خدي بالك من كلامك
الذي لا تذكر اسمه حتى وبجانبه شابان لابد أن يكونا أبناء عمها ومعهم أدهم وليلى ومريم وهم يتحدثون لكنها لا تسمع شيئا مما يقولون.
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسها ودخلت برشاقة وخطوات متزنه عليهم.
فجأة توقفوا عن الكلام عندما رأوا تلك المرأة الفاتنة تظهر عليهم في مظهرها الهادئ خارجيا وقام الجميع من مقاعدهم للترحيب بها.
قام الجميع برد التحية
مريم بإبتسامة تعالي يا كارمن سلمي علي عمك واولاده
احمرت وجنتاها قائلة برقة فطرية اهلا وسهلا
همس ماجد بصوت خاڤت لم يسمعه سوى زين الذي كان يقف بجانبه تصدق طلعت حلوة اوي علي الطبيعة.. بقي دي بنت عمي انا والله مش مصدق
تمتم زين بحنق وهو يلكزه بخفة احترم نفسك جوزها واقف جنبك يا غبي
مدها يده لمصافحتها فرفعت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة قائلة بتحفظ شكرا لحضرتك
قهقه بدر بمرح ما بلاش رسميات يا بنتي انا عمك بدر قوليلي عمي من غير حضرتك دي
أومأت إليه بخجل وهي تنظر إلى أدهم الذي كان يتابع ما يحدث دون أي رد فعل لكن عينيه على كارمن لم يرمش فكان يشعر بارتباكها ويريد بأي شكل من الأشكال طمأنتها.
ادهم بثبات تعالي يا كارمن
بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها توجهت بسرعة نحوه.
اضاف ادهم برزانه وهدوء اتفضلو استريحو
جلست كارمن بجانب أدهم الذي رفع يديه خلف ظهرها ليحيطها بحماية وضغط بلطف على ذراعها كما لو كان يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها لدعمها.
جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة
ثم أشار إلى ماجد الذي قاطع كلماته قائلا بمرحه المعتاد وانا ماجد ابن عمك بشحمه ولحمه.. فاضلي السنه دي واخد ليسانس حقوق وابقي محامي
حدق بدر في ماجد بتحذير ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن عمك بدر كان عايز.....
قاطعها بدر قائلا بوقار خليني انا افهمها احسن يا ست الكل
أومأت إليه مريم بتفاهم وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب
بدر ....
نهاية الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون حاجز مزيج العشق
بينما هم مجتمعون في الداخل.
نزلت نادين بغطرسة ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف والتي
نادرا ما يدخلوها.
مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف.
أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة
ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد.. انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم
نادين همست پصدمة وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا من الصعيد.. وايه اللي جايبهم هنا
مروة بحيرة علمي علمك يا هانم
نظرت نادين اليها في إزدراء ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك
بعد أن غادرت الخادمة تقدمت نادين إلى الأمام بخفة تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ربما تفهم ما يدور من ورائها.
في الداخل
إستطرد بدر حديثه بابتسامة لطيفة تليق به شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي وايه اللي جابنا من الاساس.. صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين..
تنهد بحزن وأضاف بشرح بعد مت محمد الله يرحمه.. ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه ومابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك ويرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان.. وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد
كارمن خفضت عينيها وفركت يديها ببعض الحزن وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب.
بدر بعطف بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني
رفعت وجهها ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه ولما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه
بدر بأسف والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا..
تدخل أدهم في الحديث بحزم وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط
تنفس بدر بعمق حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته واستمر في حديثه كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا وتيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها وتتعرف علي عيلتها هناك
حاولت كارمن الاعتراض لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه الاخيرة ونفسه فعلا يشوفك وتسامحيه قبل مۏته بلاش تقسي قلبك زي ماهو قسي قلبه زمان وعاش في ندم سنين طويلة يا بنتي
ربت أدهم على ظهرها بحنان فنظرت إليه كارمن تفكر في هذا الموقف الذي وقعت فيه صعب جدا عليها وهي في حيرة حقيقية الآن لا تعرف ماذا تفعل ثم نظرت إلى والدتها التي أومأت إليها لتوافق.
مرت بضع لحظات قبل أن تأخذ نفسا عميقا لتهمس بصوت خاڤت جوزي قدامك يا عمي يعني اذا وافق اسافر معنديش مانع
اعجب بدر بجوابها اللبق الذي يظهر الكثير من تقديرها واحترامها لزوجها وأحس بالفخر من تربية أخيه لابنته.
بعد عدة ساعات في جناح أدهم
كانت كارمن جالسة على السرير شاردة في قرارها بالموافقة على السفر غدا إلى صعيد مصر بعد أن شعرت بالفضول للتعرف على أسرتها ورؤية جدها الذي ظل عمها يتحدث عنه طوال الجلسة ثم عادوا بعد بضع ساعات إلى الفندق بعد أن اتفق عمها مع أدهم على السفر معهم في الصباح الباكر.
لا تنكر انها قد ارتاحت قليلا لعمها فهو يبدو حنون للغاية ولكنها قلقة بشأن جدها الذي لا تعرف عنه اي شئ سوا كلام عمها عنه.
هل حقا يريد رؤيتها ويقبل بوجودها كحفيدته الآن بعد كل هذه السنوات
غدا ليس ببعيد وستحصل علي إجابات لكل الأسئلة التي تعصف في عقلها الأن!!
أدارت عينيها نحو باب الغرفة عندما انفتح لترى أدهم يدخل بخطوات هادئة ويحمل بين يديه ملك النائمة على كتفه بوداعه.
همس أدهم مبتسم
ئا وهو يتجه نحو السرير ويضع عليه ملك بهدوء حتى لا تستيقظ الطفلة ملوكه هتنام معانا انهاردة
كارمن بدهشة بجد.. بس كدا هتزعجك ومش هتعرف تاخد راحتك في النوم
استلقى أدهم بجانبهم على السرير وكان يغطي ملك ويضم اليه كارمن من جانب كتفها ماتخافيش علي قلبي زي العسل..
ضحك أدهم ليقول بصوت منخفض دا انا اخدتها من مامتك بالعافية.. بس وجودها وسطنا مهم لسببين
همست كارمن تتساءل بفضول ايه هما
أجاب أدهم بصدق وهو ينظر في عينيها اول حاجة عشان مش عايزك تحسي انك لوحدك انهاردة بعد اللي حصل وعشان انا كمان عايز احسكم
ثم أضاف وهو يغمز لها بمكر التاني بقي محتاجين نقوم فايقين الصبح بدري وانا مابقتش ضامن سيطرتي علي نفسي.. قدام الجمال دا كله يعني ملك هتبقي درع دفاعي ليا الليلة دي
همس أدهم ببحة رجولية مٹيرة بجوار أذنيها الاول كان ممكن لانك كنتي بعيدة دلوقتي انتي بين يدي الموضوع مختلف خالص
ازدردت كارمن ريقها بإرتباك من همسه الخطېر لها قائلة بصمود ضعيف طيب روح غير هدومك عشان ننام ورانا سفر الصبح ويوم طويل...
في منزل مالك البارون
دخلت يسر إلى الشرفة الواسعة حيث كان زوجها جالسا منذ بضع دقائق وهي لا تعرف ماذا يفعل في مثل هذا الطقس بالخارج
يسر بإستغراب حبيبي انت قاعد هنا ليه الجو بدأ يبرد دلوقتي
حرك مالك رأسه يجيبها بعقل شارد حاضر حبيبي هدخل دلوقتي
جلست بجانبه قائلة بتسائل انت كنت بتكلم مع مين من شوية!!
مالك بتفكير دا ادهم..
تسألت يسر وهي تلوح بيدها أمام وجهه ايه سرحت في ايه
رمش مالك بعينيه وقال بهدوء بفكر في اللي طلبه مني
يسر بفضول طلب ايه!!
اجاب مالك بحيرة عايزني ابعت حد دلوقتي للصعيد يجيب معلومات عن اهل كارمن هناك
ضاقت عينيها بدهشة اهل ابوها.. وبمناسبة ايه بيدور عليهم
مالك بتفسير مش بيدور عليهم.. هما اللي راحو لحد عندهم.. عمها وولاده كانو عند ادهم في البيت وقابلو كارمن..
يسر بإستفهام وهما عايزين ايه منها!
مالك عايزنها تسافر معهم تشوف جدها هي وامها.. علي حسب كلام ادهم وهو عايز قبل مايوصلو هناك يعرف كل حاجة عنهم وايه اللي في نيتهم خير ولا شړ
يسر بإضطراب ربنا يستر ويعديها علي خير انا بدأت اقلق
مالك بإبتسامة خير ان شاء الله وكدا احسن الاحتياط واجب.. انا خلاص اتصلت برجالتنا وزمانهم اتحركو علي هناك
يسر بإبتسامة جميلة تمام حبيبي ممكن بقي تقوم وندخل جوا انا تلجت مكاني
صباح يوم جديد مليء بالأحداث
في قصر البارون
في جناح ادهم وكارمن
استيقظت بعد أن غفوت لفترة وجيزة من التفكير فيما سيحدث اليوم !!
فتحت كارمن عيناها ورأت أدهم نائما وملك في منتصف السرير بينهما وهو يعانقها بحماية فابتسمت في شكلهم الجميل.
للحظة تذكرت هذا المشهد في نفس الموقف مع عمر اغمضت عيناها وهي تدعي من أجله بالرحمة في سرها لولاه ما كانت لتتزوج من أدهم وربما كانت ستبقى ملك محرومة من الأبوة أيضا وحتى لو تزوجت بعد عمر فمن يعلم هل كان سيحب ملك بقدر ما يحبها أدهم انه لا يحبها فقط هو الذي يعتني بها ويعوضها عن فقدان والدها ويحافظ على ميراثها.
تلألأت الدموع في عينيها بالعاطفة أليس هذا سببا يكفيها لتقع في حبه وتسعى وراء إسعاده بكل طاقتها أيضا
من الآن فصاعدا لن تحرم ابنتها من حنانه بل لن تحرم نفسها من نعيم حبه المتدفق ستترك مصيرها معه هو من يقودها هذه نعمة من الله تدعي أنها تكون قادرة على الحفاظ عليها.
ابتسمت أكثر وهي تخفض عينيها إلى خاتم زواجها الذي يزين إصبعها ثم تنهدت وهي تنظر إلى الساعة واقتربت من أدهم وتقبل خده وتهزه برفق قائلة بصوت خاڤت ادهم يلا اصحي
فتح عينيه بنعاس وابتسم بلطف عندما رآها أمامه مغمغما بنعاس صباح الخير
كارمن بإبتسامة صباح النور.. اسفه اني صحيتك بس انت عارف ورانا سفر
ادهم