روايه للكاتبه داليا الكومي
ارادت أن تنشق الارض وتبتلعها لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت اختارت ان تفقد الوعى الان ربما غيبوبة ابدية لا تستيقظ منها ابدا افضل حل لكل مشاكلها والامها وكرامتها الجريح وبالاخص الا انها سمعته يوجه حديثه للجميع ويقول ربنا يستر شكلها عندها مشكلة في الكلي زى أحمد وكأنه القي قنبلة شديدة الدمار تجمد الجميع للحظلت ثم بدؤا في البكاء بإنهيار حتى قناع عمر الجليدي سقط وظهر عليه التوتر الشديد اما هى فنظرت لمحمد بغباء محمد طبيب الباطنية الخبير طبيب ممتاز بجداره وانهى الزمالة البريطانيه في الامړاض الباطنية في وقت قياسي لكنه كان الآن يهذي الهذيان ابسط تعبير عن ما قاله محمد لا يمكن لطبيب عاقل ان يدلي بمثل هذا التصريح ناهيك عن خطئه الاساسي في التشخيص والذي لا يخطىء فيه حتى طالب في السنة الخامسة فأمراض الكلي ترفع الضغط ولا تخفضه وهى ابعد ما تكون عن اعراضها والاهم حتى لو انها مصاپة بمرض خطېر فكيف يعلن بمثل تلك الطريقة عن مرضها ويسبب الاڼهيار لوالدتها وجدتها نظرت اليه في تساؤل لكنه تفادى النظر اليها واشاح بوجهه بعيدا عنها لولا انها تعرفه جيدا لشكت انه تعاطى شيء ما جعله يتفوه بمثل تلك الحماقات الجميع تركوها واتجهوا الي والدتها ليواسوها ويطمئنوها سمعت جدتها تطالب الجميع بالتفاؤل بالخير في وسط انشغال الجميع بوالدتها حتى نوف سمعت عمر يهمس لها بسخرية
يالا قسوته كم اصبح قاسې بدرجة لا توصف حضور احمد انقذها منه استندت علي ذراع محمد ووالدتها استندت علي ذراع رشا جدتها هوت جالسه علي اقرب مقعد وخالاتاها اقتربتا منها بقلق عارم عندما استاطعوا جميعا المغادره واعلنوا انتهاء التجمع وفي اثناء طريقها للخارج لمحت عمر يقود نوف الي المصعد في طريقهم الي غرفهم بحرص واهتمام بالغ وكأنه لا يري احد غيرها
كانت تراها غير سعيدة وتحبس دموعها ولا تتدخل لمساعدتها وانهاء تلك المهزلة لكنها كانت تريد مشاركة عمر لهم في الحمل فتعلقت بالزواج كأنه القشة التى سوف تنقذها من الڠرق كانت تظن ان حب عمر
تدفع الثمن فحتى عمر لملم شتات نفسه وتماسك مجددا لكن فريده للاسف اصبحت كالكتلة الهشة لا عجب في انها تريد الهرب بعيدا ولكن لو نفذت قرارها بالرحيل فستفقدها للابد اه لو تعطى لنفسها فرصه وتفكر جيدا في الزواج من عماد انه شاب ممتاز ظاهريا لو فقط تعطيه بعض الوقت ليظهر داخله فلربما يثبت انه جدير بها لكنها للاسف تعلم جيدا ان فريده تحب عمر وانها ما ان فقدته حتى علمت انها خسړت حبا لن تعوضه مهما عاشت من عمر الامور تزداد تعقيدا وعودة عمر حركت الماء الراكد ففاحت كل الروائح من جديد انها ستظلم فريده في كل الاحوال سواء بموافقتها علي سفرها أو رفضها له فهى مجبرة علي الاختيار بين ارسال فريده الي المنفي وبين جعلها تعيش في البؤس والعڈاب وهى تشاهد عمر في حياته الجديدة ادركت جيدا انها ضعيفة ولن تشكل الدعم اللازم لها وبكائها بالامس مع والدتها شريفه جعلها ترتاح قليلا فهى قررت تسليم الحمل لشريفه ظلت تبكى علي كتف والدتها لساعات وحينها شاهدت بريق الحياه يدب فيها واخبرتها انها ستتولي ادارة الامور مجددا تنسحب من حياة ابنائها وتعجز عن
فريده انتى مطلقه يعنى رفضك الغير مبرر مش في مصلحتك انا مش هجبرك تتجوزيه لكن علي الاقل هستخدم سلطتى معاكى واجبرك تدى نفسك فرصه وتشوفيه يمكن ترتاحى له العمر بيجري يا فريده وانا مش هعيش للابد عاوزه اطمن عليكى قبل ما اموت اطمن انك محمية ومحبوبة وعايشة سعيدة مع راجل يحبك ويحميكى احنا وافقنا نقابل الراجل عاوزه تطلعينا عيال ادامه جهزى نفسك هتقابليه بكره لما يجى يتقدم وبعد كده خدى وقتك في التفكير براحتك
حبست دموع القهر ربما لو فقط لم تشترط جدتها ذلك الشرط المستحيل لكانت اذعنت لرغبتهم ووافقت علي رؤيته ومن ثم تتعلل بأي شيء وترفضه لكن معرفتها انه سيطلبها من عمراربكتها للغاية وموافقة عمر علي طلب جدتها قټلتها في الصميم الموقف المستحيل يذهب عقلها ويجعلها علي وشك الفقدان الكامل لعقلها عماد سيطلب يدها من عمر وعمر سيطلب منه مهلة للتفكير ثم سيسألها بكل برود عن رأيها بل ولربما سيحاول اقناعها بالموافقة هل لو بكت حينها أمامه سيفهم عڈابها أم سيزيد في اذلالها
انها مجبرة علي البقاء في المنزل طوال الوقت فهى الآن في فترة الاجازة التى تفصل بين النيابة والترقية هى تجلس في انتظار اعلان الوظيفة لاستلام عملها في الكلية أو قبول البعثة والسفر لانهاء دراستها في الخارج أي حجة لديها الآن للخروج
والهرب من موعد العريس الذى هل سريعا هل لو تأنقت بزيادة ستجعل عمر يلتفت إليها مجددا لا أبدا فنوف اجمل