الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه مكتمله بقلم مياده مامون

انت في الصفحة 47 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

التحية الترحيب من الشيخ حسان عليه.... 
يا الف مرحب بيك يا دكتور دا انت نورتنا النهارده. 
الله يخليك يا حج متشكر اوي. 
هتف مالك بمرح
اول مره اشوف واحد جاي يتقدم لعروسه و هو حاطط رجلها في الجبس. 
ضحك الرجال على مزحته و اردف الدكتور عبد الرحمن. 
و الله دا شئ يشرفني اني اناسب
ناس زيكم يا شيخ حسان. 
الشرف لينا احنا بس برضو حضرتك حقك تقعد و تتكلم مع ام شذى زي ما انت عايز و هي كمان لو عندها حاجة عايزة تقولها يبقى حضرتك تسمعها براحتك. 
روح يا مالك هات خالتك و تعالي.
ذهب إليهم حتى تستند عليه و يأخذها لتجلس مع ذلك العريس نبهتها ابنتها بنظرة من عيناها فاشدت على يدها برفق. 
ماجدة هامسة لأبنتها ماتخفيش انا داخلة دلوقتي اطفشه. 
انتو بتتهامسو وبتقولو ايه. 
كانت هذه كلمة مالك الواقف منتبه لهمسهم. 
امالت شذى رأسها للجهه الاخري وابتسمت له 
هاه احنا لا ابدا مش بنقول حاجه. 
ربتت ماجدة على يده لتحثه على الذهاب بها إليهم. 
يلا يا مالك هو احنا هانقعد نتكلم هنا ونسيب الراجل قاعد برة. 
مستعجله قوي يا اختي طب يا ست ماجدة اتفضلي اسندي عليا ويلا بينا. 
ولجو سويا عليهم واجلسها على الاريكة في مقابل ذلك الطبيب. 
و بعد أن تبادلوا السلام بينهم استأذن مالك و والده و تركوهم يجلسون سويا. 
ظلت ناظرة للأسفل وقد طغى عليها حيائها تلك التي كانت تنتوي توبيخه و طرده من حياتها الذي يريد أن يقتحمها دون ارادتها. 
كانت تبحث عن الكلمات أسفل قدمها وكأن القطه ابتلعت لسانها. 
ازيك يا مدام ماجدة. 
خرج همسها كفتاه عشرينية يغلب عليها خجلها. 
الحمد لله ازيك انت يا دكتور. 
ابتسم على خجلها واردف. 
انا كويس الحمد لله بس بصراحه انا مندهش من خجلك ده بتحسيسني اننا لسه شباب صغيرين. 
نظرت اليه شزرا و هنا تشجعت ورفعت وجهها مزمجرة مما يقوله. 
وحضرتك كل ما بتقابل واحدة ست بتحسسها بسنها ايه قلة الزوق دي يا دكتور. 
تفاجئ بردها وتلجلج في كلماته... 
أنا ااا اسف انا ماقصدتش
كده خالص انا بس كنت... 
كنت ايه يا دكتور انت من قبل ما تتكلم في حاجه احب اقولك ان طلبك مرفوض. 
طب استني بس هو احنا لسه قولنا حاجه عشان ترفضي او توافقي من فضلك اسمعيني للأخر و بعد كده يبقى ليكي حرية الرأي. 
اتفضل قول اللي انت عايزه اما نشوف اخرتها. 
بصي يا ست ماجدة انا يمكن اكون في نظرك رجل مراهق بيفكر في اسعاد نفسه بأنانية لكن الحقيقة بقى غير كده خالص. 
التمست نبرة الحزن في كلماته و هتفت.. 
هو حضرتك ليه اتغير صوتك و بقي حزين كده. 
ابتسامه خفيفه لمحتها على ثغره قبل أن تختفي سريعا. 
لأني ببساطة تعبت في حياتي و عايز ارتاح وبصراحه حسيت اني
هلاقي راحتي معاكي انت. 
انا مش فاهمه حاجه ممكن حضرتك توضحلي اكتر. 
حاضر هاوضحلك بصي يا ست ماجدة انا راجل عشت تقريبا عمري كله لوحدي بعد ما اخواتي اتجوزو 
فضلت مع امي لحد ما قضاء ربنا اذن و سابتني لوحدي بعدها اتقابلت مع زوجتي الأولى في اليونان
وحصل بينا قبول و حبيتها و اتجوزنا رجعت معايا هنا و بعد مدة قليلة من جوزانا خلفت ليا ولدين توأم و بعدها بدئت بينا المشاكل لحد ما الحياة بدئت تبقى مستحيلة ما بينا 
خيرتها بين طلاقها مني و انها تسيب الولاد لكن في يوم رجعت من شغلي لاقتها اختفت بيهم عرفت بعد كده انها اخدت الولاد واتحامت في السفارة بتاعتها و سافرت بيهم على بلدها. 
و بعد كده رجعت تاني ابقى لوحدي تاني لحد دلوقتي بس بقى من ساعة ما شوفتك وانا حسيت ان هاعوض كل اللي مريت بيه مع انسانه هادية وجميلة ومناسبه ليا زي حضرتك كده ساكته ليه عايز اسمع ردك. 
كانت تسمعه بكل حواسها التمست هذا القلق المسيطر على حياته وتنهدت بحزن. 
ارد اقول ايه بس يا دكتور اقول لحضرتك اني مش ناقصني هم أو حزن انا عندي مشاكل في حياتي تكفيني اللي باقي من عمري ومش ناقصة حد يزود همومي. 
لاء يا ستي اطمني انا مش جاي ازود همومك ولا حاجه انا جاي احط ايدي في ايدك و ندور على السعادة اللي فاضل من عمرنا سوي. 
بس حضرتك ماتعرفش حاجة عني. 
زي ما حاكتلك كل حاجه عن حياتي احكيلي انت كمان. 
تبدلت حالتها من الرفض الي رضا النفس قليلا و بدئت تحكي له كل شئ عن حياتها السابقة. 
اما بالخارج جلس بجانبها يعبث في هاتفه في صمت وفي مقابلته كانت تجلس والدته بينما تركهم والدهم وذهب لصلاة المغرب. 
لتهمس والدته ربنا يثبت أقدامك يا دكتور و توافقي يا ماجدة ياختي رب. 
همست شذى وهي تلوي ثغرها ربنا ما يسمع منك يا خالتو يا رب. 
الټفت لها زوجها مالك الذي استمع الي همسها جيدا و همس لها ساخرا سمعتك على فكره
نظرت له شزرا تقذفه بسهام ناريه فهي فيها ما يكفيها مما يسببه لها من حزن. 
عادي يعني ما تسمعني هو من امتى وانت بتوافقني الرأي في اي حاجه بقولها. 
كويس انك عارفه ان كل اللي بتقوليه دا غلط. 
قررت أن تتغاضي عن موضوع والدتها لتغير الحديث الي حوار سفره.
على فكره بقى انا مش بتكلم معاك خليك في تحضير مدوناتك الطبية و سفرك ده. 
اغلق هاتفه و نظر اليه بطرف عينه مخفضا صوته. 
ممكن تبطلي تلمحي بالكلام ده لاني مهما تعملي برضو مش هتسافري معايا تمام. 
رمقته بنظرة جانبيه محاولة اخفاء حزنها.. 
و مين قالك اني عايزة اسافر معاك ما تسافر يا اخي ولا تقعد الموضوع كله مايهمنيش
و هنا تدخلت الحجة مجيدة ملفته نظرهم.. 
بس انت و هي الله ېخرب بيتكم انتو مش واخدين بالكم ان في واحد غريب في البيت اخرسو بقى. 
همت شذى واقفه لتذهب من أمامهم. 
حاضر يا خالتو اديني سكت اهو اقولك انا هاقوم ادخل اقعد في المطبخ احسن لحد الراجل ده ما يمشي بقى. 
سريعا ما اختفت من أمامهم لتهمس له والدته و هو يراقب طيفها. 
مش عايز تاخدها معاك ليه 
الټفت الي والدته و اغمض عينيه مستنشقا نفس طويل. 
لو اخدتها معايا هاتتحبس في الفندق انا الأسبوع ده هبقي مشغول جدا ومش فاضي ليها مش رايح فسحه يا أمي. 
يبقى تعرفها دا وتحاول تاخدها بعد ما ترجع من السفر و تعوضها بقى بفسحة حلوة يلا مستني ايه قوم ادخلها وقولها كلمه حلوه. 
كيف يفعل ذلك وهو يعلم جيدا مدى المه منها رفع رأسه لوالدته و هتف. 
سيبك منها دلوقتي يا أمي وخلينا
في دكتور عبدالرحمن اللي طول جوه ده الراجل ده نسي نفسه ولا ايه دا بينه ناوي يبات هنا. 
ضحكه خفيفه بانت على وجهها و همست. 
يا واد سيبه قاعد يمكن ربنا يهديها و تديك موافقتها الليلة. 
هب واقفا رابتا على كتفها بمشاكسة لاء يا ستي انا بقول كفاية عليهم كده دول قربو يجيبو عيال في الوقت ده كله. 
ههههههه خد يا واد استنى يا مالك. 
لم يلتفت إليها و ولج إليهم من ذلك الباب الزجاجي المفتوح على مصرعيه أمامهم. 
انت نورتنا النهاردة يا دكتور. 
قال كلمته و هو يجلس على المقعد الجانبي لمقعد خالته التي لمح على وجهها الدموع التي ټغرق وجنتيها. 
خير هو في حاجة ولا ايه. 
هتف الطبيب بجدية. 
لا لاء ابدا مافيش حاجة كل الحكايه اني حكيت للمدام كل حاجة عني و للأسف ذكرتها بالماضي الأليم بالنسبة ليها و اللي من وجهة نظري مايهمنيش في اي حاجة. 
رفعت عيناها لتقابل عيناه الممتلئة بالحب فأومئت له بالموافقة دون ارادتها. 
رحل الطبيب و جلسو سويا يتسامرون في الحديث ويعرفون مدى انطباعها عن هذه المقابله لتقول شقيقتها. 
الحجة مجيدة يعني انت قدرتي تكوني رائي عنه في المقابلة دي. 
نظرت ماجده الي ابنتها المتحديه لها ماقدرش اقول اني كونت رأيى بالسرعه دي بس اقدر اقول اني حاسة براحه و متقبلة للمقابلة دي. 
شذي بتحدي وصوت مرتفع يعني ايه يا ماما يعني هتوافقي و تتجوزي الراجل ده انت مش قولتي انك هاترفضيه. 
توارت عينيها عن النظر لابنتها و همست بخجل مش مهم موافقتي من رافضي انا دلوقتي المهم رأيه هو يا شذى.
وقفت من مخضعها مندهشة مما القته والدتها في جعبتها ما الذي حدث لها في هذه المقابلة
و لماذا تبدل رأيها من النقيض الي نقيض اخر بهذه السرعة لن تحظى بأي اجابه ترضيها الان 
لذا فضلت الهروب من أمامهم جميعا متجهه الي بيتها. 
لتهم والدتها بالنداء عليها لترجعها. 
شذى استنى انت رايحة على فين لوحدك كده. 
أسرعت في خطاها هاتفه مروحه اظن مافيهاش حاجه دي. 
جرت من أمامهم تحت نظرات هذا المستشاط غيظا منها ليتتبع اثرها ملقي عليهم السلام.
طب يلا اسلم عليكم انا كمان عشان بكره هسافر بدري و الحق اروح اسلم على ابويا في المسجد.
اومؤو له جميعا بالسلام و تبادل القبلات معهم مستمع الي إرشادات والدته جيدا.
تخلي بالك من نفسك و تدفي روحك
كويس و تلبس فالنتين عكس بعض عشان تحمي نفسك من البرد.
ابتسم لها وامسك جبينها بين راحتي يده ليقبل رأسها بكل حب. 
حاضر يا ست الكل انت تأمري يلا السلام عليكم.
اردفوا اليهو عليكم السلام.
لحق بها قبل أن تبرح ساحة الشارع الرئيسيه و إذا به يقبض على راحة يدها بتملك.
شهقت من الخضة و حاولت جذب يدها من قبضته فزجرها بنظرة جامدة الجمتها لتصمت.
و حين وصلو الي بيتهم فتح الباب و زجها للداخل بدفعه قوية من يده.
كادت ان تسقط على وجهها لذا اندفعت فيه صاړخة.
اه حاسب هتوقعني على وشي. 
القى بمفتاحه على الطاوله و بدء في ټعنيفها كالعادة.
لما تبقى قاعدة في اي مكان و معاكي جوزك يا هانم يا محترمه اوعي تقومي من مكانك وتحاولي تمشي و ماتعمليش ليه اي اعتبار كده. 
لا و الله يعني كنت عايزني اقعد و يتحرق دمى لحد ما حضرتك تتكرم و تتعطف عليا و تقوم مش كده. 
تمام هو كده و الله يا شذى
لو عرفت انك عملتي اي مشاكل و انا مش هنا لهتشوفي عقابك بجد لما ارجع
من السفر. 
هاتعمل ايه يعني انت اصلا مش قولت انك هتسافر لوحدك خلاص بقى مالكش دعوه بيا
يا سلام اومال ليا دعوه بمين انا اولا لازم تحترمي غيابي زي وجودي بالظبط وحسك عينك اعرف انك عملتي مشكلة مع والدتي او والدتك. 
رفعت وشاح وجهها پعنف و جلست على الاريكة مكوره يديها أسفل وجنتها و اردفت بهدوء حزين.
اطمن انا مش هاخرج من البيت اصلا. 
مد خطاه و جلس بجانبها مريحا رأسه على حافة الاريكة من خلفه.
و مين قالك اصلا اني هاسيبك تقعدي هنا لوحدك انت هاتحضري نفسك و الصبح قبل ما امشي هاوديكي البيت التاني و هاتقعدي هناك لحد ما ارجع.
لأ معلش بقى انا اسفه مش هانفذ و لا كلمة من اللي انت قولتها دي انا مش هاسيب
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 54 صفحات