الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين

انت في الصفحة 55 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


بنت منيرة إتجوزت
إتسعت عيني إجلال لتلف وجهها سريعا تتطلع على هيأة سمية الواقفة أمام باب شقتها مرتكزة بجسدها على الحائط بطريقة مفتقرة للإحترام لتسترسل بابتسامة شامتة 
لا ومش أي جوازةدي متجوزة مستشار إبن مستشار
واستطردت بنظرات فرحة وهي تشير بصباعي السبابة والوسطى 
يعني معاه بدل الحصانة حصانتين

جحظت عيني طلعت ليهتف بحدة 
إدخلي على شقتك وإكتمي نفسك بدل ما أكتمهولك أنا
انتفض الجميع أثر صوت الباب الذي فتح بقوة ليخرج ذاك الثائر بهيأته الچنونية حيث نكش شعر رأسه وانتفخت عينيه وتحول بياضها إلى احمر كاتم جراء غضبه العارم ليتخطى
الجميع بسرعة ليهجم عليها كالأسد الجائع وهو يفتك بفريستهاتسعت عينيها لتتخذ خطوات تراجعية للخلف لكن بعد فوات الأوان فقد طالها وتحكم بقبضتاه على عنقها ليتحول وجهها إلى اللون الاحمر الداكن ليخرج لسانها وعينيها في الحال وهي تشعر بالإختناق وبخروج روحها صړخ بكامل صوته وهو ينعتها بسخط 
كله منك يا بنت ال  
صړخ پجنون قائلا وهو يشدد من قبضته وينظر بعيني جاحظة لتلك التي أوشكت على لفظ أنفاسها الأخيرة 
خليها ټموت علشان أخلص من الصفحة السودة دي وأقفلها
بصعوبة أفلتا شقيقيه عنقها من قبضتاه لترتمي أرضا وهي تتحسس عنقها وتتلفت حولها بهلع وجسد ينتفض بقوةأفلت حاله من أيادي شقيقيه ليهجم عليها كالثور الهائج وبات
بطل جنان بقىهتموتها في إيدك ويحسبوها عليك واحدة
إنت كويسة 
صمت الجميع حين استمعوا لصوت إجلال الذي خرج مجلجلا وهي ترمق تلك المرتمية على الأرض ببغض 
تستاهلي علشان تحرمي تقفي قدام أسيادك وتعلي صوتك تاني
واسترسلت قاصدة ياسمين 
إرميها جوة في شقتها واقفلي عليها الباب
صړخ عمرو معترضا 
مش هتقعد في البيت طالما إيثار مرجعتش
ثم رمقها باشمئزاز وكاد أن ينطق بما قرأته إجلال بعينيه لتقاطعه قائلة 
عمرومش هينفع علشان بنتك
واسترسلت بجبروت 
مش حفيدة نصر البنهاوي اللي الناس تجيب في سيرتها ويقولوا دي أمها مطلقة 
جذبتها ياسمين من ذراعها وهي تهمس بارتعاب 
قومي إدخلي جوة بدل ما يتجنن عليك تاني
لم تكترث لكل ما حدث وكأن ما فعله بها أمام الجميع لم يعيقها لتقول وهي تنظر له بقسۏة 
نفسي أعرف عاملة لك إيه بنت منيرة علشان تبيع علشانها اللي شاريك وبيتمنى رضاك
تابعت وهي تصرخ بقوة
حتى بعد ما باعتك وجريت ورا وكيل النيابة بتاع السلطة والفلوس لسه باقي عليها
أشار إلى ياسمين ليصيح بصوت ساخط 
إبعديها واخفيها من قدامي بدل ما أرتكب لكم فيها جناية 
رفعت إجلال سبابتها لتصيح بقوة وتجبر 
وعزة جلال الله لو ما اختفيتي جوه شقتك حالا لاكون مخلية الغفر شايلينك وراميينك في قلب الجبل للديابة تن هشك
واسترسلت بټهديدا مباشر 
أم حفيدتي لما تبقى مېتة أشرف لها من لما تكون مطلقة
ابتلعت لعابها بعدما لمحت الغدر بعيني إجلال لتزحف للخلف سريعا لتختفي داخل مسكنها تحت تمسكها بغريزة البقاء 
داخل الجناح الخاص ب فريال علام وزوجها كانت تجوب المكان ذهابا وإيابا بوجه ارتسمت عليه علامات الڠضبإقترب عليها زوجها وهو يقول في محاولة منه لتهدأتها 
إهدي يا فريال مش كده
صاحت بقوة وهي تنطق باعتراض 
أهدى إزاي وأنا شايفة أخويا العاقل جايب لنا واحدة لا نعرف أصلها ولا فصلها ومطلوب مننا نرحب بيها لا وكمان هتعيش معانا!
أجابها بهدوء كي يهدأ روعها 
أخوك شخص واعي ومسؤل عن تصرفاتهوأكيد علام باشا مش هيسمح لواحدة تدخل بينا إلا إذا كان واثق منها مليون في الميةوياستي لو طلعت داخلة على طمع أكيد الباشا هيعرف وساعتها يبقى جت لقضاها برجليها
نظرت لزوجها وبدون سابق إنذار سالت دموعها لتنهمر على وجنتيها مما جعله يتأثر ويضمها ليحتوي حزنهابات يربت على كتفيها ويقول لتهدأتها 
إهدي يا حبيبتي وادخلي إغسلي وشك علشان ننام 
استمعت لزوجها لتدخل
إلى الحمام تاركة إياه يهز رأسه بأسى 
أزيح ستار الليل لتشرق الشمس معلنة عن مولد يوما جديدا بحياة الجميعفاقت على صوت زقزقة العصافير الساكنة بأشجار الحديقةحركت أهدابها وما ان فتحت عينيها حتى باتت تتلفت حولها باستغراب للمكان وسرعان ما تذكرت لتهدأ وترتسم إبتسامتها سعيدة فوق ثغرهاتمطأت بدلال لتشعر بحركة الصغير الذي بدأ يفيق من غفوته ابتسمت ورفعت رأسها لتتطلع عليه وما أن فتح عينيه حتى ابتسم لها لتنطق وهي تدغدغ بطنه بدلال 
صباح الخير
يا قلبي
صباح النور يا مامي قالها قبل أن يتطلع حوله باستغراب ليسترسل متعجبا 
هو احنا فين! 
مالت تهمس بجانب أذنه بمداعبة كي تنسيه ما عاناه معها خلال الفترة الماضية 
في بيت شرشبيل الشرير
ضحك بصوت طفولي ليسألها من جديد 
هو احنا هنرجع بيتنا إمتى 
تنهدت بعمق ثم أجابته بهدوء 
قريب يا حبيبي إن شاءالله 
عاد يسألها من جديد بما أرق روحها 
هو احنا مش هنعيش خلاص مع بابي ده عمل لنا البيت حلو قويوجاب لنا حاجات كتيرة فيهعمل لي أوضة حلوة قوي وحط لي فيها كل ألعابي اللي جدو نصر إشتراها علشاني
تنفست الصعداء قبل أن تجيبه 
إحنا حياتنا كلها هنا يا چوأنا شغلي هنا وإنت مدرستك وأصحابك كلهم هنامينفعش نسيب كل ده ونروح نعيش عندهم في البلد
وقبل أن يباغتها بأسألة أخرى قفزت لتحمله بين ساعديها وهي تقول 
بطل رغي بقى وتعالي ناخد شاور متين على ما عزة تجيب لنا الهدوم
ولجت به إلى الداخل لتملئ له حوض الإستحمام وتضعه داخله لينتعش الصغيربعد مدة أخرجته ولفته بإحدى المناشف الكبيرة وخرجا معا لتضعه على الفراش وهي تجفف له شعر رأسهولجت للحمام وقامت بغسل وجهها جيدا ومررت أصابعها بشعرها الأسود الحريري والذي يصل لمنتصف ظهرهااستمعت لصوت طرقات خفيفة فوق الباب فهرولت بالخروج كي لا يتحرك الصغير لفتح الباب ويتعرض لوعكة بالفعل وجدته يستعد للنزول فأشارت له ليلتزم الجلوس وتحركت نحو الباب لتدير المفتاح استعدادا لفتحهأخذت نفسا عميقا إستعدادا لمواجهة الطارق وتوارت بجسدها خلف الباب وفتحته بهدوء وهى تطل برأسها عبر الباب الموارب لتفاجأ بظهوره أمامها وابتسامته الرائعة التي تعلو ثغره وهو يقول بصوت أصاب قلبها برجفة 
صباح الخير 
صباح النور نطقتها بعينين تلتمعين بوميض الإنبهار ليبتسم من جديد ناطقا بأدب 
ممكن أدخل
آه طبعا نطقتها بإحراج وهي تختفي خلف الباب لتفسح له المجال ولج واستدار يغلق الباب ليتطلع لتلك الواقفة تلتصق بالحائط لتتسع على الفور عينيه ناهيك عن قلبه الذي بات يدق بوتيرة عالية حينما رأها مرتدية الجزء العلوي فقط من بيچامته حيث تصل لمنتصف فخديها ليظهر إستدارتهما وجمالهما الساحر رفع أعينه على أكمام البيچامة حيث شمرتهما ليصلا لنصف ساعديها كي لا يعيقا حركتها ليصعد سريعا لفتحة الصدرتعمق بفتحة الصدر العميقة على شكل حرف V والتي تعمقت بإظهار قدرا ليس بالقليل نظرا لمقاس البيچامة الكبيرأظهر
لون البيجامة الزيتي لون جسدها الابيض مما جعل الأخر بحالة يرثى لها إبتلع لعابه
هو إنت عاوزة إيه بالظبط 
حركت أهدابها بشكل سريع غير مدركة لمقصده ليتابع وهو يصعد ويهبط بعينيه عليها
إمبارح جننتيني بشكلك في البورنس لدرجة إني طول الليل بحلم باللحظة اللي هاخده منك فيها
فتحت فاهها ببلاهة ليسترسل وهو يتمركز بمقلتيه فوق شفتيها 
والنهاردة كملتي على حبة الصبر والعقل اللي فاضلين بالبيچامة
خجلت من كلماته ليقترب عليها لتهمس وهي تشير بجانب عينيها إلى الفراش كي تنبهه 
يوسف
ماله نطقها بتيهة ومازال مثبتا مقلتيه على ثغرها ببلاهة وكأنه مغيب لتجيبه بشكل أوضح عله يستفيق من حالة الوله تلك التي استحوذت عليه 
قاعد على السرير
ليجيبها مسحورا غير مدركا لما يحدث من حوله أو يقال 
هو مين 
يوسف نطقتها وهي تشير بسبابتها باتجاه الفراش ليتابع بعينيه أصبعها ليباغته ذاك المتطلع عليهما بعيني مسلطة وفاه مترجل تحمحم وابتعد سريعا بعدما اكتشف أمر الصغير زفر بقوة عله يخرج ڼار قلبه المستعيرة ليضع أنامله في حركة تلقائية يتخلل بها شعر رأسه الكثيف بلونه الفحميوعى على حاله ليتحرك صوب الصغير وهو يقول بحرج 
يوسف باشا صباح الخير 
صباح النور قالها بهدوء ليجاوره فؤاد التمدد فوق الفراش ويميل بجزعه على ذاك الجالس ليطبع قبلة حنون بوجنته قبل أن يهتف بنبرة حماسية 
إيه الريحة الحلوة دي على الصبح
لسة واخد شاور قالها يوسف بتلقائية ليسترسل وهو يشير على المنشفة الملفوفة حول كامل جسده 
بس مش لبست هدوم
أخذ نفسا عميقا ليتمكن من ضبط حاله ولملمت كيانه المبعثر ثم أجابه 
عزة جاية في الطريق ومعاها كل هدومكأنا لسه مكلمها حالا وقالت لي عشر دقايق بالظبط وهتكون هنا
ابتسامة رائعة خرجت من ذاك البرئ أسعدت قلب فؤاد جعلته يميل طلقائيا على كفه الرقيق الموضوع فوق الفراش ليطبع به قبلة حنون جعلت من إيثار تتطلع عليه باستغراباستمعت لصوت طرقات على الباب فارتبكت بوقفتها ليشير لها بأن تهدأ وتحرك صوب الباب ليواربه ليجد تلك البشوشة تجاورها إحدى العاملات الحاملة لحقيبة كبيرة جمعت بها بعض الثياب الهامة التي ستحتاج لها إيثار ويوسف طيلة مدة إقامتهما بالقصرتجاورها حقيبة أخرى بها بعض الاحذية وحقائب اليد وبعض المستلزمات الاخرىصاحت بصوت حماسي وهي تتطلع إليه وكأنهما تربيا معا منذ الصغر 
إزيك يا سيادة المستشار 
حمدالله على السلامة يا عزة نطقها بترحيب لتجيبه وهي تتطلع برأسها لاستكشاف الداخل تحت استشاطة فؤاد من أفعال تلك الفضولية التي أثارت حفيظته 
الله يسلمكامال فين إيثار ويوسف!
رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولولا ما فعلته لأجل إنقاذ أميرته لتصرف معها بطريقة أرعبتها فلتحمد الله أن تصرفها قد يشفع لها أية تصرفات غريبة قامت بها وربما ستقوم بها بالمستقبلفتح الباب ليشير لها بصمت لتلج سريعا بعدما رأت إيثارهرولت إليها ثم وضعت كفيها تتفحص بهما وجهها لتسألها بنبرة حنون وكأنها أمها التي أنجبتها
إنت كويسة يا قلبي
أنا بخير يا حبيبتي نطقتها إيثار بعيني مشتاقة لتسترسل بنبرة صادقة
وحشتيني
جذبتها عزة داخل أحضانها لتقول وهي تشدد من ضمتها 
إنت اللي وحشتيني يا نور عيني عملوا فيك إيه يا نضري
وحشتيني يا عزة
دخلي الشنط وساعدي عزة في توضيبها
ثم قطب جبينه ليتسائل 
باقي الشنط فين يا عزة! 
تلبكت وهي تنظر إلى إيثار التي فاقت عند صلاة الفجر وبعد تأدية الصلاة اتصلت بعزة وطلبت منها جلب حقيبة واحدة فقط وأخبرتها أن مكوثهم بهذا القصر لن يطيلانتفض جسدها حين تحدث إليها بصوت جاد 
مش بكلمك! 
ابتلعت لعابها من نظراته التي تشبه نظرات الصقر لتجيبه بتخبط 
إيثار هي اللي اتصلت بيا وقالت لي متجبيش حاجات كتير علشان قعدتنا هنا مش هتطول
لا والله نطقها وهو يركز بنظراته بعيني حبيبته لترفع حاجبها الأيسر بتأكيد جعله يضغط على شفته السفلى بغيظ ليزيد الصغير من استشاطته حين صاح بصوت حماسي
مامي قالت لي إننا هنقعد عند شرشبيل كام يوم وهنرجع تاني لبيتنا
هز رأسه عدة مرات قبل أن يبتسم بخبث لينطق وهو يتفحص ملامحها بلؤم وتوعد 
ده شرشبيل طلع مش مسيطر خالص يا چو بس بسيطةكل اللي محتاجه يغير الخطة اللي بيلعب بيها والدنيا هتظبط بعدها
ابتسمت لتنظر له بتحدي بادلها إياها بتوعدفتحت العاملة الحقائب وبدأت بمساعدة عزة كان يتطلع لقطع الثياب بتمعن وفضول تحت خجل إيثار الشديدلاحظ عزة وهي تحمل رداء الحمام الخاص بأميرته وتتجه به إلى الحمام الملحق بالغرفة ليسرع الخطى
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 138 صفحات