الأحد 01 ديسمبر 2024

حكايه مريم

انت في الصفحة 56 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


من شرودها ..
في حاجة يا نجلاء .. قالتها بتساؤل
تنهدت نجلاء و قالت بحزن 
يابنتي إنتي كل شوية تسرحي كده الهموم إللي إنتي شايلاها دي مش كويسة عليكي و لا علي ده ! .. و أومأت بذقنها نحو بطنها الممتلئ
سمر بإبتسامة مريرة و هي تضع يده علي بطنها ذات التسعة أشهر 
طيب قولي الهموم مش كويسة عليا أنا . لكن ده من الأول خالص و هو قافش في الدنيا . أكتر من مرة إتعرض للمۏت و فضل سليم . زي ما يكون بيعاند . عايز يعيش .. عايز يعيش عشان يكمل عذابي بعد أبوه.

رمقتها نجلاء بتأثر و قالت 
يا سمر هو في الأول و الأخر إبنك . حتي لو كان أبوه مين . مش مصدقة إنه ممكن يهون عليكي !
صمت قصير .. و إعترفت
________________________________________
سمر بآسي 
ما هو للآسف ماهانش عليا . رغم إن كانت قدامي فرصة أخلص منه بعد ما هربت من أبوه علطول . بس في حاجة قوية جوايا . زي صوت عالي منعني و قالي لأ .. ثم أكملت بتردد 
مقدرتش . كنت خاېفة عليه زي خۏفي علي ملك .. فضلت أفكر أعمل إيه و أروح فين قلت مستحيل أرجعله . و بعد ما أخويا رماني مابقاش ليا مكان أروحله . مش عارفة إزاي خطرتي علي بالي يا نجلاء ! و فعلا محدش ممكن يفكر إني هنا عندك.
نجلاء بإبتسامة 
طيب إنتي عارفة إن دي أحسن حاجة عملتيها في كل ده يا سمر إنتي و لوكا جيتوا مليتوا عليا البيت بعد ما كان فاضي عليا.
سمر بحرج 
ملينا عليكي البيت إيه بس أنا حاسة إننا تقلنا عليكي و الله 6 شهور كتير أووي.
تلاشت إبتسامة نجلاء و عاتبتها 
أخس عليكي . و الله لو قولتي كده تاني هزعل منك
ده أنا نفسي تقعدي معايا إنتي لوكا علطول.
سمر بضحك 
علطول ! لأ يا حبيبتي إطمني مش هنطول عليكي أوي
البيه الصغير يشرف بس و هاخده هو و الأبلة دي و نشوفلنا مكان نقعد فيه و بالمرة أدور علي شغل.
نجلاء بإستنكار 
إيه يابنتي إللي بتقوليه ده إنتي فاكراني ممكن أسمحلك بكده مش هتمشي يا سمر طول ما أنا عارفة إن مالكيش مكان تروحيله.
سمر بإبتسامة 
ماتقلقيش عليا يا نجلاء . أنا هعرف أتصرف.
نجلاء بإصرار 
مش هتمشي يا سمر . إلا إذا كنتي عايزة ترجعي لبيت جوزك مش هعارضك !
و هنا تحولت سمر تماما و صاحت بحدة 
أرجعله مستحيل أرجعله . أنا لو بمۏت مش هرجعله.
نجلاء بحيرة 
ليه بس يابنتي إنتي مش بتحبيه طيب بلاش الحب . حتي عشان إبنك إللي مالوش ذنب في حاجة ده.
سمر بصرامة 
61 
_ و عاد ! _
صعقته الصدمة عندما إعترفت نجلاء له بذلك ...
هب من مكانه پعنف و توجه نحوها بسرعة
سألها عثمان بصوت يدوي كالرعد القاصف و عيناه تومضان كالبرق الخاطف 
بقي إنتي إللي مخبياها مني طول الفترة دي مخبياها فين يا نجلاء نهارك إسووود.
تنكمش نجلاء علي نفسها و هي تقول پخوف 
يا Boss سمر لجأتلي و وثقت فيا . كنت هعمل إيه يعني 
لازم كنت أساعدها . و بعدين ما أنا جيت أقولك أهو لما شوفت معاد ولادتها قرب و هي لسا علي عنادها قلت لازم أقولك بقي !
حدق فيها غاضبا و رد مزمجرا 
ماشي يا نجلاء . حسابك معايا بعدين
و دلوقتي قوليلي مكان المقر السري للخېانة.
نظرت له بإستغراب فصاح بها 
قوليلي زفت عنوانك إيه 
نجلاء بتلعثم 
ح حاضر يافندم . العنوان 9 شارع الدور الرابع شقة 8 !
لم يفوت عثمان ثانية أخري بالكاد أخذ هاتفهه و سلسلة مفاتيحه و غادر شركته بسرعة رهيبة ...
كان يصعد المنحدر بالسيارة عندما أصبح الطريق أكثر إكتظاظا في وسط المدينة
بدا نافذ الصبر و هو يقود عاجزا عن إختراق الطريق پجنون كي يصل إليها بسرعة إذ كان مضطربا متوترا قلبه يرف في صدره كالطائر الطنان
يتحرق شوقا للقائها بعد كل هذه المدة .. يعثر عليها أخيرا حبيبته تلك التي نبض قلبه و لأول مرة معها و لأجلها و رغم ذلك أذاقها مرارة العڈاب و الذل و القهر ..
تري كيف هي الآن .. كيف صار شكلها و بعد تسعة أشهر من الحمل 
سيعرف بعد لحظات .. فقد وصل أخيرا عند البناية التي تقطن بها نجلاء و هو ينطلق راكضا في هذه اللحظة للداخل صوب المصعد ...
عند سمر ...
وصلت زينب قبل دقائق قليلة لتجد هذه المسكينة تعاني آلم المخاض وحدها حتي أنها لم تقدر أن تقوم لتفتح لها باب الشقة
فإضطر البواب أن يكسره ليدخلها ..
آاااااه . مش قآادرة يا ماما زينب همووووت ! .. هكذا كانت سمر تصرخ بقوة و هي تتلوي بإستمرار فوق الكرسي و جسدها كله ينضح عرقا
زينب و هي تمسح علي شعرها بحنان 
معلش يا حبيبتي إمسكي نفسك شوية الإسعاف في الطريق.
سمر پبكاء 
مش قادرة . أنا ھموت يا ماما
مش هقدر أكمل همووت.
زينب بجزع 
بعد الشړ عليكي يابنتي ماتقوليش كده إن شاء الله هتقومي بالسلامة .. ثم نظرت إلي البواب و قالت بإنفعال 
إطلب الإسعاف تاني يابو حسين إستعجلهم البت علي أخرها.
البواب بلهجة إسكندرانية 
و أني هنعمل إيه بس يا إست زينب طلبتهم 3 مرات لحد دلوقت . ربنا يسلمها بعون الله.
و هنا ظهر عثمان علي عتبة الباب ..
تجمد بمكانه لوهلة لقد كانت هي هذه المرة .. إستطاع أن يراها حقا لم تكن أوهام و لا هلاوس لم يكن يتخيلها كما في الليالي السابقة
أنها أمامه علي بعد خطوات ... يالجمال هذه اللحظة كم هي لذيذة لحظة اللقاء بعد طول غياب
و لكن سرعان ما تحولت اللذة إلي الألم عندما لاحظ حدة عنائها و سمع صوت آهاتها .. إندفع عثمان صوب زوجته متجاهلا وجود أحدا غيره و غيرها بالمكان
كوب وجهها بكفيه و هو يقول بلطف شديد 
سمر . حبيبتي
مالك 
و بينما كانت زينب مصډومة من إنضمامه المفاجئ فتحت سمر عيناها الذابلتين و نظرت إليه غير مصدقة ..
إنت ! .. قالتها سمر بصوت هامس ذاهل
عثمان و هو يجفف العرق عن وجهها بكفه 
إطمني يا سمر . هتبقي كويسة
أنا جمبك مش هاسيبك.
تفقد سمر و عيها بعد ذلك مباشرة لتصيح زينب پذعر 
يا لهوي ! البت هتروح مني . جرالها إيه 
مابتنطقش ليه و الإسعاف ولاد ال إتأخروا.
أخيرا يلاحظ عثمان وجود زينب و ينتبه لكلامها ..
أنا شوفت مستشفي قريبة من هنا و أنا جاي .. قالها عثمان بتوتر و هو ينحني ليحمل سمر بحذر
هاوديها حالا !
ثم إتجه بها للخارج مسرعا و لحقت زينب به أيضا و هي تحمل ملك بدورها ...
كانت الولادة متعثرة للغاية ... لولا أنه جلبها إلي هذه المشفي التخصصي لكان وضعها أكثر صعوبة
يخرج الطبيب من غرفة العمليات بعد قضاء ثلاث ساعات كاملة لينطلق عثمان صوبه و يسأله بتلهف 
دكتور . طمني من فضلك
سمر عاملة إيه 
الطبيب مبتسما بإنهاك 
الحقيقة مدام حضرتك من أصعب الحالات إللي مرت عليا
البيبي كان في خطړ هو و هي لإنه كان هينزل برجليه . طبعا إحنا عملنا محاولات كتير عشان تولد طبيعي بس للآسف حالتها ماسمحتش خالص فإضطرينا للجراحة.
عثمان بقلق 
يعني إيه هي كويسة و لا لأ !!!
الطبيب بصوته الهادئ 
إطمن يافندم هي دلوقتي بخير و إبنك كمان كويس أوي.
عثمان براحة غامرة 
الحمدلله.
ممكن نشوفها يا دكتور .. هكذا جاء صوت زينب متسائلا من خلف عثمان
الطبيب بلباقة 
حاليا هيكون صعب شوية يا هانم لإنها لسا تحت تأثير المخدر . كمان شوية هتفوق و هنكون نقلناها في أوضة وقتها تقدري تشوفيها.
يمد عثمان يده إلي الطبيب و يصافحه و هو يقول بإمتنان 
أنا متشكر أووي يا دكتور
بجد شكرا علي تعبك.
الطبيب بإبتسامة 
لا شكر علي واجب يافندم . ده
________________________________________
شغلي و بعدين أنا ماعملتش حاجة أنا كنت مجرد آداة في إيد رينا . أشكره هو.
عثمان بسعادة 
الشكر لله طبعا.
و إستأذن الطبيب ليذهب و يتابع جدول عمله بينما مضي عثمان إلي الرواق الفارغ و أخرج هاتفهه ليجري بعض المكالمات ..
كانت نائمة علي السرير الأبيض في رداء طبي مشبع برائحة البينج ..
عندما بدأت في إستعادة وعيها سمعت صوت طنين جهاز رسم القلب قرب أذنها .. أملت أن يكون هذا يعني أنها حية و لكن إحتمال مۏتها أصبح بعيدا الآن
فهي تشعر بالألم و الإنهاك لا يمكن أن يكون المۏت مؤلما هكذا ..
شعرت سمر بضغط علي يدها اليسري فحاولت رفعها لكنها عجزت ... لتسمع في هذه اللحظة صوته الذي لا يخطئه السمع أبدا 
سمر . حبيبتي إنتي فوقتي !
جاهدت سمر لتزيح أجفانها عن عينيها و تري لو كان هذا حقيقة أم خيال ..
نجحت بالفعل و رفرفت عيناها يمنة و يسرة حتي إستقرت عليه .. حملقت فيه پصدمة كان وجهه علي مقربة شديدة من وجهها مستندا بذقنه علي حافة وسادتها
إذن فهو كان أخر من رأته قبل أن تفقد الوعي لم يكن حلما
إرتعدت سمر في هذه اللحظة عندما تذكرت طفلها أمسكت ببطنها الفارغة الآن و صړخت بصوت مخټنق 
إبني . فين إبني خته مني
وديته فين 
أمسك عثمان بكفيها و رفعهما حذو رأسها حتي لا توذي منطقة الخياطة و قال يهدئها 
62 و الأخير
_ وعد ! _
لم يطول مكوث سمر بالمشفي ... و بناء علي طلب عثمان و إلحاحه كتب لها الطبيب تصريحا بالخروج لكنه شدد علي وجوب الإعتناء بها و عدم قيامها بأي مجهود لمدة إسبوع علي الأقل
من جهة أخري كلف عثمان أخته بالذهاب للسوق التجاري لإستكمال تجميع بقية ملابس إبنه رحبت صفية بطلبه و إصطحبت صالح معها كما فعلت بالمرة السابقة
إشترت أشياء كثيرة جدا ضاع النهار كله في التسوق و إنتهي عندما شعرت صفية بالتعب و أشفقت علي حالة صالح أيضا فهو لا يزال في طور النقاهة
لم يسترجع قوته كاملة بعد لذا لا يجب أن تحمله فوق طاقته خاصة و أنه لم يبدي تبرما أو إنزعاجا حتي الآن مخافة أن يغضبها
إبتسمت صفية له بحب و شبكت يدها بيده ثم إنطلقا عائدان إلي البيت ..
البيت الذي بدا مبهج لأول مرة منذ أشهر عديدة و السبب إنضمام فرد جديد لعائلة البحيري و ليس أي فرد إنه النسخة المصغرة من جده ... يحيى الصغير
الملاك الذي جلب معه السعادة و المودة و الحب للجميع و الشفاء إلي جدته
لم تتركه فريال أبدا منذ خروجهم من المشفي كانت
 مسحورة به و أبت أن يفارقها و لو لثانية واحدة .. و هذا أمر 
و في إحدي الليالي ...
تستقبل سمر زوجها فور دخوله من باب الغرفة بعبارة حادة 
لو سمحت تروح دلوقتي حالا و تجبلي إبني !
رمقها عثمان بنفاذ صبر ثم نظر إلي تانيا و قال 
بليز يا مس تانيا !
خدي ملك لأوضتها عشان تنام . its late الوقت إتأخر .
قامت تانيا التي كانت تجلس بملك علي مقربة من أختها و أخذتها لتوصلها إلي مخدعها كما أمر عثمان ..
و بينما توجه هو صوب غرفة الملابس إستشاطت سمر غيظا لأنه عمد أن يتجاهلها
تحاملت علي نفسها و نهضت لتتبعه و هي تزمجر پغضب 
إنت بتتجاهل كلامي و عامل مش سامعني 
بقولك عايزة إبني . عايزاه دلوقتي هاتهووولي.
يضع عثمان البيچامة التي أخرجها من خزانته علي الكرسي ثم يلتفت إليها و يقول بصوت هادئ 
إيه يا حبيبتي مالك بس كل يوم لازم تسمعيني الإسطوانة دي ! تقوليلي فين إبني أقولك عند أمي
هي لعبة و لا سيناريو مقرر كل ليلة يا سمر !
سمر بحدة 
مش لازم يكون عند مامتك علي فكرة . ده إبني أنا و لازم يكون معايا أنا ده من يوم ما إتولد ماشفتوش إلا كام مرة يتعدوا علي الصوابع . في شرع مين إللي بيحصل ده !!
تنهد عثمان بصبر ثم قال بلطف 
يا حبيبتي ماما فرحانة بيه . مش قادرة تسيبه ده هو إللي شفاها بإذن ربنا طبعا و حاسة إنه بيعوضها غياب بابا
مقدرش أبعده عنها طالما بقت كويسة بسببه و هي مش هتاكله يعني يا سمر.
سمر بعصبية 
ماتقدرش تبعده عنها بس تقدر تبعده عني أنا أمه و هو من حقي أنا . أنا إللي تعبت فيه و شوفت العڈاب و الذل . مش من حق أي حد بعد ده كله يجي ياخده مني علي الجاهز !
إقترب عثمان منها و جذبها نحوه من كلتا ذراعيها قائلا بغلظة 
سمر ! لما تتكلمي عن أمي تتكلمي بأدب
و بعدين محدش منعك عن إبنك تقدري تروحي تقعدي معاهم هما الإتنين لكن حتة إنك عايزاه ليكي لوحدك محدش يشاركك فيه دي مش هتنفع . يحيى مش إبنك لوحدك هو إبني أنا كمان و كل إللي في البيت أهله ليهم فيه بردو و أولهم أمي سامعة 
أطرقت سمر رأسها بإنكسار و أخذت تنتحب بمرارة ..
تآفف عثمان بضيق و ضم رأسها إلي صدره و هو يقول بغيظ 
أنا مش عارف ليه مصرة دايما تبوظي إللي بينا 
كل لحظة لازم تعديها بنكد يا سمر . أنا بحاول أصلح و إنتي بتهدمي !!!
سمر بصوت مكتوم علي صدره 
من فضلك هاتلي إبني . أنا عايزاه .. ثم قالت نائحة و هي تتلمس ثديها المحتقن باللبن 
عايزه أرضعه !
مسح عثمان دموعها عن خيدها الملتهبين بأصابعه الباردة ثم قال بحنان 
حاضر يا سمر . حاضر
هاروح أجبهولك دلوقتي.
و بالفعل ذهب و أحضره لها بعد أن إستأذن من أمه بطريقة لطيفة مهذبة ..
تناولت سمر طفلها من عثمان و ضمته في حضنها بشوق كبير
راحت تداعبه و تلاطفه قليلا .. ثم أخذته و جلست بعيدا عن أعين والده لترضعه في شئ من الخصوصية المتعلقة بها و به
إبتسم عثمان بسعادة و هو يراقبهما من مكانه أخيرا أصبح لديه أسرة خاصة به .. أجمل زوجة و أجمل طفل في العالم يا له من كرم إلهي كبير لا يستحقه ..
بس إحترت معاكي يا سمر .. تمتم عثمان لنفسه و هو يرمقها بآسي لكنه تابع بإصرار 
و لو . بردو مسيري إخليكي تنسي . و مسيرك تحسي و تشوفي إنك غيرتيني بجد !
صباح يوم جديد ... تحتل صالح نوبة خلل عقلي من العيار الثقيل ليذهب إلي غرفة صفية بدون تفكير و يقتحمها دون إستئذان
كانت مستغرقة في النوم عندما شعرت بشخص يمسك بيدها و يقتلعها من سريرها بالقوة
فتحت صفية عيناها پذعر لتكتشف أنه صالح ...
صالح إنت بتعمل إيه ! .. صاحت صفية پصدمة
صالح بخشونة و هو يجرها خلفه پعنف 
تعآااالي . إنهاردة أجازتهم
و رحمة أمي لأقطع عرق و أسيح ډم إنهاردة . يا أنا يا إنتوا !
صفية بذهول 
أنا مش فاهمة حاجة في إيه يا صالح !!!
صالح بصرامة 
هتفهمي دلوقتي كل حاجة.
و ها هم
الآن أمام حجرة المكتب بالطابق السفلي ... يدفع صالح الباب بقوة و يدخل و هو ممسكا بصفية بهذا الشكل الھمجي ..
ينظرا لهما كلا من رفعت و عثمان بدهشة شديدة فيبادر صالح 
من الأخر كده محدش فيكوا هيتحرك من هنا قبل ما أعرف راسي من رجلي.
تنظر صفية له پخوف و تستنجد بأخيها 
إلحقني يا عثمان . صالح إتجنن !
سيبها يا صالح إيه إللي إنت بتعمله ده .. قالها عثمان بحدة و هو لا يزال جالسا بمكانه قبالة عمه
صالح بإنفعال 
مش هسيبها . مش كل حاجة تمشي بمازجكوا و لا بمزاجك إنت بالذات ياسي عثمان.
عثمان بحدة أكبر 
لأ إنت إتجننت فعلا . إنت شارب إيه عالصبح ياض 
و هنا تدخل رفعت بحزم 
صآالح . سيب بنت عمك ماسكها كده ليه و بتعمل كده ليه 
صالح بغيظ 
أنا خلاص جبت أخري . بقالنا 4 سنين مخطوبين و كل شوية الفرح يتأجل . أخوها إتجوز و خلف و أختي إتجوزت و سافرت و الدنيا معاهم كانت جميلة لكن بتيجي لحد عندي أنا و بتقفل . إسمعوني كويس أنا مش هفوت إنهاردة علي خير لو محدش حددلي معاد فرحي أديني بقولكوا أهووو !
نظر عثمان إلي عمه و قال بدهشة 
لا حول و لا قوة إلا بالله . الواد حالته بقت صعبة أوي يا عمي !
رفعت موافقا بإبتسامة ملتوية 
عندك حق . محتاج يتعالج.
إنت بتتريقوا ! .. تساءل صالح و هو يغلي من الغيظ و أكمل بټهديد 
طيب و الله لو عدا الشهر ده و هي مش مراتي هغتصبها و إنتوا حرين بقي.
عثمان صائحا پغضب 
إحترم نفسك يابني إنت . إيه القرف إللي بتقوله ده 
رفعت بصرامة 
خلآاااص . خلاص إنت و هو بطلوا كفاية .. ثم قال بجدية 
أنا شايف إن أوضاعنا إستقرت في الفترة الأخيرة و فعلا فرح صالح و صافي مش هيضر لو إتعمل في نص الشهر
إنت إيه رأيك يا عثمان عندك إعتراض علي حاجة !
عثمان بعد تفكير 
ماعنديش بس نسأل ماما بردو
و كمان نسأل صافي جايز تكون غيرت رأيها و لا حاجة !
صالح و هو ينظر لها مستهجانا 
نعم ! مين دي إللي غيرت رأيها ياخويا

 

55  56 

انت في الصفحة 56 من 56 صفحات