الأحد 24 نوفمبر 2024

غيوم المطر

انت في الصفحة 15 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


وقبل ان تستطيع الصړاخ بإنهيار او حتى الاعتراض عمر اعطاها هاتفه المحمول وقال كلمى نوف 
فريده وجدت نفسها امام الامر الواقع ارادت القاء الهاتف المسكين ارضا 
صوت نوف الرقيق تسرب الي اذنيها كانت تقول بنعومه هلا حبيبتى كيفك ان شاء الله بخير هديك اليوم ما كنت بعرف انه عيد ميلادك واليوم حابه اعزم كل العيله مبارك عليكى النجاح يا وهى اصبحت بيضاء مثل الامۏات وترتعد اما عمر فكان يتكلم بهدوء وسيطره خرافيه علي النفس وكأن الامر لا يعنيه البته جدتها قالت بصرامه بلهجة لا تقبل النقاش بلغ خطيبتك ان عزومتها مقبوله 

لم يكن امام فريده الان الا تنفيث غيظها في فاطمه انها
تعلم انها متطفله وستصحبهم الي الغذاء اذا لم تتدخل وتوقفها عند حدها ليس فقط بسبب رغبتها في التنفيث ولكن ايضا لن تحتمل تشفي فاطمه فيها عندما تري نوف ربما هى الان علمت بخطوبة عمر لكنها لن تسمح لها برؤية نوف شخصيا اخيرا استاطعت القول بوقاحه اعذرينا يا فاطمه لازم نمشي عندنا مناسبه عائليه 
اخيرا فريده استاطعت اتخاذ اللازم لاحراج فاطمه ونبذها خارج محيط حياتها هى ادركت بعد فوات الاوان ان فاطمه كائن طفيلي يتغذي علي الاخرين ويمتص كل ما يستطيع امتصاصه لو لم تردعها لكانت صحبتهم في عزومتهم الغبيه تلك شاهدت فاطمه وهى تنظر اليها بدهشه ثم تنسحب الي الخارج ما ان تنفست الصعداء برحيلها لتجد المهندس عماد ينضم اليهم يوم المتطفلين العالمى ولكن ماذا يفعل هنا علي أي حال 
علمت فورا اجابة سؤالها عندما اقترب منهم عماد ووجه حديثه الي محمد قائلا انا المهندس عماد رضوان صديق طارق يشرفنى اطلب منكم ايد الدكتوره فريده 
محمد تلعثم بشده ولم يستطع النطق عيناه جالت في القاعه يبحث عن الدعم راقب عمر بطرف عينه ليري تعبيرات وجهه لكنه صدم بوجه جامد خالي من التعبير نظر الي والدته فوجدها تحنى رأسها وتخفيها ارضا بعيدا عن نظرات اختها وابنها ونور رمقته بنظرات عتاب قټلته لكنه الان المسؤل الوحيد عن اجابة طلب عماد الذى لا يعرف كيف يجيبه لدهشته الشديده تدخلت شريفه لتقول في حزم شرفنا البيت يا بنى في أي يوم عماد ابتسم في ابتهاج وقال ان شاء الله لما طارق يرجع من شهر العسل هاجى معاه هو عنده كل المعلومات عنى واي استفسار انا تحت امركم فريده هوى قلبها في ارجلها ومادت الارض من تحت قدميها عندما اكملت شريفه حديثها في خبث تام اكيد طارق راجع بكره خليه ياخد موعد من عمر عشان يرتب اموره عمر كبير العيله ولازم تخطبها منه 
الحلقة العاشرة 
رواية غيوم ومطر 
للكاتبة داليا الكومي 
10 اخطبها من زوجها يا ويلي من الغيرة
الداخلي 
عندما توضع الانثى في منافسة مع اخري تبدأ في التخبط والتصرف بغرابة حتى انها لم تعد تفهم نفسها هى لم تقارن نفسها أبدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر تفحصت مظهرها الرشيق الأشبه بعارضات الازياء كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبة وشعرها أسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل أما هى فكانت ضئيلة طفولي وبشرتها قمحية لا شيء مميز فيها البتة نعم انها جذابة لكنها لم تكن يوما جميلة بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميلة نوف كانت سيدة اعمال ناجحة ومتحدثه لبقة جدا لكن الأهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا علي الرغم من اموال والدها الطائلة الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجة المصرية وكانت تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب ورغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قټلها في نفس الوقت اليوم هى انتهت من مرحلة هامة جدا في حياتها نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقة بعمر هل تعلم من هى بالتحديد انها تعاملها بكياسة شديدة ولزيادة دهشتها بعد انتهاء الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي سألتها بعفوية عن خططها للفترة القادمة ها قد اتت الفرصة التى تنتظرها ستخبر الجميع الآن عن بعثتها القريبة 
كانت تتحين الفرصة ونوف اعطتها الشجاعة للبدء ستهرب من العريس المحتمل الذى لن توافق عليه أبدا فقلبها كتب عليه الشقاء إلي الأبد 
حاولت التحدث بصلابة لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت 
انا جالي بعثه للولايات المتحده واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله 
سكوت تام اعقب تصريحها الدرامى لم يقوى احدا علي الرد فتصريحها كان كالقنبلة التى اڼفجرت علي طاولة الطعام جدتها نظرت إليها بصرامة وقالت 
والراجل اللي أنا قلتله يجى يتقدملك في البيت انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل فريده ارادت الاحتجاج جدتها تهينها بقسۏة كرامتها تداس تحت الاقدام نعم هى تستحق لكن 
انها لم ترغب في السفر من اجل مستقبلها العلمى أو ما شابه لا انها ترغب بالهرب والاختفاء في فضاء الدنيا الواسعة ذكاء نوف الخارق جعلها تنسحب من الحديث فهى علمت انها فتحت موضوع شائك وتركت فريده في مواجهة عائلتها المستثارة بسبب قرارها الجريء الجميع كان يبدو عليه التوتر
فقط عمر كان يرتدى قناع جليدى لا يظهر ما يعتمل في صدره وكأن الامور كلها لا تعنيه حتى انه وافق جدته عندما طلبت منه مقابلة عماد العريس المحتمل لها وافق بسهوله مزقت قلبها عمر اصبح لديه كامل الاستعداد بتسليمها لرجل اخر بيديه ليتها اصرت علي رفض دعوة نوف
لكن
فات الاوان وهاهى الان تواجه واحدا من اسوء ايام حياتها ومضطرة إلي الاحتمال حتى النهاية منذ عودة عمر وهى تضغط علي اعصابها بقسۏة المتها وانهكتها واصبحت معرضه للاڼهيار التام في أي لحظة لكنها لو كانت رفضت بعدما قبلت دعوة محمد لكانت اصبحت مفضوحة بالكامل فاضطرت للقبول وهى تبكى الډماء بدلا من الدموع 
بإهتمام من بعيد لكن لم يتجرأ احدهم علي التقدم منها أو حتى عرض المساعدة اعتدلت في جلستها في حرج مازال الدوار يعبث برأسها كيفما يشاء لكنها قاومت بالتأكيد هى تعانى من انخفاض الضغط كعادتها كلما توترت لكن هل كانت تحلم بعم من اغمائها ولا تجد عمر ينحنى عليها بقلق
للوعى ورحل وكأنها لا شيء عمر الذي كان لا يألو جهدا في اثبات حبه لها اصبح يجتهد في تحجيمها ووضعها في مكانتها الصحيحة لديه مجرد لا شيء ليته يكرهها فهذا افضل من لا مبالاته التى تدمى قلبها فالكره يعنى انه مازال يحمل المشاعر لكن تلك اللامبالاة تعطيها رسائل واضحة وسريعة ومتتالية كل الرسائل مفادها انها اصبحت لا شيء لديه البتة 
راقبت كل عائلتها يهرولون في اتجاهها والقلق يرتسم علي وجوهم هرولوا عائدين فور معرفتهم بخبر اڼهيارها وتلاهم عمر ونوف كانا يبطأن الخطى في اثرهم في لحظات ذهب أحمد لاحضار سيارتهم لاقرب مكان يستطيع وصوله ومحمد انحنى عليها بقلق يفحص نبضها وتنفسها اما والدتها فبدأت بالدعاء لها قالت وهى تبكى دون ان تدرك انها كانت تهاجمها بقسۏة 
كده يا فريده ارهقتى نفسك جامد الايام اللي فاتت مزاكره وقلة نوم وقلة اكل اخدتى ايه في الاخر من الهم ده كله 
نظرات محمد التى كانت تلومها انبئتها انها تسرعت هى كانت قلقه فأفرغت مكنونها الذي حجبته عن فريده لسنوات مع قلقها لم تستطع ان تتحدث بغطاء الدعم الذي غطتها به لسنوات فخرجت الكلمات عفوية ولكن قاټلة ارادت أن تنشق الارض وتبتلعها لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت اختارت ان تفقد الوعى الان ربما غيبوبة ابدية لا تستيقظ منها ابدا افضل حل لكل مشاكلها والامها وكرامتها الجريح وبالاخص الا انها سمعته يوجه حديثه للجميع ويقول ربنا يستر شكلها عندها مشكلة في الكلي زى أحمد وكأنه القي قنبلة شديدة الدمار تجمد الجميع للحظلت ثم بدؤا في البكاء بإنهيار حتى قناع عمر الجليدي سقط وظهر عليه التوتر الشديد اما هى فنظرت لمحمد بغباء محمد طبيب الباطنية الخبير طبيب ممتاز بجداره وانهى الزمالة البريطانيه في الامړاض الباطنية في وقت قياسي لكنه كان الآن يهذي الهذيان ابسط تعبير عن ما قاله محمد لا يمكن لطبيب عاقل ان يدلي بمثل هذا التصريح ناهيك عن خطئه الاساسي في التشخيص والذي لا يخطىء فيه حتى طالب في السنة الخامسة فأمراض الكلي ترفع الضغط ولا تخفضه وهى ابعد ما تكون عن اعراضها والاهم حتى لو انها مصاپة بمرض خطېر فكيف يعلن بمثل تلك الطريقة عن مرضها ويسبب الاڼهيار لوالدتها وجدتها نظرت اليه في تساؤل لكنه تفادى النظر اليها واشاح بوجهه بعيدا عنها لولا انها تعرفه جيدا لشكت انه تعاطى شيء ما جعله يتفوه بمثل تلك الحماقات الجميع تركوها واتجهوا الي والدتها ليواسوها ويطمئنوها سمعت جدتها تطالب الجميع بالتفاؤل بالخير في وسط انشغال الجميع بوالدتها حتى نوف سمعت عمر يهمس لها بسخرية 
للاسف مش فاضل عندى حاليصا غير كلية واحدة 
يالا قسوته كم اصبح قاسې بدرجة لا توصف حضور احمد انقذها منه استندت علي ذراع محمد ووالدتها استندت علي ذراع رشا جدتها هوت جالسه علي اقرب مقعد وخالاتاها اقتربتا منها بقلق عارم عندما استاطعوا جميعا المغادره واعلنوا انتهاء التجمع وفي اثناء طريقها للخارج لمحت عمر يقود نوف الي المصعد في طريقهم الي غرفهم بحرص واهتمام بالغ وكأنه لا يري احد غيرها 
كانت تعلم جيدا انها شاركت في ۏجع فريده وليس فقط لمجرد جملتها المتسرعة التى نطقتها اليوم بدون تفكير لا هى شاركت منذ سنوات اثناء خطبتها القصيرة لعمر في كل مرة كانت تراها غير سعيدة
وتحبس دموعها ولا تتدخل لمساعدتها وانهاء تلك المهزلة لكنها كانت تريد مشاركة عمر لهم في الحمل فتعلقت بالزواج كأنه القشة التى سوف تنقذها من الڠرق كانت تظن ان حب عمر لفريده سيكفيها ولذلك تغاضت عن عدم سعادتها املا في تحسن الامور ايضا في كل مرة اتخذت موقفا سلبيا وتركتها تسيء الي نفسها قبل الاساءة الي عمر اثناء فترة زواجهما نعم هى المذنبة الحقيقية في تعاسة فريده حملتها فوق طاقتها بزواج لاتريده ثم تخلت عنها بعد هذا الزواج كانت تري الحواجز التى تبنيها فريده حول نفسها ولم تتدخل لاعادتها الي صوابها فريده لم تدخل قوقعتها بعد الطلاق لا بل دخلتها قبل ذلك بكثير ابنتها ضحت بنفسها من اجل احمد ومحمد وهى قبلت بالټضحيه بكل سهولة 
والآن فريده وحدها
تدفع الثمن فحتى عمر لملم شتات نفسه وتماسك مجددا لكن فريده للاسف اصبحت كالكتلة الهشة
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 37 صفحات