الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه مكتمله بقلم مياده مامون

انت في الصفحة 35 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

هافرقه في الكوبيات زي الشربات على الحبايب أما بقى الغايب اللي انتي فاكره هيرجع فاده اعتبريه كده مېت و كده مېت
لو خرج ليكي هايموت ولو فضل جوه هابعتله اللي ياخد روحه قبل عشماوي ما يعملها.
الوليه معجبهاش الكلام و مدت ايديها الاتنين كانت عايزة ټخنقه بيهم و هي بتصرخ فيه وقالت..
دانا اخد روحك قبل ما تلمس شعره من رأس ابني.
لكن هو برضو كان راجل عفي مسك ايديها بأيد واحده و نزل علي وشها بالايد التانيه و هو بيقول
بترفعي ايدك على مين يا م... و يمين الله ما هاخلي في عيلتكم راجل و لا م.... يا عيلة العسال.
بس يا سيدي و في ثانية لقينا الشارع اتملي شباب من العيلتين و ام اشرف دي خلصوها من ايد الراجل بالعافية و العركة قامت علي كده.
صاح مالك منفعلا
لا لا الناس دي لا يمكن يكونوا طبيعين ابدا ارجع بينا يا حامد احنا مش هنروح النيابة.
ارجع فين يا دكتور احنا خلاص وصلنا
قالها حامد و هو يصف سيارته وسط السيارات و ينزلق منها امرا لهم.
خليكم هنا ماتتحركوش و ماتنزلوش من العربية غير لما اقولكم. 
عندما عاد إليهم حامد اخبره ان هناك ضابط يدعي مصطفى و معه بعض من عناصر الشرطه قد حضرو خصيصا ليشدو من اذرهم و يكونو بجانبه للحماية
انتظرو قليلا ثم تشجعو وترجلو خارج السيارة.
وبعد دقائق معدودة كان يمسك بيدها ويمشي وسط حشد من الرجال تحت نظرات كلها ڠضب من الاتجاهين و برغم انها كانت ترتدي النقاب لكنهم قد علمو بهاويتها عن طريقه هو علمو من يكون
هذا هو نفس الشخص الذي انتشلها من وسطهم على سهو منهم.
بل وقوته قد تضاعفت و يأتي برجال اقوياء الي جانب الشرطه يساندوهم و لن يقوو على اقتحامهم الآن
اذا
عليهم التروي لبعد ترجلها من داخل حرم النيابه.
تقابل مع الظابط مصطفى و الذي بدوره أوقف الرجال قبل اقټحام المبنى بأشارة من يده.
بس لحد هنا و شكرا اوي يا رجالة انتو كده عملتو اللي عليكم و زيادة تقدرو بقى تسيبوهم لينا
و احنا نقدر نحميهم جوه النيابه اتفضلو معايا يا دكتور.
وقف ينظر اليه مترددا و من كثرة عدد الرجال الذين يمتلكون بعض الأسلحة و يظهروها دون خوف مرتابا في الأمر بعض الشئ.
ليهتف مالك 
و هتقدر تحمي مراتي جوه يا حضرة الظابط.
هتف الضابط مؤكدا
انا هنا مخصوص النهاردة عشان خاطرك انت و مراتك فامن فضلك متحاولش تقلل في قدرتنا يا دكتور.
صړخ مالك بانفعال 
و لما حضرتك ليك القدرة على انك تقبض عليهم ماعملتش ده ليه
پتهمة ايه يا دكتور هما لحد دلوقتي ماعملوش حاجه تخليني ادينهم.
و بالنسبة لكمية السلاح اللي في ايديهم ده
ضحكة سخريه خرجت من فاهه ليلقي نظرة عليهم ثم يقول
احب اكدلك ان كل واحد فيهم ظاهر سلاح حاطط في جيبه رخصته الناس دي مش اغبيه و لا عب.. عشان يقوعو نفسهم في غلطه زي دي
بس ماتقلقش احنا بردو مسيطرين على الموقف و خصوصا اننا جاتلنا معلومه انهم هيحاولو يهربو اشرف من النيابة.
هذه المره صړخت شذى و هي تتشبث بذراع زوجها الذي بدوره ضمھا تحته 
هو اشرف هنا في النيابه.
لمح الظابط مصطفى رعشة جسدها تحت ذراع زوجها فاهتف محاولا بث الطمأنينة لها.
اه هنا بس اطمني انتي مش هاتتقابلي معاه و لا هايشوفك اصلا انتي هاتدخلي عند وكيل النيابه و هتقولي شاهدتك و تطلعي على طول.
مش عايزة بلاش يا مالك خلينا نمشي عشان خاطري.
ماتخفيش يا حبيبتي انا معاكي و مش هاسيبك ابدا.
هتف الظابط مصطفى نافيا 
لاء الحقيقة انت هاتضطر تسيبها دلوقتي لأنها هاتدخل مكتب وكيل النيابه لوحدها.
لاء ماتسبنيش يا مالك
قالتها شذى متمسكة بذراعه حين لمحت وجه عمتها الساخر والمنذر لها بسهام الشړ.
ربت مالك على كفها الرقيق و همس له بأن يرأف بحالها
من فضلك يا حضرة الظابط انت شايف الوضع عامل ازاي خليني ادخل معاها عشان ابقى مطمن عليها و هيا كمان تبقى مطمنه.
اومئ له الظابط مصطفى برأسه و اسدل هاتفه من جيبه متحدثا به.
مرت بضعة دقائق كانت بالنسبة لهم كالدهر إذ تبادلت فيها بعض النظرات مع عمتها و والد خطيبها السابق و الذي حضر الان ليبث نظرات مرعبة لها لا تبشر بأي خير.
ليهتف مالك هامسا لها
مين الراجل اللي عمال يبصلنا بشړ ده يا شذى.
من كثرة خۏفها كانت ټدفن وجهها في كتفه لا تقوى على اي مواجهه معهم لتنظر الي ما يشير زوجها بنصف عين و تعود في لحظتها على وضعها كما كانت هامسه بصوت مرتجف.
ده ابو محمود.
و هنا تقدم منهم الضابط هاتفا اتفضلو معايا.
ولجو معه داخل
مكتب وكيل النيابه الذي بدوره حياهم و رحب بهم ثم بدء يوجه لها بعض الاسئله.
انتي بقى شذى سبب كل العركه دي واللي اتسببتي في مۏت اتنين مش كده.
مدام شذى حضرتك
كان هذا صوت مالك الذي لم تريحه نظرة وكيل النيابة لزوجته و بدئت تظهر عليه الغيرة.
الټفت اليه وكيل النيابة موضحا بهدوء
اهدي بس يا دكتور انا اعرف منين انها هي دي شذى اذا كانت في البطاقة الشخصية مش منتقبه
يبقى ليا حق اسأل و اتأكد و لاء من فضلك اكشفي وشك يا مدام شذى.
نظرت الي زوجها تنتظر ان يقولها هو لكنه نظر اليها مطولا و اخيرا أشار لها بعينه بأن ترفع وشاح وجهها.
رفعته الجميلة لتفتن بالفعل من بالغرفه و يطول النظر الى وجهها ليلاحظ مالك هذا و يصيح غاضبا.
اظن حضرتك اتأكدت بما فيه الكفايه غطي وشك يا شذى.
اسدلت وشاح
وجهها و جلست امامه منحنية الرأس ليقدم لها وكيل النيابه هاتفها القديم سائلا
طيب دلوقتي بقي نقدر نبدء التحقيق.
تليفونك ده يا مدام شذى.
التزمت الصمت وفضلت ان تومئ برأسها فقط.
نظر وكيل النيابة الي الظابط و هتف
لاء كده مش هينفع لازم تتكلم و نسمع صوتها عشان الكاتب يقدر يكتب شهادتها في المحضر.
وجه الظابط مصطفى حديثه لمالك حتى يحثها ان تتحدث بصوت مرتفع.
دكتور مالك اكيد حضرتك عارف أهمية شاهدتها بالنسبة للقضية دي في ايدها تعلق واحد في حبل المشنقه و بكلمه منها تقدر تبرءه
يريت حضرتك تخليها تبطل خوف و تتكلم بصوت واضح عشان نقدر ناخد اقوالها بوضوح.
استمع مالك له و اومئ رأسه بالموافقة لينظر لها يحثها على التحدث.....
سمعتي بودنك يا شذى لازم تتكلمي عشان حقك وحق ابوكي و دمه اللي ساح على الأرض مايبقاش انهدر على الفاضي
انتي اللي في ايدك دلوقتي ترجعي حقك يا شذى.
انا خاېفة يا مالك يلا نمشي
قالتها شذى متمسكة بيده.
ربت مالك على يدها محتضنهم داخل راحتي يده مهدئا لجرفتهم.
نمشي يعني نفضل عايشين في الخۏف ده هانمشي يعني نديهم الفرصه يفضلو ېهددونا كل شويه
اتكلمي يا شذى خلينا نخلص من الکابوس ده بقى.
كلامه لها كان بمثابة تحفيز قوي لها ليلاحظ هذا من نظرة عيناها التي تغيرت من النقيض الي نقيض اخر من الخۏف و الضعف إلي الجمود و القوة لتهم بالتحدث بصوت مرتفع.
اتفضل اسأل حضرتك و انا هجاوب على اي سؤال حضرتك هاتسأله.
اردف وكيل النيابة موافقها الرأي
كده تمام نعيد السؤال من تاني الموبايل ده بتاعك يا مدام شذى.
ايوة موبايلي
تمام و عليه ايه بقى
نظرت الي زوجها بخجل و لم تجيبه خوفا من ان يكون مقصده على تلك الصور المهكره التي زورها وارسلها لها ذلك القتيل الملقب بخطيبها السابق.
ليخرجها زوجها من ذالك المأذق و يجيب عوضا عنها زوجها.
عليه مكالمه مسجله من اشرف ابن عمتها ليها هي و والدتها و
انا اللي سجلت المكالمه دي
ليلمح لها بأشارة من عينه بألا تخاف من شئ.
و هنا تحدث وكيل النيابة بنفاذ صبر 
لو سمحت يا دكتور انا عايز اسمعها هي لازم تجاوب بنفسها على كل سؤال.
يعني هو اعترف في المكالمه انه هو اللي قټلهم قالك انا قټلت ابوكي و خطيبك كده بصراحه
شذى نافيه 
التليفون.
تمام نسمع المكالمه و نقارن بينها و بين شهادتك.
ضغط على علامة مسجل الهاتف فاتحا تلك المحادثة ليستمعو جميعا لها.
اشرف پعنف
طب اسمعي انتي بقى يا ام المحروسه البت بنتك هترجع ڠصب عنها و هتبقى مراتي برضو لاء دانا عارف العنوان و حافظه بالملي و قريب اوي هتلاقوني عندكم.
سلام و ابقي سلميلي على شذى لحد ماجي اخدها انا بنفسي.
استمعو جميعا الي تلك المحادثة ليغلق المحقق الهاتف و يتنهد صائحا
صړخت شذى پخوف يعني ايه يعني كده اشرف هيخرج منها لاء ده لو خرج هايعمل حاجة من الاتنين يا هايخطفني يا هايدبحني يا مالك. 
ممكن تهدي
هتف المحقق ينفي ما يهلوثو به هم الاثنان
ممكن تهدو انتو الاتنين.
انا مأنه هو 
اتكأ مالك على يدها ضاغطا عليها لتنظر له بريبه تسأل نفسها هل اغضبته و هي في وضعها هذا لتصمت قليلا محاوله تهدئة نفسها لتقرأها في عينه دون أن يتحدث يريدها ان تخفض من صوت شهقاتها!!
بالله كيف يفكر ذلك المختل ايظن انها في وقت يسمح لها أن تعير لصوتها اهتمام.... 
ام يريد أن يريها كم عشقه و غيرته عليها كما اخفاها عن الجميع و حجب النظر عنهم ان يصمتها للأبد حتى لا يستمع احد الي صوتها العذب ودلالاها حتى في صوت بكائها.
ليهتف قائلا طب اظن كده مافيش أسئلة تانية و نقدر نمشي.
ليجلسه المحقق قائلا اقعد يا دكتور من فضلك احنا لسه ماخلصناش التحقيق و اكيد لما اخلص انا بنفسي هاقولكم مع الف سلامه.
مالك بهدوء حذر طب اتفضل اسأل و خلصنا. 
لكن قبل أن يستطرد المحقق أسئلته انتفض الضابط مصطفى ينظر من نافذة المكتب أثر
استماعه لبعض الاشتباكات و الصياحات المرتفعة اسفل البناية.
اسدل هاتفه متحدثا فيه بهدوء حتى لا يرهب الموقف عليهم اكثر من ذلك ويحاول التملص منهم للخارج سريعا لكنه همس في اذن المحقق قبل أن يذهب ببعض الكلمات قبل أن يبرح باب الغرفة
في حاجه و لا ايه
قالها مالك بقلق بعد أن رأه يذهب بهذه السرعه و لم يلتفت اليهم.
و هنا تحدث المحقق بمنتهي الجديه ليغير لفت نظرهم من جهة باب الغرفة اليه. 
مافيش يا دكتور حضرة الظابط بيشوف شغله اكيد الراجل مش هايفضل قاعد معانا و سايب الدنيا كده يعني
ماتنسوش ان في متهم في عهدته نرجع بقى للتحقيق تاني.
اومئت شذى برأسها و همست
هادئة
اتفضل حضرتك. 
تمام نيجي بقى لوقعة التحرش اللي اتعرتضي ليها هل هاتتهمي اشرف بيها برضو و لا هاتتهمي حد تاني. 
تفاجئو هم الاثنان بسؤاله هذا و خجلت الصغيرة و بدل من ان تجيب المحقق أجابت زوجها. 
انا ماعرفش مين اللي عملها و الله انا كنت متخدرة ساعتها صدقني يا مالك. 
حزن زوجها من أجل تذكرها هذه الأحداث المؤلمة و امسك يدها هذه المره ليطمئنها.
عارف يا حبيبتي و متأكد من ده و مصدقك طبعا. 
قطع المحقق وصلة نظراتهم لبعضهم
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 54 صفحات