصلح الغلط إللى حصل وانا مايهمنيش الناس تولع الناس أن يهمني اختي وبس
علي كيف يا ولدي خيتك لساتها ازغيرة تطلج كيف والناس إحنا لازمن نعمل حساب لناس احنا مش عايشين لحالنا الناس تتكلم على بتنا كلام عفش وهو عروسه كيف دي بس صحيح مش كنت رايد الجوازة جبل سابج بس دى نصيب ومش عاوزة تخريب بيتها وهى راضيه بجوازها وجوزها جدامك يا ولدي اهو راجل مهندز متعلم ومتنور ومش جصر مع خيتك فى شئ 
مالك بعد طول صمت تحدث بصعوبه والألم ينهش قلبه انا شايف إن يزيد لسه راجع من سفر ولازم يستريح وجميله هتفضل هنا عشان تقعد مع اخوها وأن هقعد عند جدي كام يوم ويكون الامور كلها وضحت لدكتور يزيد وقبل مانمشي هعدي اخد مراتي
واصف اصيل ولد اصول يا ولدي
على خليك يا ولدك امعانا
مالك معلش يا عمي عشان جميله تاخد راحتها مع اخوها اكيد هو واحشها 
توجه إلى جميله ووضع يده على كتفها ونظر لها بحب لو محتاجه مني حاجه انت عارفه هتعملي إيه خلي بالك من نفسك وهمشي انا بقي يومين بالكتير وهكون عندك قبل رأسها واستذنهم ورحل 
كان عز يشغل ڠضب من همسه أمام جميلته وفرح بعودة يزيد الذي سوف يسهل عليه عودة جميلته إلى مكانتها داخل قلبه وبيته 
وأما يزيد ينظر للجميع بنظرات حزن واسي ويحمل الجميع المسئوليه الكامله فى تضحيتهم بشقيقته 
وغادر البيت بأكمله 
فضل ان يختلي بنفسه وظل يتجول بالحقول ويمشي بلا هدف لا يعلم إلى أين ولكن يشعر بالاختناق يريد ان يتنفس براحه وظل سير بلا هواد 
اما مالك عاد إلى منزل جده وحيدا بدون زوجته يشعر انها النهايه كان يريد ان يجعل بينهم البدايه وهو من اختار البدايه ولكن شاءت الأقدار أن تكون النهايه بينهم وليس البدايه كان يشعر بالاضطراب ومتشتت الأفكار والمشاعر عن احساسه الذي يشعر به انها لحظه الفراق يحاول طرد هذة الفكرة من رأسه ولكن يخشي ان تكون حقا مشاعرة محقه هذة المرة لا يريد البعد يريدها جانبه يريد قلبها حبها حنانها احتوائها يريد ضحكتها يريد قربها ان تظل امامه تشعر به 
فهو أصبح عاشق لجميلته لا يريد الخذلان يعلم أنه المخطئ من البدايه ولكن افاق من غيبوبته ويتمنى عودتها إلى روحه فهو الان يشعر بانه بلا روح 
عندما راءه جده اقبل عليه 
قاسم وها جاعد لحالك ليه يا ولدي انت عاودت مېته وفين مرتك 
مالك يلقى بنفسه فى أحضان جده 
جميله عند اهلها يا جدي انا عايز مراتي يا جدي انا حاسس انها مش هترجع تاني
قاسم وانت هملتها ليه حوصل ايه اتعاركتو اياك
مالك لا بس اخوها رجع من السفر وقوم الدنيا ولسه ماقعدتش حسيت ان وجودي مالوش لازمه سبتها على اساس انها تقعد مع اخوها يومين واروح اجيبها بس حاسس ان كدة خلاص
قاسم بجديه وانت عاوز مرتك بردك ولا فرصه تخلص منيها
مالك بحزن والله عايزها يا جدي انا ندمان على كل إللى عملته فيها 
قاسم عشان تكون خابر ان جدك بيعملك الصالح اطمن حتى لو اخوها عارض محدش منيهم واصل هيرضي بالفراج بيناتكم عشان هى بت وازغيرة وكمان لسه عروسه وكلام الناس واعر
مالك بحزن بس انا مش هغصبها يا جدي تعيش معايا بالڠصب وهى مش عايزة انا وعدتها لو مش حابه تكمل معايا انا هعملها كل إللى هى عايزاه
قاسم وهو يرتب على كتفه ربنا يصلح الحال يا ولدي وبلاش تجدر البلا جبل وجوعه 
فى منزل الحاج واصف 
شعرت بحزن شقيقها وصعدت إلى غرفتها دثرت نفسها الفراش وتبكى كعادتها منذ الصغر إذا ڠضب منها أحد تتصنع النوم وتظل تبكي والآن بعد عودة امانها وسندها وتؤامها وحياتها يغضب منها فهى لن تتحمل خصام شقيقها وابيها تتحمل أي شئ إلى أن يخاصمها ينكسر بسببها 
وشردت فى حياتها فى الثلاث اسابيع الماضيه وتساقطت الدموع بمرارة وألم ولا تعلم ماذا تفعل 
ظلت حبيسه لغرفتها وتجوب بالغرفه والشرفه تنتظر عودة شقيقها لتحتمي به وتطلب السماح منه وظلت تنتظرة
وغادر عز المنزل بعد ان أصر عليه الجميع ان وجوده لا يصلح فى وجود جميله وحمل حقيبته وعاد إلى القاهرة 
وبعد أن وصل إلى القاهرة
وضع حقيبته بالسكن مع اصدقائه وغادر المنزل متوجه الى منزل عمه شريف ليقص عليه ما حدث بعد عودة يزيد 
بعد ان تجاوزت الساعه الثانيه عشره عاد ادراجه إلى المنزل يعلم ان الجميع فى ثبات الان ويخلد كل منهما للنوم 
عندما راءته من الشرفه قادم أسرعت إليه تهبطت الدرج لتفتح له الباب وتستقبله بنظرات اسف هو وحده يعلمها 
ظل واقف امامها وهى تقف امامه بنظرات اسف واشتياق وحنين
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 42 صفحات