الأربعاء 27 نوفمبر 2024

نور زيزو

انت في الصفحة 15 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 


علي ذراعيه ودلف بها إلى غرفتها أنزلت رأسها متكية علي كتفه وهو يحملها وقالت بحب 
عمه آنا عايزة أقعد معاك شوية بقالي كتير مشوفتكش
أنحني قليلا وأنزلها على السرير برفق ثم هتف متمتما 
لا دلوقتي تنامي عشان مدرستك بكرة
قوست شفتيها للأسفل بحزن عميق وقالت بضيق 
بكرة الجمعة أجازة

وضع الغطاء عليها ثم قال بخفوت ناظرا لعيناها 
نامي دلوقتي وبكرة نتكلم
وأطفي الأضواء لها بحنان وخرج من الغرفة تشبثت بغطاءها ودبدوبها الكبير ونامت بحضنه حزينة 
في المستشفي العام كانت تجلس في الكافتريا مع صديقها دكتور حسن تخصص جراحة عامة مثلها وزميلها وصديقها الوحيد في الجامعة ثم العمل 
سألها حسن بفضول شديد 
وإيه اللي خليكي ترفضي عرض الجواز من دكتور مدحت مادام سبتي القاهرة كلها باللي فيها ولا في أمل ترجعي لإلياس
نظرت للأرض بحزن وأنهمرت دموعها مع ذكر أسمه وهتفت بخفوت شديد 
عمه قصدي إلياس 
صعق من جملتها وقال پصدمة ألجمته 
ماټ هم اللي أكيد صح
أجابته وهي تمسح دموعها بيدها الصغيرة قائلة بۏجع شديد وكأنها فارقته أمس وليس من 8 سنوات 
اه معتصم بعد ما عرف أتفاقه مع كارما عشان يقبض عليه
سألها مجددا بشفقة علي حالها 
ازاي
إخذت قهوتها ووقفت متجاهلة سؤاله وذهبت إلي غرفتها تغير ملابسها وتستعد لبدء جراحة لأحد المړضي وعقلها شارد بالماضي يتذكره بالتفاصيل وكأنه كان أمس 
أستقيظت دموع صباحا ووجدت يجهز الفطار ركضت نحوه بسعادة وسألته بسعادة 
أنت معندكش شغل النهاردة صح
أشار إليها بنعم ثم قال بلطف وهو يقرص خدها 
روحي خدي دوشك علي ما أخلص الفطار وبسرعة
أبتسمت وركضت إلي الحمام بسعادة چنونية لم يتمالك نفسه أكثر وأبتسم عليها وأكمل ما يفعل 
ظل جلال طول الأيام التي تمر يفكر بحديث حمدي معه ومحاولاته الكثير بأقناعه بالزواج فقد لعب علي أوتار قلبه فهو مشتاق ليري أحفاده قبل وفأته وخصوصا بعد أن أخبره طبيبه بأن قلبه لن يصمد إكثر فقد تلف بأكمله أخرج هاتفه وأتصل ب حمدي يخبره بأنه يريد مقابلته ثم أغلق الخط بدون توضيح عن
السبب 
جمعت كارما شجعتها وبدأت تبحث في أمر الشركة دلفت فاطمة الي المكتب ورأتها تعمل بجهد فأردفت وهي تجلس علي مكتبها 
مش قولتلك سيبلي آنا الموضوع ده أنتي بتنعكشي وراء جوزك
أجابتها وهي تبحث علي اللاب
قائلة 
ماهو عشان جوزي آنا اللي بدور معتصم مهما ڠضب وأتعصب عمره ما هيأذيني كبيره يتخانق وېحرق الورق اللي معايا وخلاص 
أردفت فاطمة پخوف من حديثها قائلة 
لا دوري براحتك أنتي حرة مع جوزك ياختي
أكملت كارما ما تفعله بثقة وهي رسمت خطتها بأن تعلم الجميع أمر فساده ثم تطلب الطلاق منه ولن تبقي معه يوم واحد بعدها
خرجت من غرفتها ترتدي بنطلون جينز مقطع من الركبة وتيشرت بنص كم تدخله في البنطلون واسع وشعرها مسدول علي ظهرها وقف يتأملها وقلبه ينبض پجنون لها وعيناه تأبي البعد عنها أقتربت منه بخجل وقالت بطفولية 
عمه آنا خلصت
خرجت خلفه بسعادة وحماس لذهابها للملاهي لأول مرة في حياتها 
أخذها وذهبوا للملاهي وهو يمسكها من يدها يخشي إن يفقدها وسط الزحام ويلعب معاها جميع الألعاب كتم ضحكاته حين أنفجرت باكية بسبب رغبتها بأحد الألعاب ولكنها قصيرة عن الطول المحدد مسح لها دموعها وأخذها وذهبوا إلى رجل النشال أبتسمت بسعادة وهي تشير علي دمية جميلة ترغب بها وتعلم بأنه سيحضرها من أول محاولة فهو ضابط ويعلم النشال جيدا وبالفعل أصاب الهدف وأحضر لها الدمية وأشتري لها أيس كريم توقف أمام أحد الألعاب ومسكت يده تترجاه قائلة 
نركب دي ياعمه بليز وحياتي
أشار إليها بلا وقال بحزم وخوف عليها 
لا يعني لا خطړ وممكن تقعي منها
ثم أخذها من يدها وذهبوا إلى مطعم وطلب الطعام لهما وهي تخاصمه أبتسم عليها وهي صامتة ومتكية على كرسيها وتتحاشي النطر له جاء الطعام ولم تقترب لتأكل قطع شرائح اللحم في طبقه بالكامل ثم وضعه أمامها وأخذ طبقها قال وهو يقطع طعامه دون أن ينظر لها 
كلي عشان كدة هنتاخر على السينما
بسعادة وذهول تسأله بفرحة وقد نسيت خلافهما 
بجد هنروح سينما
أنفجر ضاحكا على طفلته آلتي تغضب من أقل الأشياء وتسعد من أبسطها وقال وهو يأكل متمتما 
اه بس تأكلي لو مأكتيش هنروح
مسكت شوكتها وبدأت تأكل بسعادة وأستعجال أنفجر ضاحكا عليها وهو يأكل أنهوا طعامهم وذهبوا إلى السينما ودخلوا فيلم رومانسي جلسوا متشابكين الأيدي ويده الأخري حول أكتافها همست له بخفوت شديد هامس له بدفء 
عمه آنا بحبك
أشاح نظره عن الشاشة پصدمة بعد تسارع قلبه المچنون بها ثم نظر لها وعيناها تحتضنه بقوة وتخبره بأن لا يتركها وحدها أبدآ فهتف بهمس لها شديد 
وأنا بحبك وبعشقك يادموع
غمرت له بسعادة
نزعت عن رأسها الطقية الطبية وهي تخرج من غرفة العملياا ثم دلفت دموع إلى غرفتها بالمستشفي تريدي زي الجراحة بتهكم وأرهاق بعد أن أنهيت جراحتها بنجاح جلست علي مكتبها وتسند رأسها علي ظهر كرسيها بأرهاق ثم تتنهدت بقوة تستعد لفحص مريض جديد أقترب من المكتب ووقع نظرها علي صورته معاها حين كانت صغيرة ففتحت درج مكتبها وأخرجت منه ورقة فتحتها ثم تأملتها بقلب مجروح وهي ورقة حياتها وقلبها الذي ټوفي حين وصل خبر وفأته منذ 8 سنوات عقد زواجها العرفي به ولم تكن تعلم بأنها توقع علي شهادة ۏفاته فقد ټوفي بنفس اليوم وأصبحت أرمله له عمرها 17 عام أعتقدت بأنها تمضي علي بدأ حياتها الوردية معه حياة مليئة بمئات تشابك الأيدي وألاف الأحضان وطوال عمرها بحبهما المقدس بمشاعره الصادقة لم تكن تعلم بأن حياتها ليست سوي حلم أنقلب لكابوس بمۏته حين تركها هو وخلف كل وعوده معاها ولم يوفي بأي وعد لها ولكنه وفي بوعد لم يقطعه لها فقد وفي بوعد رحيله وتركها وحيدة رغم علمه بأنها لا تملك سواه ولا تعشق غيره كبرت
وكبر حبه بداخلها بعد أن حصلت علي لقب أرملة له لم تكمل السن القانوني بعد آما آلان كبرت أرملة له بعد أن حققت وعدها له وحلمها وأصبحت جراحة ماهرة أنهمرت دموعها علي وجنتها وهي تقرأ أسمه علي عقد الزواج العرفي إلياس كم أشتاقت له پجنون وتمنت آن تنطق أسمه من بين شفتيها ويسمعه لكنها الآن تنطقه بين صدرها لا يسمعه سوي قلب أنهكه الألم وۏجع الفراق حتي قتل بداخل ضلوعها مسحت دموعها بسرعة حين فتح الباب ودلفت ممرضة لها تقول 
يادكتورة المړيض اللي في أوضة 330 فقد الوعي
خرجت مسرعة وهي تجذب البلطو الأبيض بيدها تاركة خلفها عقد الزواج مع صورته وماضيها يطاردها كشبح ظلها الأليم وبكاءها المستمر فحتي الأن لم تنال منه التي صړخت بالشارع طالبة بها وعدها بأنه سيتركها تفعل ما تريد بعد زواجهما ولكنه ذهب وتركها وحيدة هنا 
نزل علي من سيارته مسرعا بعد حديث حمدي له وصعد الي شقة والده وفتحت له الخادمة دلف كالمچنون بسعادة ويقول
بابا
أردف جلال بأشمئزاز وهو يدير رأسه قائلا 
شايف جه يجري أزاي أسرع ما بيجي لما بقوله تعبان
جلس علي بجواره وقبل رأسه بسعادة وقال 
أخس عليك ده أنت الأصل
أبعده جلال عنه وقال بأنفعال شديد 
أصل في عيناك يكون في علمك أنه مش موافق علي الجوازة دي وهجوزك ڠصب عني بس عشان الحق اشوف ولادك قبل ما أموت ومادام أنت مش عايز تجوز غيرها أشبع بيها
كاد علي آن يتحدث ولكنه قطعه حمدي وهو ينكزه في ذراعيه لكي يصمت ويقول 
هنروح نخطبها أمتي
أجابهما جلال پغضب وهو يزفر قائلا 
بكرة نتنيل ونروح
ضحك علي بسعادة وقبل يده ورأسه وركض خارجا لكي يتصل ب حبيب ويخبره بذهابهم لكي تفرح حبيبته وتستعد ليومهما المنتظرة
دلف إلي شقته وهي خلفه تصرخ 
دلف إلي غرفته متجاهلها وأغلق الباب في وجهها يبدو وأنها جنت علي الأخير وقف خلف الباب يهدي من روعه ويسيطر علي قلبه
جرحت دموع يدها بالمقص وهي تقص
الشاش الطبي وشاردة في ماضيها كعادتها التي أعتادت عليها منذ سنوات كثير وتخشي هذه العادة پجنون فإذا شردت هكذا بغرفة العمليات ستنتهي أقترب حسن منها بهلع ومسك من يدها الشاش وحاول أيقاف الڼزيف وطهره لها وقال پغضب وإنفعال 
ينفع كدة مش قولتلك تبطلي تفكير في الشغل بټأذي نفسك بس أسمعي الكلام وروحي لدكتور نفسي يعالجلك
الموضوع ده قبل ما توصل معاك مريض وأذيت نفسك
جذبت يدها من يده وقال بحزم

وتحدى 
آنا مش مچنونة عشان أروح لدكتور نفسي يادكتور حسن
صړخ بها پغضب شديد وصوت مرتفع 
مچنونة يادموع مچنونة بتحبي واحد مېت
دمعت عيناها پألم من جملته وهو ينطقها بستهون وأستهزاء لمشاعرها تركته وذهبت إلى غرفتها باكية وتعاتب الجميع فلم يفهم إحد مشاعرها أحبته كأب وحبيب وعائلة لا تملك سواه أبقت معه تحت سقف واحد يراعها ويحميها أدخلها المدرسة وبفضله وصلت للجامعة وأصبحت جراحة ماهرة كيف آن تنساه هو أول شخص في حياتها وأول حبيب تعشقه وأول شخص مسك يدها وقبل جبينتها وأول من أهدها وردة وهدية هو أول كل شئ في حياتها كيف آن تخرجه من بالها وهو حياتها وروحها جهشت في البكاء وټلعن قدرها السيء الذي أبعده عنها بتلك الطريقة البشعة
جلست في الفصل تنتظر مجيء حنين صديقتها الوحيدة في المدرسة ولم تأتي مثل أمس وقبله بدأت يومها الدراسية بملل حتى قطعها دخول إلياس الفصل صدمت بدهشة من وجوده ويطلب الأذن لها أخذها وخرج سألته بفضول 
أنت جيت ليه
إجابها وهو
ينزل الدرج يحمل شنطتها المدرسية 
عشان أخدك تروحي تساعدي أثير وتجهزي قبل ما الناس تيجي
عقدت ذراعيها بتمرد وقالت بأستياء 
اه عشان أثير طيب
ضربها علي رأسها بخفة فزفرت بتنهيدة قوية وهي تحدق به غاضبة
وصل علي مع والده و حمدي يبدو الأستياء علي جلال ولكنه حبيب تغاطي عن الأمر نكزه أبنه في ذراعيه فتنتهد بقوة ونظر ل حبيب وقال 
آنا يسعدني ويشرفي أطلب أيد أنسة أثير بنتك لأبني علي
أبتسم حبيب بسعادة وقال بتكلف 
الشرف ليا والله أنا عمري ما هلاقي عريس لبنتي أحسن من علي
إجابه جلال بضيق منفعل قليلا 
طبعا عمرك ما هتلاقي زيه
نكزه علي في ذراعه وهو يقول بأحراج 
بابا
هتف حمدي بهدوء لتلطيف الجو بينهما قائلا 
أمال عروستنا فين
أجابه إلياس وهو يكتم ضحكاته علي موقف صديقه وهو يكاد ينفجر ڠضب من حديث والده قائلا 
جايه حالا
خرجت أثير مع دموع وهي ترتدي فستان بكم سيموني اللون وتلف حجابها وتضع ميك اب خفيف جدا وقف علي بذهول من جمالها وترك والده يقول ما يريد أقترب إلياس منها وهي تقف بعيدا ويتأملها وقال وهو يجز علي أسنانه پغضب شديد 
إيه اللي لابسه ده يادموع أجرى أستري نفسك 
أردفت بخفوت وهي تتشبث به وتقول 
ممكن واحدة بس
نظر لها پصدمة وقال پغضب 
زفرت بضيق من رفضه وقالت بتحدي 
مش داخلة ها بقي
وذهبت تجلس بجوار أثير أغلق قبضته پغضب وغيرة وهي تجلس وسط الرجال هكذا وذهب خلفها أنفعل علي
 

 

 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 25 صفحات