الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه مكتمله بقلم مياده مامون

انت في الصفحة 44 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

مابيفهمش و لا ايه.
هههههههه لاء على فكره دا دكتور محترم جدا بس هو اللي الدنيا لطشت معاه اوي كان متجوز واحدة يونانية وخلف منها ولدين توأم و هو عنده تلاتين سنه 
اخدتهم منه و رجعت بلدها بعد ما طلبت الطلاق و من ساعتها و هو مايعرفش
عن ولاده دول حاجة وعايش لوحده.
اردفت مجيدة بطيبة يا عيني يا مالك دا تلاقيهم
كبرو وبقو شباب دلوقتي
ماهو برضو شكله مش صغير.
قرر ان يخبرها كل شئ يخص صديقه الطبيب عندما وجدها متشوقة لسماع قصته. 
عنده تسعة وأربعين سنه و بيشتغل في المستشفى و عنده عيادة خاصة بيه قريبة من فيلته على فكره هو راجل ارستقراطي كده وتحسيه مرتب في كل حاجة
وأهم حاجة بقى انه مش همجي و هادي خالص يعني مش هيتعبك نهائي في اي حاجة. 
حيلك يا بني انت بتتكلم كده و كأني وافقت.
وترفضي ليه بس انا نفسي اعرف انت هتستفيدي ايه من وحدتك دي. 
بنتي معايا.
لاء بنتك معايا انا ومتفكريش اني ممكن اسيبها لحظة ليكي او لأي حد. 
ماجدة بحزن بس هي رافضة. 
مالك وقد شعر بلين رأسها وافقي انت ومالكيش دعوة بيها ياستي ان كان على موافقتها انا هاجبها لحد عندكوهي بنفسها هاتبلغك بيها.
نظرت ماجدة له بابتسامة و قد رأي في عيونها الموافقة فأومئ لها برأسه قائلا بمداعبة. 
على خيرة الله يا ماجدة يا بنتي بيقولو السكوت علامة الرضا
يلا نطلع بقى وربنا يتمم بخير و يقدرني على المچنونة اللي فوق دي. 
ضحكت ماجدة كثيرا من قلبها على كلماته وصعد بها وهو يضحك معهاثم ولج بها داخل غرفتها ليعاونها على التمدد في فراشها.
ماجدة رابته على راحة يده مالك ماتبلغش صاحبك بأي حاجة غير لما تكون متأكد من موافقة شذى
و لو هي صممت على رأيها يبقى تبلغه برفضي انا كمان. 
دثرها مالك بالغطاء و هتف 
اطمني يا خالتي انا مش هاعمل غير اللي يريحك وأن كان على شذى فادي بقي سيبيها عليا هتوافق يعني هتوافق.
دلف إليها وجدها جالسه خلف مكتبه فاتحة جهاز الحاسوب تبعه تستذكر عليه دروسها منهمكة بحماس. 
جحظت عينه واقترب منها سريعا ظنا انها تفتش فيه ليري ما تفعله بجهازه
انت بتعملي ايه.
شهقت شذى بفزع وصاحت بصوت عالي 
في ايه خضتني يا اخي.
لف مالك الجهاز و انحني امامه ليعبث وجهه و هو يرى تلك الملفات التي حملتها وفتحتها عليه. 
مين قالك تفتحي اللابتوب بتاعي وكمان حملتي عليه حاجات
اسمعي انا مش بحب كده الجهاز ده متسجل عليه عمليات وأفلام وثائقية مهمه جدا.
شذى بحزن
وانا مالي و مال عملياتك على العموم انا اسفة انا بس عيني وجعتني من المذاكره على التليفون 
قولت انقل الفولدرات على الجهاز بتاعك عشان الكتابة تبقى أوضح ماكنتش اعرف انك هتزعل كده بس خلاص امسحهم ولا تضايق نفسك انا مش هقرب من اي حاجة تخصك تاني.
اغمض مالك عينه لمدة ثانيه بتعصب قابضا على اصابع يده يدق بها على مكتبه وهو ينطق بنفاذ صبر.
شذييييى بطلي هبل مافيش حاجة بينا اسمها تخصني وتخصك. 
بس انا محضر على اللابتوب ده كل شغل المؤتمر الطبي وكان ممكن تقوليلي انك عايزة لابتوب وانا اجبلك واحد جديد على فكره بدل ما تبوظي ليا شغلي.
زجته شذى بلا مبالاة واتجهت نحو فراشهم شالحة مأزرها المخملي من عليها لتظهر امامه بمنامة ذات شورت قصير وحملات رفيعة من علي اكتافها متمردة عليه بأنزعاج.
مش عايزة منك حاجه انا اصلا خلاص خلصت مذاكرة وعلى فكره
بقى انا مش جاهله عشان ادخل على شغلك و ابوظه ليك.
مالك واتجه نحوها محتضنها من الخلف ضاممه الي صدره
هامسا بحب.
انت مش جاهلة بس عنيدة و دماغك ناشفة ومتمردة على كل حاجة.
وايه كمان. 
مالك تائها في جمالها 
و حبيبتي وروحي كمان بس لو تبطلي عندك ده. 
ماتزعليش يا ستي من بكره هايكون عندك جهاز لاب خاص بيكي انت.
شذى بخجل منه لاء يا مالك مالوش لازمه اصلا بكره اخر يوم في الامتحان.
اشششش سيبك من الكلام ده مش احنا الاتنين بقينا واحد خلاص.
شذي بخجل
اه يا حبيبي خلاص. 
مالك خاطفا قبله من وجنتها 
يبقى لما تحتاجي حاجه تطلبيها مني انا و من غير اي تردد. 
طب انا عايزة اروح شقتي مش عايزة اقعد هنا عايزة اخد راحتي يا مالك.
قليل الادب اوعى كده سيبني. 
مالك ضاحكا على خجلها اسيبك ايه هو في حد يقدر يسيب روحه برضو. 
زمت شفتيها وهمست له انا مش بقولك نمشي عشان حاجة مزعلاني بس انا حابه تبقى لينا حياتنا الخاصه يا مالك
ماما سمعتنا امبارح و قعدت تضحك و تلمحلي وانا بصراحة مش عايزة حد يعرف عننا حاجة. 
مالك موافقها الرأي طيب يا حبيبتي انا هاتصرف في الموضوع ده.
شذى
بفرحه هانرجع بيتنا. 
مالك نافيا
لاء انا ماقولتش كده بصي يا شذى انا بصراحة مرتبط بالمكان هنا قوي زي ما انت شايفة كده يعني المسجد والبيت هنا وامي و ابويا 
انا عاشق للحي كله عامل زي السمك اللي مايقدرش يعيش بره المايه. 
شذى بوجه متهجم نافضه يده من حولها. 
طب اوعي بقى خلي المايه اللي انت عايش فيها دي تنفعك 
وانا بصراحه ماعنديش استعداد اسمع كلمه تكسفني من اي حد دا انا بدخل الحمام وانا بتلفت حواليا زي الحرامية.
وقف مالك بوجه عابث يبدل ملابسه وهو يراها ترقد تحت الغطاء الثقيل معطياه ظهرها هاتفا لها. 
خلاص قولتلك هاتصرف هوضبلك البيت التاني وننقل فيه واظن لأمي ولأمك هايرفضو بعد ما مامتك تتجوز. 
انفزعت من رقدتها وهمت لتجلس امامه 
صا
بطلي صړيخ و هبل بقى و انزلي.
امسكها بين يدي
اخرسيييييي بقي.
قالها مالك پغضب وهو يضم رأسها من الخلف كاتم صړاخها في صدره.
قذفت الحاجة مجيدة حذائها في وجه شذى ليقف مالك متصدي له قبل أن يسقط على رأسها و يتفاقم الأمر اكثر من ذلك. 
الحجة مجيدة بصوت جاهور 
وهي متبهدلة بسببه. 
جحظت عيناها من وقت دخول خالتها عليهم لتجذب الغطاء مدثرة نفسها جيدا بخجل
ناظرة الي زوجها الذي وقف حائرا خاجلا هو الأخر بينها وبين والدته.
مالك محاولا رد
والدته عنها
ل تحرم اللي حلله ربنا لأمها. 
ايه يا ست شذى مش حضرتك برضو فرحانة ومبسوطه مع جوزك
مع ان ابوكي مابقلوش تلات شهور مېت ماحزنتيش عليه ليه بقى يا ست شذى
و لا عايزة تشيلي امك الحزن بس. 
انتفضت شذى من علي الفراش ملتقطة مأزرها مرتدياه سريعا بصړاخ 
بس بقى كفاية ذل وإهانة لحد كده ابنك عندك اهو خليهولك وابعدو عني انا وامي ماحدش له دعوه بينا
اذا كنت عايز تطلقني يا سيدي عشان امك ترتاح طلقني. 
تختطها سريعا لترحل من الغرفه لتجده يقبض على شعرها من الخلف مانعها من الخروج بهيأتها هذه 
أمرا لوالدته... 
روحي نامي يا أمي من فضلك و لو سمحتي ماتدخليش علينا بالطريقة دي تاني.
مالك بسكون ما قبل العاصفة 
ازاي تسمحي لنفسك انك تخرجي من باب الأوضة بالهدوم دي.
رفعت شذى رأسها بأندهاش 
هو ده بس اللي اخدت بالك منه لتصرخ قائلة... 
مأخدتش بالك هي دخلت علينا ازاي ماشوفتش هي هانتني ازايييي. 
جلس مالك على الفراش واضع رأسه بين كفيه يحاول ان يكظم غضبه. 
امي تقول وتعمل اللي هي عايزاه و لا نسيتي هي عملت ايه عشان تجوزك ليا.
وقفت شذى تصرخ في وجهه متهوره في كلامها كالعادة 
يا اخي يا ريتني ما اتجوزتك و لا كنت دخلت حياتي من أصله انا زهقت منك ومن قلة حيلتك دي
حتى امك مش عارف تاخدلي حقي منها.
مالك منتبها لما تقوله
شذى فوقي واعرفي انت بتقولي ايه المره دي مش هسامح واغفرلك غلطك تاني.
انشالله ما سامحت هو انت ماتعرفش تعمل ر... غير عليا انا بس
لتحاول الخروج مره اخرى لتجده يدفعها بقوه للداخل و اذا به يرد لها اهانتها بصفعه قوية على وجنتها. 
ساحبها من شعرها و ملقيها على الفراش. مالك حازما امره 
اقسم بالله لعرفك انا را... و لا لاء وحياة عشقي لجمالك يا شذى لربيكي من اول و جديد 
اتفضلي نامي عشان الامتحان اللي عليكي بكره و بعدها انا هعرفك ازاي تتكلمي معايا بالطريقة
دي.
فتحت باب غرفة شقيقتها وجدتها جالسه على الفراش تبكي وحدها 
اذا لقد استمعت الي صړاخ ابنتها وكل ما قالته في حقها.
اقتربت منها وجلست بجانبها لتشد من ازرها قليلا.
اردفت الحاجة مجيدة مزمجرة 
بټعيطي ليه هو انت هاتستجدي على بنتك وصوتها العالي. 
وضعت ماجدة رأسها على صدر اختها وهمست 
شوفتي قالت عليا ايه يا مجيدة انا اصلا غلطانه اني سمحت لنفسي اتكلم في موضوع زي ده روحي قوليله اني رفضت و خليه مايزعلش شذى. 
الحجة مجيدة بلوم 
ياختي ما تزعل ولا تتفلئ حتى هو انت مابتفكريش غير في راحتها وهي اصلا بت أنانية مابتحبش غير نفسها. 
واذا بهم يسمعو دفعة باب قوية لتجري الحجة مجيدة للخارج حتى ترى ما يحدث. واذا بها تجد ابنها يغلق باب غرفته ويوصده جيدا بالمفتاح من خلفه.
الله مالك رايح على فين يا بني
زفر مالك أنفاسه بضجر مستغفرا ربه على مايفعلوه نساء هذا البيت به و صاح في وجه
والدته پغضب
استغفرالله العظيم رايح في ستين.... حلو عني بقى. 
أعلنت ساعة مذياع سيارته الثامنة صباحا كانت تجلس بجواره هادئة مستكينة مختبئة تحت نقابها من عيونه التي تقذفها جمرا
و معه كل الحق في غضبه هذا حتى لو قڈفها أسفل عجلات السيارة لن تلومه فما قالته لا يغفره احد ابدا 
أوقف السيارة داخل الحرم الجامعي لتترجل منها وتغلق بابها خلفها ابتعدت قليلا غير ملتفته الي السيارة. واذا بها تسمع صرير عجلاتها
لتخبرها انه يرحل عنها ويتركها وحدها استدارت سريعا لتراه وتنظر له هامسة من تحت نقابها 
ماتمشيش يا مالك خليك معايا. 
لكنه لم يلتفت إليها و لا حتى ليطمئنها وذهب.
لا تعرف من أين جائتها كل هذه الطاقة السلبية جرت لتقف أمام لجنتها خائڤة بل مړتعبة تريد أن تحتمي بأي شئ
ظانه انه سيأتي احد ما و ېتهجم عليها بأي لحظة.
الي ان فتح باب اللجنة و كانت هي اول من دلف بها. 
ذهب إلى مول تجاري قريب من الجامعة جلس في إحدى الكافيهات يحتسي كوب من قهوة الصباح
يفكر في جنيته شقيته ومعذبته. برغم تهورها
واندفاعها في الكلام الا انها معها كل الحق في طلبها 
فما فعلته والدته بالأمس كان معناه چرح لخصوصيتهم لم يكن لها أي حق في ان تدلف عليهم بتلك الطريقة المهينة 
لذلك عزم أمره على أن يبدء في توضيب البيت من اليوم لكن دون أن يخبر تلك الشقية
التي تعركل عقله دائما وتذيب قلبه بنظرة من سمائها او هماستها. 
وبعد أن احتسي قهوته ذهب إلى إحدى المحلات المخصصة لبيع الأجهزة الإلكترونية وابتاع لها جهاز حاسوب جديد ليأخذه ويرحل من المول كله عائدا إليها بسيارته.
طريق العودة بها إلى المنزل كان صورة طبق الأصل من طريق الذهاب لم يزد عليه أي شئ سوي شهقاتها و رجفتها بجانبه فقط.
ازعجته بشهقاتها و رجفتها هذه ليصيح فيها پغضب...
ممكن تسكتي
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 54 صفحات