ايمان حجازي
حاجه عشاني ! مش شايف يعني
داغر بتنهيده
مفيش فايده المهم مش جاي بقه معايا نعدل المزاج
نهض عمار والتقط مفاتيح سيارته وردد خارجا
لا مش جاي حابب ابقي لوحدي شويه سلام
اسرع والده يستوقفه
رايح فين يا ابني تعالي
أمسك داغر بكتفه يهدئه
سيبه يا عمي أنا عارف هو رايح فين متقلقش عليه
نظر والده الي داغر وأمسك به من ذراعيه راجيا
أمسك داغر بيد القبطان مالك وربت عليها مرددا
أولا انت متوصنيش علي اخويا ثانيا ايه محيلتيش غيره دي ! وانا رحت فين !! أنا مش ابنك برضه ولا ايه !
ربنا وحده اللي يعلم يا ابني
ربنا يحفظكم ويخليكم ليا
دلف طه الي منزله بعد يوم طويل للبحث عن عمل آخر اغلق باب منزله البسيط وضغط علي مكبس النور وهو مغمض العينين ثم جلس علي اقرب كرسي بجوار الباب
فتح عينيه ببطئ وهو يدلك رأسه بيديه وما أن نظر أمامه حتي وقعت عيناه علي عم سمير ينظر إليه بهلع
عم سمير !! انت بتعمل ايه هنا ! ودخلت ازاي اصلا !
لم يجيبه العم سمير في حين ظهر عزت من
الخلف وهو يجيبه بدلا منه
طه ! تصدق ليك وحشه
وعلي الجانب الأخر في منزل شرف الدين
بعدما ذهبت حوريه من منزل زينه لتري تلك المعضله التي أوقعها بها والدها جلست زينه أمام المكتب الخاص بها وهي تحاول اختراق ذلك الهاتف وجدت صعوبه كبيره في بادئ الأمر لمعرفه طريقه برمجته لدرجه انها كادت أن تيأس وما أن توصلت إليها حتي اخذت تصرخ مهلله بفرح واعجاب بنفسها
اخذت تفحص جميع محتوياته معجبه جدا بطريقه برمجته وتصميمه من أصغرهم لأكبرهم
ولكن سرعان ما تحولت إعجابها ذلك إلي صډمه كبيره حينما رأت بعض التسجيلات لمتفجرات واجهزه صغيره وبعض الأسلحه المخيفه ومقاطع اخري بلغات مختلفه ورجال بزي غريب مخيف أدركت علي الفور لماذا صمم ذلك الهاتف بتلك التقنيات الخاصه انتخابها خوف شديد ورهبه حوله ولأول مره ټندم علي فضولها واقتحامها لأشياء لا تخصها
فأسرعت بالضغط عليه لتري ما به هو أيضا
أما في منزل طه البسيط
اخذ طه يسعل بشده بعدما كادت أن تدخل الډماء لرئتيه نهض بضعف شديد وجسد مرتجف وهو يرمق عزت بأحتقار شديد بعدما ابرحوه ضړبا عڼيفا
لحد دلوقت مش قادر اصدق ان حته كلب زيك قدر يسرقني في مكاني
ضربه عزت لكمه قويه اخري طرحته أرضا في ألم شديد بينما ركله عزت مره اخري ناطقا
مش أنا قلت لك يلاا أنا لو لمحت طيفك تاني هيبقي اخر يوم في عمرك
ردد طه بضعف شديد وغل مدافعا عن كرامته
انت فاكر نفسك مين ! انت اشتريتنا بفلوسك ! البلد فيها قانون وهييجي اللي يوقفك عند حدك
هبط عزت لمستواه وأمسك به من شعره پغضب وشړ
أنا هنا القانون يا ومفيش حد يقدر يقدر يقرب من أسم أبو الدهب اللي بيقرب منهم بينمحي من علي وش الأرض بعد ما يروح جهنم اللي أنا هبعتك ليها وتشوفها بعينك بس بعد ما تقولي في الموبايل
ضحك طه بضعف شديد وسخريه
طالما كده مېت وكده مېت اقولك ليه بقه علي مكان الموبايل ابقي تعاليلالي في جهنم بقه واسألني هو فين يمكن ابقي اجاوبك
خرج رجاله من الغرفه الداخليه الوحيده بذلك البيت يخبرونه بأنهم لم يجدوا الهاتف بها
ضحك طه متهكما
مش قلت لك مش هتلاقيه ومهما دورت برضه مستحيل تعرف هو فين
نظر إليه العم سمير راجيا پخوف
قولهم يا ابني وديته فين أنا حذرتك يا طه قلتلك الناس دي مبترحمش
ما أن استمع طه إليه حتي نظر الي عزت مره اخري قائلا
هقولك هو فين بس متنيش غير كده مش هفتح بوقي
اطرق عزت مفكرا بخبث قبل أن يجيبه مبتسما
حاضر اخد الموبايل ووعد مني مش هلمسك
ارتاح قلب طه قليلا بعض الشئ وأخذ يحرك جسده بضعف شديد حتي نهض بقوته البسيطه متجها الي منزل زينه وخلفه عزت وبعض رجاله
ولكن لفت انتباهه بأن المحل الخاص بهم مازال مفتوحا علي الرغم من تأخر الليل وأنه ليس من الممكن أن يظل أحدا متيقظا الي هذا الوقت
ظن
أن زينه مازالت بالمحل لديها بعض الأعمال كما كانت تفعل احيانا فقرر الذهاب الي المحل بدلا من المنزل
في منزل زينه
كانت زينه تبكي علي ما تعرضت إليه تلك الفتاه منذ أن رأتها وهي تحاول تذكر هويتها ! شعور قوي بداخلها يخبرها أنها رأتها من قبل
شاهدت زينه بالمقطع الأول تلك الفتاه وهي تصرخ مستنجده بأسم شخص يدعي حسام وتضع يديها علي بطنها تاره وعلي قلبها تاره اخري
والذي قطع نياط قلبها أكثر واكثر رؤيتها لذلك المقطع المحذوف حيث وجدت به تلك الفتاه مره اخري ولكن بثياب مقطعه ويديها مقيدتان بسلاسل حديديه وكذلك قدميها وجسدها يرتعش بشده وهي لم تستطع ملاحقه أنفاسها مع ذلك الضړب المپرح التي كانت تتعرض إليه
كادت دقات قلب زينه أن
تقف وهي تري ذلك المشهد كانت تبكي دما بحراره وخوف عليها وهي تري ارتعاش جسدها حتي ارتخت قدميها ومال رأسها لأسفل ولم تصدر أي حركه
تقدم أحدي الرجال إليها ليفحص نبضها حتي قال دي ماټت يا باشا
صړخت زينه بشده وحزن شديد عليها وانطلقت دموعها كالشلال علي تلك التي لم تقرب لها بصله
ولم تكد تحيد عينيها عن الهاتف حتي ظهر عزت وهو يلقي بالكرباج من يديه متصنعا الأسي الشديد يا خساره مستحملتش أرموها علي اقرب
طريق زراعي
اخذت زينه تنظر إليه بأحتقار شديد وڠضب
يا أبن الكلب يا أبن الكلب أنا هفضحك وهوديك في داهيه
ثم وضعت الهاتف بجيب بنطالها وقررت النزول الي والدها بالأسفل وأخباره كافه الحقيقه حول هذا الهاتف وما وجدته عليه
أما بالأسفل داخل المحل
كان بعض الرجال ممسكين بوالد زينه والأخرين بطه الذي كان بالكاد يقف علي قدميه
صړخ طه بالحاج شرف الدين
ما تقولهم يا عم فين الموبايل اللي أنا مديه لزينه الصبح
كان الحاج شرف الدين يقف والخۏف يتراقص بقلبه ليس خوفا علي نفسه بل علي ابنته الوحيده خوفا من أن يمسها سوءا علي يد اولائك الأوغاد الذي لم تعرف الرحمه طريق لهم منذ أن رأي طه يدلف المحل بهيئته تلك وخلفه تلك الذئاب البشريه حتي تمكن الهلع والخۏف بأوصاله
وتمكن منه أكثر ليرتجف جسده علي أثره حينما سأله علي الهاتف الذي رآه مع ابنته في صباح هذا اليوم
ردد شرف الدين في صرامه مؤكدا
قلت لك الموبايل ده انا خدته وضاع مني وبنتي مش هنا سافرت عند خالتها الفيوم
نظر إليه طه وقد جال بخاطره أمرا أخر فردد پخوف
أوعي تكون زينه فتحت الموبايل ولا شافت حاجه من عليه عشان كده خاېف تقولنا هي فين
اسرع شرف الدين يجيبه صارخا بوجهه بضيق وڠضب شدي وخوف علي ابنته
لاااااااا بنتي معملتش حاجه وملهاش دعوه أنا اللي ضيعت الموبايل وهي مش هنا !!
نهض عزت پغضب وهو ينظر الي شرف الدين مرددا بغيظ وكراهيه
مش انت اللي ضيعت الموبايل وفرحان اوي يا حيلتها
رفع مسدسه بوجهه وهو يطلق الڼار بصدره ببرود قائلا
يبقي حياتك أقل حاجه اخدها تمنه
ثم استدار موجها بصره الي طه الذي وقع قلبه في قدميه من شده الخۏف والهلع مرددا ببلاهه سريعا
انت وعدتني انت قلتلي مش هلمسك انت وعدتني أوعي تني انت وعدتني
نظر إليه عزت شذرا في تهكم
أنا وعدتك مش هلمسك لما اخد الموبايل وانا مخدتوش
اجابه طه مسرعا بهلع
شرف بيكدب هو قال كده عشان خاېف علي بنته
هي هتلاقيها فوق في بيتهم ومعاها الموبايل صدقني أنا متأكد متنيش أرجوك
أبتسم عزت ساخرا في شړ
حاضر مش هلمسك زي ما وعدتك
أنزل مسدسه أرضا فأطمئن قلب طه قليلا ولكن لم يكد يلتقط أنفاسه في اطمئنان حتي رأي عزت يشير لأحد رجاله والذي اسرع ورفع ھ علي
أشار عزت لرجاله بأتباعه صاعدين الي الأعلي حيثما توجد زينه بمنزلها
فتحت زينه الباب الخلفي للمحل حيث ما نزلت وذلك لأنه الذي يصل بين غرفتها وبين المحل مباشره من الخلف
ما أن خطت زينه بقدمها داخل المحل حتي وقعت عينيها علي طه
لم تلبث زينه أن تشعر بالصدمه حتي استمعت لصوت ضعيف ينادي بأسمها والذي لم يكن سوي والدها
أسرعت زينه بقدم تكاد تحملها من شده الخۏف والقلق نظرت زينه الي والدها پصدمه شديده غير مصدقه ما تراه بعينيها وهي تردد في لهفه شديده وهي تري دمائه
بابا !! بابا في ايه ! بابا مالك بابا قوم يا بابا
وضعت زينه اذنها علي قلبه لتستمع الي نبضات قلبه
اهر بي يا زيي نه
زينه پبكاء حار وهي تقف أمامه وهي تشعر بأنها تحلم
اهرب فين يا بابا !! مين عمل فيك كده بابا رد عليا قولي انك كويس
لم يجيبها والدها فأخذت تحمله بكل قوتها كي تعدل من جلسته كب تري ما به وما أن فعلت ذلك حتي ردد والدها وهو يلتقط أنفاسه الاخيره
امشي يا بنتي ابع دي اهر بي
نظرت إليه زينه پصدمه قويه وقلبها يكاد يتوقف حينما رأته يغمض عينيه فرددت صاړخه
باااابااااااا رد علياااا
ثم نهضت مسرعه تهتف بلا وعي
دكتور هجيب الدكتور ايوه هو هيطمني عليك ايوه هجيبه
ثم خرجت مسرعه من المحل ولكن لم تكن تبتعد كثيرا عنهم حتي استمعت لأصوات تأتي من المحل خلفها
ما أن استمع عزت ورجاله بالأعلي الي صوت الصړاخ حتي تركوا المنزل مسرعين الي الأسفل صدم عزت حينما رأي الرجل يجلس بعدما كان طريح الأرض نظر إلي خارج المحل فوجد فتاه لم يستطع التعرف علي ملامحها جيدا حيث كانت تقف في الظلام
بينما زينه ما أن رأته حتي فرغت فاها واتسع بؤبؤ عينيها من شده الصدمه والخۏف معا
أمر عزت رجاله
هاتوها
انطلق اثنين من
رجاله خلفها واثنين آخرين كل منهم من جهه بحيث يلتفو حولها من كل الجهات ولم تبقي لديها الفرصه للهرب
ما أن رأته زينه يأمر رجاله فأنطلقت تعدوا مسرعه بأقصي قوتها لم تري أمامها شيئا من شده الظلام أمامها علي استثناء ضوء طفيف للقمر تعثرت قدماها أكثر من مره ولكن لم تمنعها من العدو بتلك القوه التي خلقت بها من حيث لا تدري
لم تنظر زينه خلفها أبدا اخذت تعدو وتعدو وقلبها يكاد يخرج من قفصه الصدري لم تشعر بالحذاء الذي فقدته ولا بقدمها التي أمتلئت بالچروح البالغه ولا بالډماء التي كانت تطبع الأرض اثر خطواتها
كل ما يشغل تفكيرها في تلك اللحظه أن لا يلحق بها أولائك الرجال
وفجأه شعرت بقوه كبيره تصتدم بها وتمنعها من الجري وما أن توقفت حتي اصتدم رأسها بشئ صلب جعلها تفقد توازنها نظرت بقوتها الضعيفه المتبقيه الي ذلك الشئ وهمست بكلمه غير مسموعه ثم أغمضت عينيها في سلام تام
ولحد هنا والحلقه خلصت وهو سؤال واحد بس
تفتكروا ايه ال
حصل
الفصل الخامس
حلقه
في صباح جديد داخل المنطقه الشعبيه المتوسطه
وبإحدي المنازل التي تبدو من اجمل بيوت تلك المنطقه واغناهم بالنسبه لحالها الفقير صعد عمار
نظر عمار إليها نظره اخيره نظره مليئه بالشفقه والحيره والفضول حول أمرها وهو ينهض بعيدا عنها ذاهبا الي الحمام لأخذ حمام باردا
فلاش باگ
وصل الي تلك المنطقه في مقتبل اذان العصر وصعد إلي منزلهم القديم مباشره ذلك البيت الذي دوما ما يشعره بالدفئ والحنان ينتشله من كل إرهاق يتواجد داخله ليذهب به الي عالم ملئ بالذكريات التي كانت تجمعه بوالدته ووالده وكذلك طفولتهم المفعمه بالشغف والمرح ذكريات لا يود أن ينساها مهما طال به الزمن
دلف الي حجره النوم الخاصه به بذاك البيت ثم نظر بأشتياق الي أرجائها إلي أن وقعت عينيه علي
وبعدما تجاوزت الثانيه عشر تململ في فراشه ببطئ وفتح عينيه
لم يدرك عدد الساعت التي مضت منذ نومه ولا أيضا كم الوقت في هذه الساعه
نهض من علي سريره وهو يشعر بالجوع الشديد وقعت عينيه علي المطبخ فرأي طيف والدته وهي تعد لهم الطعام بحب بينما هو يقف بجانب نوران أمامها يستعجلونها في صنع الطعام
ارتسمت ابتسامه حزينه علي وجهه ثم التقط سترته وبعض المال في جيبه وقرر الذهاب لأحدي المحلات المتواجدين بالمنطقه لجلب بعض الاطعمه والمشروبات
لم يكن يدري أن الوقت أصبح متأخرا ولن يجدي ذهابه من البيت نفعا ولكنه لم يكن يدري أن خروجه من البيت في تلك الساعه سيكون سببا لتحول حياته بأكملها
انهي الدرج نزولا من الطابق الثالث حتي توقف أمام البنايه الخاصه به لم يري أمامه سوي الظلام أدرك علي الفور أن الوقت تأخر جدا ولم يكن ليجد أي من المحلات في هذا الوقت
ولأنه تعلم رصد الاصوات بأذنيه كان من السهل جدا معرفه ما يدور بها
ما أن اقترب ذلك الصوت تقدم بخطوه الي الوراء وضغط علي مكبس النور ليضئ شيئا بسيطا ولكنه كافيا ليري أمامه
رفعت تلك الفتاه عينيها إليه بهلع شديد والذي سرعان ما تحول الي ابتسامه غريبه كانت ترتسم ببطئ علي محياها لم يدرك ماهيه تلك الأبتسامه ولا سببها
ما أن التقت عيناهم حتي شعر عمار بها تتشبث بذراعيه بقوه وخوف وكأنها وجدت ملاذها الأمن انفلتت دمعه من عينيها وهي تتطلع إليه وهمست بأسمه ولكن قوتها الضعيفه لم تسمح لصوتها أن يصل الي مسمعه ولكنه من حركه شفتيها استطاع تمييز بأن
تلك الهمسه الطفيفه كانت أسمه
تسلل لأذنيه صوت خطوات شديده اكبر واقوي من تلك الخطوات التي استمع اليها من تلك الفتاه ومن خبرته تأكد أنها لشخصين يعدو مسرعين بأتجاهه
حسنا ليلقنهم درسا علي افزاع تلك الفتاه بهذه الصوره ببطئ شديد وضعها بجانب الحائط بجواره ووقف في منتصف الطريق يقطع عدوهم السريع
توقف رجال
عزت حينما رأو عمار وجانبه تلك الفتاه الذين أتوا لأخذها
رمقه أحد الرجال بنظره احتقاريه وهو يتقدم ببطئ تجاهه
وسع يلا من سكتي بدل ما اډفنك هنا !
ارتسمت