خيوط العنكبوت
لثريا بحزن وقالت
عندك حق يا ثريا حياة فعلا معمولها سحر
مش بقولك يا حجة بس ايه اللي حصل خلاكي تتاكدي كده
هتفت بحزن
دلال قالتلي أن ابن عم حياة كان عاوز يتجوزها وحياة رفضت وعمها قاطع اخوه عشان كدة وكمان ابو حياة شايل الهم عشان مش قادر على زعل اخوه ولم راح يصالحه ويعرض عليه يشتري بيته هناك عشان لم ينزل هنا يكون عنده بيت الراجل الناقص كسر بخاطر اخوه وقال ماليش أخوات ومن يومها بتقول ابو حياة مكسور وحزين والهم عجزه ومستني بس البنات تخلص الامتحانات وينزلوا ما بقاش ليهم حد هناك المشكلة بقا في الكلام قالتلي أن مرات عم حياة طول عمرها بتكرهها وبتعايرها بخلفة البنات وده خلاني اشك في الوليه دي تكون عملت حاجة لحياة
استمع سراج لذلك الحديث الدائر بين جدته والسيدة ثريا
كان يقف على مقربه منهم ويفرق عيناه ثم هتف بمرح
يا صباح السحر والشعوذة على الصبح هههه سحر ايه يا سنسن اللي بتتكلمي فيه البنت أكيدة بتعاني من حاله نفسيه بلاش جو الدجالين ده
يا بني مش دجل السحر مذكور في القران احنا مش هنروح لدجال احنا نجيب شيخ من الازهر يشوف حياة ويرقيها الرقية الشرعية وسمعت حاجة كدة اسمها المعالجة بالقرآن يعني لا دجل ولا غيرة اعوذ بالله انا بصلي وحاجة البيت وعارفة ربنا كويس لا يمكن امشي في طريق يغضبه البنت حالتها بتسوء وصعبانة عليه دي الصبح ما نطقتش بكلمة ولا حتى بقت تاكل طب اسأل ثريا كده قولها حياة كانت عاملة ايه اول لم جت دي خلت للبيت حس ونفس يا بني كنت بتضحك وتهزر ونفضل نتكلم وكان وشها منور دلوقتي انطفى يا قلب أمها
أة يا حبة عين امها ههه المهم هتفطروني ولا ايه
هتفت ثريا قائلا وهي تهم
اتجاة المطبخ
حالا يا حبيبي
جلس بجانب جدته التى ظلت ترمقه بنظرات مبهمة ثم قالت
بقولك ايه يا سراج ايه رايك في حياة
رفع حاجبية بدهشة عندما علم المقصد من تسال جدته ثم عاد المرح والمشاكسة وقال
من ناحية ايه يا سنسن عاوزة توصلي لاية يا تيته
ضحك على حديث جدته ثم قال
تيتة هو انتي عاوزة تدبسيني في جوازه كده علطول حياة أنا ماشوفتهاش غير مرتين بس هي بنت كويسه وكل حاجة لكن مش استيلي ولا حاسس أن في بينا ترابط خالص
أسمع كلامي ومش هتندم
يا تيته الجواز بالذات محتاج رضا وقبول وفوق كل ده حب وتوافق روحين ثم أردف قائلا
وضعي انا أيه في البيت ده
تنهدت بعمق ثم قالت
انت شاب وشحط وهي بنوته وعلى وش جواز وماينفعش وجودكم هنا مع بعض روح بقا اتصرمح براحتك
كدة يا سنسن هونت عليكي تطرديني على العموم انا چنتل مان وهسبلكم البيت
قاطعته قائلة
بقولك ايه أهل حياة قربوا ينزلوا هنا ما تشوف لهم شقة كدة كويسه قريبه مننا وبعدين كلها اسبوع ولا اتنين ويجو
الموضوع ده
يحضرلك الخير يا حبيبي وفكر في كلام جدتك يا عالم مش يمكن تغير رأيك
ربنا يسهل انا هفطر وبعدين هطلع على الشركة ورايا شغل كتير متعطل
خلى بالك من حياة دي قربتك مش غريبة
والله يا سنسن سليم عنده الشغل شغل مافيش قرايب بس اطمني هكون متابعها وفي ظهرها ما تخفيش
عندما وصل للڤيلا المهجورة الخاصة بسليم حمل الفتاة ودلف بها لداخل الڤلا بعدما فتح اقفالها بالمفتاح الذي كان يتركه سليم بمكان صغير أعلى بجانب الباب كان يوجد بة تجويف ويضع المفتاح داخله
داخل ذلك البدروم أسفل الڤيلا
المكان مظلم لا تطله الشمس يوجد به اثاث متهالك والأتربة عالقة بالمكان اشبة بالمقپرة يوجد به فتحه صغيرة على شكل مربع يكاد يدخل الهواء من تلك الفتحة
وضعها أرضا ثم جلب القيود ليقيد حركتها قيد أرجلها معا ولثم فمها بلاصق لكي لا يخرج صوتها عندما تفيق وتحاول أن تستغيث كم وضع شريط سوداء على عينيها لتمنعها الرؤية ثم قيد ذراعيها من الخلف والي هنا فقد أنهى مهمته على أكمل وجه
أخرج هاتفه ليلتقط لها صورة وهي
بذلك الوضع ثم ارسلها لسليم
كان جالس بمكتبه ينظر لهاتفه من حين لآخر ينتظر إتصالا بإنهاء المهمة التى كلف بها موسى ذراعه الأيمن في الأعمال المشپوهة
وإذا برنين هاتفه معلنا عن وصول رسالة
فتحها على الفور لتتهلل اساوره عندما وجد صورتها وهي بتلك الحالة مقيدةمعصوبة العينين ملثمة الفم
شعر بلذة الانتصار فهو لن يسمح بڤضح أمره وهي علمت بما يخفيه عن الجميع ولذلك يجب أن يخرص لسانها للأبد لكي لا تتفوه بكلمة تقضي على حياته وحياة عائلته
كان الذي يحمله بداخل صدره ليس كباقي البشر قلب نابض لا فهو لم يعد يمتلك ذلك القلب النابض يمتلك مكانه حجرا صخرا لم يعد لديه مشاعر ولا احاسيس فقد دفنت مشاعره مع والده الراحل سبب كل ما هو فيه الآن
استمع لطرقات أعلى باب مكتبه جعله يفيق من صراعات الماضي التي تهاجم رأسه
واحشتني يا قبطان
بادله العناق وهو يربت على ظهره بقوة
حمدلله على سلامتك يا سراججيت أمته
ابتعد عنه ثم جلس بالمقعد المقابل له وقال
الله يسلمك يا حبيبي وصلت الفجر
معهم طوال تلك الفترة وأخبره سراج بكل ما حدث كما أنه أخبره أيضا بحالة العشق الذي يعيشها أسر ويوهم نفسه بأنه حقا يعيش تلك المشاعر بصدق ليس فقط احتياج
تنهد بضيق وقال ببرود
مش مهم أسر عايش مشاعر حقيقية ولا مزيفة المهم أن هو مبسوط بكل اللي بيعمله
نظر له بدهشة ثم قال
يعني انت راضي يطلق نور في الظروف دي ويفضل عايش جو العاشقين مع البنت السورية
زفر أنفاسه بضيق وقال
سيبك من أسر يا سراج أنا مش هحجر عليه واقوله يعمل ايه في حياته هو حر خلينا دلوقتي في شغلنا
هتف سراج قائلا بتسأل
بمناسبة الشغل بقا عاوز أسألك حياة عاملة ايه معاك في الشغل
قال بضيق
واشمعنا دي اللي بتسأل عليها
أبتسم بخفه وقال
عشان حياة تخصني تبق بنت خالتي وتيته موصياني عليها
نظر له پصدمة وردد داخله
بنت خالتك
الفصل الخامس عشر
جحظت عيناه پصدمة وقال لسراج
بنت خالتك إزاي يعني هو مش ملف البنت دي أنها من المنصورة
هز سراج رأسه بالايجاب ثم قال
ايوة مظبوط انا كنت مصډوم زيك كدة بالظبط لم شوفتها عندنا في بيت جدتي لا وكمان نايمه في سريري
ضحك بصخب عندما تذكر ذلك الموقف وبعد أن استرد أنفاسه هتف قائلا
المهم طلعنا قرايب وتيته تبق عمة والدتها يعني حياة تقريبا بنت خالتي قولي بقا هي فين
أبتلع ريقه بتوتر ثم قال
أكيد في مكتبها
وآية رأيك في شغلها
هتف بلامبالاة
مش بطال يجي منها
رفع سماعة الهاتف وهاتف سكرتيرتة مكتبه
مها أبعتلي حياة مكتبي ثم اغلق الهاتف
بعد
لحظات أتت مها وطرقت باب المكتب ثم دلفت قائلة
حياة ما جتش الشغل انهاردة يا أفندم
نظر سراج لها بغرابة ثم اشار لها سليم لكي تعود إلى مكتبها وعاد يتطلع لسراج قائلا بجدية
أهو يا سيدي من اولها كدة
هتف سراج بدهشة
إزاي مش في مكتبها البنت خرجت في ميعادها زي كل يوم هتكون راحت فين
ثم استرسل حديثه قائلا
تيتة لو عرفت انها ماوصلتش شغلها زي كل يوم هيجرالها حاجة البت بقت في مسؤوليتها من يوم ما جت
قال سليم ببرود
يمكن رجعت البيت تاني
استقام واقفا وقال وهو يهم بالمغادرة
لازم ارجع البيت دلوقتي خاېف اكلم تيته واقلقها لازم اشوف بنفسي ربنا يستر البنت دي مش طبيعيه
ردد سليم مندهشا
مش طبيعية إزاي
بعدين يا سليم الاول اشوفها فين
غادر المكتب مسرعا متوجها لمنزل لكي يتفقد وجود حياة أستقل سيارته وقادها عائدا إلى المنزل
أما عن سليم فزفر بضيق ثم رفع أنامله تتخلل خصلات شعره السوداء يعودها للخلف وهو شاردا بنقطة ما
دلفت السيدة خديجة من باب الحديقة الخاصة بڤيلا شاكر البدراوي سارت بخطوات بطيئة ثم وقفت تضغط زر الجرس
بعد لحظات فتحت لها الخادمة وأستقبلتها بترحاب شديد
وجلست بغرفة الصالون تنتظر
قدوم نور
صعدت الخادمة لكي تخبر نور بوجود والدة زوجها بانتظارها
كانت تشعر بالتعب وعندما علمت بوجود حماتها ابدلت ثيابها وارتدت ثوبها الأسود ورفعت شعرها على هيئة كعكة ثم هبطت الدرج لتستقبل خديجة
البقاء لله يا بنتي شدي حيلك
همست بصوت خاڤت
ونعم بالله شكرا لحضرتك
على أية يا بنتي أحنا أهل ربنا يجعلها أخر الأحزان
اتفضلي استريحي
ظلت جديجة صامته ونور أيضا فقد كسا الحزن وج هها بعد لحظات قطعت نور ذلك الصمت عندما هتفت بتسأل عن حالة أسر
وأسر عامل ايه دلوقتي يا طنط بيتصل بحضرتك
تنهدة بعمق ثم قالت
والله يا بنتي ما سمعتش صوته بقالي كام يوم بسبب فرق التوقيت إللى بنا ربنا معاه ويرجع بالسلامة
أمنت على دعائها
يارب
ثم
أردفت قائلة بحزن
معقول نسى إللى بنا ماحاولش حتى يتصل يعزيني ويطمن عليه
قالت بمواساة
معلش يا حبيبتي الغايب حجته معاه وربنا يقدم اللي
فيه الخير ليكم
نهضت عن مقعدها وقالت باستاذان
اشوف وشك بخير أنا بقا مش عاوزة مني حاجة اطلبي ما تتكسفيش أنا زي والدتك
لاحت شبح ابتسامة جانبية وقالت
شكرا يا طنط حضرتك شرفتيني
ودعتها خديجة ثم غادرت الفيلا واستقلت السيارة ليقودها السائق عائدا بها إلى ڤيلتها
ام عن نور فظلت تبكي بمرارة وجلست الخادمة جانبها تواسيها حزنها وهي تربت على كتفها برفق
وحدي الله يا بنتي
لا إله
إلا الله
ثم قالت بحزن
شوفتي يا داده ماهنش عليها تقولي أرجعي بيتك يعني مابقاش ليه حد غيرهم دلوقتي وجوزي اللي لسه على ذمته ماكلفش خاطره يتصل يشوف الك لبة اللي اتجوزها في أكتر وقت محتجاله اتخلى عني
يا بنتي ما هو الراجل زعلان منك عشان طلبتي الطلاق واتفقتوا على كل حاجة لو عاوزة نصيحتي يا بنتي اتصلي بيه انتي راضيه الاول حس سيه انك محتجاله وانك قرار الطلاق كان غلط وفي لحظة ڠضب
هزت راسها نافية وقالت بكبرياء
لا طبعا مش هتصل بيه كرامتي ماتسمحليش اقلل من نفسي هو أسر بيحبني ومش هيقدر يستغنى عني أسر اكيد نازل مش هيقدر يسبني في الظروف دي أنا عارفة وواثقة من حبه
بالمنصورة
تعرضت فاروق لوعكة صحية أثناء مروره على لجان الامتحانات بالمدرسةفقد وعيه واصطحبه إحدى رفاقه إلى المنزل
كانت دلال بالمطبخ تعد الطعام ريثما تأتي زوجها من عمله وبناتها فقد كانت فريدة بالجامعة لديها امتحانات أخر العام وأمل بمدرستها الثانوية العامة لخوض امتحانات الصف الاول الثانوي
استمعت لصوت جرس الباب تركت المطبخ وتوجهت إلي فتح الباب لتتفاجئ بعودة زوجها وهو متكئ على كتف صديقه
شهقت دلال پصدمة وهتفت بقلق
مالك يا فاروق ايه اللي حصلك
هتف بصوت واهن
ماتقلفيش يا دلال أنا بخير
دلف صديقه وهو يقول
هو بس يستريح