بنت الجنوب امل نصر
توظيف هذه الفتاة بمنزله.
رايحة فين يا سنيورة
توجهت درية بالسؤال نحو ابنتها التي خرجت من غرفتها تتمايل بخطواتها المتبخترة وقد تزينت بمبالغة كعادتها وارتدت افخر الملابس من خزانتها واضيقها ايضا كي تبرز المنحنيات والتفاصيل اللافتة بها.
فجاء جوابها من بين تلويك علكتها
يعني هكون رايحة فين بس ياما هو انا ليا مين غير بيت اخويا اهو ازوره وبالمرة اطمن على عمتي المسكينة التعبانة.
تمتمت بها درية لتضيف بعدم رضا
احنا مش قولنا نبطل الروحة والجاية على هناك مدام خطب وكل واحد راح لنصيبه يبقى نشوف احنا نصيبنا بقى
قالتها بمغزى فهمت عليه ابنتها لتقارعها برفض
وطبعا قصدك بالكلام ده الواد ربيع ابن عم خيري صاحب ابويا بقى الاشكال الضالة دي تتسمى نصيب ياما انا عايزة واحد ببدلة ملو هدومة مش العيل الشارب ده.
اه يا ختي حقك ما انتي واخدة البكالوريا ولا الاسنس اللي بيقولوا عليه...... فوقي يا روح امك دا انتي شهادة دبلوم صنايع وخدتيها بالغش كمان يبقى ايه لزوم العنطزة بقى
دبدت قدميها على الارض بغيظ وعيناها الټفت نحو المطبخ لتعود اليها هامسة بتحذير
ما توطي صوتك بقى ياما وخلي بالك احنا مش لوحدنا في البيت .
اما عن درية فقد امتقع وجهها بحنق والأخرى تلح عليها
سبيني امشي بقى ياما انا مبعملش حاجة غلط واحدة ورايحة بيت اخوها وتطمن على عمتها فيها ايه دي بقى
عودة لبهحة التي مازالت تقنع نجوان وتحاول ترضيتها بعدما استيقظت ولم تجد نبوية التي اعتادت على مجالستها صباحا ومعظم الوقت
ظلت على حالها لا تنطق الا كلمة واحدة
نبوية.
تنهدت بهجة داخلها تناجي الصبر لتستمر في مهادنتها
ما قولتلك كزا مرة انها تعبانة هي لو تقدر برضوا هتسيبك ومتجيش.
اشاحت بوجهها للناحية الاخرى برسالة واضحة برفضها لتغمض عينيها بيأس لمدة من الوقت حتى رفعت رأسها فجأة تعبر عما خطړ برأسها وهي تراقبها
يبدو ان كلماتها قد أتت بأثرها وقد الټفت لها تنتظر المزيد ف الانثى حتى لو كانت بنصف عقل سوف تستجيب للغزل
فتبمست بهجة متابعة بإعجاب
انتي عارفة بقى انا كان نفسي يطلع شعري اصفر زيك كدة يعني عشان يليق على لون عيوني حكم احنا وارثين العيون الملونة دي من امي انا والواد ايهاب خدنا اللون الاخضر الصافي اما البت جنات خدت العسلي والمزغودة عائشة اخر العنقود فدي خدت الزتوني عشان تغيظنا كلنا بروعته.
انتي حلوة .
تاني .
صدرت بمرح من بهجة لتتابع باتساع ابتسامتها
والله وانتي اللي قمر ياما نفسي اوصل لسنك كدة وابقى في نص جمالك.
استجابت نجوان وبفعل طفولي اصبحت تهز اكتافها بزهو لتردف بهجة بتمني
يا سلام ع الروقان والجمال يا ناس لما تبقي هادية اه لو تبقى هادية ورايقة كدة على طول...... بقولك ايه هو انا ينفع اسرح شعرك الحلو ده.
سمعت منها لتذهب عيناها نحو الفرشاة الملقاة القريبة منهم لتوميء بعيناها بموافقة جعلت بهجة تقفز من محلها بحماس
حالا هسرحلك واعملك احلى تسريحة.
دفع باب الغرفة ليدلف اليها بخطوات مسرعة ليبطأها فجأة مع انتباهه لحالة الاخر حينما وقعت عينيه عليه
يتحدث في الهاتف بابتسامة حالمة يهتز بكرسيه برواق حتى انه حاول ان ينهض كي يؤدي التحية العسكرية اليه ولكن امين اوقفه ملوحا بكف يده.
ليجلس مقابله يسند بمرفقه على سطح المكتب مريحا وجنته على قبضة يده يتأمله بوجه عابس جعل الاخر يخفي بصعوبة ابتسامته قبل ان ينهي المكالمة بصوته الهامس ليعلق امين
يا خويا يا نحنوح بتحب في تليفون الشغل يا حضرة الظابط.
دافع عصام ضاحكا
الله يا فندم هو انا بكلم حد غريب دي زوجتي المستقبلية اللي كاتب كتابي عليها.
اممم
زام بفمه متصنعا الضيق
اه يا خويا فرحان اوي هما يومين عسل وبعدها تشبع نكد.
اكمل عصام بضحكاته
ومالوا يا فندم ندوق العسل وبعدها يجي النكد براحتوا يعني احنا هنروح منه فيه.
يا حبيبي.
تمتم بها بمصمصة من شفتيه ليردف
كنا كدة في حماسك بس يلا بقى هو شړ لابد منه وخلاص .
برضوا شړ.
اه شړ عندك مانع.
لا يا فندم وانا اقدر.
ايوة كدة اتعدل.
قالها امين وصدحت ضحكاتهم بحديثهم الودي قبل ان ينخرطوا في العمل والمناقشة حول الامور الهامة بينهم.
قامت لها بتمشيط الشعر الحريري حتى اعجبها وصارت تتأمله امام المرأة لتستجيب لها بعد ذلك وتتقبل الطعام منها ثم تتناول العلاج دون اعتراض ليدخل بعض الارتياح قلب بهجة ولكن ذلك لم يمنعها من الحذر.
فقد تعلمت الا تعطيها ابدا الامان مضى نصف اليوم معها حتى تفاجأت بالخادمة تخبرها
رياض باشا طالب يشوفك يا بهجة في اوضة مكتبه.
قطبت بعدم استيعاب
رياض باشا عايزني ليه وهو من امتى اصلا بييجي في النهار
جاء رد الخادمة بعملية
رياض باشا مستنيكي يا بهجة اتفضلي وانا هقعد مع الهانم اراعيها لحد ما ترجعي.
ابتلعت ريقها بتوتر
ودا كمان عايزني في ايه جيب العواقب سليمة يارب.
خرجا الاثنان من المصعد ويدها مازالت محجوزة في قبضته تأرجحها بمرح وكأنها طفلة صغيرة تتدلل عليه وهو يتقبل منها رغم غيظه في بعض الاوقات حينما تزيد عليه.
ولكنه لم يعرف معنى السعادة الا على يدها وقد اصبح ملازما لها في الذهاب الى العمل وفي العودة منه وفي العمل نفسه .
تقارب يحدث بين شخصيتين مختلفتين في كل شيء ولكن الله يوحد القلوب بدون اسباب .
هتصل بيكي النهاردة بالليل اياكي تنامي لاطلعه عليكي بكرة في الشغل.
اهدته ابتسامتها الساحرة تشاكسه
والله انت وبختك حصلتني وانا صاحية فل انما لو روحت في النوم انسى حتى لو هتشغلني تاني يوم اشغال شاجة.... اه
قطعت متأوهة حينما ضغط على كفها
ردي وقولي حاضر وبس يا صبا من غير ما تلفي وتدوري معايا غلبتيني معاكي.
قهقهت بمرح مرددة
حاضر يا عم بس خف يدك دي لا يطلعلك ابو ليلة وهو اللي يرد عليك.
والله يعني انتي بټهدديني بابوكي.
تمتم بها ليكمل بالضغط على كفها
طب خليه يطلع دلوقتي وانا اعملها وضع حميمي عشان يلمنا نتجوز بالمرة انا اساسا بتلكك.
وكان ردها الضحك المتواصل تزيده هياما بها حتى اجفلهما صوت الباب الذي فتح فجأة لتطل عليهم من مدخله
الله انت واقف هنا يا شادي مش تدخل عشان تطمن والدتك برجوعك
الټفت إليها سائلا بفزع
مالها والدتي يا سامية وانتي هنا من امتي.
ردت ببساطة
انا جيت اطل عليها واشوفها لو عايزة حاجة لقيتها زعلانة وكل شوية تسأل انت رجعت ولا لأ.
افلت كف صبا ليتحرك على الفور إليها بقلق
لا يبقى انا لازم اشوفها واطمن عليها بنفسى.
دلف بخطواته المسرعة الى منزله بالداخل لتظل سامية بوقفتها على مدخل المنزل تطالع صبا بابتسامة صفراء قبل ان تصفق الباب فجأة بوجهها لتعلق هي في اثرها
يا بت ال..... ماشي يا سامية الزفت.
كانت تقف خلف باب مكتبه تفرك كفيها بتوتر يكاد ان يوقف قلبها لقد ظنت ان الأمر قد مر على خير وقد نسى هو بانقضاء الليل او كما أخبرتها الدادة نبوية انها هي من تهول الأمر ولا شيء مما يدور برأسها قد يحدث.
أمجنون هو كي يترك كل النساء اللاتي يعرفهن وينتبه لها
إذن لماذا طلبها ولماذا هو هنا اليوم من الأساس هذه ليست عاداته كما تعلم.
ابتعلت تحاول تنظيم انفاسها وتهدئة ضربات قلبها التي كانت تدوي بتسارع من الخۏف لتجسر نفسها وتطرق بقبضتها على باب الغرفة ليصلها الصوت القوي على الفور
أدخل.
اغمضت عينيها تعيد تدريب النفس مرة أخرى تتمتم بالأدعية تاركة حمولها على الله لتدفع الباب وتلج اليه في الداخل فتلقي اليه بالتحية
مساء الخير يا فندم حضرتك طلبتني.
كان جالسا خلف مكتبه يطالع احدى ملفاته ليرفع عيناه إليها فيخلع عنهما نظارة القراءة ثم يتأملها بسفور وكأنه يستعيد صورتها بالأمس ويقارنها بهيئتها الان بصمت مريب زاد من قلق المسكينة قبل ان يرد برتابة
مساء الفل يا بهجة انا فعلا طلبتك..... عشان اشوفك.
قال الاخيرة ضاغطا بنبرة لم تريحها لتطرق برأسها مسلمة امرها للمولى قائلة
تمام يا فندم اللي تؤمر بيه حضرتك.
سمع منها وفجأة وجدته ينهض من خلف مكتبه ثم يقترب بخطواته منها حتى وقف مقابلها يجفف الډماء بعروقها بقربه وهذه النظرة المتمعنة بملامحها الجميلة بحق وخضار عيناها المبهرة بصفاءها وتميزها ثم يجيب بهدوءه
كنت عايز اعرف منك يا بهجة هي لورا اتفقت معاكي تقبضك كام على شغلك هنا
قطبت بعدم فهم لمغزى السؤال لتقلبها سريعا برأسها ثم تأتي بالظن الاسرع لذهنها الان
بتسأل على مرتبي ليه يا فندم انت ناوي تديني بقية حسابي وتمشيني
تبسم ساخرا ليجلس على طرف مكتبه قائلا
وانا لو عايز امشيكي اتصل بيكي بنفسي عشان تيجي الصبح يا بهجة ولا انتي عدم التركيز لساه مستمر معاكي من ساعة الاتصال .
اطرقت بحرج دون ان تنبت ببنت شفاه لتمتقع ملامحها من سخريته التي لم تتقبلها حتى فهم هو ليستطرد بنبرة آسفة لم تخلو من إعجاب
انا مش قصدي اسخر ولا استهزأ دا كان مجرد هزار.
تمام يا فندم وانا مقولتش حاجة عادي يعني.
لا مش عادي يا بهجة عشان شكلك زعلتي فعلا
ردد بها يكتنفه المزيد من التسلية في مشاكستها وهذا الاعتزاز الذي يلمسه في نبرتها غير ابهة بصفته في اصرار منها لوضع الحدود هذه الفتاة تستحق التأمل والدراسة.
تنهد يعود لموقعه خلف المكتب ليتحدث بجدية
شوفي يا ستي انا كنت بسأل عشان ازود على شغلك شفت عشان تخففي اكتر عن دادة نبوية الست كبرت ومعدتش تتحمل زي الاول وطبعا اجرك هيبقى اضعاف .
طب وشغلي في المصنع.
عادي ممكن تنسقي وممكن نلغيه خالص ونخلي اللي هنا هو الاساسي.
لا طبعا اللي هناك عليه تأمين انما هنا مؤقت.
خرجت منها سريعا حتى اجبرته على الابتسام مرددا
ما انا ممكن اعملك للي هنا تأمين برضو
هذه المرة ردت برفض لم تخفيه
مش موضوع تأمين انا مش حاطة في خطتي اساسا اني استمر جليسة.
توقف فجأة مضيقا عينيه بتفكير
بهجة هو انتي دارسة لحد ايه بالظبط
....يتبع
ارجو التشجيع بتفاعل يستحق بلاش