حكايه مريم
مابتآثرش بالكلام ده.
سمر بعصبية
و أنا ماطلبتش منك تتآثر.
طيب إهدي شوية و إسمعيني . خليني أحطهالك علي شكل صفقة . طبعا مافيش شك إنها صفقة كبيرة و إنتي عارفة كده كويس .. و عارفة كمان إنك أكتر طرف هيستفاد منها . بصرف النظر عن إني ممكن أرتبط بمليون واحدة زيك . بس أنا عايزك إنتي حتي لو إنتي مش حاسة بأي إنجذاب ناحيتي . شوفي الوضع زي ما أنا شايفه .. علي طريقة البزنس مثلا .. إنتي محتاجة فلوس أيا كان السبب بقي . و المبلغ إللي إنتي محتاجاه مش قليل . و أنا محتاج العلاقة دي في حياتي . أنا لسا خارج من علاقة فاشلة و عايز حد يساعدني أتخطا خيبة الأمل دي . مالاقتش غيرك قدامي .. إنتي أنسب واحدة يا سمر.
إنت بتحاول تقنعني بإيه المسألة واضحة جدا .. إنت عايزني عشيقة . عايز تتمتع في الحړام و هي فترة و هترميني في الژبالة زيي زي أي واحدة رخيصة من إللي بيقفوا في الشوارع أخر الليل . أنصحك تروح تدور علي واحدة من دول . علي الأقل دول فنانين في مجالاتهم و هيعرفوا يتعاملوا معاك كويس و ينسوك خيبة أملك . أنا مش هنفع للمهمة دي يا عثمان بيه !
أنا عايزك إنتي يا سمر . إنتي مش حد غيرك .. و صدقيني لو وافقتي حياتك هتتغير و للأحسن . أي حاجة كنتي بتحلمي بيها أنا هحققهالك . و أختك . مصاريف علاجها و كل إحتياجاتها عليا . حتي لو في يوم سيبنا بعض زي ما بتقولي أنا هضمنلكوا مستقبل كويس و مش هتضطري تشتغلي تاني أبدا .
جلست سمر صامتة و هي تنصت بإنتباه مرعب و مركز إلي كلماته و لم تلاحظه و يقف من مكانه فجأة ..
إذ كانت كالمنومة مغناطيسيا ليس بفعل صوته بل بفعل الرؤى التي أثارتها كلماته التي وصفت حياتها كما ستكون عليه لو قبلت عرضه و علي غير هدي راح شيطانها يعيد لها حديثه المغر بإلحاح شديد ..
بينما شدها عثمان لتقف علي قدميها و هو يتابع
عمرك ما هتندمي . صدقيني !
لم تقاوم ... كان فعل صوته عليها كالسحر و إنشغل ذهنها بهذا المستقبل الرائع المريح
ليطغي اليأس عليها و تفكر .. لو تكلمت فستقول نعم أقبل عرضك و لكن ثمة شئ داخلها يرفض هذا الضعف و يمنعها بقوة
عندما طوقها بذراعيه كان كما لو أنه يحميها و يوفر لها ملجأ و ينتشلها من حافة فقر قاټل و يرسلها إلي عالم الأشياء المرغوبة المحببة
و علي مدي دقيقة وقف الثري الخبيث و العذراء الضعيفة وجها لوجه و تلاقت عيونهما و تلامس جسديهما ..
فأفسد التعويذة و الرؤي التي أبقتها عاجزة عن مقاوته رؤى الفقر المدقع و الفرار منه تلاشت فجأة و صدمها ما كان يحدث لها ..
فأخذت تتلوي لتتحرر منه لكنه كالمرة السابقة لم يحاول إجبارها
أفلتها بسهولة لتسقط علي مقعدها شاحبة و مرتجفة
نظرت إليه بعينين مزجتا بين الخۏف و المقت بينما وقف ينظر إليها و علي شفتيه إبتسامة نصر هادئة ..
مستحيل .. تمتمت سمر بأنفاس مخطۏفة
مش هابعيلك نفسي أبدا . حتي لو المقابل كنوز الدنيا كلها !
تجاهل عثمان أقوالها و قال و هو ينظر بساعة يده
أنا إتأخرت أوي علي الشغل . الساعة بقت 9 و إنتي عارفة إني ببقي هناك من 8 أو قبل 8 كمان .. و أضاف بإثارة
هستناكي بكره . ماتتأخريش.
صړخت بوجهه
مش هاجي.
أومأ و هو يقول بثقة شديدة
هتيجي يا سمر . بكره هتجيلي برجليكي و إنتي موافقة علي إتفاقنا و بدون أي ضغط مني .. ثم أكمل بإبتسامة خبيثة
أصل أنا مش بحب الڠصب خاالص . بالعكس . ده أنا حنين أوي .. و رقيق أووي !
نظرت له بعدائية و حقد شديدين بينما رماها بإبتسامة أخيرة ثم إلتفت و غادر أخيرا
لكنه ترك عبير عطره الرجولي الخشن يعبق الجو من حولها ظل ينفذ بقوة داخل أنفها و رئتيها حتي كاد ېخنقها
فقفزت من موضعها و ركضت نحو الشباك فتحته لتستنشق الهواء النظيف و لتراه يستقل سيارته ثم ينطلق بها شيئا فشئ حتي أختفي عن ناظريها تماما ...
يتبع ...
18
شيطان !
كانت تعد له حقيبة السفر و قلبها يتعذب ... لا تريده أن يذهب و يتركها خاصة أنه سيغيب لمدة شهر
كيف ستتحمل كل هذه المدة بدونه .. بالطبع لن تتحمل !
و لكن علي حد قوله هذه الرحلة مهمة جدا بالنسبة لأعماله و يجب أن يذهب للآسف ليس أمامه خيارا أخر ...
فريال ! إنتي لسا بټعيطي بردو .. قالها يحيى عابسا بضيق لترد فريال التي إنتهت من إعداد الحقيبة و شرعت في إقفالها
لأ يا يحيى .. مش بعيط !
نطقت بصوت متحشرج ثم أسرعت بمسح دموعها قبل أن يراها و أردفت
خلاص شنطتك بقت جاهزة.
تنهد يحيى بسأم ثم ترك أغراضه من يده و مشي ناحيتها ..
أمسك بكتفيها و حملق فيها بحب و هو يقول
حبيبتي . أنا مش سايبك بمزاجي . إنتي عارفة كويس إني مابقدرش أستغني عنك و باخدك معايا في كل في سفرية .. بس المرة دي مش هقدر أخدك معايا . البلد إللي أنا رايحها برد أوي عليكي و أنا عارف إنك مش هتقدري تتحملي البرودة إللي هناك و لو خدتك هتتعبي أوي !
فريال و هي تنظر إلي عيناه بحزن
خلاص يا حبيبي . روح إنت و أنا هستناك .. بس خلي بالك من نفسك.
يحيى بإبتسامة عشق
حاضر . و أوعدك هحاول أخلص شغلي هناك قبل شهر عشان أرجعلك بسرعة.
يا ريت تعمل كده.
نظر لها يحيى بهيام ملتهب ثم ضمھا بقوة و هو يتمتم و قد غمر شعرها الحريري وجهه
فريال هانم .. يا بنت سليمان باشا المهدي . يا حبيبتي و مراتي و أم ولادي .. بحبك . و هتوحشيني أوووي.
إبتسمت فريال بشدة حتي تحولت بسمتها إلي ضحكة جميلة و هي ترد عليه
و أنا كمان بعشقك . يا دونچوان جليم و إسكندرية كلها.
ضحك يحيى هو الأخر ثم عاود النظر إليها و قال
إنتي لسا فاكرة ياااه ده كان زمان يا حبيبتي.
فريال برقة و هي تضبط له ربط عنقه
و لحد دلوقتي يا حبيبي و الله . كل الستات بيحسدوني عليك لحد إنهاردة . و كلهم بيتمنوا يشوفوك بس.
يحيى و هو يقرص ذقنها بلطف
بس أنا بقي مش شايف وسطهم حد غيرك . إنتي لوحدك