الأحد 24 نوفمبر 2024

حكايه مريم

انت في الصفحة 13 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


سمر بعمق ثم قالت 
يلا مافيش نصيب يا ماما زينب ربنا يوفقه مع واحدة أحسن ثم أكملت و تقوم عن المقعد 
أنا همشي بقي عشان ماتأخرش علي الشغل عايزة مني حاجة قبل ما أمشي 
ماتحرمش يا حبيبتي طريق السلامة !
في قصر آل بحيري علي مائدة الفطور إجتمع الجميع
تنهي صفية طعامها بسرعة لتنتبه إليها فريال و تسألها بإستغراب 

في إيه صافي بتاكلي بسرعة كده ليه علي مهلك !
صفية بصوت شبه واضح بسبب كمية الطعام التي تملأ فمها 
عايزة أخلص بسرعة يا مامي عشان ماتأخرش علي صالح 
ثم ران صمت قصير بعد ذلك قطعته هالة بسؤال متوتر 
هو هو عثمان لسا نايم و لا إيه !
أجابتها فريال مبتسمة و هي تعلم تماما ماهية سؤالها 
لأ يا حبيبتي عثمان صحي من بدري و راح علي شركته لسا ماشي من ساعة تقريبا 
11 
شجار حاد ! 
كان عثمان جالسا بمكتبه يتحدث في هاتفهه إلي صديقه مراد 
قضي أكثر من نصف ساعة هو يحاول إقناعه بالمكوث في قصر عائلته الخرافي 
إسمع بقي عشان إنت صدعتني و قرفتني قالها عثمان بنفاذ صبر و أكمل بحسم 
إنت هتسيب الآوتيل إللي قاعد فيه ده إنهاردة و هتيجي تنقل عندنا في البيت مش عايز إعتراض خلاص إنتهي 
رد الأخير بحيرة 
يا عثمان إنت بتضغط عليا كده أنا مش عايز أضايكوا خليني زي ما أنا يا أخي بالله عليك !
تضايقنا إيه و بتاع إيه ياض هو إحنا قاعدين في عشة ده قصر البحيري أكبر قصر فيكي يا إسكندرية و مش بس في إسكندرية في مصر كلها شوف إنت هتسمع كلامي ڠصب عنك هتسيب الآوتيل زي ما قولتلك و هتيجي تقعد عندنا من إنهاردة ساامع 
تنهد مراد و قال بإستسلام 
ماشي ياسيدي كمان شوية هبقي هنزل أعمل Check Out و هكون عندكوا علي بليل كده !
و ما كاد عثمان يرد إلا و شاهد باب مكتبه ينفتح بقوة يليه دخول سمر السريع
كانت حالتها مزرية للغاية و الدموع تهطل من عينيها كالشلال 
إندفعت صوب عثمان و هي تهتف بصوت مرتعش 
عثمآاان بيه !
وثب عثمان عن مقعده فورا و هو يقول پذعر 
في إيه يا سمر المبني بيولع !!
هزت رأسها نفيا مع أنين خاڤت سمعه عثمان صادرا عنها 
طيب إيه إللي حصل سألها بشيء من العصبية لترد بصعوبة غير قادرة علي إيقاف سيل دموعها 
أخ أختي م لك ت عبانة أو ي مش ق ادرة تت نفس 
عثمان بلهجة هادئة و هو يستدير حول مكتبه ليقف أمامها 
إيه ! طيب إنتي عرفتي إزاي 
جارت نا إ إتص لت بيا و وقا لت لي آ نا لازم إمشي د دلوقتي حا لا ي يافن ډم !
هتعملي إيه طيب 
هاوديها للد كتور ط بعا 
عثمان و هو يلتفت و يأخذ هاتفهه و مفاتيحه من فوق سطح المكتب 
طيب خلاص أهدي أنا هاجي معاكي 
سمر برفض و هي تمسح دموعها بظهر يدها 
لأ ماتتع بش نف سك أنا ه آاا 
و لا كلمة ! قاطعها
بحزم و أردف بصرامة 
أنا جاي معاكي و يلا قدامي بسرعة عشان منتأخرش علي البنت 
في المستشفي داخل جناح صالح
تقف صفية أمام سريره مطرقة الرأس بينما هو كالصنم لا يتحرك و لا يتكلم
فقط ينظر إلي الفراغ في وجوم و صمت لا يطاق حتي ملت صفية و قالت و هي ترفع رأسها فجأة 
هتفضل ساكت كده بتعاقب مين دلوقتي أنا و لا إنت رررررد عليآاا !
صمت قصير ثم تكلم صالح أخيرا 
عايزاني أقول إيه تساءل بصوت بارد قاس ثم تابع و هو يحول إليها بصره الحاد 
ألومك عشان طلبتي مني أنزل ساعتها و لا ألوم نفسي عشان سمعت كلامك و كنت بحاول أرضيكي و لا ألوم أخوكي إللي خد حظي و المفروض هو إللي كان يحصله كل ده هه ! ألوم مين بالظبط ما تردي إنتي بقي !
صفية و هي تنتفض منزعجة 
إللي بتقوله ده ماينفعش علي فكرة أولا أنا ماقصدتش آذيك بأي طريقة و أكيد لو كنت أعرف إن حاجة زي دي ممكن تحصلك ماكنتش طلبت منك تنزل ساعتها ثانيا أنا عمري ما طلبت منك ترضيني و لو كنت رفضت طلبي ماكنتش هزعل ثالثا بقي و الأهم أخويا مالوش ذنب في إللي حصلك ده قدر و آا 
قدر ! قاطعها بحدة شديدة و قد إتسعت عيناه ڠضبا ثم صاح مكملا 
دي عربية أخوكي يا هانم هو إللي كان هيطلع بيها لو ماكنش عايز يدهالي كان هو إللي طلع بيها و عمل الحاډثة بدالي 
قصدك إيه تساءلت پغضب
عايز تقول يعني إنه كان علي علم بإللي هيحصلك !
لم يجب و ظل علي حالته الحادة فإنفجرت صفية پغضب مضاعف 
إنت أكييد إتجننت أكيد الحاډثة آثرت علي دماغك إنت مابقتش طبيعي مابقتش بتفكر !
صالح و هو يهز رأسه موافقا بهدوء شديد 
صح إنتي عندك حق أنا مابقتش طبيعي عشان كده خدي يا صفية !
و رفع يده اليمنى و إنتزع منها خاتم خطبته 
قام بوضعه علي الطاولة القريبة من سريره بينما تابعت صفية ما يفعله في صمت ذاهل حتي إنتهي 
فسألته 
إيه إللي إنت عملته ده !
صالح ببساطة 
فسخت خطوبتنا إنتي لسا قايلة إني مابقتش طبيعي كلامك صح أنا دلوقتي بقيت إنسان عاجز مش هعرف أمشي علي رجليا تاني خلاص مسألة إرتباطنا إنتهت !
دخلت كلماته إلي رأسها و إستقرت الواحدة بعد الأخري فضاق صدرها و تقطعت أنفاسها
في تلك اللحظة بالذات شعرت صفية بعمق مكانة صالح في حياتها و بصعوبة إقتلاعه من حياتها 
فتحت فمها و أغلقته ثانية ثم قالت پصدمة 
صالح ! إنت بتقول إيه !
كانت الكلمات تختنق في حنجرتها بينما رد بجفاء و هو يشيح بوجهه عنها 
إللي سمعتيه 
صفية بصوت مرتجف 
إنت كده بتنهي كل إللي بينا !
صالح و قد عاد ينظر إليها مجددا 
بالظبط كده ! قالها بتحد و ثقة ثم أكمل بطريقة ساخرة لا تخلو من العتب و الإهانة 
أنا أصلا عمري ما حسيت إنك بتحبيني دايما بتحسسيني إنك إتنازلتي أوي لما وافقتي نتجوز ليه كنتي تقدري ترفضيني عادي جدا و كنا بقينا ولاد عم و إخوات بدل ما تحاولي تقبلي فكرة إني خطيبك و كمان كام شهر و هبقي جوزك أنا ماقبلش إتجوز واحدة مابتحبنيش 
أنا بحبك يا صالح ! تمتمت و شعرت بالړعب ېخنقها و بركبتيها ترتجفان و تهددان بإسقاطها
شكرا قالها ببرود و حيد عنها مجددا بينما سعت إليه
و هي تقول برجاء 
رجع دبلتك زي ما كانت أنا بحبك و الله بحبك و مافيش حاجة من إللي قولتها صح جايز بس أنا ماعرفتش أعبرلك عن مشاعري بالطريقة إللي إنت عاوزها لكن صدقني أنا بحبك بجد بحبك يا صالح !
تنهد صالحبفتور ثم قال بمرارة 
حتي لو بتحبيني بجد خلاص ماعادش ينفع 
هو إيه ده إللي ماعادش ينفع و صړخت بصوت أعلي 
إنت مش من حقك تقرر في حاجة زي دي من نفسك أنا شريكتك في القرار 
صالح بصياح منفعل 
و إنتي مش عايزة تفهمي ليه أنا خلاص إنتهيت مابقتش نافع لا ليكي و لا لغيرك هفضل عاجز كده طول عمري 
مين قالك كده إنت ماسمعتش الدكتور كويس و لا إيه إنت لسا هتتعالج و بعد فترة قصيرة هترجع زي ما كنت و أحسن 
صالح بإنفعال أشد 
مش عايز أتعالج مش عايز أرجع أحسن من الأول سيبيني يا صفية سيبيني و إمشي أنا مابقتش عايزك خلاص مش عايزك في حياتي تاني أخرجي برا إمشيييي !
إرتدت صفية للخلف و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة و ترمقه بعدم تصديق
ترقرقت الدموع بعيناها و لكنها حبستها 
إلي أن خرجت فعلا من غرفته
و هنا فقط أطلقت لنفسها العنان و راحت تبكي بنشيج مكتوم و هي تركض مجتازة الردهة الطويلة
بينما أعين جميع من في الطابق مصوبة نحوها تشملها بنظرات التعجب و الإستفهام حتي إختفت 
أمام بيت سمر تقف سيارة عثمان الضخمة الفارهة
لتترجل سمر بسرعة و هي تقول 
خليك زي ما إنت يا عثمان بيه أنا هدخل أجيب ملك و هاجي بسرعة 
أومأ عثمان بالموافقة بينما إندفعت سمر راكضة إلي الداخل
وصلت إلي شقة السيدة زينب و ضړبت الجرس بتواصل و إلحاح فتحت الأخيرة بعد لحظات و هي تحمل علي ذراعها ملك المسكينة 
كانت الصغيرة في حالة صعبة للغاية حيث كانت متهدلة و هامدة بصورة مخيفة و بدت و كأنها تنازع لتأخذ أنفاسها بخلاف حشرجة صدرها و عيناها الملبدتان بالدموع 
إيه إللي حصل تساءلت سمر بړعب و هي تمد ذراعيها لتأخذ أختها 
ناولتها زينب الطفلة ثم أجابت و صوتها لا يخلو من القلق و الخۏف 
يابنتي و الله كانت كويسة بعد مامشيتي حتي جاعت و أكلتها و كله حاجة كانت ماشية تمام بس فجأة لاقيت وشها أصفر و شفايفها إزرقت و إبتدت تاخد نفسها بالعافية ساعتها لما غلبت قلت مابدهاش بقي و إتصلت بيكي طوالي 
سمر و هي تحتضن الطفلة بشدة 
طيب أنا هاخدها للدكتور دلوقتي لو فادي رجع قبل ما أجي إبقي قوليله يتصل بيا يا ماما زينب 
حاضر يابنتي علي مهلك و إنتي ماشية و لا إستني هلبس و أجي معاكي !
سمر و هي تهبط درجات السلم بخفة و حذر 
لأ خليكي يا ماما زينب إن شاء الله مش هنطول هنرجع علطول 
قبل دقيقتين 
أمام محل الجزارة المقابل لبيت سمر وقف شاب في مستهل عمره يباشر تقطيع شرائح اللحم الطازج فوق الأورمة قطعة خشب يتم وضع اللحوم فوقها من أجل تقطيعها 
شاهد سيارة سوداء إصدار أحدث طراز للعام تدخل ببطء و روية في الشارع الضيق نسبيا
و من خلال نظراته الفضولية المتفحصة لمح سمر تجلس في المقعد المجاور لمقعد السائق الذي بدا له رجلا ثريا من هيئته و ملابسه و أيضا من سيارته التي يقودها
تابع النظر إليهم حتي توقفت السيارة و نزلت منها سمر 
رآها تقول
لمرافقها شيئا وجيزا ثم تستدر و تتجه إلي داخل البيت مسرعة
لم ينصرف صاحب السيارة الثمينة و بقي منتظرا كما هو فشعر الشاب بالڠضب ينتابه و هو يحدج هذا النبيل بنظرات ڼارية حتما ستحرقه لو كانت فعلية
و فقط السؤال الذي أخذ يلح عليه أثناء هذه اللحظات هو من هذا يا تري و ما علاقته ب سمر 
عادت سمر و إستقلت السيارة ثانية و لكنها لم تكن بمفردها هذه المرة كانت شقيقتها الصغري معها 
شاهد الشاب سائق السيارة يبذل جهدا بالغا في إخراج سيارته من هذا الشارع و بعد عدة محاولات نجح أخيرا و إنطلق بها للطريق الرئيسي
بينما ذهب الشاب ليكلم والده داخل المحل 
شفت يابا ! قالها الشاب بحدة ممزوجة بالغيظ ليسأله والده الجالس يجري بعض الحسابات خلف مكتبه المبهرج 
في إيه يابني حصل إيه 
لسا شايف سمر راجعة مع واحد شكله إبن ذوات و في عربية أبهة خالص مش هاممها
حد يشوفها و مشيت معاه تاني هي و أختها الصغيرة 
الوالد بنبرته الطبيعية الغليظة 
راجعة مع واحد شكله إبن ذوات و في عربية أبهة لونها إسود العربية دي 
الشاب بتقطيبة مستغربة 
أيوه !
و إللي سايقها ده شكله نضيف كده و مستحمي 
أيوه يابا إنت تعرفه و لا إيه !
لأ ماعرفوش بس شفته من قيمة يومين كده كان بيوصل الصنيورة بتاعتك بنفس العربية بردو !
الشاب مضيقا عينيه پغضب 
يا تري مين ده تكونش رفضتني عشانه يابا 
وارد يابني بس و لا يهمك سيبك منها أصلا لا أنا و لا أمك كنا موافقين عليها ماكنتش هتشيلها لوحدها إخواتها الإتنين كانوا هيبقوا فوق البيعة 
الشاب پغضب أشد 
بس ماتجيش منها لسا ماتخلقتش إللي ترفض المعلم خميس 
يابني إحنا مش ناقصين عوأ ورانا شغل أد كده سيبك منها و أنا هجوزك ست ستها حسب و نسب و أحلي منها كمان 
إبتسم خميس بسخرية ثم إنصرف ليتابع عمله مجددا و هو لا ينوي خيرا أبدا 
في العيادة الخاصة حيث الطبيب الذي فحص ملك منذ أيام قليلة يعاود فحصها مرة أخري و لكن مع إختلاف الوضع هذه المرة
إذ أن ملك وحدها داخل غرفة الفحص بينما تقف سمر في الخارج مع عثمان الذي عمل علي تهدئتها منذ وصولهم 
إهدي شوية يا سمر ماتقلقيش هتبقي كويسة 
سمر و هي تتضرع بخشوع 
يااارب يا رب تبقي كويسة !
و صدح فجأة رنين هاتفهها لتخرجه من جيب سروالها الواسع و ترد دون الحاجة لرؤية إسم المتصل 
فادي ماتخافش يا حبيبي أيوه إحنا عند الدكتور طيب طيب خد العنوان !
و فيما راحت سمر تلقن أخيها عنوان العيادة ذهب فكر عثمان للبعيد و هو يرمقها بنظرات ذات مغزي
ثم أخذ يتساءل في نفسه 
مين فادي ده يمكن هو ده إللي مراد قال عليه كانت نازله فيه حب يعني هو خطيبها بس إزاي مافيش في إيديها دبلة ! و كمان دي بتقوله يا حبيبي الله علي براءتك يا سمر كنت بدأت أصدق !! 
و قطع تفكيره خروج الطبيب من غرفة الكشف 
هررلت سمر في إتجاهه هاتفة 
دكتور ! لو سمحت طمني أختي فيها إيه 
الطبيب و هو يزم شفتيه بأسف 
للآسف شكي كان في محله إلتهاب رئوي حاد و للآسف أكتر حالتها إتأخرت !
سمر و قد إرتعشت ساقيها من الصدمة و إلتوتا من تحتها ليمد عثمان يديه نحوها و يسندها بسرعة قبل أن تقع 
بينما
سارع الطبيب بالقول 
إهدي إهدي ماتقلقيش في علاج إن شاء الله هي عمرها لسا 10 شهور يعني سهل تدخل حضانة هنعملها جلسات أكسچين من إنهاردة و مش هتخرج من هنا قبل إسبوع أو إسبوعين حسب إستجابتها للعلاج 
سمر بوهن 
إعمل أي حاجة يا دكتور إعمل أي حاجة بس ملك تبقي كويسة !
الطبيب بأدب 
تمام يا أنسة أنا هخلي المساعدين هنا يجهزوا كل حاجة و هننلقها للحضانة علطول بس معلش يعني هتحطي خمستلاف جنية برا تحت الحساب 
جحظت عيناها و هي تتمتم بذهول 
خمستلاف جنية تحت الحساب طيب هما من أصل كام 
من أصل عشرتلاف حضرتك اليوم في الحضانة بالمبلغ ده طبعا بالآدوية و العقاقير و خلافه 
بهتت سمر و عجزت عن الكلام ليأتيها صوت عثمان قائلا بهدوء 
ماتقلقيش ماتشيليش هم حاجة يا سمر أنا هدفع الحساب كله !
إلتفتت سمر إليه في هذه اللحظة لتكتشف أنه لا زال يسندها
ما كادت تبتعد عنه و تستقيم في وقفتها إلا و سمعت صوت أخيها الغاضب آتيا من الخلف ينادي بإسمها 
سمر !
يتبع
إتسعت بسمتها أكثر و ألقت برأسها خجلة علي كتفه ليلف ذراعه حول خصرها و يكملا معا طريقهما إلي الداخل ...
يانهار أزرق ! .. قالها مراد بصيحة ذاهلة و تابع
عملت كده قبل فرحكوا بإسبوع جالها قلب تعملها إزاي بنت ال دي ! .. ثم تساءل بإهتمام
طيب و إنت عرفت إزاي الحوار ده
عثمان و هو يشعل سيكارة بحاجبين معكوفين
أبدا .. في الفترة الأخيرة لاقيت أحوالها معايا مش متظبطة . مابتقابلنيش كتير . مابتتصلش بيا و الكبيرة بقي !
مراد بإصغاء
إيه
عثمان و هو ينفث الدخان من فمه بترو ثم قال
كنا بنتعشا مع بعض برا .. و إحنا بنتكلم . فجأة إتلغبطت و قالت إسمه بدل إسمي.
مراد بتركيز
ها و بعدين !
و لا حاجة بقي .. عملت فيها عبيط و فوتها . بس تاني يوم كنت مكلف واحد يراقبهالي 24 ساعة . هما يومين . و كان جايبلي الڤيديو الجميل بتاعها .. قال جملته الأخيرة بتهكم مرير و أكمل
ماخلتهاش تحس بأي حاجة .. بالعكس . إتصرفت عااادي جدا . و زودت إهتمامي بيها كمان . مثلت كويس يعني .. لحد ليلة الفرح.
أه .. أكيد إدتها العلقة التمام.
عثمان بسخرية مرحة
إنت تعرف عني كده يابني أنا مابحبش العڼف . كل حاجة بتيجي معايا بالحب.
ضحك مراد من قلبه ثم قال
ماشي يا حكيم عصرك .. طب عملت إيه قولي
عثمان و هو يتأمل وهج السيكارة بين إصبعيه
ماعملتش حاجة .. مضيتها بس علي تنازل.
تنازل عن إيه !
عن حقوقها و عن حصتها في الشركة دي ما أنت عارف . أبوها ډخلها شريكة معايا .. بس أهو . أديها ماطلتش قشاية . و أنا خرجت منها كسبان و عوضت فلوس الفرح إللي عملتهولها.
مراد بإعجاب
معلم يا صاحبي .. معلم و منك نتعلم . شيطان بجد !
عثمان بضحك
جري إيه ياعم ! كلكوا ماعندكوش إلا الكلمة دي حتي صالح ماسكلي فيها.
آاااه صاالح ! كنت هتنسيني تاني .. هو عامل إيه دلوقتي أنا قريت الخبر من يومين !
عثمان بجدية
أهو كويس الحمدلله . إتصلت بأبويا من شوية و قالي إنه فاق إنهاردة الصبح .. إن شاء الله هخلص شغل و هروح المستشفي أشوفه.
طيب هروح معاك بقي . لازم أزوره و أطمن عليه.
أووك .. شوية كده و هنقوم نروحله سوا .. ثم سأله
إنت لسا جاي إنهاردة صح
أنا جاي من عالمطار عليك علطول.
طيب أكيد جعان بقي و أنا كمان مافطرطش أصلا .. دلوقتي معاد ال يجي و هخلي سمر تطلبنا غدا.
مراد بإستفسار
و هو يشير بإصبعه نحو الباب
سمر دي السكرتيرة إللي قاعدة برا !
عثمان عابسا بإستغراب
آه .. بتسأل ليه !
أصلي بصراحة أول ما شوفتها إتصدمت !
إتصدمت .. ليه !
مش تيبك يعني . جايبلي بنت محجبة و لبسها واسع و مقعدها برا . حسيت إني داخل محل عبايات في التوحيد و النور .. و ضحك إثر جملته الأخيرة
بينما رد عثمان في لامبالاه
هنا مكان شغل يا مراد .. مش هاجيب نسوان حلوة ليه أنا جاي أشتغل مش جاي أعمل حاجة تانية.
مراد بجدية
لأ يا عثمان بصراحة البت حلوة أوووي و كده . أومال أنا ليه قلت مش تيبك إنت متعود عالبجحين . إنما دي شكلها غير . رغم إنها كانت نازلة حب في التليفون برا مع واحد بس شكلها بردو آا ..
نازلة حب مع واحد ! .. قاطعه عثمان بتساؤل ليرد
أه . و أنا داخل عليها سمعتها بتكلم واحد و نازلة فيه حب . شكله خطيبها !
عثمان بوجوم
لأ . مش مخطوبة.
و إنت إيش عرفك
عثمان . بعد صمت قصير
مافيش دبلة في إيديها .. ثم تنفس بعمق و قال مغيرا مجري الحديث
المهم .. ماقولتليش أمك و أبوك عاملين إيه
مراد و هو يهز كتفاه بخفة
كويسين .. مارضيوش يجوا معايا قالوا قاعدين هناك !
إنتهي الدوام أخيرا .. و عادت سمر إلي بيتها
لم يكن يومها شاق ربما لأنه أول يوم ..
دخلت سمر إلي البيت و بدأت في صعود الدرج لتسمع صوت جلبة آتية من الطابق الثاني حيث يقطن العم صابر و زوجته السيدة زينب ..
صعدت سمر الدرجات المتبقية بسرعة حتي وصلت إلي الطابق المنشود
توجهت صوب هذه الشقة المفتوحة لتري أخيها واقفا هناك في الداخل
عرفته من ظهره و .. من صوته العال ..
لو سمحتي يا حجة زينب دي حاجة تخصني أنا أنا مش موافق . أنا حر .. قالها فادي بهتاف حاد و قد كان يحمل ملك علي ذراعه ..
إقتربت سمر في اللحظة التالية و تساءلت بقلق
في إيه يا جماعة في إيه يا فادي بتزعق كده ليه


12
مليونير مغرور !
إنتفضت سمر تلقائيا إثر سماع صوت أخيها .. فتخلصت بسرعة من أيدي عثمان اللتان تسندانها و إعتدلت في وقفتها ثم إلتفتت لتواجه فادي ..
كان وجهه قاتم الحمرة و قد أظلمت عيناه السودوان أكثر من شدة الڠضب رأته يقترب منهما بخمسة خطوات واسعة ثم يقف في مقابلتها هي مباشرة ..
إيه إللي بيحصل هنا .. قالها فادي بتساؤل حاد و أكمل بعصبية
إيه إللي أنا شفته بعنيا ده
سمر بإرتباك شديد
ف فادي ! مافيش حاجة يا حبيبي . إحنا كنا بنكلم الدكتور بس .. و أشارت إلي الطبيب الذي يقف ورائها و لكنها إكتشفت أنه ذهب !
ربما لم تفطن لذلك أثناء صډمتها بالمبلغ الذي يتحتم عليها دفعه من أجل رسوم علاج أختها ..
إنتبهت مرة أخري علي صوت أخيها و هو يسألها بحدة
مين ده !
نطق و هو يغرز نظراته المشټعلة بعثمان ..
فأجابت سمر بشيء من الإضطراب و هي توزع نظراتها بينهما
ده عثمان بيه يا فادي . مديري في الشغل ! .. ثم توجهت إلي عثمان مكملة التعارف
عثمان بيه . ده فادي أخويا !
عثمان في نفسه ده طلع أخووها ! .. لكنه لم يظهر أمامهما هذه الدهشة التي أحدثها تصريح سمر
بل قال بإبتسامة رزينة
أهلا و سهلا . إتشرفت بيك !
و مد يده للمصافحة إلا أن فادي رفضها و قال بتهكم واضح
أهلا . بس هو حضرتك بتعمل إيه هنا يعني مش فاهم !!
فاادي ! .. تمتمت سمر و هي تزجره پغضب ثم قالت بإبتسامة لتغطي علي وقاحة أخيها
عثمان بيه كتر خيره ماسبنيش و لا ساب ملك . أصر يجي معايا و هو إللي جابنا لحد هنا . تصور كمان إنه إتكفل بمصاريف علاج ملك طول ما هي هنا الدكتور قال إحتمال يقعدها إسبوع أو إسبوعين في الحضانة و اليوم الواحد بس بعشرتلاف جنيه !
فادي و هو يرفع حاجبيه بسخرية
و الله ! لا فعلا كتر خيره . بتقولي بقي اليوم بعشرتلاف و إحتمال تقعد إسبوع أو إسبوعين صح يعني فرضا لو قعدت إسبوع الباشا هيدفع سبعين ألف و لو قعدت إسبوعين هيدفع مية و أربعين ألف ! .. يااااه . بجد ده لطف و كرم كبير أوووي من حضرتك .. ثم سأله بحدة
لكن بمناسبة إيه هتعمل معانا كل ده أنا كان نفسي أشوفك من أول مرة سمعت عنك فيها عشان أسألك السؤال ده بس . بمناسبة إيه بتعمل معانا كل ده إيه إللي هيعود عليك من ورا ده كله
كادت سمر تتحدث ثانية لتوقفه عن معاداة الرجل الذي بيده مصير أختها لكن عثمان سبقها و أجاب بهدوء مع إبتسامة واثقة
أولا أنا دلوقتي بساعد ملك لوحدها . و أكيد أي حد مكاني مش هيشوف طفلة صغيرة بين الحيا و المۏت و مايساعدهاش . ثانيا أنا مش مستني حاجة من ورا إللي بعمله . أنا طبيعي بحب أساعد الناس بدون مقابل.
فادي متسائلا برعونة
بتحب تساعد الناس بالآلافات !
عثمان بغرور ممزوج بالتعال
الفلوس ماتهمنيش . عندي منها كتير أوي.
فادي بعدائية شديدة
أومال إيه إللي يهم سيادتك
و هنا تدخلت سمر بصرامة حادة
خلاااص يا فآاادي ! إنت بتحقق معاه بدل ما تشكره . هو مش مجبر يساعدنا و لا يهدر فلوسه علينا علي فكرة .. ثم خاطبت عثمان بتهذيب
أنا آسفة حضرتك بالنيابة عن أخويا . هو مايقصدش و الله . كل الحكاية إنه مستغرب بس من كرمك الزايد . و بصراحة هي حاجة غريبة فعلا
إنك تدفع كل المبلغ ده عشان أختي !
إبتسم عثمان و هو يرد بإسلوبه الفاتر علي الدوام
قولتلك قبل كده يا سمر إني إعتبرت ملك زي بنتي . أنا حاببها و حابب أساعدها . أما بالنسبة لمسألة الفلوس فالمبلغ ده بسيط جدااا بالنسبة لي . مش هيأثر معايا أبدا إطمني.
سمر بإبتسامة خفيفة
ربنا يزيد حضرتك . و بجد أنا مش عارفة أشكرك إزاي و لا أوفي جمايلك إزاي !!
عيب يا سمر . هتزعليني لو قولتي كده تاني !
لأ خلاص . أنا مقدرش أزعل حضرتك طبعا.
أنا ماعملتش حاجة . ده شيء طبيعي جدا أي حد مكاني كان لازم يتصرف كده.
سمر بإمتنان صادق
بردو شكرا يا عثمان .. شكرا علي وقفتك جمبي أنا و أختي . شكرا علي معاملتك الطيبة و أخلاقك العليا معايا.
أومأ عثمان بإبتسامة رقيقة و هو يضحك و يسخر منها في قرارة نفسه أخلاقي العليا ! فريال هانم كانت هتفرح أوي بالكلمة دي ..
العفو يا سمر . ده واجبي .. قالها عثمان و هو يشمل فادي بنظرة خاطفة
كان الأخير يرمقه بنظرات عڼيفة و لكنه آثر الصمت لإدراكه أن شقيقته محقة إنهم بحاجة إليه بالفعل أو بالأحري بحاجة إلي أمواله
لذا أطبق فادي فمه و لم يعد يفه بكلمة أخري من شأنها أن تسيئ إليه فقط ظل يحدجه بتجهم ممزوج بالحدة
بينما يتظاهر عثمان بعدم ملاحظته و هو يتصرف بغرور متعمد ناجم عن نشآته الثرية المتغطرسة ...
في قصر آل بحيري ... تلج صفية إلي غرفتها و هي في حالة صعبة للغاية
منذ أن تركته و غادرت المشفي كلها لم تستطع منع دموعها من الهطول حاولت ضبط نفسها لكنها فشلت لدرجة أنها أخذت سيارة آجرة لتصل إلي هنا و تركت سيارتها مصفوفة هناك بالكراچ
خشت أن تقود و هي بهذه الحالة فيقع لها حاډث كما صار معه ..
ألقت بثقلها فوق سريرها الكبير و قد أخذ منها التعب خلال الساعة الماضية كل مأخذ
جلست صامتة و المرارة ترشح من تقاسيم وجهها المتقلصة واصلت البكاء دون توقف
لينفتح باب الغرفة فجأة و تدخل فريال دون إستئذان ..
لم تحاول صفية إخفاء محنتها عن أمها بل أنها مدت إحدي يديها بإتجاهها تمط أصابعها و كأنها تتمني لو أنها طويلة بما يكفي لتجتاز المسافة بينهما فكم هي بأمس الحاجة لحضنها الآن و بصورة شديدة اليأس ..
رمقتها فريال پصدمة و هرولت نحوها بسرعة أمسكت بكتفيها و ضمتها إلي صدرها هاتفة
صافي ! مالك يا حبيبتي في إيه أنا شفتك و إنتي راجعة بتاكسي و كنتي بټعيطي و إنتي داخلة البيت . إيه إللي حصل يا صافي
صالح يا مامي ! .. نطقت صفية بصعوبة و هي تشعر بالغصة تكاد ټخنقها
لتستوضحها فريال بتوجس
ماله صالح
صفية بنشيج متقطع
ق ق ل ع د دبل ته . فس خ خ خ طو بت نا !
فسخ خطوبتكوا ! .. تمتمت فريال بذهول ثم سألتها بحدة
و عمل كده ليه
صفية و هي تعتصر عيناها من الدموع بشدة
الدكتور صارحه بكل حاجة إنهاردة . شرحله حالته . أول ما عرف إتحول .. مابقاش صالح إللي أنا أعرفه . قال كلام كتير . و شكك في عثمان إنه كان علي علم بإللي هيحصله . و لما إتضايقت و شديت معاه شوية لاقيته بيقلع الدبلة و .. و بيقولي مش عايزك !
و راحت تجهش بالبكاء أكثر علي صدر أمها بينما إنزعجت فريال لاسيما من الجزئية التي تخص إبنها ..
لكنها تمالكت ڠضبها
سريعا و
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 56 صفحات