ميار خالد
كتفها نظر لهم جمال و قال
الوقت أتأخر يا فاطمه يلا نروح شقة أهلك نفضل فيها لحد ما نجدد اللي اتحرق في الشقة اللي فوق و المفتاح جبته اهو الحمدالله إني عرفت أوصله
يلا هي كده كده مش بعيده
ثم نهض الثلاثة و اتجهوا الي شقة أهل فاطمه و الذي تبعد عن شقتهم بشارعين فقط و هي ما تبقي لفاطمه من ميراث أهلها و أخذها الحديث مع براء و قالت لها أنهم يمتلكون محل صغير للخياطه و قد فرحت براء بشدة و قالت لها أنها تجيد الخياطه و التطريز و أنها كانت تصمم الملابس لأخواتها بالدار و ظل الإثنان هكذا حتي وصلوا الي البيت فقال جمال بمزاح
ضحكت براء بخفة و كذلك فاطمه ثم قالت محدثة براء
إيه رأيك في الكلام ده
أبتسمت براء و قالت
عمري ما أعمل كده ده حضرتك الخير و البركه
ضحك جمال ثم قال
إيه حضرتك دي من النهاردة تقوليلي بابا جمال
و أكملت فاطمه كلامه وقالت
و انا ماما فاطمه
نظرت لهم براء بابتسامه واسعه و قالت
نعود إلى الحاضر
ترقرقت الدموع في عيون براء عند تذكرت تلك الأيام و أبتسمت ابتسامه هادئة صاحبتها تنهيده و في تلك اللحظة صدع جرس المنزل فقالت براء
أكيد ده بابا جمال
ذهبت بحماس إلى الباب و فتحته لتجده جمال بالفعل الذي قد أتي و معه الفطور
صباح الخير يا ست البنات صاحيه بدري ليه كده
ضحكت براء و قالت
والله يا بنتي من غيرك كان زمان المحل ده اتقفل من زمان شطارتك كبرته لحد ما بقي اتيليه كبير و بقى ليكي إسم معروف في السوق كمان جيتي أنت و حليتي كل مشاكلنا و نورتي حياتنا
ابتسمت براء بحب وقالت
أبتسم جمال و قال
الله ينور عليكي يا بنتي يلا بقى عشان ناكل أنتوا مش جعانين
أنت جبت فطار دي ماما فاطمه بتجهز الفطار
لا خليها تيجي بلاش تتعب نفسها يلا
ضحكت براء و جاءت فاطمه ثم جلسوا جميعا حتى يتناولوا فطورهم
يعني ايه
هعرفك كل حاجه في وقتها بس ممكن بكره تعدي عليا في البيت ملك عايزه تشوفك يا سيدي
مش عارف عندي شغل في الشركة مش هقدر اسيبه و أنت عارف أن أمي بتسأل كتير و أنا مش عايز أي اسئله منها
لسه علاقتك متوتره معاها برضو
ايوه للأسف هي امي عشان
كده لازم أعاملها بطريقة كويسة و ده اللي بيحصل بس متطلبش مني اكتر من كده بسببها أنا بعاني بقالي سبع سنين بسبب معتقدات المجتمع الغلط أنا خسړت اكتر حاجه حقيقة في حياتي
كان ذنبها إيه هي عشان تتعاقب على حاجه ملهاش دخل بيها كان ذنبها إيه أنها تترفض و تتعامل بالقسۏة دي هي متستاهلش كده حتي أنا كسرتها و خذلتها حتي لو كان ڠصب عني إحساس إني حتى مش عارفه هي كويسة ولا لا دلوقتي عايشة ولا
توقف عند تلك الكلمه ليزفر بضيق مرة أخرى و قد أحس كريم بمدي الألم الذي يشعر به صديقه ففضل الصمت و بعد لحظات قال يامن
هحاول أجي بكره حاضر انا مقدرش ارفض طلب لملك
أبتسم كريم و قال
ربنا يريح بالك يا صاحبي
و بعد لحظات صدع هاتف كريم رنينا برقم زوجته نسمه فنهض من مكانه و رد عليها لتقول
بسرعه
ها قولتله قالك ايه وافق يجي
أهدي إيه كل ده
رد عليا بس
أبتسم كريم و قال
أيوة يا ستي جاي بكره بأذن الله
ابتسمت نسمة وقالت
كويس أوي و أنا هكلمها عشان تيجي بكره برضو و بكده يتقابلوا يارب بس تلفت نظره عايزه افرح بيهم
هتلفت نظره متقلقيش
و أنت متأكد كده ليه
أنت قولتيلي اسمها ايه صاحبتك دي
اسمها براء
ابتسم كريم و قال
بس يبقي هتلفت نظره
يارب
أنهي كريم معها المكالمه و عاد إلي يامن لينهض الآخر من مكانه ودع صديقه ورجع الى بيته ليجد والدته كعادتها تقرأ إحدى المجلات الخاصة بالأزياء و الموضه و قبل أن يتجه إلى غرفته انتبهت له و قالت
اتأخرت ليه مش قولتلك أرجع بدري
كان عندي مشوار مهم
مشوار ايه
مشوار يخصني يا ماما أنا مش صغير عشان تعرفي كل تحركاتي كده أنا عندي ٢٧ سنه
طب كويس أنك عارف أنك مش صغير مش ناوي تتجوز بقى
أعتقد أنت عارفه رأيي في الموضوع ده من زمان
ما تكبر بقى مكنش حب مراهقة و راح لحاله
لا مكنش حب مراهقه و بعد أذنك مش عايز أتكلم عن الموضوع ده تاني وياريت تشيلي فكره الجواز من دماغك
ثم تركها تستشيط ڠضبا و ذهب إلى غرفته ليغرق في دوامة الندم مرة أخرى
باقي الفصل الخامس
في اليوم التالي
استيقظت براء من نومها و أرتدت ملابسها و حجابها و خرجت من الغرفة ثم ودعت فاطمة و جمال و ذهبت الي الاتيليه الخاص بها و بدأت براء عملها سريعا حتي تنهي الطلبيه قبل الموعد المحدد و في تلك الأثناء دلف إليها صاحب المحل المجاور لها وهو رجل في العقد الثالث من عمره ملامحه هادئة و وسيم نوعا ما يمتلك ابتسامة جميلة ټخطف كل القلوب إلا قلب براء الذي قد سلب منها قبل سنين نظر لها خالد و قال
صباح الخير
التفتت له براء و أبتسمت بهدوء و قالت
صباح النور يا خالد أخبارك إيه النهاردة
بقيت بخير لما شوفتك
نظرت له براء بتوتر نوعا ما بسبب كلماته تلك و قالت
خير كنت عايز حاجه
فرك خالد شعره بتوتر و قال
لا أنا جيت عشان أطمن عليكي بس هو لازم أكون عايز حاجه يعني
فيك الخير
شكلك مشغوله مش كده
أيوه بصراحه
طيب هستأذن أنا لو احتاجتي حاجه أنا موجود جمبك تمام
أبتسمت براء بتحفز و قالت
ربنا يخليك شكرا
نظر لها خالد بابتسامه وألتفت ليخرج من المكان وفي تلك اللحظة دلف أحد الرجال الي الاتيلية ليقف خالد مكانه و نظر له بتساؤل تخطاه هذا الرجل و ذهب ليقف أمام براء و قال
خلصتي الطلبية ولا لسه
نعم لسه فاضل أسبوع أكيد لسه
الطلبية دي الشركه طلبتها من فتره مكنتش أعرف أنك مش قد كلمتك كده يا أستاذة
اتجهت إليه براء ونظرت له بثبات وقالت
ياريت تتكلم معايا بنبره أحسن من كده وعموما أنا كلامي مش معاك أنا كلامي مع رئيسك
رئيسي هو اللي باعتني عشان أقولك الكلام ده و بيقولك أنه مش عايز يكمل الصفقة دي و مكتفي بتصاميمك اللي اتعملت خلاص و دي تم الحساب عليها في أول الصفقه
نظرت له براء بدهشة و قالت
ده إزاي يعني هو لعب عيال أنتوا التزمتوا معايا بكلام مينفعش تغيروه
ده شيء يرجع لرئيس الفرع أنا جيت أوصل الكلام مش أكتر
وأنا لو كنت من الأول
أعرف أني بتعامل مع شركه مش قد كلامها كده مش كملت معاكم
و بالنسبة للتصاميم أنا مش هقدمها و نص المبلغ اللي كان مدفوع هيكون عندكم خلال أيام اتفضل من هنا
أنا عندي أوامر أني أرجع بالتصاميم
و أقترب منها قليلا ليقف خالد أمامه وقال بنبره حادة
أعتقد أنت سمعت كلامها اتفضل أمشي من غير شوشره
نظر له هذا الرجل للحظات ثم خرج من المكان و هبطت براء على كرسي مكتبها بتعب صمت خالد للحظات حتي قال
هتعملي ايه
دلوقتي
مش عارفه بس أنا لازم اروح الشركه و أشوف رئيس الفرع
طيب وقت ما هتكوني رايحه قوليلي أروح معاكي
نظرت له براء بتساؤل وقالت
شكرا يا خالد بس أنا شايفه أنه ملهوش لزوم
لا إزاي يعني لازم يعرفوا أنك مش لوحدك و أن وراكي رجالة
ربنا يخليك بس بجد ملهوش لزوم
براء أنا مش باخد رأيك بعد أذنك أبقي قوليلي و انت رايحه
تنهدت براء بضيق و قالت
حاضر يا خالد و شكرا
نظر لها خالد بعيون تشع بالحب و قال
العفو علي إيه بس دي أقل حاجه أقدر اقدمهالك
أبتسمت براء بتحفز وخرج هو من المكان وتنهدت هي بضيق مرت ساعات طويلة حتي أنهت عملها و خرجت من المكان و اغلقته جيدا ثم تحركت حتي تذهب الي بيتها كانت شارده نوعا ما و لكنها انتبهت حين شعرت أن شخصا ما يتبعها
وصل يامن أسفل عمارة كريم و ترجل من سيارته و أتجه الي البيت رن جرس المنزل و ما أن فتح له صديقة الباب حتى ركضت ملك لترتمي بين يامن و كانت بعمر الثلاث سنوات حملها يامن بين يديه بابتسامه عريضة و قال
حبيبة عمو يامن وحشتيني اوي
ابتسمت ملك بفرحه و ظل الاثنان معا يلعبون سويا بوجود كريم حتي اتجهت إليهم نسمه بابتسامة جميلة و قالت ليامن
ده البيت نور والله
ده بنورك طبعا أخبارك إيه
أنا الحمدلله أنت عاش من شافك
الدنيا بتلهي بقى
ماشي يا سيدي
و في تلك اللحظة صدع جرس المنزل لينظر يامن الي كريم بدهشة و أردف
أنت مستني حد ولا ايه
قالت نسمة
متشغليش بالك دي واحدة صاحبتي جايه تزورني معلش بقى أصلها مسافره بكره و مكنش ينفع تسافر غير لما تشوفني
براحتك أكيد ده بيتك
ربنا يخليك
أبتسمت نسمة بحماس ثم ذهبت لتفتح الباب لصديقتها و بعد ثواني فتحت لها الباب لتطل منه فتاة عشرينية لا تمتلك شيء من أسمها علي الاطلاق فكان منظرها جرئ نوعا ما مع هذا المكياج الذي يعطيها سن اكبر قليلا من سنها
نسمة صديقتها وقالت
نورتي يا براء
لا براء إيه انت عارفه إني مش بحب الإسم ده قوليلي بيري زي ما متعوده
حدثتها نسمة بصوت خفيض و قالت
من النهاردة لازم تحبيه يامن بيحب إسم براء و إيه لبسك ده أنا مش قولتلك النهاردة بالذات البسي كويس
ما هو كويس أهو
أعمل إيه فيكي مفيش فايده
خلاص بقى مش وقت الكلام ده
تنهدت نسمه بضيق ثم دخل الإثنان و اتجهوا الي يامن و كريم الجالسين نظر يامن للفتاه الواقفة أمامه بتساؤل و هي تطالعه بابتسامه ساحره أعاد يامن نظره الي ملك فابتسمت نسمه و قالت
دي صاحبتي أسمها براء
نظر يامن أمامه فجأة وكان وقوع الاسم على أذنه كافي حتى يستعيد كل ذكرياتهم التي
حاول أن يدفنها في رأسه اتجهت إليه براء أو بيري كما تحب أن ينادوها الناس ومدت يدها إليه نظر يامن لكريم پحده ليبعد كريم نظره عنه و بدون أي مقدمات نهض يامن من مكانه و قال
أنا لازم أمشي حالا
نظرت له نسمة و قالت
تمشي أزاي بس ده أنت لسه واصل
معلش مره تانيه عن اذنكم
و نهض من مكانه و خرج من البيت سريعا و قد
لحق به كريم و استطاع الوصول إليه قبل أن ينطلق بسيارته ترجل يامن السيارة بعصبية كبيرة ليقول كريم
مشيت ليه
بتسألني مشيت ليه