بقلم دهب عطيه
الباب المنكسرة... ليفتح بعدها الباب من الداخل.... ويصعد بسرعة للداخل وقلبه يعتصره الم من رائحة الدخان المنبعثة من غرفتهم......
وصل امام باب الغرفة في وقت يكاد لا يحتسب..
حاول فتح الباب ولكن كان مغلقا....
ابتعد عنه ليركض عليه بقوة جسده مره اثنين
ثلاثه الاربعة انفتح الباب واقعا....
نظر حوله مناديا على أسمها بكل ماوتي من قوة
ردت عليه من وراء باب المرحاض بتعب وهلع..
سالم انا هنا... متقلقش عليه.... بس خد بالك
عشان الڼار.....
ركض خارج الغرفة لغرفة اخره ممسك غطاء
ثقيل..... و وضعه على راسه وحول جسده وكتفه ليدلف بسرعة وسط النيران المحيطة بالغرفة بأكملها وتكاد تكون اكثر تناثرا امام باب المرحاض ....
آلأرض والډماء تسيل ببطء من تحتها....
اتسعت عيناه على ملامحها وشكلها... ولكن ليس وقت الاندهاش عليه ان يسرع النيران تتزايد
في الغرفة من حولهم.....
حملها على يداه وكان الغطاء الثقيل مزال على راسه كتفه وظهره... ليهتف بأمر وصوت متحشرج من منظرها المشفق عليه.....
متئذكيش....
اومات له بتعب وفعلت مثلما أمر.....
دلف وسط الڼار كما فعل لتصتدم عيناه على جسد
ريهام المتفحم أرض...تمتم پغضب..
كان نفسي اشرب من دمك بايدي.. بس ربنا خد حقها منك وحفظها ليه.... وده في حد ذاته رحمه
خرج بها من الغرفة بسرعة لخارج المنزل
يقف أمام غرفة العمليات منذ ساعات معدودة...
القلق يتزايد عليها وعلى من كان سبب رابط
حبهم ببعض......
خرجت الطبيبة من غرفة العمليات ليذهب إليها
قائلا بلهفة....
حياه عامله إيه دلوقتي يادكتوره.....
ابتسمت الطبيبة بوجهها البشوش وإجابته ب....
قدرنا نوقف ڼزيف الډم.. والجنين الحمدلله
محصلش ليه حاجه لان الڼزيف كان بسيط
وسبب كان ضغط نفسي او اتعرضت لحاجه
مقدرتش تستحملها..... كمان وقعت السلم
الى سببت ليها الچرح الى في دماغها
عقمت الچرح وخيطه ليها....
قاطعها سالم بعدم فهم....
سلم إيه مش فاهم حضرتك.....
تكلمت الطبيبة بشك...
حياه قبل متدخل العمليات سالتها مين عمل فيكي كده ..ردت عليه ان الى حصلها ده وقعت سلم .
جفل سالم عن تفحص الطبيبة له التي تساله بعينيها بشك....
طب ممكن ادخلها ....
ردت الطبيبة عليه بهدوء...
ااه اتفضل هي ساعه كده وهتفوق
من البنج ...
دلف الى غرفة المشفى التي تستلقي بها حياة
بتعب مغمضت العين في مكان بعيده عنه...
يلتف حول راسها شاش طبي...
ملامحها فقدت الكثير بسبب إنتقام شياطين الانس منهم وسبب أنهم أرادو الحب والاستقرار معا ليس إلا ! ...
جلس أمام الفراش النائمة عليه.... ليمشط شعرها
بأصابعه ببطء... ومن ثم يمرر يداه على ملامحها
بتروي عاشق كان من الممكن ان يفقد معشوقته
للأبد.....
الحمدلله......
همس بها وهو يتطلع عليها بحزن...
فتحت عيناها ببطء وهي تنظر الى سقف الغرفة
لتجد نفسها في مكان غريب عليها تحركت
بعينيها يمين
ويسار بتعب....
وجدت سالم يصلي في ركن ما ساجد لله
يبكي لم تسمع بكاءه ولكن شعرت بذلك...
انتهى من صلاته لينهض ناظرا لها.... أبتسم وهو
قبلها من قمة راسها قائلا بحنان...
حمدال على سلامتك ياحبيبتي....
بهت وجهها وهي ترى ملامحه هكذا سألته بشك..
سالم.... هو حمزه ا....
قاطعها وهو يضع اطرف أصابعه على فمها قائلا
بلاش تكملي.... ابننا بخير.....
بجد ياسالم.... حمزه لسه جوايا
أبتسم سالم بهدوء وهو يمرر يداه على شعرها بحنان قال
ااه ياحبيبتي....الڼزيف كان بسيط والدكتوره قدرت
توقفه...... الحمدلله....
زفرت حياة بتعب وهي تضع يدها على بطنها
الحمدلله.....
مرر يداه على شعرها وهو يهمس لها بباحته الحنونة
حولي تنامي ياحياه.... ارتاحي شويه.....
اغمضت عينيها وهي تتحدث بتردد
سالم انا مش عايزه أروح البيت انا خاېفه و....
هششش..... نامي ياحياه نامي ونسي.... وكل الى انتي عايزه هعمله.....
مرر أسبوعيا على وجودها في المشفى... كل ليلة
ينام بجانبها وكل ليلة تصرخ بكابوس جديد
التي باتت تظهر بعد هذا الحاډث المشئوم
دفنت ريهام بعد ان علم النجع بأكمله بقصة
مۏتها الحقيقة لتكن عبرة لمن يسير خلف هواه
وشيطانه..... لتسافر خيرية الى سويس
على مقعد متحرك بعد ان أصيبت بشلل
بسبب صډمتها في مۏت ابنتها التي كانت المتبقية لها من الدنيا ! ....
بعد عدت أيام....
اوقف سالم السيارة امام فيلا صغيرة...
نظر لها وهي تطلع حولها بعدم فهم...
سالم... إيه ده....
قالت حياة عبارتها وهي تنظر إليه.....
أبتسم سالم لها وهو يرد عليه بعبث...
طب تعالي نخرج من العربيه وهقولك....
لاء قولي دلوقتي.... ده بيتنا الجديد....
رفع عيناه لسقف سيارته وهو يفكر بمزاح...
ثم قال بخبث...
بصراحه هو بيت جديد ...بس مش ليكي ده
للمدام الجديده....
ضړبته على ذراعه بتزمر طفولي قائلة...
اي الغلاسا ديه ياسالم....
ضاحكا سالم وهو يرد عليها بقنوط ..
طب اعملك إيه.... الموضوع مش محتاج أسأله
وانتي مصممه تسألي....
مش بتأكد.....
غمز لها قبل ان يخرج قال
وتأكدت ياوحش.... ان بيتك....
خرجت معه من السيارة.... ليقف أمامها ويمسك
بيدها قال بصوت أجش...
يلا بينا....
اومات له بحب وابتسامة رقيقة تزين ثغرها...
دخلت الى
بوابة الفيلا الصغيرة.. لتجد حديقة
ذات مساحة خضراء واشجار وازهار مختلفة الالون
مكان مريح لنظر ولنفس كذالك....
دخلت معه الى داخل الفيلة......
انبهرت بكل مافيها من أثاث و ديكورات باهظة
رقيقة الذوق والفرش ألوانها مريحة للعين كذالك......
معقول.... دي مش نقصها غير آلناس.....
أبتسم سالم على ملامحها وانبهارها بالمكان
ليرد عليها بصدق وخفوت...
هو مش نقصها من الناس غيرك.... مبروك ياحياه عليكي بيتك الجديد....
استدرت لتنظر له بعدم فهم....
بيتي.... بيتي ازاي....
بمانسبة انك مراتي.... وليه عملت كده لاني بحبك
ثانيا كمان لاننا من ساعة متجوزنا لطلبتي شبكه
ولا مهر ولا قدمت ليكي اي حاجه زي كل
المتجوزين .....
نظرت الى عمق عيناه قائلة بصدق
بالعكس ياسالم انت اهدتني اجمل تلات هدايه...
نظر لها سالم بعدم فهم.... لتتحدث حياة قائلة..
اول هديه... حبك لورد بنتي وحنانك عليها...
تاني هديه حبك ليه وحنانك اهتمامك وخۏفك
وصدق مشاعرك ليه الى خلتني اشوفك سندي
و راجلي في دنيا ولاخره انشاء الله....
تالت هدايه....
وضعت يدها على بطنها واسطردت حديثها بحب
وابتسامة رقيقة...
اني شيله جوايه حته منك..... ياحبيبي....ودول عندي اكبر واجمل واغلى هدايا
سرير آي دلوقت ياسالم مش مهم نشوفه بعدين
انا اهم حاجه عندي المطبخ... انا هروح اتفرج على
المطبخ.....
ذهبت لتبحث على المطبخ بحماس.....
ابتسم سالم بخبث... قال بخفوت...
وماله مطبخ مطبخ.... الرخامه كبير وتساع من الحبايب اتنين...
دخل خلفها الى المطبخ .....
تفحصت حياة المكان بانبهار....
ألله المطبخ واسع وكبير اوي ياسالم...
نظر الى رخامة المطبخ ذات الشكل المستطيل...
ااه ولرخامه مناسبه اوي....
نظرت حياة الى الرخام بفتور....
ااه الرخامة حلوه.... بس ممكن نغير مكان التلاجه من هنا عشان شكلها هنا مش مظبوط....
نظر سالم الى رخامة مرة اخرة وهو يرسم عليها
بعد التخيلات....
تصدقي الرخامه دي هتنفع في لأيام الجايا...
هيبقى عليها استعمال رهيب....
نظرت له حياة بعدم فهم متسائلة
انت اي حكايتك مع رخامة المطبخ.....
حك في شعره بمكر وهو يرد عليها ......
الموضوع محتاج شرح وانا بفضل عملي افضل ..
حملها بعد ان انتهى من حديثه.... ليضعها على
رخام المطبخ..... لټنفجر حياة ضاحكة وهي ترد
عليه بدلال....
سالم نزلني الرخامة ساقعه .....
مالى عليها وهو يهمس لها بحنان....
مش مهم هدفيكي ياملاذي.... بس المهم كنت عايز
أقولك حاجه مهمه....
همهمت بدلال ليكمل حديثه قائلا بغزل ....
اي سر حلوتك النهارده....
للحظات مرت وهي لا تشعر بشيء من حولها
فقد
سحرت بسحر لمساته أدمنت حبه وأدمنت
اشوقه وإدمان العشق صعب علاجه !! ....
بعد مرور خمسة شهور.....
يقف الجميع حول حياة الجالسة على سرير المشفى
بعد ان وضعت حامل اسم عائلة شاهين
حمزه سالم رافت شاهين.... قد اتى الى الدنيا منذ عدت ساعات فقط.... يشبه والده اكثر آو كذالك رأت حياة.....
اي رأيك في سالم الصغير....
همست حياة لسالم الجالس بجانبها ويحمل حمزه
على يداه ويتطلع عليه بسعادة أب ...
رد عليها سالم بابتسامة جذابة...
قمر زي امه.....
زي أمه ازاي ده شبهك اوي ياسالم....
نظر لطفل قليلا ليثبت على قراره قال..
لاء ده شبهك أنتي .....
احتدت عينا حياة بإصرار قائلة بصوت عال قليلا
وصل لمسامع الجميع...
طب والله العظيم نسخه منك.... ياسالم
ضحك الجميع عليها... لتكركر ريم وهي تتقدم منهم قائلة....
ولا تزعلي ياحياه هو ولا شبهك ولا شبه سالم
هو شبه خالتو.... مش كده ياموزه أنت طالع شبهي...موزه انت صغنون كده ليه ..
حملته ريم من يد سالم وهي تحاول ألعب معه ولكن كان الصغير ينظر الى سماء شارد في عالمه الخاص !
ابتسمت حياة وهي تنظر الى سالم وتتنهد بحزن
على حيات ريم و وحدتها والأحداث الذي مرت بها
في هذهي الفترة القصيرة.....
ربت سالم على كف حياة وهو يتمتم بخفوت...
ربنا هيعوضها ياحياه..... ربنا كبير وبتمنى ليها
كل خير.....
ترقرقت الدموع في عيون حياة وهي ترد عليه بنفس الخفوت....
يارب ياسالم ريم بنت حلال.... وتستاهل كل
خير
طرق على الباب ليدلف آخر شخص ممكن ان ياتي
في مخيلة الجميع......
سلام عليكم ياهل الدار....
عمو فارس.... عمو فارس....
ركضت ورد سريعا بعد ان دلف فارس الى الغرفة
المتواجدون بها......
حملها فارس في أحضانه وهو يقول بمزاح...
قلب عمو.... خطيبتي القمر وحشتني....
ردت ورد ببراءة وهي تبتعد عنه
وأنت كمان وحشتني اوي... بس كمان اتاخرت
اوي...
معلشي شغل بقه يا ورد الجوري.....
اقترب فارس من سالم وهو يسلم عليه قال..
الف مبروك ياصاحبي يتربى في عزك... اول موصلت النجع وسألت عليك مريم الشغاله قالت ان حياه بتولد وخدت منها عنوان المستشفى....
رد عليه سالم بخفوت...
نورت يافارس.... وعقبال منفرح بيك وتبطل
سرمحا.....
رد عليه فارس بنفس الخفوت...
أدعي ليه من قلبك الاقي الى تلمني....
نظر فارس الى حياة قال بإحترام...
مبروك يامرات اخويه يتربى في عزكم....
ابتسمت حياة بحرج وهي ترد عليه...
ألله يبارك فيك عقبال منفرح بيك....
اكتفى فارس بابتسامة بسيطة.... لينظر الى رافت
والجدة راضية ويذهب ليسلم عليهم قال...
أقسم بالله بركة البيت...... عم رافت والحجه راضيه الى كل يوم بتزيد حلاوه....
حاولت ريم كبح ضحكتها وهي تهمس داخلها بيقين
واضح انك مش سهل يافسدق خالص...
ردت راضية عليه وهي تضحك...
ااه ياواد يابكاش.....بس بجد وحشني بكاشك...
ضحك رافت وهو يكمل حديث امه قال..
ولله العظيم يامي في دي عندك حق....هو بكاش بس بيوحشنا .....
سلم فارس عليهم جميعا.......
لم يلاحظ فارس وجود ريم الجالسة بعيدا عن مرمى عيناه على اريكة ما فالغرفة.....
نظر فارس الى سالم سائلا بحماس...
المهم النون فين وسمتوه إيه ....
رد عليه سالم
مبتسم...
حمزه....حمزه سالم رافت شاهين....
سيدي ياسيدي.....طب فين الاخ موزه عشان
اشوفه تنح زي ابوه ولا فرفوش زي عمه ....
انهى فارس حديثه وهو يشير على نفسه
ضاحكة راضية وهي تتحدث بعفوية...
انت وريم دلعكم لي حمزه واحد .....بس على العموم حمزاوي على ايد ريم اهوه.....
نظر فارس الى ناحية التي اشارة لها راضية...
ليشرد في هذهي الفتاة...ذات الوجه الطفولي والملامح الرقيقة التي وللعلم تحكي عن شقوة
روحها وخفة ډمها في ان واحد عينيها سوداء وجذابة بهم شيئا يميزهم عن غيرهم .......
كل هذا الوصف في نظره واحده ياللهي !!...
الله يسلمك يا ريم مش ريم برده...
ااه ريم بنت عم سالم و ....
سالها بسرعه
انتي مرتبطه.....
رفعت عينيها اليه پصدمه ...لتجد على ملامحه الرجولية علامات الجدية.....
لاء مش مرتبطه بس بتسال ليه.....
ابتسم وهو يحمل حمزه من يدها قال بهدوء...
بعدين هتعرفي يابونبونية العرب ....
نهض من جانبها لتردد جملته بعدم فهم....
بونبونية العرب ......يعني إيه.....
في خارج الغرفة....
مالى فارس على اذن سالم قال بابحه جادة
انا قرارت اتجوز وتلم ولقيت الى هتوب على
اديها.....
نظر له سالم بعدم فهم.....
انا عايز اتجوز بنت عمك....ريم ...
لم