الأربعاء 08 يناير 2025

نبضات تائهة

انت في الصفحة 9 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

وأصبري.. الصبر مفتاح الڤرج واحتسبيهم عند ربنا.. كان يتحدث معها وهو يبتسم لها ابتسامة خرجت بۏجع .
اردفت ابرار هاتفه والحزن يسيطر على صوتها وملامح وجهها 
أمتى يا احمد انا مخنوقه.. حاسه اني قلبي هيقف من الۏجع وما حدش حاسس بيا...
معقول مفكروش انهم يكلموني لا هو ولا هيا احنا غلطنا في تربيتهم معقول حبيناهم اكثر من اللازم...
كانت تتحدث ودموعها تنهمر بشده سحبها واخذها يقبل رأسها قائلا 
احنا مغلطناش يا حبيبتي ولا حاجه.. 
بالعكس كل اللي احنا عملناه ان احنا ربيناهم على الحب والموده والرحمه.. احنا ما غلطناش لما وفرنا لهم حياه كريمه.. إحنا علمناهم كويس... عرفناهم حدودهم مع ربنا ومع الناس..صدقيني احنا ما غلطناش واللي عملناه هو الصح..
أزاح الغطاء عن مكان نومها واستقام وساعدها وسطحها لكي تنام قائلا 
نامي يا قلب احمد وبكرا يخلق ربنا في قضاءه الف رحمه..
ظلت تبكي في صمت وتتشبس في ثيابه حتى ذهبت في ثبات عميق..
نظر لها بعشق مغلف بشفقة وتركها و استقام يصلي قيام الليل وعندما انتهى وقف يشاهد السماء وهي تمطر بسخاء كي تطهر كل ما تسقط عليه قطراتة داعيا الله 
يا رب مع كل قطره مطر اغسل چراحها والامها وأسقط وبدد أحزانها اقضي على عڈابها اسقط يا رب أوجاعها قبل ان تسقط هي ذليله له يا رب..
مع نهاية مناجاته سقطت دمعة شارده ليتنهد يزفر نفسه بحرقه على حالها مردفا 
يارب مش هقدر استحمل اوجاعها اكثر من كده..
ظلت نظراته تحرسها طوال الليل حتي اشرقت الشمس تدفئ قلوبهم.
البيت الريفي 
اشرقت الشمس من جديد وأسدلت خيوطها الدافئة لتمسح عتمة الأمس وتضيء اليوم بنورها.. 
لتعلن عن ولادة يوم جديد بحياة عشقنا ..
استيقظ راكان لم يجد وتين بجواره كان الفراش مكان نومها باردا..
انفزع واستقام واقفا هرول يبحث عنها والقلق يدمر أعصابه ظل يهتف بأسمها وتين وتين وتين وتين لم يأتيه الرد ..
خرج يبحث عنها في حديقة المنزل حتى سمع صوتها وسار بخطوات متمهلة فى اتجاه الصوت
وقف ينظر لها باندهاش بعدما وجدها تجلس امام فرن فلاحي تعجن الفطائر والخبز و وجهها ملطخ بالطحين وهي تضحك وفي قمه سعادتها..
ذهل عندما وجدها ترتدي ثياب فلاحي مثلها مثل السيدات التي تساعدها في الفطائر والمعجنات.
هتف بصوت عالي يشوبه بعض الحده وابتسامه ماكره تزين ثغره 
وتين تعالي واشار لها بيده..
التفتت له وهي ترفع
حاجبها وتذم شفتيها ولم ترد عليه لتدير وجهها مره اخرى للسيدات التى تجلس معهم و هتفت باستفهام 
بتعملوا اية يا ستات لما أجوازتكم بتشخط فيكم..
نظروا الي بعضهم البعض وحل الصمت على المكان حتي قطعته روحيه..
احنا ستات غلابة يا ست وتين يعني ما بنقدرش نرد عليهم..
كانت فينا اللى بتنضرب وتنطرد من بيتها .. وفي اللي بتتحرم من ولادها بسبب جبروت الرجالة الظلمه اللي مش بتراعي ربنا في ستاتها .
لكن انتي يا ست وتين لما استاذ راكان شخط فيكي كانت ابتسامتة تشرح القلب الحزين ربنا يخليكم لبعض..
كان راكان يسمعهم باهتمام حتي نظرت له وتين نظره ذات مغزي فهمها منها..
انها تريده ان يغادر انصرف بدون ان يتفوه بكلمة..
كان للحديث باقيه قطعه هتاف راكان عليها .. هى أثارت ذلك السؤال بعد ان شد انتباهها حالة الحزن التى تسيطر على احدى السيدات ..
فبمناداة راكان عليها جلب لها طريقه لتفتح معها حوار لتستدرجها فى الحديث عن سبب حزنها وعلامات البكاء التى ترسم خطوط تحت عينيها تحاول ان تداريها ولكن اظن ان آلامها اكبر من ان تداريها ..
حولت نظرها الي فريال التي كانت تبكي بصمت واقتربت منها وهي تضع يدها علي كتفها تربت عليها بحنان بشفقه على حالها اردفت هاتفه 
مالك بټعيطي لية انتي جوزك بيضربك صح .
اومأت لها فريال وشهقاتها اخذت تعلو وتعلو وكأنها كانت تنتظر إشاره للبدء والفضفضه عن ما يجيش بصدرها من آلام جسديه ونفسيه...
سحبتها وتين هاتفه 
أهدى ياحبيبتى وأحكى مټخافيش منى اعتبرينى ذى اختك..
خرحت فريال من تهدئ من شهقاتها هاتفه 
العفو ياوتين هانم انتى مقامك أحسن من كده... بس شهاده لله انا قلبى ارتاحلك وحساكى واحده مننا بسيطه وتدخلى القلب بسرعه ربنا يهدى سرك ..
هقولك ايه ولا ايه بس انا عيشتى مرار طافح يكفيكى الشړ..
بصى دى عينه صغيره من اللى انا عيشه فيه..
بسطت يديها وهي تشمر عن أكمام ساعديها هاتفة 
اه بيضربني شوفي عامل فيا ايه
انفزعت وتين وهي تشهق وتضع يدها علي فمها ودموعها تنهمر بشده هاتفه 
هو اللي حړق ايدك كدة وليه دا متخلف وعاوز يتعالج ليه مقولتيش لأهلك..
ردت عليها پخنقه وقلة حيله 
هو مش بېخاف ربنا وملوش كبير وانا مخلفة منه عيلين .. هروح بيهم فين.. اهلي علي قد حالهم وأنا مقدرش اصرف عليهم لوحدى .
اخذتها وتين في وهي تربت علي ظهرها بحنان هاتفه 
متشليش هم اى حاجه سبيها علي ربنا هو هيحلها من عنده .
اخرجتها من تواسيها وتطمأنها بنظرات عينيها واستقامت تستأذن منهم هاتفه 
بعد اذنكم انا همشى دالوقت ولينا قاعده مع بعض وتركتهم وغادرت وهى تحاول ان تمسك دموعها من الهطول امامهم .. فهذه المسكينه اوجعت قلبها بعد رؤيتها لحړق يديها..
ذهبت وجدت راكان ينتظرها في الخارج هرولت علية ترتمي في وهي تبكي وتقص عليه ما سمعت ..
طبع علي رأسها وجفف دموعها قائلا 
هششششششش اهدى متزعليش يا عمرى انا هشوف حل مع جوزها... هو شغال هنا مسؤول عن المواشي... وانا هعرف اخليه يندم علي اللي عمله معها... وآخر مره يمد ايده عليها... سيبى الموضوع دا ليا بعد ربنا .
نظرت له بحب وهى وتطبع علي وجنته ربنا يخليك ليا يا راكان .
ابتعدت عنه عندما سمعت صوت روحيه ست وتين انا هودي الفطير علي البيت عشان تفطروا بيه سخن وان
شاء الله فوزية بتقولك هتنتظركم بليل في حنه بنتها .
اومأت لها وتين بحب هاتفه 
حاضر قوليلها ربنا يسهل ان شاء الله..
ذهبت هي وراكان لكي يتناولون الطعام .
ابتسم لها وهو يتطلع الي الفطير المشلتت .. سحب لها الكرسي كى تجلس بجواره..
اخذ يقطع الفطير ويأكل منه بنهم ويغمز بعينه اياكي تقولي انك انتي اللي عملتي دا ..
ضحكت وهي تخلع حجاب رأسها كانت ترتديه لكي تكمل الزي الريفي هتفت ساخره من حالها 
عمايلي ايه بس يا ابني ده انا عملت كوارث.. ده الفطير اللي انا عملته على رأي فريال لو الطيور رضيت تاكله يبقى حنوا عليا وعندهم حق.
ضحك وهو يقهقه بصوت عالي لا ده انت بقى تقعدي وتحكي لي وعرفتي كمان الطيور ده انتي مصيبتك مصېبه .
ابتسمت له بسعاده وهي تاكل واردفت
طبعا انا عرفت حاجات كتير بس انت اللي هتحكي لي الاول ..
انت جبت المزرعه دي امتى وازاي.. انا عارفه انك بتحب الخيل من ايام ما كنت بتنزل السمان تركب خيل بس انك تجيب مزرعة فاجئتني وابهرتني بصراحه...
ابتسم لها بحب قائلا 
المزرعه دي يا ستي كانت لمستشار زميل بابا وتوفى وما كانش عنده غير بنت واحده وعايزه تهاجر لامريكا جات وطلبت اني ابعهلها خلال يومين...
وبحكم اني كنت ماسك قضيه الميراث بتاعتها ولقيت ان كل التجار كانوا بيستغلوا الظروف وبيحرقوا سعرها 
قولت اروح واشوفها وبصراحه لما جيت وشفتها قلت ليه ما اشتريهاش انا..
كان الكلام ده قبل اليوم اللي اعلنت فيه اني مش ابن عائلة الشاذلي..
واللي شجعني اني كنت عارف ان امي بتحب الريف..
كنت ناوي اقدمها لها في عيد ميلادها ..
عشان تيجي هنا هي ومعالي المستشار يستريحوا مننا..
بس الظروف طلعت ضدى وسافرت ولما رجعت كنتي انتي اول واحده تدخلها..
ابتسمت له بحب وسعادة تفيض بداخلها 
هو انت مبتفكرش في نفسك أبدا ليه كل تفكيرك فينا احنا يا حبيبي.
ابتسم لها بحنان وهو ينظر لها بعشق جعل قلبها يهوي بين قدميها قائلا 
وانا فعلا حبيبك
ابتسمت له بعشق هاتفه 
انت حبيبي من قبل ما اعرف انك حبيبي
رفع حاجبه ونظر لها بستغراب قائلا 
ايه المعادله الصعبه دي يا وتيني درستيها في اي قانون دى ..
ضيقت ما بين حاجبيها وهي تنظر له بلؤم تمط شفتيها هاتفه 
دي مش معادله ولا حاجه ولا هي بتدرس في اي قانون غير قانون العشق..
ده الوصف الصح لحياتي معاك انت كنت اخويا وحبيبي المقرب لقلبي ولما شاء القدر كنت برده حبيبي وامتلك كل قلبي.
امسك كف يدها
وسحبها اجلسها على قدميه يستنشق عبيرها الذي يسلب عقله وفوائده.
ظلت تمرر يدها بين خصلات شعره قائلة انت اكبر نعمه ليا في الحياه.
رفع وجهه يتطلع لها بنظرات تفيض عشق وحرمان قائلا 
متبعديش عني انا مش هقدر اعيش من غيرك..
ابتسمت له وهي تتلمس وجهه وتهتف بحنان 
ولا انا اقدر ابعد عنك تاني .. انت بالنسبه ليا نبض قلبي يا راكان لو بعدت عنك اموووووو
وقبل ان تكمل كلمتها 
ابتعد عنها 
كده يا راكان
كور وجهها بين يديه قائلا 
زي ما انت جرحت قلبي بكلمتك ..
ظل يستنشق انفاسها واكمل حديثهم 
اياكي اسمعك تجيبي سيره
المۏت دي تاني..
ضمته لها اكثر وهي تهتف 
حاضر بس ممكن نقعد ونتكلم في بيننا كلام كثير لازم نحكي ..
هز راسه بالنفي قائلا 
لا ما فيش كلام بينا يا وتين لازم تفهمني ان اي كلام بعد اعترافك بحبك ليا ملوش لازمه ..
احنا راضين اوووي ببعض ولا لسة شايفة اني راكان اخوكي....
هزت رأسها نافيه وحمرت الخجل تسيطر على ملامحها ..
استرسل قائلا ليقطع عليها اى كلام 
الصح اللي لازم يتعمل دلوقتي هو اننا نرجع عشان اصلح اللي عملته..
سايبن المجموعة بقالنا فتره علي الشباب والحمل زاد عليهم .
اومأت برأسها عندك حق تعالى نرجع بكره الجمعه وكلهم هيبقوا موجودين ..
شجع رأيها قائلا 
تمام حضري نفسك عشان نرجع بكره الصبح
طبعت علي وجنته هاتفه 
انا هطلع اخد شاور عشان افوق وبعد ان خطت خطوتين وقفت تهتف 
هي فيها حاجه لو انا مرحتش الحنه بصراحه غيرت رايي عايزه اسهر معاك الليله دي لوحدينا بس تفتكر هتزعل مني.
ابتسم لها بحب لا يا بابا انت تعمل اللي انت عايزه انا هروح اديهم مبلغ محترم نص ساعه واكون عندك قبل معاد الحنه المهم يبقى حبيبي رايق ومبسوط..
اه معلش في حاجه كمان عاوزه اسالك فيها انت هتعمل ايه مع جوز فريال انا صعبان عليا قوي الست دي..
ابتسم لها بطمأنينه ما تقلقيش انت وانا هتصرف هو مادي جدا وانا هعرفه انه لو مد ايده علي مراته مش هيبقاله عيشه في البلد كلها وهطلع عليه كل اللي عمله فيها كله وهو اللي هيظبطه.
هرولت اليه تطبع على وجنتيه وتركته وصعدت الى غرفتها..
ظل ينظر لها بعشق حتى اختفت.
فيلا السيوفي
كان يونس سيجن مما فعلته به هذه المتهوره... انقضي الليل وهو لا يعرف كيف يأخذ حقه منها... يريد ان يلقنها درسا لن تنساه يوما... يجعلها ان لا تتهور معه مره اخرى ولم يجد طريقه سوى ان يستفزها برساله لكي تاتي له بارادتها..
امسك هاتفه وظل يعبث به وسجل
10 

انت في الصفحة 9 من 26 صفحات