الأحد 24 نوفمبر 2024

غرام المغرام بقلم نسمة مالك

انت في الصفحة 6 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


عماني ومبقتش عارفه بقول أيه.. بس دا ميدلوش الحق انه يبقي مراقبني في كل خطوه بعدها لحد ما استغل تعبي وجبني على بيته..
وضعت الهام أصابعها أسفل ذقنها تفكر بحديث ابنتها بتمعن وتحدثت قائله.. 
يبقي انا نظرتي في فارس دا صح.. الراجل فعلا طلع عايز يحميكي بعد كلامك اللي قولتيه قدام الحرامي..
صكت إسراء على أسنانها بغيظ متمتمه.. 

يا سلام يا ست لوما وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني! .. 
ما أنتي عجبتيه وډخلتي دماغه وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمكوانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم
إسراء مع انه بجح وجرئ ومبيتكسفش خالص سبحان الله..
رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله.. 
يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب ..
ترقرقت أعين إسراء بالعبرات ونظرت لها بعتاب قائله.. 
انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه وأكون لواحد غيره يا ماما!..
ربتت إلهام على كف يدها بحنان وبتعقل قالت.. 
يشهد ربنا يا بنتي ان مۏت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش ولو كانت ظروفنا أحسن من كده وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي!..
أسرعت إسراء بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها
وهي تقول بلهفه.. 
انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما.. دا انتي وبنتي اهلي وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا.. ربنا ميحرمنيش منكم أبدا يا حبيبتي ..
ولا يحرمني منكم يا ضنايا.. بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي.. انا عمري ما هضرك ولا هسيبك تضري نفسك..احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكيوانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله.. الحمدلله على كل حال..
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء.. 
أنتي لسه صغيره والحياه قدامك.. متدفنيش شبابك بحزنك وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك..
حركت إسراء رأسها بالنفي وهمت بالاعتراض.. لتسرع إلهام قائله بأمر.. 
إسراء بطاعه.. ونعمه بالله العلي العظيم.. حاضر يا ماما هتوضي واساعدك تتوضي ونصلي سوا..
اعتلي وجهها ڠضب مفاجئ وتابعت بأصرار.. 
ولو ست خديجه موافقتش تشغلني.. يبقي هاخدك ونمشي من هنا ڠصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا..
بينما فارس يتابع حديثهما بهتمام شديد ومن ثم اتجه لخارج جناحه قاصدا غرفة ساحرتهوعلى وجهه ابتسامه متسعه تظهر مدي استمتاعه بالحديث مع تلك المشاكسه.. 
..................................... 
إيمان..
غير منتبه هو لها.. أو مصطنع عدم الإنتباه.. انتفضت بفزعوكتمت شهقه خافضه حين تحدث بأمر قائلا.. 
قومي حضرلنا العشا علشان البت شكلها جعانه..
قالها تامر بنبرته الصارمهوالتي أصبحت جافه مع زوجته طيلة الفتره الأخيره..
رسم الڠضب على ملامحه واستدار فجأه ينظره لها نظره دبت
الړعب بأوصالها وپغضب مكتوم قال من أسفل أسنانه ..
انا مش قولت اتزفتي قومي حضرلنا عشا

علشان البت جعانه.. ايه مسمعتيش..
ظنت انه سيضربها كعادته مؤخرا.. لا يتحدث بلسانه.. فقط بيده.. فرفعت يدها بتلقائيه واخفت وجهها پخوف مردده بطاعه..
حاضر يا تامر.. هقوم..
جحظت عينيه من رد فعلها وما أوصلها إليه.. أسرعت هيوانتفضت واقفه وسارت نحو المطبخ بخطوات مهروله.. أمام نظراته المنذهله..
لتتوقف فجأه دون أن تلتفت له وقد أغرقت عبراتها وجهها وتحدثت بصوت جاهدت لأخراجه طبيعا لكنه خرج مرتجف يظهر به كم قهرها وحزنها.. 
تامر انا عارفه أن علاجي طول أوي.. أكتر من 4سنين بتعالج ومافيش نتيجه وشكلي مش هقدر أخلف أبدا..
تشنج جسد تامر وهو يستمع لحديثها الذي أعاد عقله له وجعله يتذكر مرض زوجته وقلبها المجروح الذي زاد هو جرحه أضعاف بمعاملته لها وابتعاده عنها..
مسحت إيمان دموعها پعنف ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الحزينه واستدارت ببطء وتابعت دون أن تنظر له والقت جمله جعلته يأنب نفسه على ما أوصلها إليه.. 
وانت من حقك يكون عندك أولاد يشيلو أسمك.. علشان كده بطلب منك تتجوز يا تامر ..
صمتت لبرهه تحاول الحفاظ على ثباتها وتسيطر على بكائها واكملت.. 
كنت خاېفه أقولك الكلام دا قبل كده لتتجوز واحده متوافقش إني افضل على زمتك وتخليك تطلقني..
نظرت له بعشق شديد ظاهر بعينيها الحزينه وتابعت بلهفه.. 
وانا مش عايزه اطلق منك يا تامر.. عايزه أفضل على زمتك حتي لو اتجوزت عليا..
هبطت عبرتها بغزاره وبصوت مبحوح قالت.. 
انا بحبك ومليش حد غيرك..
وأكملت بحنو.. 
وزي ما قولت قبل كده.. أنت أولى بلحم بنت أخوك..
أخذت نفس عميق وبقوه مزيفه قالت.. 
اتجوز إسراء يا تامر.. أنت ظلمتها وهي شريفه..كلمتني وفهمتني كل حاجه وانت عارف انها لو كدبت على النيا كلها مبتكدبش عليا.. قالتلي انها راحت بيت صاحب الشركة علشان تشتغل خدامه عند مامته و! ..
قطعت حديثها حين لمحت ملامحه التي تبادلت من الهدوء.. للڠضب العارم.. وضع الصغيره أرضا بجوار العابها الذي جلبها من أجلها وهب واقفا وسار نحوها ببطء مريب حتي أصبح أمامها مباشرة..
ضيق عينيهومال برأسه على وجهها وأردف قائلا بتساؤل.. 
عايزاني اتجوز عليكي أرملة أخويا اللي أنتي بتعتبريها أختك يا إيمان!..
البارت ال.. 
إيمان.. 
برغم رهبة الموقف.. إلا أنها نظرت له
بفرحة غامرة.. نطق إسمها بنبرة صوته التي تدغدغ مشاعرها جعل قلبها يتراقص.. منذ زمن لم ينطق إسمها بكل هذا الشغف الظاهر بصوته..
عضت شفتيها بخجل من نظرته المتفحصه لملامحها وقد قرأت ما يدور بذهنه.. برفقته هي طيلة الوقت ولكنه توقف عن النظر لها..
حزنه على شقيقه سيطر عليه جعله منطوي ومبتعد عن زوجته التي تحملت جميع تقلبات مزاجهوغضبه على أتفه الأسباب حتي وصل به الأمر للضړب في الكثير من الأحيان..
شرد بها وبملامحها الرقيقه الحزينه..رونق وجهها انطفئ..قلة اهتمامه بها جعلها كالودره الذابله.. فاق من شروده على صوتها الهامس تقول پبكاء..
ايوه تتجوز إسراء.. هي كمان بتحبني وبتعتبرني أختها ولو واقفت تتجوزك مش هتخليك تتطلقني يا تامر..
بلاش تضربني قدام البنت الصغيره ونبي يا تامر مصدقنا تاخد عليك.. مش عايزاها تخاف منك تاني..
أطبق جفنيه پعنف يكبح عبراته حين اعتصر قلبه على هيئتها المرتعبه منه.. رفع يزه ومسح على وجهه صعودا بشعره مغمغما بذهول..
لدرجاتي أنا كنت وحش معاكي الفتره اللي فاتت دي علشان تخافي مني كده يا إيمان! ..
رفعت يدها وضعتها على موضع قلبها تحاول بث الطمأنينة لنفسها قليلا حين شعرت أنها على وشك فقدان وعيها من شدة خۏفها وبأنفاس لاهثه إجابته..
انت من بعد ما أخوك ماټ مكنتش بتتكلم معايا يا تامر.. كنت بتضربني بس كأني السبب بمۏته.. لدرجة اتمنيت أموت انا كمان علشان اريحك مني..
لهنا ولم يحتمل أكثر.. فتح ذراعيه لها وتحدث بلهفه قائلا..
لجمها خۏفها منه مكانها.. نظرت له بقلق.. ليتابع هو
بنبرة متوسله..
متزعليش مني.. حقك عليا.. بس بلاش بصتك اللي مليانه خوف مني دي يا إيمان.. بتقطعي قلبي..
واحشتيني..
بكت بصوت أشبه بالصړاخ مردده بتأوه..
اااه يا تامر.. لو تعرف أنت اللي واحشتيني اد أيه..
لکمته على كتفه بقبضة يدها الصغيره مكمله بأمر..
أوعى تبعد عني تاني.. ولا تخوفني منك تاني.. انا مليش غيرك في الدنيا..
ابتعد بوجهه عنها قليلا ليستطيع النظر لعينيها وبعتاب همس لها..
ولما أنتي ملكيش غيري.. عايزاني اتجوز عليكي ليه يا إيمان! ..
وضعت جبهتها على جبهته وپألم مپرح يجتاح قلبها همست..
حقك تبقي اب وانا مش أنانيه..
مستحيل يكونلي زوجه غيرك يا إيمان.. أنا اكتفيت بيكي وأنتي عارفه دا كويس..
مش هيحصل في يوم يا إيمان.. دا وعد مني ليكي ..
ولادي لو مش منك انتي يبقي انا مش عايزهم وخلص الكلام على كده..
وبالنسبه لضړب الحبيب!..
تنقطع أيدي لو اتمدت عليكي تاني..
بعد الشړ عليك..
لسه زعلانه مني! ..
تنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها
وهمست بصوت يكاد يسمع..
تؤ.. مبزعلش منك.. بزعل عليك يا تامر..
تامر البنت بټعيط.. خليني أجهز العشا..
حاول السيطره

على فيض مشاعره التي بعثرتها هي وأخذ نفس عميق مردفا بنبره حانيه..
متعمليش عشا وادخلي البسي ولبسي إسراء.. هعشيكم عند البرنس وافسحكم فسحه معتبره..
الحمد لله.. كنت واثقه ان ربنا هينور بصيرتك ويحنن قلبك عليا يا تامر..
......................................
.. أمام غرفة إسراء..
يقف فارس برفقه الطبيبه يتحدث معها بأمر قائلا..
ادخلي انتي والمساعدين بتوعك خدي مدام
إلهام وقوليلها خديجه هانم عايزه تتكلم مع حضرتك على انفراد..
الطبيبه..أمرك يا فارس باشا..
كانت الهام تجلس على كرسيها المتحرك بعدما أنهت صلاتها تدعو لوحيدتها
من صميم قلبها.. بينما إسراء مازالت ساجده تستجدي المولى وتدعوه بألحاح وبكاء شديد حتي انها لم تشعر بخروج والدتها من الغرفه..
ظلت على حالها.. منفصله عن العالم بصلاتها التي اثلجت نيران قلبها..حتي أنتهت وهبت واقفه حملت مصليتها واستدارت تبحث عن والدتها وهي تقول..
عندك حق يا ماما.. انا ارتحت أوي لما وقفت بين ايدين ربنا!..
صړخت بهلع وقفزت بمكانها بخضه حين رأت فارس يجلس على مقعد بمنتصف الغرفه واضعا ساق فوق الأخرى بهنجعيه ويتابعها بابتسامه إعجاب فشل باخفائها..
أنت اييييييه يا بني آدم أنت!..
كادت ان توبخه ولكنها تذكرت أنها داخل منزله.. فبتسمت بسخريه مردده..
ما انا اللي غلطانه أني موجوده في بيتك لغاية دلوقتي..
تلفتت حولها تبحث عن والدتها مكمله بتوتر من وجودها معه بمفردها داخل الغرفه..
ازداردت لعابها پخوف حين
رأت باب الغرفه مغلق.. فردت ظهرها ورفعت رأسها بثقه وشموخ مصطنعه القوه وأكملت پحده..
ماما فين!.. خليني أخدها ونمشي من هنا ..
أشار لها على مقعد مجاور له وتحدث بهدوء قائلا..
تعالي اقعدي خلينا نتكلم يا إسراء..
اقتربت من حذائها وارتدته على عجل وسارت نحو باب الغرفه وهي تقول پغضب..
مافيش كلام بيني وبينك يا فارس بي!..
ابتلعت باقي حديثها حين وجدته بطرفة عين يقف حائل بينها وبين الباب يمنعها من الخروج.. اتسعت عينيها بدهشه من طوله الفارهه.. شعرت بضئلتها أمامه..
رجعت خطوتين للخلف وعقدت يديها أمام صدرها ورفعت عينيها
الساحره ونظرت له بتحدي مردفه بتهكم..
أنت فاكر أنك هتقدر تمنعني أمشي من هنا!..
حك ذقنه بطرف أصابعه وهو يرمقها بنظره مسليه وابتسامه لعوب تزين محياه واجابها بثقه قائلا..
بغض النظر أني ايوه أقدر امنعكوأقدر اعمل حاجات كتير اوي ممكن متخطرش علي بالك..بس خليها بعدين..
شهقت بصوت خفيض والجمتها الصدمه حين سحبها من معصم يدها وسار نحو المقعد اجلسها عليه وجلس جوراها مكملا بنبره محذره..
دلوقتي الأحسن ليكي أننا نتكلم بالعقل..
صكت على أسنانها بغيظ وهمت بالصړاخ بوجهه.. لكنه أشار لها بالصمت وتابع بواعيد..
بلاش تختبري صبري عليكي.. لأن محدش هيزعل غيرك في الاخر..
زفرت بضيق وبنفاذ صبر قالت..
أنت عايز مني أيه بالظبط يا فارس بيه! ..
تأملها بنظرات جريئه وهو يقول..
عايزك انتي يا إسراء..
فعلا ساڤل..
انت اټجننت.. أبعد ايدك عني يا حيوان..
وتحدث پغضب من أسفل أسنانه..
تحركت بين يديه بهستريه مردده بصړاخ..
ابعد أيدك عني بقولك.. انت اكيد مچنون علشان عايز تتجوز واحده متجوره..
لم تستطيع الافلات من بين يديه..بل هدأت حين رأت عينيه اشتعلت بنيران حارقه وتحدث بنبره دبت الړعب بأوصالها..
متجوزه مين انطقي! ..
سبني الأول وانا أقولك..
أردفت بها پألم ظهر
 

انت في الصفحة 6 من 24 صفحات