الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه مكتمله بقلم مياده مامون

انت في الصفحة 46 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

قبل أن تسقط. 
ماجدة محتضناها و رافعه نقابها 
وحشتي ماما اوي يا قلب ماما كده برضو يا شذى هونت عليكي تسيبيني وانا في الوضع ده و تمشي.
شذي بدموع 
انت اللي عايزة تسيبيني يا ماما. 
ربتت ماجده على كتفها وهمت لتحثها على الجلوس
اسيبك واروح فين بس وانا متجبسه كده تعالي اقعدي جانبي هنا. 
جلست مقابل خالتها التي كان وجهها جامد وكأنها تقول لها انت غير مرحب بكى.
التفتت شذى الي زوجها الغاضب أيضا و تحدثت 
مش قولت هنطلع نجيب الشنط ونروح البيت التاني. 
اردف بلغز لا يعرف حله احد الا هي فقط 
انا قولت بس انت ماعملتيش. 
رفعت عيناها لتقابل عين خالتها لتعاود النظر الى والدتها تحاول أن تغير الحوار. 
عاملة ايه دلوقتي يا ماما لسة رجلك بټوجعك.
تفهمت عليها والدتها التي ربتها على عزة النفس و عدم التخلي عن كبريائها.. 
يعني شوية ابتديت اخد على الجبس بس بقى اللى تعبانة معايا بجد هي اختي حبيبتي خالتك تقريبا مابتسبنيش يا شذى. 
ابتسمت لها شقيقتها وهتفت توبخها على ما تقوله
بس يا هبله هو احنا في بينا شكر برضو.
انتهزت شذى هذه الفرصة وتدخلت في الحديث 
ربنا يخليكم لبعض خالتو مجيدة دي امنا كلنا اصلا. 
لم تردف بكلمة فقط اصتنعت لها ابتسامة صفراء و اومئت برأسها. 
تنهدت شذى لتصبر نفسها و وقفت بتجاهها بقلة حيلة 
طيب انت تكسبي ثم همست بصوت خفيض حتى لا تسمعها انا اسفه يا خالتو. 
لكنها إنتبهت لما تقول لتصيح فيها 
اسفه! هو انت دوستي على رجلي من غير ما تقصدي يا بنت اختي قال اسفة قال.
تدخل مالك جالسا بجوارها بعد أن تنفس الصعداء حين قالتها 
خلاص بقى يا أمي شذى عرفت انها غلطانه واعتذرت على غلطها مش عايزين نفتح الموضوع ده تاني لو سمحتي. 
ربتت الحجة مجيدة على فخذه موافقاه الرأي وسألته 
خلاص يا حبيبي بس قولي رديت على الدكتور ولا لسه. 
نظر مالك إلى خالته و ابنتها التي التفتت لما يقولونه و قرر ان يفتح الحديث امامها. 
ايوة رديت عليه زي ما ماجدة قالت بالظبط
قولتله انه ينتظر لما تفك الجبس و هو في الحقيقة وافق بس طلب انه يجي يكشف على رجلها ويشرب معانا كوباية شاي. 
التفتت ماجدة الي ابنتها پخوف همست لها 
ماتخفيش هطفشه. 
ابتسمت شذى لها وقررت ان تداعبها هي الاخري 
شكله كده لزقه و مش هايطفش بالساهل ده باينه واقع من اول نظره. 
تفاخرت ماجدة بنفسها مجارية ابنتها في هذا الحديث الخاص بهم. 
طبعا يا بنتي هو هيلاقي في جمالي فين 
اعتلت ضحكتهم سويا و بدئت شذى تداعبها بيديها و هي تهامسها. 
ايوا يا جوجو يا اسرة قلوب الرجال ههههههه 
ربنا يبسطكم و بلاش انا. 
كانت هذه كلمة الحجة مجيدة الصاخبة. 
لتلوي شذى ثغرها لوالدتها بعلامة الخۏف 
كتمت ماجدة ضحكتها على ابنتها وهتفت ا.. 
طيب يلا شذى تعالي شوفي البيت الجديد. 
ضمت شذى حاجبيها بعدم فهم 
مش قولت هانجيب الشنط من فوق. 
مالك ضاحكا شنط ايه يا بنتي الشنط راحت هناك من زمان. 
رتب البيت بأكمله ليصبح بيت يليق بالحياة الزوجيه فعل لها ما تريد دون أن يحرم نفسه من المكان الوحيد الذي يعشقه و يرتبط به جدا.
فعل كل هذا بعد أن أخبرته بموافقتها على ماقاله بعد حديثها مع والدتها عبر الهاتف. 
ف
ي الماضي القريب
قررت الاتصال بها للمرة التي لا تعرف كم عددها الان 
ليأتيها صوت رنين أخيرا.
اتاها صوتها الهادئ الباكي من الجهه الاخري. شذى بهدوء حزين 
الو ايوه يا ماما. 
تهللت اساريرها واجابت بلهفة 
أخيرا فتحتي تليفونك كده برضو يا شذى هانت عليكي ماما. 
و اشمعني انا هونت عليكي عايزة تتجوزي وتسبيني يا ماما. 
اسيبك! انت مش واخدة بالك انك اتجوزتي قبلي ليه يا شذى 
بصي انت فين دلوقتي و انا فين يا حبيبتي انت قاعدة في بيتك و مع جوزك و انا بقى كل اللي بعمله اني قاعدة عالة على اختي. 
لاء يا ماما انا مش هخليكي عالة على حد هاخدك تقعدي معايا في البيت الجديد بس و النبي اوعي تتجوزي يا ماما. 
يعني انت عايزانى بدل ما اكون عاله على اختي ابقى عالة على ابنها مش كده يا شذى.
انت ليه بتفهميها كده ليه مش تقولي اني محتاجة ليكي اكتر من اي حد تاني. 
يا حبيبتي يا بنتي انت بټعيطي يا شذى خلاص يا حبيبتي انا شيلت الموضوع ده من دماغي ومش هافكر فيه. 
انت بتاخديني على قد عقلي يا ماجدة منين بتقولي لي كده وانتي قولتي لمالك انك موافقة. 
هاه بصي بصراحه انا قولتله كده عشان يبطل يزن عليا بس ماتخفيش اكيد هنلاقي حجه نلغي بيها الموضوع ده قبل من يبدء. 
فرحت شذى من كلام والدتها و هتفت 
يا رب يا ماما ونرجع نقعد مع بعض تاني و مافيش حاجة تفرق ما بينا ابدا. 
اغلقت معها الهاتف و ترجلت من الغرفه لتخبره بموافقتها. 
كان منهمك في عمله و يمضي بعض الاوراق الخاصة بالمشفى وقفت بجانبه منحنية الرأس صامته حتى لاحظ هو وقفتها.
مالك بانزعاج 
خير واقفه كده ليه 
شذى بتنهيدة 
عايزة اتكلم معاك. 
مش فاضيلك دلوقتي. 
مالك لو سمحت 
قفذف القلم من يده ليسقط على الأوراق المرصوصة على الطاوله و هتف. 
افندم في ايه. 
جلست بجانبه على الاريكة و همست له.. 
انا موافقة. 
اعتدل في جلسته حتى يشملها بنظرته القوية. 
موافقه على ايه بالظبط. 
على جواز ماما من صاحبك الدكتور ده. 
وليه دلوقتي اتنازلتي و وافقتي. 
صمت عم المكان لمدة دقيقة كامله يعلم انها وافقت حتى تتم باقي الاتفاق بينهم ولكنه أراد أن يسمعها منها. 
اردفت شذى وهي ناظرة في عينه 
عشان مش عايزة اطلق يا مالك. 
ثم اجهشت في البكاء وجرت من أمامه لتختبئ في غرفتها مره اخرى.
مالك معاتبا لها و لسه لما تكملي باقي الاتفاق يا شذى.
وقفت في بهو البيت المكون من طابقان معجبة جدا بديكوره و بطرازه. 
من يشاهده من الخارج يراه كأي بيت من بيوت الحي العتيقة لكنه حرص ان يكون من الداخل على أحدث طراز عصري بلمسه هادئة.
اردفت شذى بأعجاب 
الله البيت حلو قوي يا مالك.
استند مالك بجزعه على حافة المقعد و عقد ذراعيه في بعضهم 
طب الحمد لله انه عجبك. 
ابتسمت له واقتربت منه واضعه يدها على رسغه 
بصراحة زوقه حلو اوي من بره حاجة و من جوه حاجه تانيه خالص. 
ماحبتش اعمله كله على الطراز القديم بصراحه خۏفت لا تزهقي منه اصل انت قلابه و بتزهقي بسرعه. 
ضمت شذى حاجبيها واغمضت عيناها بتفكير 
قصدك تقول عليا اني ماليش امان مش كده. 
كويس انك قولتيها دا معناه انك متصالحه مع نفسك جدا
يا شذى.
ابتعدت عنه و تنهدت هذه المره بزهق لتهتف بضجر مما يفعله بها زوجها
بص انا مش هاخد كلامك ده على أنه جد أو أنه زم فيا بس انا هاقولك حاجه انا يمكن اكون متهوره ومندفعه في كلامي بس انا مش خبيثة ولا كدابه يا مالك.
مالك پغضب متهورة ومندفعه ومتردده و انانية يا شذى 
ايوه انت أنانية وطماعه كمان. عايزة كل حاجه ليكي مش مهم اي حد تاني المهم انت و بس
ماشيه على المنهج اللي بيقول نفسي ثم نفسي ثم يأتي الطوفان مش كدة يا شذى هانم. 
ادمعت عيناها و زفرت بحزن 
انا ابسط من كده بكتير انا مش عايزه حاجه من حد كل اللي انا عايزاه اني اعيش حياة بسيطة في هدوء معاك و وسط عيلتي مش طالبة حاجة اكتر من كده. 
حتى في طلبك ده انت أنانية يا شذى.
ليه بتقول كده. 
لأنك عايزه تملكينا بتربطي امك بيكي مع انك بقى ليكي حياتك الخاصة و مع ذلك مش عايزها تفارقك ثانية دي مش اسمها انانيه يا شذى.
و انا! 
انت انت ايه يا مالك! هو انت مش جوزي. 
جوزك! اللي قولتي عليه مش را.. واول ما قولتلك هاننفصل قولتي لاء انا مش عايزة اطلق تبقى أنانية و لا لاء يا شذى 
دا انت حتى مافكرتيش تعرفي رأيي انا ايه 
هو انت ليك رأي تاني يا مالك. 
صمت ولم يجيبها لتنفزع في وقفتها وتجري عليه تفك حصار يديه من حول صدره رغم عنه معلنه تملكها له.
لاء يا مالك اوعي يكون ليك اي رأي تاني قول عليا أنانية قول طماعه لكن ماتسيبنيش عشان خاطري 
مالك انا اتعودت على احساس الأمان حتى لما كنت لوحدي في الشقة كنت ببقى مطمنة ومبسوطه وانا شامه ريحتك في كل مكان فيها.
وضع مالك يديه في جيوب بنطاله و وقف صامدا كجبل من جليد...
وعندما طال الصمت بينهم رفعت عيناها الدامعه له تحاول أن تطلب منه السماح 
طب لو عايز تفضل زعلان انا موافقة لكن ماتبعدش عني ماتحولش تسيبني يا مالك 
هتف مالك بأمر مغيرا مجري هذا الحديث بينهم
اثبتيلي انك بتحبيني و عايزاني بالفعل مش بالكلام والعياط كل شويه يا شذى. 
شذي بحب واضح عليها 
اعمل ايه كل اللي هتقولي عليه هاعمله. 
مالك بصبر 
اطلعي غيري هدومك وحضري نفسك عشان تروحي الدرس. 
ابتسمت له و اومئت برأسها
حاضر هاعمل كل اللي انت عايزه. 
جرت من أمامه صاعده للأعلي لتفعل ما طلبه منها 
ليهمس هو لنفسه. عارف انك
مع أول مشكله هتحصل بينا هترجعي في كلامك ده تاني. 
اليوم هو يوم زيارة الطبيب أو بمعنى أصح العريس المتطفل.
وقفت شذى بداخل غرفة طهي الطعام بأمر من خالتها تصنع بعض الحلوى و تساعدها في إعداد الطعام. 
جلست الحجة مجيدة بجانب شقيقتها يتحدثون وهم ينظفون بعض الخضروات.
عايزكي بقى النهاردة تبقى واردة مفتحه كده الراجل جاي مخصوص عشان يشوفك ويقعد معاكي رؤية شرعيه يعني يا بت.
غمزت ماجدة لابنتها الواجمة بطرف عينها و اومئت لأختها حاضر يا مجيدة بس انا مش فاهمه يعني هو مستعجل على ايه مش قولنا يصبر لحد ما افك الجبس.
يا بت ما مالك قالك ان الزيارة دي للتعارف و بس و الله لو حصل قبول كان بها ماحصلش خلاص عادي ولا كأن حاجه حصلت.
و عندها تركت شذى ما بيدها و جلست بجانبهم مرتسمة على وجهها علامات الڠضب.
لتردف خالتها وانت مالك انت كمان يا آخرة صبري سيبتي اللي في ايدك وقعدتي يعني.
كورت شذى كفها تحت وجنتها وتنهدت 
مالك مسافر بكره للمؤتمر و مش راضي ياخدني معاه. 
هذه المره تحدثت والدتها
طب
ومش راضي ياخدك ليه هو مش قال ان المؤتمر في اسوان بصراحه انا شايفها فرصة انكم تقربو من بعض اكتر و تغيرو جو المشاكل و المشاحنات ده بقي. 
بس هو بيقول انه هيبقى مشغول جدا ومش هيبقى فايق لتغير جو وانه يفسحني و كده يعني. 
و انت رديتي عليه قولتي له ايه. 
مارديتش انا سكت بس بصراحه مش عايزاه يسافر و يسبني وعايزه اروح معاه. 
طلاما بيقولك انه هيبقى مشغول يبقى بلاش تزني عليه و تزعليه منك تاني يا بنت اختي. 
طيب
الله رايحة على فين يا شذى. 
خلاص انا خلصت اللي انتو طلبتوه مني هاروح احضر نفسي انا كمان قبل الدكتور وضيفه ما يجو. 
وفي تمام السادسه مساء حضر مالك ومعه الدكتور عبد الرحمن. 
جلسو الرجال سويا مع إلقاء
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 54 صفحات