حكايه مريم
تأكدت أنه ذهب إلي غرفته إنسلت بحذر من مكانها ثم مشت علي أطراف أصابعها متوجهة إلي غرفة عثمان ..
كاد يضع أول لقمة بفمه حين سمع طرق خاڤت علي باب غرفته ..
عثمان و قد تحول ضيقه إلي حنق شديد
و بعدين بقي في الليلة إللي مش فايتة دي مش مكتوبلي أتعشا يعني !!
و قام پغضب ثم ذهب ليفتح الباب ..
هالة ! .. هتف بدهشة و تساءل
هالة بتوتر و نبرة خفيضة
ممكن أدخل !
أجفل عثمان بإستغراب لكنه قال
إتفضلي !
و أفسح لها مجالا للدخول ثم أغلق الباب من خلفها ..
خير يا هالة كنتي عايزة حاجة
أخذت هالة نفسا عميق ثم إلتفتت له و رفعت عيناها ببطء حتي إلتقت بعينيه ..
أنا بحبك ! .. رغما عنها خرجت منها هذه الكلمة بصدق و تلقائية شديدة
حمحم عثمان ثم قال بثبات ممزوج باللطف
حبيبتي و أنا كمان بحبك . إنتي عارفة كده كويس.
هالة و قد إلتمعت عيناها بحب
بجد بجد يا عثمان بتحبني
عثمان
بإبتسامة خفيفة
أيوه طبعا . إنتي بنت عمي و بعدين زيك زي صافي بالظبط.
عثمان بشئ من الإرتباك
أه يا حبيبتي . إنتي أصغر بنوتة في العيلة و أنا من زمان بعتبرك أختي الصغيرة . إنتي غالية عليا أووي يا هالة !
هالة بدموع
عثمان بقولك أنا بحبك . بحبك مش حب الاخوات لبعضهم . بحبك .. إنت حبيبي . عايزاك حبيبي مش أخوي آا..
هالة من فضلك .. قاطعها عثمان بحزم و أردف بجدية
هالة بإندفاع
مين قالك كده !
إنتي عارفة أنا أكبر منك بأد إيه إنتي 19 سنة و أنا 30 .. الفرق بينا مش قليل . إنتي أختي الصغيرة زي ما قولتلك و بجد تستاهلي واحد أحسن مني.
هالة بآسي
بس أنا مش عايزة غيرك.
و سالت الدموع من عينيها بغزارة
إقترب منها و أمسك بكتفيها قائلا بهدوء
يا حبيبتي . Please ماتعيطيش . أنا ماحبش أزعلك طبعا بس الوضع فعلا صعب .. هالة صدقيني أنا مانفعكي ...
قاطعته بقبلة مفاجئة علي شفتاه ..
أبعدها عثمان و هو يقول پصدمة
إيه إللي عملتيه ده إنتي إتجننتي !
هالة پبكاء حار
رمقها عثمان بتأثر ممزوج بالحيرة و قال
هالة لو سمحتي ماتصعبيش الوضع أكتر . مش هينف ..
قاطعته بقبلة أخري ..
بدأ يضعف أمامها و يتجاوب معها فهي هالة أولا و أخيرا الفتاة الجميلة الرقيقة و التي تملك سحرا خاص بها وحدها
لكنه بعد لحظات أبعدها عنه پعنف و قال بحدة
ماينفعش . ماينفعش إللي بتعمليه ده . إنتي بنت عمي ماقدرش أعمل معاكي كده !
هالة و هي تزيد في البكاء
أنا عايزاك . مش هقدر أعيش منغيرك أنا سيبت هنا و سافرت مع بابي لما خطبت چيچي . ماكنتش قادرة أتقبل فكرة إنك تبقي لغيري . بس لو سيبتك المرة دي ھموت . هموووت بجد يا عثمان .. إنت مش حاسس بيا ليه لو طلبت تتجوزني بابي مش هيقول حاجة صدقني هيوافق علطول . و أنا مش فارقة معايا حكاية السن دي . أنا هفضل طول عمري أحبك بنفس الدرجة و أكتر.
أعطاها عثمان ظهره و قال بصرامة شديدة
إطلعي برا يا هالة . من فضلك إطلعي برا و مش عايز أشوفك هنا تاني.
نظرت له پقهر و عيناها لا تكفان عن ذرف الدموع ثم توجهت نحو الباب و خرجت بسرعة من غرفته و هي لا ترى أمامها ..
بينما نظر عثمان إلي عشاؤه الذي بهت من الإنتظار ثم قال بحنق شديد
كأنهم حالفين إني ماتعشاش الليلة دي .. طب و ربنا ما أنا واكل !
و ذهب إلي فراشه لينام و يضع حدا لتلك الليلة العجيبة ...
في غرفة فريال ... تتحدث مع زوجها في الهاتف منذ وقت طويل لا تريد أن تغلق معه أبدا و كلما ينتهي حديث تفتح أخر
مما أثار إستغراب يحيى و قلقه في نفس الوقت ..
فريال ! في حاجة يا حبيبتي في مشكلة عندك .. قالها يحيى بتساؤل مرتاب لترد فريال بنبرة شبه ثابتة
مافيش حاجة يا يحيى . إنت بس وحشتني أووي.
يحيى بحب
و إنتي كمان وحشتيني جدا جدا جدا .. ثم
قال بقلق
بس مش عارف حاسك مضايقة ليه لو حصل حاجة قوليلي !
تنهدت فريال بحرارة و حارت ماذا تقول له !!
هل تقول له عما فعله أخيه هل تقول له أن حاول إنتهاك حرمة منزله هل تقول له أنه حاول خيانته أثناء غيبته
26
_ ڠضب ! _
يمر إسبوع ... لم يطرأ فيه أي تغيير يذكر لدي أي فرد
حتي جاء يوم العلاج الأول ..
كانت لديه قوة كافية تجعله قادرا علي الإستلقاء هناك من غير حراك قادرا علي أن يستلقي حتي يتحمل هذا العڈاب كله .. لحظة واحدة و جاء التغير الوحيد فجأة
بشكل غير معقول .. تضاعف الآلم
شبت الڼار فجأة في النصف الأسفل من جسده النصف الذي كان مېتا منذ الحاډث
أحس عظاما مکسورة تتخبط تحت أصابع اللهب الكاوية و التي ما كانت سوي يدي طبيب العلاج الطبيعي المتمرس و الماهر في تخصصه ..
آااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه . آااااااااااااااااااااااااه .. هكذا كان صړاخ صالح يدوي عاليا ليتردد صداه عبر أركان المشفي بأكملها من أعلاها إلي أسفلها
بينما تأذت مشاعر صفية كثيرا لرؤيته يعاني بهذا القدر فإقتربت من السرير الذي كان يستلقي فوقه علي وجهه و تحدثت إلي الطبيب ..
صفية بنبرة مهزوزة
يا دكتور ! .. من فضلك بالراحة عليه . هو إيه إللي بيجراله بالظبط
الطبيب و هو يستمر في عمله غير عابئ بصړاخ صالح المتواصل
في أجزاء لسا حيوية في جسمه عشان كده پيتألم لحد ما المنطقة دي تتعالج صح و الكسور تلحم إن شاء الله الآلم ده هيقل تدريجيا.
صآااااااااااافي ! .. إنتفضت صفية حين نادي عليها و ردت بسرعة
نعم . نعم يا حبيبي
صالح بأنين حاد
إممممم خلي الزفت ده يبعد عني . مش قآاااادر كفآاااية كدآااااااااا.
صفية بدموع و هي تمسد علي شعره بحنان
معلش يا حبيبي . معلش إستحمل شوية كمان عشان خاطري.
ثم نظرت إلي الطبيب بإستعطاف ليخفف الآلم عن صالح قليلا
و لكن الحريق المستعر راح يمضي بلا نهاية بفضل إصرار الطبيب علي إتمام الجلسة كاملة مكتملة رغم أنف مريضه العدواني ..
في منزل سمر ... تعيش الأسرة الصغيرة حالة فرح و بهجة شديدة
فاليوم أخيرا عادت الصغيرة ملك معافاة و صحيحة تماما ..
فادي ! إوعي هاتها . قولتلك 100 مرة ماتبوسهاش من بؤها .. قالتها سمر موبخة أخيها و هي تحاول إنتزاع ملك من بين ذراعيه
بينما ضحك فادي و هو يتمسك بالطفلة أكتر ثم قال
في إيه يا سمر دي أختي الصغيرة و غايبة عني بقالها كتير . وحشتني !
سمر پغضب
وحشتك ماشي بس ماتبوسهاش ماتبوسهاش أصلا. الدكتور منبه علي كده إحنا مش ناقصين تتعب تاني.
فادي بضيق
هو أنا مرض يعني يا سمر
تنهدت سمر و قالت بلطف
لأ يا حبيبي مش مرض . بس هي عندها المناعة ضعيفة و بتتأثر بأي حاجة ما إنت عارف.
ماشي ياستي . مش هبوسها تاني مش هبوسها خالص عشان خاطرك . حلو كده
سمر بإبتسامة
حلو . إيوه إنت كده شطوور .. هاتها بقي !
أمرك يا حبيبتي . إتفضليها أهيه .. و قبل أن يضع الصغيرة بين ذراعيها سرق من وجنتها المكتنزة قبلة عميقة ليغيظ شقيقته الكبري
و بالفعل إستشاطت سمر ڠضبا و هي تضربه علي كتفه بقوة
قولتلك ماتبوسهاش . ماتبوسهآااش مابتفهمش !!
قهقه فادي بمرح و هو يقول
أنا هنزل أجيبلها الدوا و اللبن بتاعها و بالمرة هشتري قالب كيك عشان نحتفل باليوم
السعيد ده.
و ذهب فادي ..
لتنفرد سمر بشقيقتها أخيرا
لم تستطع رفع عيناها عنها .. فقد إفتقدتها كثيرا و قد كانت رائعة في أحسن صحة
كان جلدها الأبيض الرقيق يتوهج كأن فيه نورا و كان لون خديها ورديا علي خلفية ذلك النور
كان طول جسدها قد زاد قليلا و صارت أنحف بقليل أما خصلات شعرها فصارت أطول بميليمترات قليلة ..
لم تصدق سمر حتي الآن أنها شفيت و عادت إليها لقد كانت قاب قوسين أو أدني من المۏت و لكن من يراها الآن لا يصدق ما كانت عليه قبل ثلاث أسابيع
كان التحسن واضح جدا ..
و لكن .. هذا كله بفضل من
أنا آسفة يا حبيبتي .. تمتمت سمر بحزن شديد و هي تضم أختها برفق و أكملت
ماكنش نفسي أعالجك بفلوسه . ماكنتش أتمني و لا حاجة من دي تحصل .. الظروف كلها كانت ضدي و الأبواب إتقفلت في وشي قبل حتي ما أدق عليها . بس أنا عملت كل ده عشانك . إنتي أغلي مني بالنسبة لي . إنتي بنتي مش أختي !
في قصر آلبحيري ... لم يري رفعت إبنته منذ عدة أيام و كلما سأل عنها يقولون بغرفتها حتي لم تعد تشاركهم وجبات الطعام
يقرر رفعت التحقق من الأمر بنفسه فيصعد إلي غرفتها لكنه يقابل زوجة أخيه في منتصف الدرج ..
فريال إستني لو سمحتي ! .. قالها يحيى بسرعة حين إستدارت فريال لتهرب لما رأته
توقفت فريال بمكانها بينما إقترب منها و هو يقول بهدوء
إنتي بتتهربي مني ليه يا فريال بقالك إسبوع علي كده و حابسة نفسك في أوض آا ..
رفعت ! .. صاحت فريال بحدة و تابعت
من فضلك تخلي بالك من كلامك . أنا مش بتهرب منك هتهرب منك ليه هو حصل حاجة بينا لا سمح الله !
رفعت بخجل
أنا مش عارف أنا قلتلك الكلام ده إزاي ! بجد مش عارف . أنا آسف يا فريال.
إلتفتت له و قالت بجدية ممزوجة بالصرامة
أنا مش زعلانة منك يا رفعت . أنا عارفة طبعا إنك ماكنتش قاصد تقول كده و إلا ماكنتش سكت و كان زمان يحيى عنده خبر !
حمحم رفعت بتوتر لتكمل فريال بنفس الإسلوب
إنت أخو جوزي . يعني في مقام أخويا . و يحيى بيثق فيك ثقة مالهاش حدود عشان كده سايبلك كل حاجة و مسافر و هو مطمن .. بيته . شغله . ولاده . مراته !
و شددت علي الكلمة الأخيرة ..
طبعا . طبعا يا فريال .. تمتم رفعت بإرتباك و أردف
أنا هنا مكان أخويا فعلا . و كل إللي يخصه في رقبتي لحد ما يرجع بالسلامة