الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حكايه مريم

انت في الصفحة 34 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


تعبير 
أيوه يا فادي هغسل وشي و هحضرلكوا الفطار و بعدين هبدأ في الغدا 
فادي بإمتنان 
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي معلش لو هتعبك إنهاردة و أسف إني عطلتك عن شغلك 
سمر بإبتسامة باهتة 
و لا يهمك يا حبيبي و أكملت بتساؤل 
بس هو الدكتور بتاعك ده جاي الساعة كام 
جاي علي الساعة 4 كده 

أومأت سمر قائلة 
طيب يدوب بقي شوية و الفطار يبقي جاهز !
تمر ساعات النهار بسرعة بالنسبة لسمر فقد قامت بإنجاز كبير حيث أعدت طعام الغداء الفاخر كله
طبخت أصناف عديدة و شهية في زمن قياسي ثم تنفست الصعداء أخيرا و ولجت إلي المرحاض 
أخذت حماما سريعا ثم ذهبت إلي غرفتها
إرتدت ملابس نظيفة و أنيقة تلائم إستقبال الضيف و من جديد نظرت إلي ساعة هاتفهها أصبحت الرابعة إلا الثلث عصرا
و لكن غريب إنه لم يتصل و لا مرة حتي الآن !!
سمر ! يلا تعالي دكتور أدهم قدامه عشر دقايق و يوصل 
و بعد عدة دقائق كانت سمر تقف بجانب أخيها عندما دق جرس الباب
يفتح فادي ليظهر الضيف المنتظر 
كان رجلا في أوائل الثلاثينيات ذا وجه وسيم و إطلالة جذابة بدت عليه إمارات سعة العيش و الترف بصورة كبيرة 
ألقي نظرة خاطفة نحو سمر ثم توجه إلي فادي بالقول 
أدهم بإبتسامة خفيفة 
مساء الخير يا فادي 
فادي و هو يصافحه بحرارة 
أهلا مساء النور يا دكتور نورتنا ثم إلتفت إلي أخته و قدمها له 
سمر ده دكتور أدهم إللي حكيتلك عنه دكتور أدهم دي سمر أختي 
صوب أدهم ناظريه إليها شملها بنظرة فاحصة و البسمة البسيطة تعلو ثغره 
إتشرفت بيكي يا أنسة يا سمر قالها أدهم بنبرة هادئة لتومئ سمر و هي ترد بإبتسامة 
الشرف ليا يا دكتور 
و هنا دق هاتفهها لتري حروف إسمه تضئ الشاشة مع الرنين الصاخب الملح !!!!!
29 
ړعب ! 
إعتذرت سمر من أخيها و ذهبت لترد علي المكالمة ليأخذ فادي الضيف و يجلسه بالصالون المتواضع و هو يمطره بوابل من الإبتسامات و الكلمات المرحبة
ولجت سمر إلي غرفتها و أوصدت الباب خلفها
و قبل أن ينقطع الرنين المتواصل ضغطت زر الإجابة و ردت بصوت متوتر 
ألو !
أيوه يا سمر إيه ما ردتيش بسرعة ليه 
كان صوت عثمان متوازنا 
فيه قدر من الثبات و الهدوء الذي بث فيها التوجس بصورة أكبر 
م معلش الموبايل كان بعيد عني هكذا أجابته سمر و هي تحاول ضبط الهزة في صوتها قدر أستطاعتها
عثمان بنبرته الخفيضة الهادئة 
أووك عموما أنا كنت بتصل أقولك Sorry هضطر أكنسل ميعادنا إنهارده بس أكيد هنتقابل بكره 
سمر بعدم تصديق و سرور في آن 
ده بجد ! قصدي ليه كده 
عثمان بأسف 
صحيت الصبح ياستي لاقيت أبويا رجع من السفر و إبن عمي كمان خرج من المستشفي و رجع علي البيت كل العيلة متجمعين بقي و محدش راضي يفرج عني إنهارده معلش يا حبيبتي بكره هعوضك 
سمر بغبطة شديدة 
و لا يهمك خد راحتك خآالص قصدي ماتستعجلش يعني هنروح من بعض فين !
صمت قصير ثم قال عثمان بشك 
أومال إنتي فين كده يا بيبي 
إزدردت ريقها بتوتر و أجابت بإرتباك 
آا أن أنا أنا في البيت !
عثمان بدهشة 
في البيت إزاي يعني لسا شوية علي ميعاد الإنصراف ! ثم قال پغضب 
إنتي ماروحتيش الشركة إنهاردة 
سمر بإرتباك أشد 
م ما ما ما آا 
ما إيه إتكلمي ! قاطعها بإنفعال و تابع 
يعني لو ماكنتش إتصلت بيكي ماكنتش عرفت إنك طنشتيني و كسرتي كلامي إنت بتتحديني يا سمر 
تخيلت سمر أن نبرة صوته العڼيفة تجاوزت سماعة الهاتف و صار بإمكان أخيها سماعه و هو في الخارج 
أرجوك وطي صوتك قالتها پخوف شديد و هي تنظر نحو الباب ليرد عثمان بإستنكار ممزوج بعصبيته 
أوطي صوتي ! هو إنتي لسا شوفتي حاجة بس لما أشوفك يا سمر هخليكي تفكري مليون مرة قبل ما تحاولي تكسريلي كلمة واحدة تاني 
سمر و قد تملك منها الړعب 
هتعملي إيه يعني ټهديد ده !
عثمان بنبرة وعيد 
أفضل تشوفي بنفسك ثم قال بصرامة 
بكره الساعة 9 نتقابل في نفس المكان إوعي تتأخري زي المرة إللي فاتت و جربي ماتجيش يا سمر يا ويلك مني لو عملتيها سلام يا بيبي 
و أقفل الخط بوجهها 
يا نهار إسود ! تمتمت سمر بإنيهار و أكملت 
هيعمل فيا إيه الحيوان ده مش ممكن يعمل حاجة هيعمل إيه يعني ! يا ربي أعمل إيه بس أنا أعصابي إدمرت خلآاص !!
أنهي عثمان مكالمته و هو يغلي من الڠضب ثم خرج من الشرفة و عاد إلي مجلس العائلة
حيث إحدي القاعات الفخمة التي يزيدها جمالا تلك النوافذ التي تمتد من الأرضية إلي السقف لتمنح للمشاهد إطلالة بانورامية آسرة 
يابني كنت فين مش تقعد معانا بقي ! قالها يحيى بإنزعاج و أردف بحدة 
أنا قلت مافيش خروج إنهاردة 
عثمان بإبتسامة 
أنا جيت أهو كنت بعمل مكالمة بس 
و ذهب ليجلس بجوار أمه 
منوور البيت يابو الصلوووح حمدلله علي السلامة قالها عثمان و هو يمد يده و يربت علي قدم صالح
إبتسم صالح و هو يثبت الكرسي المتنقل الذي يجلس فوقه ثم رد دعابة إبن عمه 
الله يسلمك يابن عمي هو البيت كان ناقصني عشان ينور يعني ما فيه ناس زي الفل أهو مش قاطعين عنه الكهربا ليل نهار 
ضحك الجميع إثر جملته و شارك محمود أبو المجد في الحديث المرح 
طول عمرك دمك خفيف يا صالح ربنا يشفيك يابني و يقومك بالسلامة 
صالح بإبتسامة 
متشكر يا
أنكل ثم تساءل بإهتمام 
أومال هي فين هالة يا جماعة !
أجابته صفية الجالسة بخفة علي يد مقعده المعدني 
أنا طلعت أندهلها بس قالتلي تعبانة و مش هتقدر تنزل 
صالح بقلق 
تعبانة إزاي يعني طيب أطلع شوفها يا بابا من فضلك !
تنهد رفعت بسأم و قال 
ماتقلقش يابني هي كويسة 
صالح بشئ من العصبية 
و حضرتك عرفت منين كنت شوفتها يعني !
رفعت بضيق 
أختك حساسة أوي زي ما إنت عارف ثم أكمل و هو يحدج عثمان بنظرات ذات مغزي 
أقل حاجة ممكن تضايقها أو تتعبها بس هي بترجع و بتبقي كويسة ماتقلقش عليها 
تظاهر عثمان بعدم ملاحظة عبارة عمه الإتهامية و واصل العبث بهاتفهه و هو لا يكف عن مغازلة أمه بنفس الوقت
بينما إستمر الحديث و الهرج من حوله ليمتلئ المكان بالدفء و الألفة الأسرية 
في منزل سمر بعد الغداء تدخل إلي الصالون و هي تحمل طقم المشروبات
تقدم الشاي إلي فادي ثم القهوة المضبوطة إلي الضيف 
تسلم إيدك يا أنسة سمر ! قالها أدهم مبتسما و هو يتناول منها فنجان القهوة و تابع بثناء 
الأكل كان حلو أوي حقيقي من مدة مادوقتش أكل بيتي حلو كده 
سمر بإبتسامة و هي تجلس في كرسي مجاور لأخيها 
ميرسي يا دكتور و بالهنا و الشفا دي حاجات بسيطة 
أدهم بدهشة 
كل ده و حاجات بسيطة ! بلاش تواضع أكلك يجنن و الأصناف إللي عملتيها عجبتني أووي 
سمر و قد توردت وجنتاها خجلا 
ميرسي علي المجاملة الرقيقة 
أدهم بإبتسامته الجذابة 
مش بجامل علي فكرة دي حقيقة و لا إنت إيه رأيك يا فادي 
فادي بإعتداد و فخر 
و الله أنا من زمان معجب بأكلها و مش أنا لوحدي كل معارفنا و جيرانا بيشكروا في نفسها في الأكل 
و هنا لاحظ أدهم خجلها المتزايد فقال بلبقاته المعهودة 
أعتقد إن الأنسة سمر بتتكسف من المدح طيب نغير الموضوع عشان خاطرها ثم مضي يكمل بجدية 
شوف يا فادي أنا تقريبا خلصت إجراءات تعيينك مش هيبقي عليك بعد كده غير إنك تستلم شغلك 
فادي بحماسة 
أنا جاهز يا دكتور من بكره لو أمكن 
طبعا ممكن خلاص بكره الصبح تطلع علي البحر الأحمر و تستلم مكانك هناك 
سمر پصدمة 
بحر أحمر إيه إنت هتسافر يا فادي 
نظر فادي إليها و رد بشئ من الإرتباك 
أيوه يا سمر ما أنا نسيت أقولك إن شغلي هيكون في البحر الأحمر و بالتالي لازم أسافر 
سمر بغصة مريرة 
هتسيبنا و تسافر طب مين إللي هياخد باله مني و من ملك !
فادي بتأثر شديد 
أنا مش هسيبكوا بمزاجي يا حبيبتي هو الشغل كده طب هعمل إيه يعني !
و بدا عليه القلق من ردة فعل أدهم لتلاحظ سمر هذا و تقول بإستسلام 
خلاص يا فادي سافر ربنا يوفقك 
يتدخل أدهم بلطف 
أنسة سمر ماتقلقيش فادي مش هيغيب عليكوا كتير هما خمستيام إللي هيكون فيهم في البحر الأحمر و هيجي يقضي معاكوا نهاية الأسبوع !
أومأت سمر و هي تحاول رسم إبتسامة علي ثغرها
ليأتيها صوت بكاء ملك في اللحظة التالية 
سمر بوجوم 
عن إذنكوا هروح أشوف ملك !
في الصباح التالي يودع فادي شقيقتاه
تقلبت ملك بين ذراعي أختها و مضت إلي أخيها فإحتضنها بين ذراعيه 
همس من فوق رأسها 
أشوف وشك بخير يا سمر !
أومأت سمر قائلة
و الدموع تلمع بعيناها 
أشوف وشك بخير يا فادي 
أوصاها من جديد 
خلي بالك من نفسك و من ملك 
سمر بخفوت 
ماتقلقش 
هبقي أكلمكوا كل يوم 
ثم لثم جبهة ملك و قبلها من وجنتيها و أعادها إلي سمر ثانية 
رحل فأخذت سمر شقيقتها الصغيرة إلي الجارة زينب و ذهبت علي أساس إلي عملها و لكن كانت الوجهة مختلفة تماما
نصف ساعة و كانت في نفس المكان الذي تواعدا عنده في المرة السابقة 
إنتظرت نصف ساعة إضافية حتي آتي
رأته و هو يوقف سيارته بصورة تدريجية إرتجفت مړتعبة حين إلتقت عيناها بعيناه
نظراته مخيفة رغم أنه كان يبتسم الله أعلم ماذا يضمر لها 
إركبي يا بيبي ! مستنية إيه قالها عثمان بنعومة ثم مد يده و فتح لها الباب لتستقل بجانبه
لبت دعوته بآلية لتسأله بتردد عندما إنطلق بالسيارة 
ه هو إ إحنا رايحين فين 
عثمان ببرود شديد 
أنا خدت بالي المرة إللي فاتت إن اليخت عجبك فقلت هخدك تاني بقي و نقضي سوا يومين حلوين وسط البحر عشان ماتعرفيش تهربي مني !
سمر بإنفعال 
يومين إيه ! قولتلك ماينفعش أغيب عن البيت أكتر من ساعات الشغل 
عثمان بحدة 
وطي صوتك مش هكملك تاني في الموضوع ده ثم قال بصوت جازم 
و بعدين قلت هتقضي معايا يومين يعني هتقضي معايا يومين 
بس آا 
مابسش قاطعها بصرامة و تابع 
سيادتك مراتي و أنا ليا حقوق عليكي و لما أقول كلمة ما تتردش أبدا فاهمة 
30 
ميؤوس منه ! 
كانت تلك هي المرحلة الأكثر صعوبة عندما أصرت مشرفة الفريق علي رغبتها و أرغمت سمر علي نزع كافة ملابسها
في غرفة ال ذات الحرارة العالية 
تأخذ سمر حماما سريعا قبل بدء الجلسة و ذلك لتنظيف و تطهير الجلد لمنع نمو البكتريا في جو كهذا تتوفر فيه الحرارة و الرطوبة في آن
حرصت المشرفة علي وجوب تناول سمر لكمية كبيرة من الماء و العصائر لأن غرفة ال تسبب التعرق بشكل كبير للغاية و بالتالي هناك إحتمال للجفاف و إنخفاض ضغط الډم
تبدأ الجلسة لتضع المشرفة لها قناع الوجه بنفسها بعد غسيله و تطهيره بالمستحضرات الفاخرة
بينما تقوم فتاة ثانية متمرسة بعمل حمام زيت جوز الهند لتغذية شعر سمر و نعومته و لمعانه
و فتاة أخري تضع قدميها في سائل
اللبن و العسل و تواصل عمل التدليك لتخرج القدم بعد ذلك نقية كالرخام المصقول
الخطوة التالية تجلس سمر في مغطس حار للغاية تحملت السخونة بإعجوبة في حين أخذت بعض الفتيات يضعن لها أقنعة تجميلية و يعالجن و يلمعن كل جزء في جسمها 
و بعد مرور نصف ساعة تضمنت تلك الأعمال الشاقة كلها تخرج سمر أخيرا من هذه الغرفة و هي تتنفس الصعداء 
كانت ركبتاها ترتجفان من التعب حين باشرت بإرتدت ملابسها مرة أخري لتأخذها المشرفة إلي المرحلة الأخيرة حيث قسم التصفيف و التجميل
تدخل سمر إلي الصالون الفخم تجلس بإحدي المقاعد ليلتف حولها فريق كامل من الفتيات
تابعت ما يفعلنه لها
فواحدة تهتم بأظافر يديها و ثانية بأظافر رجليها و ثالثة تهتم بوجهها تقوم بترطيبه قبل وضع مستحضرات التجميل عليه
و فجأة تشعر سمر بالذعر حين رأت تلك التي حملت مقص بيدها و إعتزمت الإقتراب من شعرها 
إيه ده رايحة فين إنتي قالتها سمر بعدائية شديدة و هي تصدها عنها لترد الفتاة بصوت تغلفه البراءة 
هقص شعرك يا مدام !
سمر بإستنكار 
تقصي شعر مين
أنا مش هقص شعري يا شاطرة 
الفتاة بلهجة مهذبة 
يا مدام دي أوامر عثمان بيه هو مأكد علي الطلب ده أكتر من أي حاجة تانية 
سمر بإنفعال 
قلت مش هقص شعري 
و هنا آتت المشرفة و قد إجتذبتها نبرة سمر المرتفعة 
المشرفة بلباقتها المعهودة 
في مشكلة يافندم حد هنا ضايق حضرتك 
نظرت سمر إليها و قالت بحدة 
الأنسة دي عايزة تقصلي شعري قولتلها مش هقصه و بردو مصممة !!
المشرفة بإبتسامة هادئة 
يا مدام دي أوامر عثمان بيه 
سمر و قد إنتابها الڠضب بصورة كبيرة 
يعني إيه أوامر عثمان بيه أنآااااااا مش هقص شعري !
إبتسمت الأخيرة و لم ترد عليها بل أخرجت هاتفهها و أجرت مكالمة أمامها 
ألو ! Sorry يا عثمان بيه بس في مشكلة هنا و محتاجين حضرتك مدام سمر مش موافقة علي قص الشعر مش سامحة لحد يقرب منها أوك إتفضل حضرتك معاك أهيه !
و ناولت الهاتف إلي سمر 
ألو ! ردت سمر بنبرة جامدة ليأتيها صوته البارد 
إيه يا بيبي ! عاملة مشاكل ليه 
سمر بحدة 
أنا مش هقص شعري 
عثمان بهدوء تام و كأنه يخاطب طفلة 
هتقصيه يا حبيبتي إنتي مش متخيلة شكلك هيبقي حلو إزاي بعد ما تقصيه و أكمل بصوت مستثار 
ده غير إني بصراحة هموووت و أشوفك بالشعر القصير هتبقي جآاااامدة 
كادت سمر أن تجادله پعنف ليقاطعها هو بسرعة 
عثمان بصرامة شديدة 
بقولك إيه ! إنتي تسمعي الكلام أحسنلك أنا مش فاضي للعب العيال ده إنجزي بسرعة و ماطعتليش الناس و بعدين أنا كمان قربت أزهق و أنا قاعد مستنيكي برا خلصي يا سمر و خلي يومك يعدي 
في مكان أخر تحديدا ڤيلا رشاد الحداد
يدق هاتف چيچي أثناء جلوسها مع خطيبها و حبيبها الذي تسبب في إنفصالها عن زوجها و بليلة الزفاف
تستأذن منه لترد علي الإتصال تقوم و تمشي بعيدا عنه قليلا ثم تجيب 
چيچي و هي تتغنج بصوتها 
ألوو ! نانسي هاي إزيك يا حبيبتي 
نانسي و قد بدت الحماسة في صوتها بدرجة كبيرة 
سيبك مني دلوقتي يا چيچي عارفة أنا فين و شايفة قدامي مين حالا !
چيچي بضيق 
نانسي بليز لو عندك حاجة مهمة قوليها Now أنا مش فاضية لتفاهتك و لا فاضية أنم معاكي يا روحي 
ضحكت نانسي برقة و قالت بخبث 
بس دي نميمة هتعجبك أووي أنا دلوقتي قاعدة في الكوافير بجرب قصة شعر جديدة بس تخيلي مين قاعد قدامي !
چيچي بنفاذ صبر 
مين يا نانسي إخلصي 
نانسي بنفس النبرة الخبيثة 
عثمان البحيري يا قلبي 
تجهمت چيچي عند ذكر إسمه و إنقبض قلبها پخوف لكنها تمالكت نفسها و ردت بسخرية 
عثمان قاعد قدامك في الكوافير و علي كده بقي بيصبغ و لا بيعمل Make Up 
نانسي بجدية 
لأ يا حبيبتي ده قاعد في الريسبشن مستني واحدة جوا في قسم المحجبات 
چيچي بدهشة 
محجبات ! عثمان بقي بيعرف محجبات !!!
أه و الله زي ما بقولك كده دخلت معاه قدامي أنا كمان ماصدقتش نفسي في الأول ثم قالت بضحك 
شكلك عقدتيه يا چيچي و بيطلعه علي البنات كلها حتي المحجبات 
چيچي بفضول 
ماتعرفيش هي مين 
لأ ماعرفش بس 
چيچي بإستغراب 
بس إيه !
مش عارفة لبسها غريب أوووي 
غريب إزاي يعني !!
تنهدت نانسي بحيرة و قالت 
مش عارفة ! بصي هي حلوة بس باين
عليها غلبانة 
يعني إيه غلبانة !
غلبانة يعني شكلها مش من مستواه خآاالص 
چيچي پصدمة 
لأ ماتقوليش ! قصدك إنها بنت عادية فقيرة يعني و كده 
باينها كده يا چيچي ثم عادت لتقول بخبث 
مش قولتلك شكلك عقدتيه ! أهو مابقاش بيميز و إتسعر علي كل البنات هههههههههه 
چيچي بإبتسامة شماتة 
بس كده حالته بقت Hopeless case ميؤوس منها أوووي ثم شاركت صديقتها الضحك و قالت بشړ 
عموما بالهنا و الشفا يا عثمان !
في قصر آلبحيري مرت ثلث ساعة حتي الأن و ما زال صالح يباشر ممارسة إحدي التمارين الشاقة مستخدما تلك الآلة الرياضية التي جاءت إلي غرفته بأمر من الطبيب
لم يسمح له الطبيب بأي نوع من الإستراحة نهائيا ليس قبل مرور النصف ساعة التي وضعها كحد أقصي 
يا دكتووور كفآاااية مش قآاااادر ! قالها صالح و هو يهبط و ينهض بجسده مستعينا بالذراعين المرفقين بالآلة المعدنية
الطبيب بعناد 
قلت لأ لسا قدامك عشر دقايق علي أول Break 
صالح بغيظ 
عشر عفاريت يركبوك يابن ال آا 
صالح ! قاطعته صفية قبل أن يكمل كلمته البذيئة و أردفت 
الدكتور عايز مصلحتك يا حبيبي كل ما العلاج بقي مستمر و صح هتخف بسرعة 
في هذه اللحظة كان مراد يمر قرب الغرفة فلمح صالح و هو يتريض و ملامحه تشير إلي نفاذ صبره و إمتعاضه 
عآااااااش يا وحش هتف مراد بمرح و هو يلج إلي الغرفة
نظر له صالح بطرف عينه و قال بسأم 
بلا وحش بلا جحش بقي سيبني في حالي الله يكرمك 
مراد بضحك 
إجمد يا أبو الصلوح مش كده دي حاجة بسيطة يا راجل !
بسيطة ! صاح صالح بإستنكار و أكمل بسخرية و هو يلهث من الجهد الذي يبذله 
تعالي ياخويا إتمرن مكاني نص ساعة و بعدين قولي بسيطة 
ياسيدي ربنا يقويك و يشفيك ثم سأل صفية 
صافي ماتعرفيش عثمان فين 
صفية و هي تهز رأسها سلبا 
لا و الله يا مراد ماعرفش !
مراد بتعجب 
مش عارف أنا أخوكي ده بيغطس فين كل شوية !!
تلاقيه في الشغل !
مراد بجدية 
لأ مارحش الشركة أنا لسا سائل عليه هناك 
طيب لو عايزه في حاجة مهمة كلمه علي الموبايل 
مراد بإبتسامة تهكمية 
مابيردش ما ده بقي يبقي أخوكي لما يعوز يختفي مابيسبش وراه أثر 
و هنا أعلن الطبيب أخيرا 
خلاص يا صالح بيه معاد ال وجب !
علي رصيف المرسى تمشي سمر بجانب عثمان مطرقة الرأس
تستحي من رفع وجهها الملون ببراعة و بمختلف أنواع آدوات التجميل المفتخرة وجهها الذي صار مبهر الجمال لا يتناسب البتة مع ثيابها الرثة 
يقبض عثمان علي يدها اليمني بينما تحمل هي في الأخري كيسا قاتم اللون يحوي الجزء الذي تم قصه من شعرها
فقد أصرت أن تلملمه بنفسها و تأخذه معها
جعلها عثمان تصعد أولا إلي اليخت و بقي قليلا ليخاطب السائس ناجي 
الحاجة وصلت يا ناجي تساءل عثمان بصوته المخملي ليومئ ناجي قائلا 
من بدري يا باشا و أنا أخدت الشنط و حطتها في الأوضة زي ما حضرتك أمرت 
عثمان بإبتسامة 
شكرا يا ناجي 
العفو يا عثمان بيه أنا تحت أمرك 
أعطاه عثمان بعض النقود كالمرة السابقة و أصرفه ثم إتجه إلي اليخت ليلحق بسمر 
وحدها داخل قاعة المرحاض الملحق بغرفة النوم الفخمة تجثو علي ركبتيها فوق الرخام البارد
تبكي بحړقة و هي تفتح ذلك الكيس
و تجمع بكلتا قبضتيها بقايا خصلات شعرها المتساقطة ثم ترفعهم إلي وجهها الملطخ بالكحل الأسود و الذي راح يمتزج بطبقات مساحيق الزينة السميكة
مسحت وجهها بالخصيلات الفاحمة ببطء و هي لا تزال تذرف دموع القهر بلا إنقطاع

31 
_ فرار ! _
تخرج سمر من المرحاض بعد أن قامت بغسل وجهها و قد نجحت في إزالة آثار البكاء عنه ... لكنها لم تستطع أبدا طرد شعور البؤس و المرارة المهيمن عليها
كان عثمان يقف أمام الخزانة و قد أعطاها ظهره بينما صدر عن حذائها أصوات أنبأته بحضورها
إستدار لها باسما ..
خلصتي أخيرا يا حبيبتي تعالي . تعالي أوريكي حاجة !
مشت سمر صوبه بخطوات وئيدة في حين مد عثمان يده داخل الخزانة و إلتفت إليها بعد لحظات و هو يحمل علبة كبيرة مغطاة بالمخمل الأسود ..
أولا أنا بعتذر إن حاجة زي دي جت متأخر ! .. قالها عثمان بإبتسامته الجذابة الآسرة و تابع 
دي هدية مني ليكي . كان المفروض أقدمهالك أول ما جينا هنا المرة إللي فاتت . لكن للآسف نسيت . طول ما أنا معاكي بنسي كل حاجة يا سمر . و ده إللي عاجبني في علاقتنا.
إبتسمت بإستهزاء فتنهد عثمان بضيق و فتح العلبة ليخرج عقدا من الماس المرصع باللؤلؤ و الزمرد ذا بريق يخطف الأبصار مع قرطين مماثلين و خاتم و سوار ..
الطقم عليه توقيع Damas ! .. تمتم عثمان بتفاخر و أردف 
كل قطعة منه نادرة ماتلاقيهاش بسهولة لا هنا و لا حتي في البلد إللي إتصنع فيها . دفعت فيه مبلغ كبير جدا .. بس مش خسارة فيكي.
سمر بإزدراء شديد 
قولتلك مش عايزة منك حاجة.
رد عثمان بصوت هادئ عميق 
هديتي ماينفعش تترد يا بيبي . و بعدين إنتي مش فاهمة . الطقم كأنه معمول عشانك . تعالي نجربه عليكي عشان تتأكدي بنفسك !
لامست أصابعه الدافئة رقبتها و هو يضع لها العقد ثم يعلق القرطين بأذنيها بعد ذلك جرها إلي المرآة كي يريها المجوهرات التي زينت صدرها و أذنيها ..
لم تكن سمر تتخيل أن يستطيع رجل ما أن يقودها كما يفعل هذا الرجل الآن ... زوجها الذي لا تعرف إذا كان زواجهما حق يعترف به أم باطل !!!
إنتي جميلة أووي يا سمر .. همس عثمان من بين لفائف شعرها و أكمل و هو ينظر إلي إنعاكسها بالمرآة 
أجمل من كل المجوهرات إللي في الدنيا دي . كنت فاكر إن هديتي هتزود جمالك .. لكن العكس إللي حصل . جمالك هو إللي كسب.
أبعدت سمر يده عن عنقها ببطء و قالت بإرتباك 
ش شكرا . بس أنا مش هينفع أقبل الهدية دي.
عثمان بحنق 
ليه مش هينفع 
إلتفتت سمر له و أجابت بتوتر 
عشان هي غالية زي ما إنت قلت و لو حد شافها عليا الموضوع ممكن يتكشف.
تآفف عثمان بنفاذ صبر ثم قال بحدة و هو يضع يديه علي كتفيها 
الهدية مش هترجع سامعة هتاخديها و مايهمنيش لو حد شافها عليكي . في مليون حجة ممكن تخلقيها.
كادت سمر أن تجادله فقاطعها بصرامة 
خلآااص إنتهي .. و أكمل بلطف مفاجئ 
خلاص بقي عشان تشوفي المفاجأة التانية !
و أشار لها بإصبعه نحو ركن منفرد بأخر الغرفة لتري سمر عشرات العلب البيضاء الكبيرة مطبوعة عليها العلامات التجارية باللون الذهبي و شريط بنفس اللون أيضا علي كلا منها ..
أنا ماعرفش مقاسك في اللبس ! .. قالها عثمان بجدية و هو يحك طرف ذقنه بأنامله و تابع 
بس إنتي جسمك قريب من جسم صافي أختي فإعتمدت علي كده و دخلت عملتلك Shopping من علي النت . إخترتلك حاجات هتعجبك أوي و كمان مانستش الجزم طبعا بعد ما شوفت مقاس جزمتك المرة إللي فاتت طلبت ال كله علطول.
سمر بشئ من الحدة 
بس أنا محجبة.
عثمان بسخرية 
طب ما أنا عارف إنتي جبتي جديد يعني .. و لما أدرك قصدها صاح 
آااااه فهمتك . ماتقلقيش كل الهدوم خاصة بالمحجبات أكيد حاجة زي دي مش هتفوتني و أكيد مانستش إنك محجبة يعني .. ثم مد وجهه للأمام و قال بخبث 
بس في حاجات تانية مش تبع المحجبات خآاالص إشترتهالك بردو !
أجفلت سمر بتوتر فضحك و سحبها من يدها في إتجاه السرير حيث ربضت حقيبة عملاقة أشبه بحقائب السفر ..
الشنطة دي بقي فيها هدوم عشاني أنا ! .. قالها عثمان مبتسما بمكر 
الشنطة دي الوحيدة إللي هتفضل هنا . ما إللي جواها ماينفعش تلبسيه في مكان تاني . ماينفعش حد يشوفك لابسة كده .. غيري !
إنتفضت سمر و إبعدت نفسها عنه و هي تقول بحدة 
أنا أصلا مش عايزة أي حاجة . مش هاخد الحاجات دي.
عثمان بثقة 
هتاخديهم يا حبيبتي . أنا محدش يقولي لأ.
سمر بتحد سافر 
طب أنا بقولك لأ . و مش هاخد حاجة.
قهقه عثمان عاليا و قال 
يا جآااامد . أحب الجرأة بردو .. طيب هنحل المشكلة دي بعدين بس دلوقتي تعالي نتغدا سوا أحسن أنا جوعت خالص و الأكل كمان زمانه برد برا زي المرة إللي فاتت . تعالي يلا !
و مد لها يده ..
ترددت سمر للحظات ثم أعطته يدها ... فسحبها بقوة و ضمھا إلي صدره بلطف مدمدما 
يومين يا سمر . هتكوني فيهم ملكي لوحدي تمآااااما !
الثانية ظهرا ... عند كلية الفنون الجميلة 
تقف هالة وحدها حائرة لا تعرف أين تتوجه بالضبط
و فجأة تشعر بشخص ينقر بخفة علي كتفها فإلتفتت بسرعة ..
مراد ! .. هتفت هالة بإستغراب و هي تري مراد يقف أمامها و هنا في هذا المكان
مراد بإبتسامة 
إزيك يا هالة 
هالة بحذر 
الحمدلله . إنت بتعمل إيه هنا !
أنا جاي عشانك.
هالة بدهشة 
جاي عشاني !!
أيووه . ما أنا أصلي كنت جمب أنكل رفعت لما كلمتيه و قولتيله إنك محتاسة هنا و مش عارفة تعملي حاجة فهو بقي كلفني بالمهمة دي.
مهمة إيه 
مهمة البحث معاكي. إنتي مش كنتي جاية تدوري علي الكتب و الجداول بتاعتك 
أيوه !
مراد بإبتسامة عريضة 
أنا بقي جاي عشان أكون المرشد بتاعك.
هالة بتفهم 
ممم . طيب إنت هتعرف يعني قصدي إنت عارف الكلية هنا عارف هنروح فين أصلها كبيرة أووي !
مراد بغرور زائف 
يابنتي أنا بعون الله جن أعرف كل حاجة و بالذات إسكندرية أعرفها شبر شبر.
هالة بإبتسامة ساخرة 
طيب أما نشوف . وديني بقي دلوقتي مكتب الشئون.
حمحم مراد بتوتر و قال 
أوك هوديكي . بس تعالي نسأل البنت إللي هناك دي شكلها دارسة الكلية كويس.
هالة بضحك 
و إنت عرفت منين 
مراد بحذاقة 
إيه إللي عرفت منين ! ده أنا ليا نظرة ثاقبة بعرف بيها إللي قدامي علطول.
ضحكت هالة منه أكثر ليبتسم مراد لرؤيتها هكذا و يقول 
طب ما إنتي حلوة أهو يا هالة . أومال كنتي مكتئبة ليه اليومين إللي فاتوا 
تجهمت هالة فجأة فأجفل مراد قائلا 
أنا آسف . ماكنش قصدي ..
تنفست هالة بعمق ثم قالت بإبتسامة هادئة 
و لا يهمك يا مراد . ممكن بقي نروح نشوف إللي ورانا !
مراد بخجل 
لما إتأكد إنك مش زعلانة الأول !
هالة بلطف 
و أنا هزعل ليه إنت ماقولتش حاجة
تزعل أنا فعلا كنت مكتئبة شوية . إنت عارف بقي الدنيا بقالها فترة ملخبطة معانا . حاډثة صالح و تعبه و سفرنا من باريس لهنا و الجامعة حاجات كتيييير مش مترتبة.
تنهد مراد براحة و قال 
تمام . طيب يلا بينا بقي ياستي نشوفلك الكتب و الجداول !
في منزل الجارة زينب ... يلج صابر إلي الشقة
فيجد زوجته تجلس بالصالة و علي فخذيها ترقد ملك مستسلمة للنوم ..
إيه ده يا وليه ! تآااني تاني المفعوصة دي مقعداها عندنا أنا مش قلت ماتجيش هنا تاني 
هكذا ملأ صابر البيت صياحا لترد زوجته بحدة و هي تحافظ علي نبرة صوتها المنخفضة 
وطي صوتك يا راجل البت هتصحي !
صابر بإنفعال 
ما تصحي و لا تتأندل . مش كفاية مخلياني سايب لأخواتها الشقة بالڠصب كمان جايبهالي شقتي و مقعداها في وشي !!
و هنا تململت الطفلة بقلق فأسرعت زينب و ربتت عليها بحنو حتي إستكانت مرة أخري
قامت و مددتها علي الآريكة ثم توجهت صوب زوجها و زمجرت 
إتهد شوية يا صابر و إنكتم . أوعاك تكون فاكرني نايمة علي وداني و ماعرفش إن عينك كانت من سمر . أنا عارفة كل حاجة ياخويا بس بسكت بمزاجي و كمان حبيت أسيبك تجرب و كنت بتمني تروح تقولها عشان تفضحك وسط الحتة و أخوها كان عملها و جاب أجلك.
جحظت عيناه پصدمة لمعرفة زوجته بهذا الأمر فقد كان سر لم يبوح به لأي مخلوق ..
صابر بحدة ممزوجة بالإرتباك 
آاا آ إنتي إتخبلتي في نفوخك يا وليه سمر إيه دي إللي هبوصله آا ..
قولتلك إنكتم يا صابر ! .. قاطعته زينب بصرامة و تابعت 
أنا واخدة بالي من كل حاجة . و لعلمك أنا غصبت عليك تسيب البت هي إخواتها في البيت عشان أنا واثقة فيها . واثقة من تربيتها و أخلاقها لكن إنت ماعنديش ذرة ثقة فيك.
صابر بإستهجان 
ماشي ياختي . عموما أنا هسيبك تطمعيهم فيكي بزيادة . بشوقك ما الملك ملكك . البيت بتاعك و الضرر كله هينعاد عليكي.
عليك نووووووور . أديك قولتها أهو . الملك ملكي . يعني أخرج منها إنت يا صابر و مالكش دعوة بالناس إللي بدخلهم بيتي.
صابر بغيظ 
ماشي يا زينب . علي راحتك خآاالص .. ثم سألها و هو ينظر نحو ملك بضيق 
طيب و بسلامتها قاعدة عندنا لحد إمتي 
زينب بنفاذ صبر 
لحد ما أختها ترجع.
صابر و هو يقلدها بتهكم 
و أختها راجعة إمتي 
زينب بجدية 
هي لسا قافلة معايا و قالتلي هتغيب يومين.
صابر بدهشة 
هتغيب يومين فين يا وليه !
عند واحدة صاحبتها في الشغل تعبت فجأة و هتروح تقعد معاها في بيتها عشان تاخد بالها منها أصلها وحدانية و مالهاش حد.
صابر بضحكة ساخرة 
صاحبتها بردو يا زينب 
زينب بتعجب 
في إيه يا راجل مالك !
صابر بحنق شديد 
ماليش ياختي . الحكاية و ما فيها بس إن الهانم الكبيرة أخت الهانم الصغيرة سايبالك الجمل بما حمل و دايرة علي حل شعرها و الغضنفر أخوها سافر و لا علي باله إحنا بس إللي قاعدين شايلين الطين هنا.
زينب پغضب 
لم لسانك يا صابر الكلام ده ماينفعش و حرام.
صابر و هو يشيح بيده في حركة عصبية 
32 
_ آيلة للسقوط ! _
في قصر آلبحيري ... تجر فريال عربة الطعام في إتجاه السرير ثم تجلس علي الحافة بجانب يحيى
تميل نحوه و تهمس و شفتاها تحتك بأذنه 
يحيى . حبيبي .. يحيي . يلا بقي قوم بقينا الضهر .. قوم جبتلك الفطار لحد هنا !
يتململ يحيى محاربا نعاسه ثم يفتح عيناه بتثاقل ..
إحنا صباحنا أبيض و لا إيه .. قالها يحيى بإبتسامة و هو يقوم و يتكئ علي مرفقه
فريال و هي ترد له الإبتسامة 
صباح الفل يا حبيبي . يلا قوم عشان تفطر.
يحيى بدهشة و هو ينظر إلي صحون الطعام 
كمان جايبالي الفطار لحد السرير !
فريال بإبتسامة رقيقة 
طبعا يا قلبي
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 56 صفحات