بقلم اية ناصر
على الفور وقام من مكانه ونظر إلى آسر بنظرات متوترة بينما ظل فارس نائم في مكانه وكأنه في عالم آخر نظر آسر إلى يحيى ثم اتجه
إلى فارس وتقرب من أذنه وقال
آسر فاااااااااارس أنت يا بني أنت مت ولا إيه !!
فارس خخ خخ سيبيني يا ماما أنام الله يخلكي
آسر ماما !! طيب قوم يا حبيب ماما يلا
فارس لا يا ماما سيبيني أنام منه لله البعيد مسهرنا لحد الصبح نشتغل
آسر فارس قوم يا عم
انتفض فارس من مكانه فوقع علي الأرض من أثر المفاجأة ففرك في عينه ونظر فتفاجئ بآسر يقف أمامه فابتلع ريقه وقال
آسر أنت
جيت إمتي
فارس ساعة ونص طيب ينفع حد يصحي حد بطريقه بتاعتك
دي مش عيب تخش عليا وأنا نايم
آسر وهو يرفع حاجه وكمان ليك عين تهزر ثم نظر إلى يحيى بقي انتم نايمين وسايبين الشغل يولع
يحيى والله ابدا يا آسر باشا إحنا كنا بنشتغل طول الليل حتي مروحناش البيت لحد الوقت ولا ارتحنا حتى
آسر خلاص يا اخويا أنت وهو متتعبوش نفسكم الولد إتقبض عليه
فارس و يحيى سويا إتقبض عليه !
آسر لسه جاي إشارة حالا للواء عبد الحميد كرد على إشارة البحث اللي انتم بعتوها وهو إتصل بيه وقالي
فارس طيب إزاي يعني وإمتى
آسر قبضوا عليه في أسيوط وهو بيستلم شحنة سلاح كبيرة
يحيى يعنى كان في عمليه فعلا
آسر آه كانت عمليه كبيرة وإتمسك هو وواحد من المهربين الكبار أوى الشحنة كلها إتحرزت هما دول فعلا الناس اللي شايفين شغلهم صح يا رب يكتر من أمثلهم
فارس ماتعرفش اسم الضابط اللي عمل العملية دي
آسر لا ما أعرفش ماحبيتش أطول علي سيادة اللواء المهم أنا عايزكم تفتحوا عينيكم الأيام الجاية أكتر من كده تم أشار إلى يحيى وخصوصا أنت و أتفضلوا يلا روحوا ارتاحوا إنهاردة وبكره تكونوا هنا من النجمة عشان أنا هاجي شويا الصبح وهروح على طول عشان عمي جاي من البلد
آسر قوم يا عم من هنا أنت هتشحت عليا ولا إيه!
فارس أصل أنت ماتعرفش تعبنا قد أيه
يحيى طيب أنا ماشي بقى حتي ألحق اقعد مع مراتي و ابني انهاردة
فارس أيوه يا عم المنضبط روح يا خويا روح وسلم على الولد ماجد
يحيى حاضر يوصل سلام بقى
آسر سلام
فارس أنا كمان هروح أنام شويا وهروح بليل النادي ابقي تعالى
آسر طيب هشوف
فارس سلام
في بيت أل الأسيوطي كانت قمر ترتدي منامتها القطنية المكونة من بنطال من اللون الأسود و تيشيرت بناتي من اللون الأحمر مزين بكتابه باللون الأسود و شعرها الغجري منسدل علي ظهرها كانت تجلس هي وعمها علي المائدة يتناولون وجبة العشاء في صمت حين قطع عمها محمد هذا الصمت وقال
قمر والله يا عمي رقيه هتيجى بكره ماينفعش أسيبها وأسافر وبعدين مسيرنا هنتعرف
محمد براحتك يا قمر مع إني أنا متأكد أنك مش عوزه تسافري عشان تتابعي التحقيق في مۏت فؤاد
قمر بارتباك ها لا أبدا أنا في أجازه أصلا لمدة أسبوعين
محمد طيب علي على الأقل ترتاحي شوية من تعب الأعصاب
قمر وهي تحاول أن تغير مجري الحديث هو حضرتك هتسافر إمتى
محمد بإبتسامة تعلوا ثغره لنجاحها لتغير الموضوع
هسافر بدري عشان ارجع علي طول
قمر لو عايز تبات معاهم عادي أنا هبقي مع رقية و طنط سحر
محمد لا يا قمر أنا هرجع على طول وحجزت الطيارة خلاص
قمر ربنا يرجعك بالسلامة يا عمي ابقي سلم عليهم
محمد حاضر
قمر معلش أنا هطلع أنا بقى
محمد تصبحي علي خير يا حبيبتي
لا شك أن الصباح هو بعث جديد لحياة جديدة
ذهب آسر إلي عمله ليتفقده و عاد سريعا وللاطمئنان على كل شيء قبل وصول عمه الذي ما أن وصل حتى قام سيف هو سارة باستقباله استقبالا حافل بالترحيب والحب فهو يعتبرهم أطفاله الصغار المحببين إلى قلبه وهم يعتبروه أبيهم
محمد أنتم أخباركم إيه يا ولاد آسر فين مش باين
سيف إحنا تمام يا عمي آسر شويا وجاي أنت أزيك و صحتك عمله إيه
محمد أنا الحمد لله بخير
سارة على فكرة أنا عندي ليك مفاجئ هتفرحك أوى
محمد ضاحكا بس أنا عارفها علي فكرة وفرحت أوي لما عرفت
سيف ها يعنى حضرتك عارف إن
محمد نتيجة التنسيق ظهرت وحضرتك بقيت البشمهندس سيف وحضرتها الدكتورة سارة
سارة ها وعرفت منين بقى دا أنا مخلتش حد فيهم يقولك
سيف البنت دي فطنة بشكل معلش يا عمي امسحها فيا أنا
محمد هههه أنا عارفة النتيجة يا سارة من قبل ما أنتي تعرفيها ومتخفيش هديتك محفوظة وهدية هتعجبك أوي
سارة أيوه بقى أهم حاجة أنها تعجبني جدا
سيف احم احم أنا نجحت بردك يا سيادة اللواء
محمد ماتخفش يا سيف و أنت كمان هديتك في الحفظ والصون
سيف بتصنع الخجل مش عارف أقولك إيه يا عمي
سارة وش كسوف أوي يا ولد ولله
سيف بنت إنتي إيه ولد دي يا أختي!
فريدة أيه يا ولاد انتو هتتخانقوا ولا أيه يلا أتفضلوا حضروا السفرة يله عشان عاوزة أتكلم أنا وعمكم شوية
خرج سيف وسارة من غرفه الصالون بينكما نظرت فريدة إلى اللواء محمد في ترقب وهو أيضا وقالت
أنا كنت عاوزة أتكلم معاك في موضوع مهم يا سيادة اللواء قبل ما آسر ييجي
محمد أنا بردو يا أم آسر في موضوع مهم عاز أخذ رأيك فيه
فريدة خير يا محمد قول اللي أنت عايزه
محمد لا خلى الموضوع بتاعي بعد ما أسمعك
فريدة أنا فكرت في موضوع قمر و !!
لحلقه 5
خرج سيف وسارة من غرفه الصالون بينكما نظرت فريدة إلى اللواء محمد في ترقب وهو أيضا وقالت
فريدة أنا كونت عوزه أتكلم معاك في موضوع مهم يا سيادة اللواء قبل ما آسر يجي
محمد أنا بردك يا أم آسر في موضوع مهم عاز أخذ رئيك فيه
فريدة خير يا محمد قول اللي أنت عايزه
محمد لا خلى الموضوع بتاعي بعد ما أسمعك
فريدة أنا فكرت في موضوع قمر و حضرتك عارف أن أنا بحبها زي سارة وبعتبرها بنتي اللي مخلفتهاش و خاېفة عليها جدا فعشان كده فكرة في كلامك لقيت حل واحد لموضوع ده
محمد محمد بترقب و إهتمام طيب يا فريدة إيه الحل
فريدة بسرعة آسر ابني يتجوز قمر بنت عمه كده هنبقي حليتنا مشكلة آسر ومشكلة قمر ثم أكملت و أنا متأكدة أن آسر الوحيد اللي هيعرف يسيطر على قمر وهيحافظ عليها زي ما أنا متأكدة إن قمر هي الزوجة المناسب لآسر
محمد
فريدة ها يا سيادة اللواء إيه رئيك في الموضوع
محمد أنت عرفه الموضوع اللي كونت عوزك فيه إيه يا أم آسر
فريدة إيه يا سيادة اللواء
محمد كونت هقولك نفس الكلام ده أنا عايز آسر يتجوز قمر لأن هو ابن عمها وأحق بها من الغريب
فريدة
بس في أنا عوزه أطلب من حضرتك طلب
محمد طلباتك أوامر يا أم آسر
فريدة مش مش عوزه آسر يعرف حاجه عن شغل قمر أللي لما يكتب الكتاب و عاوز يتجوزها على طول من غير فترة خطوبة
محمد طيب ليه كده ده لازم يعرف كل حاجه عنها مش هتبقي مراته
فريدة يا محمد آسر ابن وأنا عرفه تفكيره عقليته عمره ما هيقبل شغل قمر فى أي وظيفتها أمال لما يعرف شغلها ده وبعدين أنا بقول منقولش ليه حاجه حالا و نسبها للظرف يعنى
محمد أنا مش عارف أقولك إيه بس بدام أنتي عايزة
كده يبقى خلاص مش هعرفة بس تفتكري هو هيوافق بالفكرة أصلا
فريدة مش عرفه والله أصل آسر ابن محدش يعرف دماغه فيها أيه !!
تعالت صوت طرقات باب الغرفة ثم دلف آسر إلى الداخل بإبتسامه تعلوا ثغره وعلى وجهه علامات الرضا وأخذ يرحب بعمه فكان آسر حقا يشتاق لعمه وبشده ثم جلسوا سويا حين تركت فريد لهم المجال وذهبت لكي تشرف على تحضير الغذاء بنفسها
محمد وحشني يا آسر والله وليا عتاب عندك ليه مش بتسال عليا إلا كل فين وفين !!
آسر و أنت والله يا عمي وحشني جدا بس معلش الشغل والله و أخد كل وقتي أنا أسف لو مقصر من نحيتك
محمد لا يا حبيبي أهم حاجه شغلك وأنا فخور جدا بيك وبالكلام اللي بسمعه عنك
آسر ربنا يخليك لنا وتفضل رافع رأسك بينا طول العمر
محمد ربنا بس يطول في عمري لغاية أما أطمئن على أختك وبنت عمك في بيتهم و أما أنت وسيف فأنتم رجاله ميتخفش عليكم
آسر ربنا يفرحك بيهم يا عمي
محمد يا رب يا حبيبي ثم أكمل بنظرات جامدة أنا جاي إنهاردة عشان عايزك في موضوع مهم يا آسر
آسر بفضول خير يا عم موضوع إيه
في هذه اللحظة دلف سيف إلى الغرف وقال لأخوة وعمه أنا الغداء جاهز فنظر محمد إلى آسر وقال
محمد تعالي يا آسر نأكل مع والدتك وأخواتك بعدين نتكلم
آسر تحت أمرك يا عمي أتفضل
سيف همسا لأخيه كان عوزك ليه ها مش هتقول لسيف حبيب قلبك
آسر يعم روح مش لما اعرف أنا الأول وبعدين أنت دائما حاشر نفسك كده في اللي ليك واللي ملكش فيه
سيف يا ساتر يا ساتر عليك يا أخي عمرك ما تبل ريقي أبدا دائما تقفلني كده
آسر وهو يرفع يده عاليا يا عم روح
في موقف السوبر جيت في أسيوط تقف قمر هي مسنده سيارتها السوداء في انتظار الأتوبيس القادم من القاهرة ولكن هذه المرة كانت قمر مثل أي أنثي جميله حيث كانت ترتدي فستان رقيق جدا من اللون السماوي يصل إلي بعد الركبة بقليل أما من الأعلى مقفولا ولكنه كان بنصف أكمام ورفعت شعرها إلى الأعلى على هيئة ذيل حصان ووضعت نظاره شمسيه على عيناها كل من يرها يسحر برقتها فهي أنثي تستطيع في أي وقت تريده أظهار جملها
بعد عدد من الدقائق وصل الأتوبيس فنظرة قمر اللي الركاب كأنها تبحث عن شيء مفقود وبعد لحظات رأت أخير رقيه فعلي ثغرها ابتسامة حب جرت رقيه تلك الفتاه ذات البشرة المخملية والجسد الممشوق والعيون السوداء والشعر الأسود الطويل المنسدل علي ظهرها علي قمر وقامت بمعانقتها بشوق ومحبه وبادلتها قمر ذلك العناق وكأنهم أختان وليسوا أصدقاء فقط ثم حملوا الحقائب وتوجهوا إلي السيارة
رقيه وحشاني