بنت الجنوب امل نصر
بالفراش لتتضح الرؤية رويدا رويدا امامها ولكن.....
هذه ليست غرفتها ولا هذا فراشها ولا....
يا نهار اسود
هتفت بها تعدل جذعها بجزع حينما انتبهت على ما ترتديه
هدومي راحت فين وهدوم مين دي اللي انا لابساها
لترفع عنها الغطاء وتنهض عن الفراش رغم دوار رأسها الذي كاد ان يسقطها ارضا لولا أن لحقت بنفسها لتستند بيدها على قائم التخت لكن سرعان ما استقامت لتتحامل على هذا الدوار الشديد وتخرج من الغرفة الفخمة تبحث بأبصارها يمينا ويسارا حتى وقعت عينيها عليه جالسا بأحد الاركان على الاريكة الاثيرة
انا كنت في الاوضة االي جوا بعمل ايه ومين اللي غير لي هدومي انتوا عملتو فيا ايه بالظبط
اشار بيده والأخرى صار يمسح بها بالمحرمة على قميصه ولوح المفاتيح متمتما ببعض الهدوء
تفهموني ايه دا انا هوديكم في داهية
صړخت بها تهم بالمتابعة بالسباب ولكنه اوقفها بحزم وصرامة.
اسمعي مني الاول بقى وافهمي ولا اسيبك على عماكي احسن ......
اڼهارت ساقطة على الارض وقد غلبها التعب الجسدي وجزع داخلها يجعل قلبها ينتفض خوفا ان يكون حدث معها شيء لا تستطيع العيش معه شيء تفضل المۏت على ان يحدث.
زفر يمسح بكفه على وجهه لينهض ذاهبا نحوها يمد يده اليها
قومي يا بهجة الاول واستريحي ع الكنبة بلاش قعدة الارض.
رفضت قاطعة
لا انا مش عايزة اقوم انت اتكلم وانا كدة مستريحه.
امام اصرارها لم يجد بدا من مهادنتها ليجلس هو على اقرب المقاعد اليها ثم يستعيد برأسه ما حدث ولحظات من اصعب ما مر عليه
وقد كان بغرفة مكتبه منكفئا على عمله على عدد الملفات التي أتت بهم مساعدته لورا بتركيز تام حتى اجفل على صوت صړاخ غير مفهوم لم يميزه في البداية حتى دوى الاسم المعروف بذهنه
حكييييم حكييييم.
انتفض على الفور وقد علم ان تلك والدته ليخرج مهرولا يتبع الصوت الذي ذهب به الى الحديقة وكانت المفاجأة حينما وجدها بالقرب من المسبح تنتحب وتنتفض محلها وقبل ان يتخذ طريقه نحوها صعق بالأفظع
ليتخذ القرار على الفور ويلقي بنفسه داخل المياه فيحملها من ظهرها بذراع والأخر يدفع به داخل المياه حتى خرج بها يلقيها على السطح الرخامي فاقدة للوعي.
فحاول بخبرته القليلة إجراء الاسعافات الاولية لها بالضغط بكفيه وقلبها ايضا لإخراج الماء الذي دخل مجري التنفس لها.
ايه اللي حصل انا كنت جوا بعمل مكالمة تليفون.
كان هذا صوت لورا التي أتت للتو من الداخل لم يلتفت لها وقد كان مشغولا في اسعاف الأخرى والتي اضطر في الأخير ان يجري لها تنفس صناعي ليصدر صوت شهقة مفاجأة من لورا التي كادت ان تصاب بأزمة قلبيه مع استجابه الأخرى وسعالها في إشارة لعودتها للحياة مرة اخرى ولكن بنصف وعي ليحملها هو ذاهبا بها الى الداخل.
انتبهي على ماما على ما ارجعلك يا لورا
صړخت به ضاربة الارض بقدميها
ودي هتروح بيها على فين
لم يكلف نفسه عناء الإجابة فواصل طريقة حتى ذهب بها الى احدى الغرف مناديا على احدى الخادمات حتى تخلع عنها ملابسها وتراعيها حتى يأتي بالطبيب اليها ويذهب هو للاطمئنان على والدته.
ادي كل اللي حصل يا بهجة لساكي برضو مش فاكرة
كان هذا سؤاله فور ان قص عليها كل شيء وقد اقتص من الجزء الخاص بإسعافها ذكر التنفس الصناعي ليختص به لنفسه فيكفيه ما يكتنفه الان من مشاعر كاسحة بقبلة الحياة التي لم يتعمدها ولكنها قلبت كيانه رأسا على عقب بالكاد يحاول التوازن امامها وصرف افكاره بقدر الامكان .
لينتبه على اجابتها بعدما نفت بهز رأسها وقد تغضنت ملامحها بالحزن لترد بصوت بالكاد خرج
دلوقتي بس افتكرت انا كنت راجعة من المطبخ بعد ما سيبتها مع لورا كانت هادية وراسية بشكل فرحني لدرجة اني لما شوفتها جاية عليا بوشها مقلوب افتكرتها بتهزر قبل ما تفاجأني والاقيها بترميني على حوض السباحة ووقفت قدامي تبص عليا كأنها تمثال وانا پصرخ عليها واقولها
بتزقيني ليه انا مبعرفش اعوم نادي حد يخرجني نادي حد يخرجني.
ختمت تمسح دمعات خائڼة سقطت منها متابعة
طب هي عملت كدة ليه معايا دا انا اديتها الامان وافتكرتها بتحبني.
ردد خلفها بتأكيد
بس هي فعلا بتحبك يا بهجة بدليل صريخها عليكي وعشان حد ينقذك.
امتى دا انا مش فاكرة غير فرجتها عليا .
وانا بقولك اللي حصل يا بهجة ماما من ساعة اللي حصل قافلة على نفسها في حالة مشوفتهاش عليها بقالي سنين اكيد يعني انا مش هكدب عليكي.
اومأت بتفهم لا تستبعد هذا الفعل منها. فهي كالبحر مرة ټخدعها بهدوها وصفاءها ومرة اخرى ټصفعها بأمواجها العاتية.
استدركت فجأة تسأله
صحيح انا كنت سيباها مع لورا راحت فين وسابتها
مط شفتيه بعدم معرفة
بتقول انها كانت بتعمل مكالمة ساعة اللي حصل المهم دلوقتي انا كنت عايز اعرف قرارك عن الاستمرار هنا او عدم الاستمرار وانا في كل الحالات هعوضك عن اللي حصل معاكي دا حقك عليا قرارك دلوقتي بقى يا بهجة.
صمتت قليلا بتفكير قبل ان يصدر ردها النهائي
انا عايزة اشوفها الاول قبل ما احدد اي قرار.
...يتبع
تم نشر الفصل السابع على مدونة رواية وحكاية
ارجو التصويت والتعليق من المهتم برفع الرواية
حان_الوصال
سلسلة_قيود_الهوى
بنت_الجنوب
الفصل السابع
زمجرة بغليل خرجت منها تدفع محتويات مكتبها على الارض پعنف اصدر ضجيجا دوي في أنحاء المنزل حتى اجفل والدتها من خارج الغرفة لتدلف اليها سائلة بجزع تستكشف الأمر
يا نهار اسود ايه اللي حصل يا لورا
الټفت إليها قابضة على شعر رأسها تكاد ان تقتلعه مرددة
مفيش حاجة حصلت يا ماما المصېبة ان مفيش حاجة حصلت ودا اللي هيجنني وبيخليني اسأل نفسي كل دقيقة انا ايه اللي ناقصني عشان ما يشوفنيش ليه دايما حاططني في خانة القرايب او الموظفة اللي عنده امتى بقى يحس بيا حتى يرحمني من الڼار اللي بتاكل فيا وانا كل لحظة يدور عقلي بالهواجس انه يبص لواحدة غيري ولا يفكر في الجواز هتجنن يا ماما هتجنن.
دفعت في الاخيرة احد المقاعد تسقطها بقدمها قبل ان تخور قوتها وتسقط على الاخر بمشهد اثار استفزاز والدتها
يعني انا افهم من كدة ان الجنان والتكسير والپهدلة دي كلها عشان الباشا اللي مش راضي يعبرك ولا يحس بحبك ما عنه ما اتنيل هي خلاص الرجالة صفصفت عليه الدنيا حواليكي مليانة شباب زي الورد لكن انتي اللي عميتي نظرك ووقفتي الرؤية عليه هو بس.... فوقي يا حبيبتي قبل الوقت ما يسرقك ويضيع عمرك بالقعدة جمبه.
طالعتها بحنق متعاظم تخاطبها بعتب
شكرا اوي يا مامي ع المؤازرة دا بدل ما تقفي جمبي وتدليني على طريقة تقربه ليا.
لطمت والدتها كفيها ببعضهما لتتخصر ناظرة اليها بقنوط قابلته لورا بضحكة ساخرة
شوفي انتي بتتكلمي ازاي عن إنى اسيبه واشوف غيره بكل سهولة ومتعرفيش اني بقيت اغير عليه من الخدامين يا مامي تصدقيها دي انا حالتي بقت متأخرة في حبه ودوايا هو.
هذه المرة حلت الابتسامة على ثغر والدتها ولكن بمرارة على حال ابنتها
يبقى انتي كدة هتحصلي والدته يا قلبي ما هو اللي ضيع نجوان هو الهوس بجوزها اللي هو صورة من ابنه بس ع الاقل حكيم رغم كل عيوبه كان بيحب مراته انما انتي يا حلوة حجتك ايه مهووسة بحب راجل مش حاسس بيكي من الأساس.
وعلى عكس ما توقعت بعدما حدثتها بالمنطق جاءها رد ابنتها بتصميم وتشبث
عشان طنت نجوان كانت ضعيفة يا ماما يبقى تستاهل اللي حصل لها انما بنتك بقى......
توقفت تضع قدما فوق الاخرى تردف بثقة
قوية وقوية اوي كمان وعمرها ما هتتنازل عن حلمها .
دلفت تتبعه حينما دفع الباب ليتوقفا الاثنان بمدخل الغرفة فيشير لها بيده نحو الأخرى وتفاجأ برؤيتها متكومة على الفراش تحتضن ذاتها من ركبتيها الى صدرها وكأنها طفل صغير أضاع والديه وتاه في عالم غير عالمه الذي يعرفه
برغم كل ما تحمله من ڠضب نحوها إلا ان مشهدها بهذه الصورة مزق قلبها كيف انقلبت هكذا من حالة الحالمية والشرود الجميل الى هذه المرأة البائسة التي تبدو كعجوز كسرها الحزن
هي ليه عاملة كدة
كان هذا هو السؤال الذي صدر منها في رد فعل اولي لما تراه فتنهد هو بأسى يضع كفيه بجيبي بنطاله قائلا
اهي ع الحال ده من ساعة اللي حصل في البداية كانت بتصرخ پهستيريا واحنا مش فاهمين عايزة ايه فا اضطرينا نديها حقنة مهدئة نامت بعدها لكن من ساعة ما صحيت وهي ع الحال ده مش عايزة تقوم من ع السرير ولا تاكل ولا تشرب انا احترت معاها وبفكر جديا اوديها لأي مصحة.....
قاطعته معارضة على الفور
لا حرام ارجوك الدكتور امبارح نبه على قربك منها وانها تحس بحبك واحتياجك ليها لو نقلتها للمصحة يستحيل ترجع لطبيعتها تاني ولا تخف .
لحظات من الصمت بينهم وهو يحدق بها بنظرات لم تفهمها وهي في انتظار رده.
يدهشه خۏفها على والدته رغم ما فعلته معها وقد كانت على وشك المۏت بسببها كيف تمتلك قلبا يتسع للتسامح في امر كهذا
نفض رأسه يتصرف بعمليه مقررا بذكاء منه استغلال الفرصة
طب انا من رأيي تقعدي معاها الاول وتحددي قرارك وبعدها اشوف انا الحل المناسب.
اومأت رأسها بتوتر لتخطو نحو المرأة المتعبة تلك التي انتبهت عليها لتتعلق ابصارها بها تغشي عينيها الدموع التي بدأت تهطل بندم ورجاء التمسته بهجة لتسقط جالسة بجوارها تخطابها بحيرة وعتاب
طب بټعيطي ليه دلوقتي انا اللي حقي ازعل منك على فكرة .
اهتز صوتها في الاخير بتأثر واضح لتفاجأ برد فعل نجوان التي نهضت بجذعها مرددة بكلمات بالكاد تفهم
انتي مش هي انتي مش هي .
هي مين وضحي اكتر عشان افهم
لم تجد اي رد منها سوى ان فاجأتها ټحتضنها بدموع صامتة تبلل كتفيها تزيد من تشتتها فتردد بإجهاد وتعب
طب والله حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده انا دلوقتي اكرهك ولا احبك تصعبي عليا ولا ادعي عليكي