اسرار عائليه
انت في الصفحة 1 من 90 صفحات
يعني ايه أنا هعيش بين كل دول انت عايزني اعيش بين تسعة رجاله في بيت واحد
_ دول أهلك ونص الرجاله الي بتتكلمي عنهم هما أخواتك!
قالها والدها وهو ينظر إليها بتعب فصړخت به ثانية ودموعها بدأت تنهمر على وجنتيها
_ وانت كنت فين كل السنين دول ليه اخدتني دلوقتي بعد العڈاب الي كنت بعيشه في بيت خالي
إقترب منها ومسح دموعها بحنان
إبتعدت عنه وعيناها تنظران إلى الفراغ بحيرة
_ انا مش فاهمه حاجه! ماما كانت بتقولي ديما انك مت وانا صغيرة .. انت اتجوزتها ليه وسبتها ليه وازاي مكنتش عارف انا مېته والا حية!
_ هحكيلك كل حاجه بس مش دلوقتي المطلوب منك دلوقتي انك تثقي فيا وتثقي في اني لو كنت عارف انك عايشه مكنتش هسيبك ابدا بسخالتك الله يكرمها جاتلي وقالتلي انك لسه عايشه وحكتلي عن كل الظلم والعڈاب الي كنتي بتعيشيه بعد ۏفاة مامتك وخالك ده هحاسبهعن كل الي عمله فيكي بس في الوقت المناسب.
_ بس برضه مش عايزه اعيش في بيت كله رجاله!
_ انتي خاېفه من ايه يا بنتي انا موجود واخواتك برضه موجودين وجدك واعمامك واولادهم كلهم محدش منهم هيفكر يأذيكي بالعكس هماهيحموكي المفروض تنبسطي لان عيلتك كلها رجاله مش تعترضي!
لوت شفتيها بإعتراض واضح وعدم إقتناع فقال بحذر
_ والا عايزه ترجعي لخالك
_ لااا خلاص! أنا هفضل معاك في أي مكان بس متودينيش ليه تاني!
_ مستحيل اسمح انك ترجعيله حتى لو انتي الي طلبتي مني مش هسمح لحد يأذيكي وانا موجود بعد كده وزي ما وعدتك خالك هحاسبهعن كل الي عمله والمرادي مش هسكتله زي زمان!
_ حصل ايه زمان
قرص خدها بمرح قائلا
_ مش قلنا هتعرفي كل حاجه بس في الوقت المناسب.
_ يلا نروح للبيت دلوقتي.
_ ليه احنا دلوقتي فين
_ في شقة تانيه طلبت من خالتك تجيبك هنا عشان اتكلم معاكي.
دخلت القصر بأعين تكاد تنطق من الإعحاب بجماله وكبر مساحته وقفتفي منتصف قاعة الجلوس وإلتفتت إلى والدها قائلة بعدم تصديق
_ هو ده البيت الي بتتكلم عنه! ده كلمة قصر قليله اوي عليه!
إبتسم لها وسألها بحب
أجابت وهي ترفع يديها بسعادة كطفلة صغيرة
_ جدا!
ثم سألت بحماس
_ اوضتي فين
_ استني أعرفك على العيلة وبعدها هوديكي ليها.
قال ذلك ثم سحبها معه بإتجاه غرفة ما ډخلها وهو مازال يسحبها إلى أنإتضح لها أنها غرفة مكتب ..
كان يجلس خلف المكتب رجل يبدو في الثمانين من عمره قدمه إليها والدهاوإتضح لها أنه جدها عبد الرحمان العمري كبير العائلة والذي رغم كبرسنه إلا أنه لايزال محافظا على لياقة جسمه ورجاحة عقله لا تنكر أنهاإرتاحت له حين رحب بها بحب وحنان.
وبمقابلته يجلس رجلان أحدهما كان يبدو في أواخر الخمسينات والذيعلمت من والدها بأنه عمها الأكبر محمد العمري إبتسمت له ببعضالتوتر لكنه قابل إبتسامتها بنظرة باردة ولم يكلف نفسه عناء الترحيببها.
شعرت ببعض الخۏف منه لكنها تجاهلت ذلك عندما قدم لها والدها الرجلالثاني والذي كان يبدو في بداية الخمسينات وهو عمها الصغير أحمدالعمري رحب بها بشدة وإبتسم لها بمرح جعلها ترتاح من ناحيته أيضا..
_ تعالي يا بدور.
إقتربت منه بإستغراب وبعض من الخۏف فملس على شعرها بحنان متسائلا
_ انتي لسه خاېفه مننا
نفت برأسها بصمت لكن نظرة من عينيها هربت إلى عمها محمد بدونقصد ففهم أنها مازالت تشعر بالخۏف من ناحيته إبتسم لها ثم إقترب منأذنها وهمس
_ مټخافيش منه هو طبعه كده وهتتعودي عليه.
أومأت برأسها بإبتسامة ولكنها لم تنطق بحرف ربما لأنها تشعر ببعضالحرج من وجودها مع عائلة لا تعرفها رغم أنها تنتمي إليها .. شعر عبدالرحمان بذلك فقال
_ تعالي نطلع
نستناهم برا لو عايزه.
أومأت برأسها مرة أخرى ثم خرجت وخلفها جدها وعماها جلست
علىإحدى الأرائك في قاعة الجلوس إلى أن رأت أربعة من الشباب يدخلونالقاعة وخلفهم والدها أكرم يقول
_ دول اخواتك والباقي هينزلوا دلوقتي.
وقفت وإقتربت منهم بتوتر وقف أكرم بجانبها وبدأ بتقديهم إليها .. أكبرهم هو رسلان العمري مهندس معماري وهو أكبر شباب العائلة وعمره ثلاث وثلاثون طالعها بنظرة غريبة دون أن ينطق بحرف ثم جلسووضع قدما فوق الأخرى وهو لا يزال يطالعها بذات النظرة ..
أما ثالثهم فهو أدهم العمري مهندس برمجيات في الثلاثين من عمره كان يبدو لها طيب القلب من الوهلة الأولى لكنه طالعها بجفاء وأظهرلها عدم الاهتمام ثم جلس بجوار أخيه رسلان ..
وأخيرا الأصغر بين إخوتها آدم العمري محاسب في التاسعة والعشرين رحب بها بضيق فقط لأجل والده ثم إبتعد ليصعد إلى غرفته دونأن يهتم بشعور الواقفة هناك ..
دخل بعد ذلك أبناء أعمامها ..
الإبن البكر لمحمد خالد العمري محام في الثانية والثلاثين من عمره نسخة مطابقة لوالده شكلا وطبعا..
أما إبنه الثاني فهو عدي العمري مترجم في الحادية والثلاثين من عمره بدا لها عصبيا بعض الشيء وقد كان يرمقها بنظرات مشمئزة لمتعلم سببها ..
ثم يأتي الإبن البكر لأحمد ياسين العمري طبيب عظام في سنه الثاني والثلاثين كان يراقبها بنظرات متفحصة لكنه لم يظهر أي تعبيريشرح ترحيبه بقدومها أو رفضه لذلك ..
ثاني أبناء أحمد هو ياسر العمري مصمم أزياء في الثلاثين من عمره لم تلق ترحيبا منه هو الآخر لكنها تلقت فقط نظرات ساخرة أيضا لاتعرف سببها ..
أما الإبن الأصغر فهو يامن العمري مهندس ديكور في التاسعة والعشرين من عمره رحب بها بلا مبالاة ثم عاد إلى غرفته هو الآخر ..
جلست بين والدها وأخيها الذي تقبل وجودها برحابة صدر على خلاف البقية الآن كسبت محبة أربعة فقط وهم والدها وجدها وعمها أحمدوشقيقها أمجد
أما البقية فلا تعلم كيف ستتعامل معهم العيش في هذا القصر بين هؤلاء الرجال سيكون صعبا بما أنها الأنثى الوحيدةهنا.
سؤال مر على عقلها فجأة إذا كانت لا توجد أنثى في هذا القصر فمن يطبخ وينظف ويعتني بأمورهم فهي تعلم أن معظم الرجال وخاصةالأغنياء لا يستغنون عن الإناث فقط لتقوم بكل تلك الخدمات وهنا جاءت إحدى الخادمات لتصلها الإجابة على سؤالها فورا حمدت الله كثيرافور رؤيتها فحتى لو كانت خادمة سيطمئنها وجودها معها.
تقدمت منها تلك الأخيرة لتحدثها بأدب
_ اتفضلي معايا يا بدور هانم عشان اخدك لاوضتك.
تبعتها إلى حيث تأخذها وهي تحاول حفظ تصميم ذلك القصر العملاق والذي كان مكونا من ثلاثة أدوار الدور الأرضي يحوي قاعةالجلوس الكبيرة وقاعة الاستقبال المغلقة والتي من الواضح أنها مخصصة لاستقبال الأشخاص المهمين ويحوي أيضا على المطبخ الكبيروغرفة الخدم الملحقة به وقاعة الطعام التي تتوسطها طاولة دائرية كبيرة يقف حولها ثلاثة عشر كرسيا لكنهم أصبحوا أربعة عشر بعد وصولبدور وغرفة مكتب ودورة مياه ملحقة به أما الدور الأول والثاني ففيهما مجموعة غرف كبيرة متعددة تكاسلت عن عدها لكن من المؤكد أنهافاقت عدد الساكنين بالقصر.
وقفت الخادمة أخيرا أمام غرفة في الدور الأخير وفتحتها ثم أفسحت المجال لبدور للدخول دخلت لتتفاجئ بغرفة كبيرة تزيد مساحتها عنمساحة شقتها القديمة تقريبا يطبع عليها اللون الأبيض والزهري رغم أنها كانت تكره هذا اللون إلا أنها أصبحت من عشاقه في هذهاللحظة ومن ذلك الأحمق الذي سيشغل تفكيره باللون ويغض البصر عن كل ما بالغرفة من حاجات سرير كبير مريح مصابيح بأضواء متعددة الألوان مكتب أبيض ظريف يحمل دباديب كثيرة مكتبة صغيرة احتوت العديد من الكتب والروايات بمختلف التصنيفات مكتب ثانعليه حاسوب محمول زهري اللون ومودم للانترنت خاص بها خزانة كبيرة فتحتها لتتفاجئ بالعديد من الملابس التي كانت تتمنى الحصولعليها حتى لو كانت في الأحلام خرجت إلى الشرفة التي كانت على شكل نصف دائرة فوجدت بها مقعدين مريحين وطاولة صغيرة مستديرةبينهما لفت نظرها منظر الفناء الخلفي لحديقة القصر التي تطل عليها شرفتها وخاصة ذلك المسبح النصف دائري الكبير والذي تكاد تجزمأن مساحته أكبر من مساحة غرفتها هذه.
شعرت بالبرد فعادت للداخل لتجد تلك الخادمة مازالت تقف على الباب تنتظرها إلى أن تكمل إستكشافها إقتربت منها بدور فقدمت لهاالأخرى مفتاح غرفتها ثم قالت
_ خدي شاور دلوقتي في الحمام الملحق باوضتك وبعدها تعالي عشان تتغدي مع باقي العيله.
أومأت لها بدور بإبتسامة
_ اوك شكرا.
بادلتها الخادمة الابتسامة ثم همت بالذهاب لكن بدور إستوقفتها قائلة
_ استني!
إلتفتت إليها في إنتظار ما ستقوله لكنها تفاجأت بها تقترب منها وتقول بمرح
_ اسمك يا جميل!
إبتسمت على مرحها وأجابت
_ كريمة يا هانم.
لوت بدور شفتيها بإعتراض
_ ايه هانم دي قوليلي بدور وبس.
_ بس مينفع
قاطعتها
بحزم مصطنع
_ مفيش عندي حاجه اسمها مينفعش! انتي هتقوليلي بدور وأنا هقولك طنط كريمة تمام
أومأت