الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين

انت في الصفحة 37 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


أخر لإبرام
إحدى الصفقات استمعت لصوت هاتفها فنظرت لتجد شقيقها أيهم ضغطت لتجعل الهاتف صامتا لكنها تعجبت على إسراره ومازاد من تعجبها إتصال عزة بعد عدة محاولات من ايهمانتظرت حتى انتهى الإجتماع بعد نصف ساعة لتهرول لمكتبها وتعاود الإتصال بشقيقها الذي هتف سريعا بصوت متأثر 
إنت فين يا إيثار عمال ارن عليك بقالي ساعة

اړتعب داخلها لتسأله بارتياب 
فيه إيه يا ايهم
بابا تعبان قوي وطالب يشوفك نطقها الشاب بصوت حزين لتنطق بقوة وصوت حاد 
قول لعزيز يلعب غيرها وإتقوا الله بقى وسبوني في حالي
بنبرة اشبه بباكية اخبرها الشاب 
أبوك بېموت يا إيثارأنا بكلمك من مستشفى المركز والدكتور كلامه ميطمنش
هتفت بصوت يرتجف من شدة تخوفها 
إنت بتقول إيه بلاش كڈب بقى
بصوت متأثر نطق بقسم 
والله العظيم ما بكذب عليك هو بيعمل إشعة جوة ومعاه وجدي وأول ما يخرج هخليه يكلمك علشان تصدقي
نزلت كلماته عليها لتزلزل كيانها بالكامللم تدري بحالها إلا وهي تغلق الهاتف وتلملم أشيائها لتهرول على مكتب أيمن وتخبره بما حدث فقال لها مطمأنا إياها 
روحي إطمني عليه وابعتي لي عنوان المستشفى اللي هو فيهاوانا هخلي أحمد يبعت لك عربية إسعاف مجهزة تنقله للمستشفى عندنا
شكرته بعرفان وانطلقت بسرعة البرق لتستقل سيارتها متجهة للمركز للحاق بوالدها العزيز والإطمئنان على صحته 
ترى هل حقا غانم مريض أم أنها لعبة جديدة من ألاعيب عزيز وستقع إيثار داخل مصيدة نصر المتربص بها ليقدمها كربانا إلى زوجته المتجبرة لتنفذ إنتقامها منها
إنتهى الفصل
أنا لها شمس 
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل التاسع عشر 
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
كانت تقود سيارتها بسرعة فائقة وكأنها تسارع الزمن لتصل إلى عزيز عينيها قبل فوات الاوان لم تنقطع دموعها منذ أن انطلقت بسيارتها وللأنفكرة أن والدها من المحتمل أن يفارقها تدمي قلبها وتجعل داخلها ينتفض رعباهل سيرحل ذاك الحبيب ويتركها تواجه عالمها المستوحش بلا سندنعم لم يكن لها بالسند القوي طوال الوقت لكن طالما ظهرت قوته بالوقت المناسبفكلما تكالب عليها الذئاب واظهروا مخالبهم إستعدادا لنهشها لينال منها الإحباط تحت كثرة عددهم وعندما تشارف على لفظ أنفاسها الاخيرة يظهر هو لينقذها من براثن أعدائها وينأى بها بعيدا عن خبثهموصلت في وقت قياسي لشدة سرعتها صفت السيارة أمام المشفى وترجلت تهرول للداخل حتى وصلت للإستقبال ومنه إلى المكان المتواجد به أبيها حسبما وصف لها موظف الإستقبالخطت خطوتان لتفاجيء بوجود عزيز وأيهم ينتظران خارج غرفة الكشفأخذت نفسا عميقا لتمد حالها بالصبر لتحمل اسلوب شقيقها المستفز قبل أن تتحرك وتخرج صوتها المړتعب وهي تسأل شقيقها 
بابا فين يا أيهم
الټفت كلاهما باتجاه الصوت ليهب أيهم مهرولا نحو شقيقته ليمسك كفها وهو يقول بحزن تجلى بصوته وظهر داخل عينيه 
مع الدكتور جوة ومعاه ماما و وجدي
كان صدرها يعلو ويهبط بقوة وأنفاسها تتعالى لشدة خۏفها الممتزج بهرولتها إلى أن وصلتوقبل أن تسأله عن حالة والدها باغتها مقاطعا ذاك الجالس يترقب طلتها 
طب إرمي السلام على اللي قاعدينده حتى السلام لله
طالعته بملامح جادة لتقول بنبرة هادئة 
إزيك يا عزيز
الحمدلله يا بنت أبويا نطقها ليقف منتصب الظهر وتحرك حتى وقف قبالتها يطالعها بحنان تعجبت له والادهى من ذلك صوته الهادئ الذي نطق به وهو يحاول طمأنتها 
مټخافيش أبوك شديد هيقوم منها وهيبقى زي الفل
تعجبت تغييره الكلي في معاملتها لكنها تغاضت عن الأمر ورجحت تصرفه إلى ارتباكه وحزنه على والديهما فتحدثت إليه بنبرة متأثرة
أنا عاوزة أشوفهوعاوزة اتكلم مع الدكتور
لأول مرة بسنوات عمرها يقترب منها ويجذبها لداخل أح ضانه ليهمس بهدوء وهو يربط على ظهرها بحنو 
قولت لك مټخافيش ابوك عفي وهيقوم منها بالسلامة
تسمر ج سدها وتشتت تفكيرها وللحظة باتت تتسائلمن هذا بحق الله! 
أهذا هو عزيز بعينه! ذاك القاسې من تذوقت على يديه جميع أنواع الذل والمهانة! 
فاقت من شرودها على صوت باب غرفة الكشف الذي فتح لتبتعد سريعا عن حض ن شقيقها المزيف والتي لم تشعر به الټفت لتجد شقيقها ووالدتها تسندان غاليهاصاحت باسمه وهي تهرول إليه كطفلة لم تتعدى الأربعة أعوامانشرح صدره وتهلل وجهه لرؤية صغيرته التي ارتمت بأحضانه وهي تقول بصوت مخټنق بالعبرات رغما عنها 
سلامتك يا باباألف سلامة
ابتعدت كي لا ترهقه وما أن تطلعت عليه بتمعن حتى انخلع قلبها ړعبا عليهفقد شحب وجهه كثيرا وسكن عينيه المړض حيث أصبح بياض عينيه
أصفرا أما جسده فقد نحل وفقد كثيرا من وزنهاختنقت بالعبرات وما شعرت إلا بدموعها تنسدل فوق وجنتيها بعد أن رأت حالته المزريةتحدث بصوت متقطع نتيجة مرضه 
كويس إنك جيتي يا بنتي علشان أشوفك قبل ما ربنا ياخد أمانته
أردفت سريعا وهي تنفي برأسها بينما تتناثر دمعاتها المټألمة وهي تحاول زرع الأمل في نفس غاليها 
متقوليش كده يا بابا إنت هتتعالج وهتبقى كويس إن شاء الله 
رمقتها منيرة بنظرات حادة لتقول
ناهرة 
إوعي من طريقه خلينا نقعده علشان يرتاح
ابتعدت لتفسح
له المجال ليجلس بعد عدة خطوات ساندا ظهره للخلف مغمض العينيننظرات باردة تبادلتها مع والدتها التي رمقتها بسخط لم تشعر بلحظة حنين او اشتياق بداخل عيني تلك القاسېة برغم إبتعادها عنها وعدم رؤيتها لعدة شهور أخذت نفسا عميقا لتستفيق على صوت شقيقها وجدي الذي وضع كفه على كتفها ليجبرها على الالتفاف له 
حمدالله على السلامة يا إيثار
الټفت بجسدها ليجذبها بين أحضانه وهو يقول 
عاملة إيه 
ابتعدت قليلا لتخبره بهزة من عينيها 
أنا بخير الحمدلله 
واستطردت مستفسرة 
الدكتور قال لكم إيه عن حالة بابا
لسة الإشعة مطلعتشالدكتور قال إنه هيتحجز هنا في المستشفى كام يوم علشان يتابعوا حالته ويشوفوا عنده إيه قالها بهدوء لتنطق وهي تنسحب بهدوء داخل غرفة الطبيب 
أنا هدخل أسأله بنفسي
لوت منيرة فاهها ورمقتها بسخط بعدما تجاهلت وجودها ولم تلقي عليها حتى السلام او تسألها عن حالهاولجت إيثار بعد الإستئذان لتسأل الطبيب عن حالة غاليها ليجيبها الطبيب أن حالته ليست بأحسن حال من خلال قياس النبض والهيئة العامة لجسده النحيل لكنه لا يستطيع تحديد خطۏرة الوضع من عدمه إلا بعد ظهور نتيجة التحاليل والأشعة التي أجريت لهأخبرته أنها ستنقل والدها لمشفى الاباصيري الإستثماري
ليذهل الرجل من ذاك الإسم اللامع والشهير بعالم الطب ليتعجب داخله من كيفية دخول شخصية بسيطة ك غانم إلى مشفى إستثماري كبير ك مشفى الأباصيري
خرجت من عند الطبيب لتخبر والدها وأشقائها بانتقال والدها لمشفى كبير بالقاهرة ليقول والدها باعتراض بصوته الخاڤت 
أنا مش رايح لمكان يا بنتي خليني أموت على فرشتي أحسن
انحنت لتجلس تحت ساقيه لتقول بنبرة تشع حنانا بعدما ضمت كفيه بخاصتها 
العمر الطويل ليك يا حبيبيإحنا هنروح مستشفى كبيرة وهيتعمل
لك كل اللازم هناك وهتخف وصحتك هترجع احسن من الأول كمان
مالت على كفيه لتطبع قبلة حنون لترفع وجهها تطالع عيناه مسترسلة بتفاؤل 
وبكره هفكرك 
ابتسم بوهن وبصعوبة رفع كفه ليمرره فوق وجنتها الناعمة ليشعر بحنان الدنيا يملؤ عينيها التي تطالعهاخيرا قررت تلك عديمة الإحساس التخلي عن صمتها لتتحدث بملامح وجه صارمة 
ودي مين اللي هيدفع فلوسها إن شاء الله
حزن غانم من كلمات زوجته وشعر بالعجز وبأنه عالة على الجميع لتهتف سريعا بعدما شاهدت تعبيرات وجهه الحزين 
محدش هيدفع حاجةدي مستشفى إبن الباشمهندس أيمن مديري وهو هيعمل لي تخفيض كبير
تابعت مسترسلة كي لا تشعر والدها بالحرج 
اللي هدفعه هيكون مبلغ رمزيوبعدين الدنيا كلها فدى إن بابا يقوم بالسلامة
ابتسامة حزينة ارتسمت بجانب ثغره لتهتف منيرة بتبرير بعد أن رأت الأسى على وجه زوجها 
طبعا
فداه الدنيا كلها بس الإيد قصيرة والعين بصيرة
واسترسلت عن قصد وهي ترمقها بذات مغزى وكأنها تحملها ذنب حالة أشقائها
وزي ما أنت شايفة حالة إخواتك لا تسر عدو ولا حبيباللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى
وصلها المغزى من الحديث التي سأمته وما ان تطلعت لأبيها بحنان حتى جذب انتباهها صدوح رنين هاتفها لتخرجه من حقيبة يدها لتفاجئ برقم أيمنوقفت وهي تتحدث لأبيها تعلمه 
ده الباشمهندس أيمن بيتصل علشان يطمن عليك وياخد عنوان المستشفى هيبعت لحضرتك عربية إسعاف مجهزة تنقلك علشان تكون مرتاح
تمعنت بعينيه مستفسرة 
هدي له العنوان يا بابا
اومأ بضعف لتقف جانبا تعيد الإتصال الذي انقطع وتخبر أيمن بالعنوان ليبعثه في الحال لنجله الذي أسرع بإرسال عربة مجهزة حسب أوامر والده حيث أبلغه بأنه سيتكلف نفقة العلاج ليعارضه أحمد بعدما أصر على تحمل المشفى جميع التكاليف واعتبارها حالة إنسانيةوذلك لما يكنه من احترام وتقدير ل إيثار
بعد مرور حوالي الثلاثة ساعاتوصل والد إيثار المشفى ليستقبله أحمد بحفاوة وبدأ بالكشف عليه هو وبعض
الأطباء الأكفاء وإجراء الفحوصات المطلوبة لتحديد ما يعاني منهوبعد قليل بعث أحمد إلى إيثار لتحضر بمكتبه الخاص فقرر وجدي الذهاب بصحبتهاولچا للداخل ليشير لهما أحمد بالجلوس وبدأ بالحديث بمهنية طبيب ماهر 
طبعا الإشاعات اللي عملناها لسة نتيجتها هتطلع بكرة والمفروض ما اتكلمش معاكم في حاجة إلا بعد ما نتأكد
أخذ نفسا عميقا ليزفره بقوة دلت على ما ينتوي قوله لينخلع قلبها بعدما توقعت سوء حالة والدها المړضية ليتابع أحمد بحديثا ثقيلا على قلبه
للأسفالدكتور الإستشاري اللي حضر الكشف الأولي على بباكم شاكك في کانسر في الكبدكل المؤشرات بتوحي لكدة
شاكك ولا متأكد نطقتها بقلب ېنزف دما وساقين ترتجفتين لشدة صډمتها من ذاك الخبر المشؤوم والتي تتأمل أن يخطئ الطبيب بتشخيصه لتتابع بصوت مهزوز
أصلها تفرق يا دكتور
تنهد بضيق ليجيبها بمهنية 
دكتور سليم متخصص في أورام الكبد وعنده خبرة كبيرة فيه
واستطرد بأسى ظهر بين فوق ملامح
وجهه 
ولو مكنش متأكد 100100 عمره ما كان هيبلغني
نزلت كلماته على قلبها الضعيف لتشطره لنصفينلم يسبق لها خوض ذاك الشعور المرير من قبل فقد خاضت معارك كثيرة وذاقت من الخيبات والإنكسارات ما حولها لتلك الصامدة الساندة لحالها لكن تلك المرة تختلف كليافالصدمة هذه المرة تخص الإنسان الأغلى بحياتها والدها الحنون الذي طالما غمرها بحنانه وشملها بعطفه ورعايته وساندها كثيرا كي تتخطى الكثير من عثراتهاسقط قناع القوة
لديها لتنهمر دموعها ك شلالات بعدما فقدت السيطرة عليها مما جعل شقيقها الذي لا يختلف شعوره عنها بالكثير من أثر الصدمة ليربط على كفها قائلا في محاولة منه لتهدأتها 
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم واتفائلي خير كل دي لسة تخمينات
بالرغم من وثوقه التام في قدرة دكتور سليم الطبية لكنه أراد أن يمنحها بعض الأمل الزائف كي يرتاح قلبها قبل التأكيد لينطق في محاولة منه لبث التفاؤل لدى تلك الذي نزل عليها الخبر كالصاعقة 
أتمنى من كل قلبي إن تشخيص دكتور سليم يطلع غلط أنا حبيت بس أبلغكم علشان تكونوا مستعدين للي جاي لانه للأسف صعب عليه وعليكم قبل منه
تخبطتشتتعدم اتزان بالمشاعرفقدان التركيز وشعورا بالضياع كل هذه المشاعر
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 138 صفحات