الأحد 24 نوفمبر 2024

بنت الجنوب امل نصر

انت في الصفحة 13 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


الطعام بفمه پصدمة جعلت بعض من الانتشاء يتسرب الى زوجته التي طالعته پشماتة لم تخفى عليه لينفعل مبررا بحماقة لم يحسب لها حسابا
ازاي يعني مالناش دعوة هي دي مش تخصنا برضو بنت اخوك اللي طايحة دي لو غلطت العيبة هتلبسك انت يا عمها. 
توقف خميس عن الطعام ليطالعه بأعين تلونت بالاحمرار معنفا له
انت بتبرطم بتقول ايه ياض مين دا اللي يتجرأ ويجيب عليا العيبة دا انا كنت ادفنه مطرحه مش بناتنا احنا اللي يتجاب سيرتهم انا رايح لها البت دي .

قال الاخيرة وأزاح بجسده المقعد للخلف پعنف يهم بالنهوض إلا ان صيحة زوجته كانت هي الاسبق 
اقعد يا خميس مطرحك وكمل أكلك .
تطلع لها بتردد لكنها اعادت عليها حاسمة تأمره 
بقولك اقعد يا خميس وسيبك من هطل ابنك. 
اذعن الرجل لأمرها يعود لجلسته وطعامه وجاء الاعتراض من ابنها
انا اهطل ياما بقى راجل كبير زيي يتقال عليه اهطل ياما. 
وستين اهطل كمان عشان بتنبش ف اللي ملكش فيه وعايز تعمل مشاكل احنا في غنى عنها .
رددت بها درية بتصميم وتقريع وغمغم سامر بسخرية دون ان يرفع عيناه عن الطعام
بتجيب التهزيق لنفسك. 
لم نفسك يا سامر بدل ما احط كل غليلي فيك دلوقتي. 
قابل الاخير انفعاله بابتسامة سمجة مستخفة ليأتي الرد من زوجة الاخر وهي تنهض عن الطعام بغتة 
الحمد لله انا شبعت.
قالتها بحدة لفتت ابصار الجميع نحوها وهي تذهب نحو باب المنزل مغادرة نحو شقتها لتعلق والدته من خلفها 
عاجبك كدة يا بوز الاخص هتطفش مراتك منك بعمايلك السودة . 
اضاف سامر على قولها  
والله عندك حق ياما البت ساكتة ساكتة لكن في الاخر ھتنفجر في وشه. 
ټنفجر ولا تغور في داهية انا لا طايقها ولا طايق عيشتها. 
صاح به والده پغضب 
امال طايق ولا عايز مين يا ابن الكلب ما هي مشكلتك انك مفضوح قدامنا كلنا وعارف كويس 
ان الموضوع منتهي ومع ذلك بتحرب على خړاب عشك ولا حاسس ان جايلك عيل في السكة .
تجهم سمير بوجه ممتقع من الغيظ والڠضب المكتوم يوزع بنظرات الاتهام نحوهم دون ان يقولها صراحة ولكنها لم تخفى على والدته والتي عبرت عنها مدافعة
بلاش بصاتك دي يا واد وافتكر كويس انها هي اللي باعتك لما حطت شرط ورث ابوها في الوكالة قبل جوازها منك وهي اساسا ملهاش ورث.
سامر والذي لم يقوى على كبت فضوله هذه المرة 
بس بهجة دايما بتتكلم ان معاها الحق انتوا متأكدين ياما ان ملهاش ورث
سعل خميس والطعام في فمه لتلحقه زوجته بالماء ثم تربت على ظهره تلقي باليوم على أبناءه
اسم الله عليك يا خويا اشرب اشرب خليتو ابوكم شرق وكان هيروح في شربة مية جاتكو الهم . 
ظل على وضعه لحظات امام ترقبهم حتى التقط انفاسه ليردف بلهجة مضطربة 
انا عمري ما اكل حق حد وربنا العالم انا عملت ايه مع المرحوم بس كله عند ربنا انا مش هتكلم .
لتهتف من خلفه بتأييد يلجمهم كالعادة 
صدقت يا اخويا واللي عند ربنا ما بيروحش كل كل وهدي نفسك بلا هم.
مساء 
حينما غادرت منزله كان هو ما زال قابعا في غرفة مكتبه ولم يغادره بعد أنهى جميع الاعمال المطلوبة منه بذهن شارد بالكاد يكفيه للمراجعة او القراءة السريعة في اعماله لتعود صورتها وتحل امامه على الفور 
ثم يأتي الان ويقف خلف الجدار الزجاجي يراقبها وهي تغادر وعيون الحراس والعاملين أينما مرت تذهب معها بها شيء لا يفهمه 
جميلة ولا ينكر ذلك ولكن يوجد الالاف من الجميلات ولكن هي بها شيء مميز لم يصل إليه بعد
حتى طريقة سيرها بهذه العباءة الفضفاضة بمبالغة حديثها بعزة ولغة راقية بعيدة تمام البعد عمن تعامل معهم من العاملين.
ثم يظل هذا الشيء الاروع وهو عيناها وذلك الصفاء بخضارها يذكره بنقاء الطبيعية وسحرها
زفر انفاس خشنة ليعود الى جلسته خلف المكتب محدثا نفسه بتساؤل 
منذ متى لم يلتفت نحو امرأة او تشغله بهذه الطريقة يبدو ان تأثير بهجة سوف يستمر معه طويلا هذه الايام حتى تنصرف من عقله او ربما يجد له الحل.
هذه المرة اتخذت احتياطها وخرجت باكرا عن اليوم السابق وقد افنت يومها في مجالسة نجوان فلم تتركها الا بعدما اخلدت للفراش لتعود الان والساعة تعدت العاشرة فقط.
نزلت من سيارة النقل العام التي كانت تقلها الى منطقتها وقد رفضت اليوم عرض العم علي في توصليها تجنبا للتساؤلات وۏجع رأس هي في غنى عنه ولكن منذ متى حدث ما نبتغيه
جاية منين يا بهجة 
جاءها السؤال بغتة من خلفها لتلتف نحو مصدر الصوت وتفاجأ بابن عمها الأصغر سامر مضجعا على سيارته التي اصطفها خارج الحارة وكأنه كان في انتظارها وقد بدا هذا واضحا من وقفته مكتفا ذراعيه اعلى صدره
افندم يا عم سامر انت كمان اخوك معاك بقى ولا انتو مقسمينها بالدور 
تهكمت بها في رد واضح على رفضها لتدخله ولكنه كان اذكى من ان يتحامق معها مثل اخيه لذلك جاء رده بهدوء  
لا يا بهجة مش مقسمينها ولا لينا حق نسألك طبعا بس يا بنت عمي لما الاقيكي بتغيبي عن بيتكم لحد الساعه دي دا غير اني لما سألت عنك في شغلك عرفت انك معتبتيش المصنع من اساسه يبقى حقي انشغل.
كمااان روحت المصنع وسألت عني دا اخوك متجرأش يعملها يا سامر
تمتمت بها بحالة من الدهشة والڠضب تعتريها ليقابل ردها بمهادنة وكلمات ذات مغزى 
انا غير اخويا يا بنت عمي هو كان غبي ومعرفش يحافظ عن النعمة اللي في ايده ودلوقتي بيبكي عليها بعد ما راحت منه انما انا الامر عندي غير انا راجل واعرف اصون اللي معايا كويس ولما اقرر محدش يقدر يرجعني عن قراري وف الاول وف الاخر انا سؤالي نابع بس من الخۏف عليكي مش شك ولا اي شيء يزعلك.
ضاقت عينيها وافتر فاهها تطالعه بتفكير وتفحص لتحسم الجدال معه
حاسة كلامك رايح لسكة مش عجباني يا سامر لذلك انا هنهي معاك من اولها عشان لو حاطط اي فكرة في دماغك شيلها من اولها عشان انا قافلة الباب بالضبة والمفتاح مع الكل.... وخصوصا انتو .
زفر يطرق برأسه سريعا ثم يرفعها متطلعا اليها بابتسامة لم تصل لعيناه 
براحتك طبعا رغم اني شايف ان الكلام مش وقته بس انا هرجع وانبهك على موضوع الرجوع بالليل عشان بس سمعتك في الحارة والكلام اللي انتي عارفاه عشان انا يوم ما هيوصلني نص كلمة بس هولع في الكل ومش هيهمني لا كبير ولا صغير.
كتر خيرك يا ابن عمي. بس انا مش محتاجة نصيحة ولا دفاع من حد واهل الحارة اللي انت بتقول عليهم دول هما اكتر ناس عارفين مين بهجة وانا مش محتاجة حماية من حد .
قالتها والټفت ذاهبة نحو وجهتها دون ان تكلف نفسها بالنظر نحوه ولا بمعرفة تأثير حدتها عليه فلديها من الهموم ما يكفيها ولا ينقصها منه هو الاخر .
داخل غرفة أمنية والتي كانت منكفئة مع شقيقتها في حصر الايرادت والمصروفات وكل ما يخص العمل عبر الهاتف انتبهت لقدوم والدتها لتظل واقفة محلها بصمت وترقب حتى اذا انتهت امنية الټفت إليها تخاطبها بفراسة 
نعم يا ماما وقفتك والسكوت كدة بيقول ان في بوقك كلمتين قولي انا سمعاكي.
تشجعت نرجس ثم تقدمت لتجلس على طرف التخت تلقي بنظرها نحو الاوراق والدفاتر التي تبعثرت على الفراش بإهمال لتعقب ساخرة
اللي يشوف الكراريس والكشاكيل يقول عليكي رجعتي تاني للجامعة..... 
مصمصمت بشفتيها لتكمل بضيق 
حسرة عليكي الشغل الهباب بقى واخد كل وقتك حتى الساعتين اللي بترجعيهم راحة للبيت مش مرحومة من الحسابات والهم التقيل كان مالك بس بالهم والقرف ده
صمتت امنيه لبرهة من الوقت تطالعها دون تعليق فبمعرفتها الجيدة لها تعلم ان خلف كلمتها يوجد شيء آخر 
وماله ياما الشغل والهم ما هو حالنا ومالنا حمد لله احنا مش بنشتغل عند حد المهم بس انتي جيبي من الاخر عشان انا متأكدة ان دي مقدمة اللي بتبدي بيها دايما.
اا ما انا فعلا عايزاكي في حاجة . 
تمتمت بها نرجس بتلعثم تدور مقلتيها باضطراب مما جعل ابنتها تظل على صمتها في انتظار الآتي لتردف لها بعد لحظات من التردد 
بصراحة بقى انا مش هقدر ما تكلمش ابن عمتك محاكمته قربت وكنت عايزاكي تتنازلي عن اللي في دماغك بقى وكفاية عليه لحد كدة.
رفرفت بأهدابها امنيه قليلا من الوقت لكن سرعان ما استوعبت لتزفر وتشيح بابصارها عنها تستجدي من الله الصبر لتواصل نرجس دفاعها
ما تلفيش بوشك عني وتعملي نفسك مش سمعاني عشان كذا مرة اتحايل عليكي وانتي راكبة دماغك خالتك مقطعة نفسها وانتي ولا حاسة وابن خالتك هيضيع مستقبله حرام عليكي.
حرام على مين 
صړخت بها بوجهها لتواصل بعدم تحمل  
كام مرة هقولهالك دا 
تلجمت قليلا بحرج منها لكنها عاودت بعد ذلك  
الحي ابقى من المېت وانتي ما شوفتيش بعينك بتقولي سمعتي لكن ابن عمتك قال بعد كدة انه كان بيهرتل عشان يغيظ المدعوقة شهد يعني ما .
اه بقى وانتي صدقتي يا سلام على طيبتك يا ماما. 
عقبت بها بسخرية مريرة لتلتف بعد ذلك نحو مدخل الغرفة وعودة شقيقتها الصغرى والتي اجفلها مشهدهم
ايه مالكم شكلكم بتتخانقوا صح. 
زمت نرجس فمها بضيق ليأتي الرد من امنية 
تعالي يا رؤى وشوفي الست الوالدة اصلها مازالت زعلانة على ابن خالتك اللي ظلمناه وهنضيع شبابه .
ولعلمها التام برأي ابنتها الأخرى وتشددها زفرت بقوة لتنهض من جوارهم مغمغمة 
اتريقوا براحتكم ما انتوا خلاص كبرتوا ومبقاش حد مالي عينكم هروح انا فين فيكم وانا ست غلبانة.
توقفتا الاثنتنان بفاه منفرج لعدة لحظات لا يصدقن منطق والدتهم وتعاطفها مع من  شخصية ولا تعرف تحكم ولا تحدد رأي خالتك سميرة تعيطلها حبتين تيجي هي تقلب الدنيا علينا
اكتفت امنيه بالصمت فما تحمله بداخلها من غصة وندم على ما قد فات ومرت به من اخطاء بسبب هذا المعتوه حينما كانت كالدمية بين يديه حتى انها تتمنى لو تمحي هذه الفترة من سجل ذاكرتها الى الابد. وياليتها تستطيع.
دلفت بهجة لداخل المنزل بعد أن فتحت بمفتاحها لتدخل باكياس الأشياء
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 29 صفحات