متزوجة كامله
من النظرة الأولىأفاقت من شرودها العيون الجميلة دى مش لازم تبكى وأنا موجود
ربنا ما يحرمنيش منك أبدا
حركة بسيطة وكلمات أبسط منحاه ة من تلك الفتاة البسيطة رائعة الجمالوالتى منحته ماعجزت عن أن تمنحه إياه بشرىمنحته حب يظهر فى تلك العينين العشبيتينوفى اهتمامها به وبكل ما يحبه ومنحته راحة فى الإستماع إليه وإلى ما يؤرقه ثم بكلمات بسيطة
بجد يا مراد
بجد ياشروق
قرب يحيي ملعقة الشوربة من فم رحمة لتفتح شفتيها رغما عنها وتشربها بعينيهتشعر بيحيي يعود كما كان ليكبح جماح نفسه بكل قوة كادت هي بدورها أن تستسلم لعشقها القديم أن هذا هو يحيي من ظن بها السوء رغم
نهض يحيي قائلا فى توتر
انا هخلى روحية تيجى تأكلك
قاطعته قائلة
لو سمحت متتعبهاشأنا هاكل لوحدى
متأكدة
أومأت برأسها ليقول مكررا
هتاكلى يا رحمةقلة الأكل مش كويسة علشانك
وكأنه يهتم إن عاشت أو ماټتلتقول بعصبية
انا مش طفلة صغيرة على فكرةولما أقول هاكل يبقى هاكلبطل تعاملنى معاملة الأطفال يا يحيي إنت كدة بتخنقنى
إبتسم بسخرية قائلا
الاحسن إنى أعاملك كطفلة صدقينى ما هو إنى اعتبرك طفلة صغيرة مش عارفة مصلحتها
أغروقت عيناها بالدموع ولكنها أطرقت برأسها حتى لايرى دموعها وضعفهابينما هو شعر بالندم فور نطقه لتلك الكلمات وهو يرى شحوب وجهها ولكنه أدرك أنه أراد بتلك الكلمات ان يثبت لها أنه ليس ضعيفا أمام سحرها كما ظهر منهوأنها لا تؤثر به بتاتاأراد ان يوضح لها رأيه فيها حتى لا تنتابها الشكوك
حول مشاعره ورغم انه أراد ان يبثها كل ذلك إلا أن إطراقة رأسها ومظهرها الضعيف الآن جعلاه يشعر بالندم على تفوهه بتلك الكلمات الفارغة يدرك أنه إن تركها الآن فلن تأكل وربما حدث لها شيئا وهو لن يسمح بإصابتها بأي سوءليعاود الجلوس
بجوارها يمسك بطبق الشوربة مجدداويمد يده بالملعقة إليها لترفع وجهها تنظر إليه بدهشة إختلطت بالدموع فى مشهد فطر قلبهلينظر إليها بعيون قرأت فيهم ندمه الذى يحاول أن يخفيه عنها لتسامحه على الفور على كلماته القاسېةلاعنة قلبها الذى يذوب به عشقالتفتح فاهها وتشرب لاتدرى مذاق ما تشربه ولكن كل ما تدركه أن يحيي هو من يذيقها إياه لتستشعره فى فمها رائع المذاق
فكرى يابشرىفكرىإيهافكارك الجهنمية راحت فيندماغك دى صدت ولا إيهأكيد من قلة إستعمالها بقالك كتير راكناها على الرفلكن آن الأوان تستخدميها عشان تزيحى العقربة رحمة من طريقك بس هتظبطيها إزاي بس
طول ما أنا عايشة فى التوتر ده وهي أدامى مش هعرف أفكر وأدبرلها مصېبة تاخدها من وشىوأخلى الطريق يفضالى بقىكل اللى هيحصل إنى هتعصب وأغلط وأزعل يحيي منى وبس
لتلتمع عيناها وهي تقول
أيوة أحسن حاجة أروح لأخو جدى هاشم البلدأيوة هروح للحاج صالح هناك هدوء وهعرف أفكر براحتى وبالمرة أجدد علاقتى بيهم جايز أحتاجلهم فى خطتى
لتبتسم بإنتصار قائلة
أما إنتى عليكى دماغ يابشرىألماس
لتطلق ضحكة ساخرة وهي تمنى نفسها بقرب الخلاص نهائيا من رحمة
إستيقظ مراد ليجد شروق نائمة
نظرة أخيرة قبل ان ينهض بحذرحتى لا يوقظهافلا طاقة له اليوم برؤية حزنها لرحيله كما يحدث عادة تظن هي انها إستطاعت ان تواريه عنه ويدركه هو فى طيات عينيها الخضراوتين الساحرتيننافذته التى يستطيع من خلالها رؤية مكنون قلبهاتنهد بحزنكم ود لو
إستطاع ان يبدل قلبه أو يمحى عشق رحمة منه على الاقل كي يستطيع ان يبادلها ذلك العشق الكبير الذى تكنه لهولكنه للأسف لا يستطيعرغم انه أدرك مؤخرا حقيقة غابت عنه طوال حياته وهي أن أخاه يعشق رحمة والمصېبة الأكبر أن رحمة تعشقه بدورهاظهرت تلك الحقيقة فى نظرات رحمة إلى يحيي وكلمات يحيي التى خرجت منه دون إرادةتلك الحقيقة صډمته وأشعلت كيانه حزنا فطر قلبه إدراكه أنهم أولاد عاصم الشناوي ثلاثتهم أحبوها منذ الصغرولكن هي هي لم تحب سواهأخاه الأكبر يحييذلك الذى يحبه كوالدكأخ أكبركقدوةورغم أنه وجب عليه ان يتخلص من عشقها الآن بعد إكتشافه ذلكإلا أنه لا يستطيع مازال قلبه ينطق بحروف إسمها مجبرا إياه على التفكير بهايتساءل ما مصير ذلك العشق الذى يهدم كيانه ويبعده عن كل ما حوله سواهالينظر إلى شروق النائمة كالملاك متسائلاوماذنب تلك المسكينة التى تعشقه بكل ذرة فى كيانهاوتنتظر يوما يبادلها فيه عشقهاليغمض عينيه
ألمافبيده يقبع الحل لكل مشاكله ولكن قلبه يرفض أن يستمع إليه ليبتعد مغادرا بخطوات ثقيلةيعلم أنه وحده السبب فى عڈابه ولكن ما بيده حيلة فالحب فى حالته لعڼة ولا خلاص منها سوى بالمۏتنعم هو المۏت ولا شئ غيره
دلف مراد إلى حجرته بهدوء يبتهل بكل شدة