الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه للكاتبه داليا الكومي

انت في الصفحة 12 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

كنت خطڤتك كام ساعه انتى النهارده زى القمر وفستانك روعه اليوم مر جيدا حتى الان و عمر لم يعد غاضب ومزاجه تحسن بصوره كبيره بل وغازلها برقه لكن خبر عمله الجديد سبب لها الم في بطنها ومنعها من الاحتفال معه ومشاركته فرحته رفضت دعوته للصعود معها وتحججت بأنها مرهقه وتريد النوم فالوقت فعليا متأخر جدا عمر كان سعيدا بعمله الجديد لكنها كانت محرجه جدا والتفكير ېقتلها فماذا ستخبر صديقاتها عن عمله عندما يسألوها غدا 
مرور الوقت امر نسبي فهو يمر بسرعه قياسيه عندما تكون سعيد ويمر بمنتهى البطىء عندما تكون حزين ولا يمر علي الاطلاق عندما تكون قلق الساعات الطويله التى استغرقتها عملية نقل الكلي كانت فعليا الساعات الاسوء بلا منازع علي كل عائلة فريده عمر واحمد يواجهون خطړا غير معروف ليس فقط خطړ العمليه ولكن ايضا خطړ مطلق في المضاعفات والعواقب ماذا لو فشلت العمليه ولم يتقبل جسد احمد الضعيف الذي ارهقه المړض كلية عمر ماذا لو اثر التبرع علي صحة عمر في المستقبل تضحية عمر البطوليه كانت الاروع علي الاطلاق عمر يستحق لقب بطل فهو غامر بحياته من اجل احمد احمد نفسه رفض بشده تبرع عمر له واحتاجهم الامر لساعات من الاقناع حتى يقبل بما يعرضه عليه عمر فريده اطلعته علي
الانترنت وعرضت عليه كل ما يتعلق بنقل الكلي حاولت اقناعه بسلامة المتبرع وعدم ضرره بسبب التبرع العمليه كانت املا لاحمد خاف من التعلق به فهو كان قد اعد نفسه لاستقبال واحياء الامل كان فوق استطاعته فكرة تبرع عمر لاحمد اثارت مشاعر كثيره لدى محمد فكيف لم يفكر في ذلك من قبل وحين حاول اثناء عمر والتبرع بنفسه فهو اولي من عمر بأخيه قوبل طلبه بالرفض فعمر بالفعل اجري التحاليل اللازمه وكان متوافق معه واحمد لا وقت لديه لاعادة التحاليل والبحث عن متبرع فهو لا يملك رفاهية الوقت 
فريده تعلقت عيناها بالساعه الكبيره الموجوده في غرفة الانتظار الثوانى لا تمر ابدا والدتها ووالدة عمر كانتا متماسكتان بشكل لا يصدق كلتاهما قضت الوقت في السجود والدعاء فالدعاء يرفع البلاء هى كانت تعلم جيدا ان العمليه تستغرق ساعات وساعات وغرفتين عمليات وفريقين طبيين يعملان في نفس الوقت المستشفي كانت علي قدم وساق كخلية النحل الكل يعمل بجهد فعمليتهم من العمليات الكبيره التى تستنزف الجميع المبلغ الضخم الذي دفعه عمر لاتمام العمليه اضاف بطوله علي بطولته فهو ضحى بكل سنوات عمله في الخليج لاجلها ومع ذلك لم يتردد لحظه ووهبها كل شيء حتى عمره حتى الشقه جهزها علي اعلي مستوى حاول ان يعوض نقصه في المستوى التعليمى بأمواله لكن فريده كانت تعلم جيدا انها اجهزت علي اخر
قرش يملكه عمر ولكن لو نجحت العمليه ربما يكون المقابل يستحق روادها القليل من الشعور بالذنب في هذه اللحظه بالذات تمنت من الله ان تحب عمر كما يحبها فربما بحبها له تعوضه القليل عما فعله لها فهو ضحى بنفسه وبأخر قرش يملكه من اجلها 
انخرطت في افكارها الخاصه ورغما عنها مع انها حاولت التماسك الا ان دموعها غطت وجهها افاقت من شرودها علي صوت والدتها وخالاتها يحمدون الله بصوت عالي انتبهت لتجد ممرضه من الفريق الطبي الاول تطمئنهم وتخبرهم ان عمر خرج من العمليات وان حالته مستقره اخبرتهم ان عمر انتقل الي غرفة الافاقه مؤقتا وعندما يتأكدون تماما من استقرار حالته سوف ينقل الي غرفة عاديه دموعها زادت بشكل كبير وحمدت الله كثيرا فعلي الاقل عمر تجاوز الازمه لم تكن لتسامح نفسها اطلاقا لو شعرت انها بحاجه الي الانفراد بنفسها اكثر مكان تستطيع الخلوة فيه كان غرفة عمر التى خرج منها قبل العمليه وسوف ينقل اليها بعد افاقته التامه فرشت سجادة الصلاه وظلت تصلي حتى ارتاحت فتحت مصحفها الصغير الذي حملته معها وبدأت في القراءة بخشوع قلبها تعلق بالامل في كرم الله عز وجل فالله كريم وسوف ينجى احمد كما نجى عمر بعد ساعات سمعت حركه عند الباب التفتت لتجد الفريق الطبي يقوم بنقل عمر النائم الي غرفته نهضت تراقبهم وهم يحملونه بلطف ويرقدونه علي فراش الغرفه 
فور استقرار عمر علي الفراش تأوه پألم وقال في صوت خاڤت فريده فين فريده 
فريده اقتربت منه بهدوء وقالت انا هنا يا عمر عمر فتح عيونه فجأه وقال فريده انت هنا الحمد لله ثم اغلق عيونه مجددا واستسلم للنوم مشاهدته وهو مازال تحت تأثير المخدر ادمعت عيناها عمر ضحى بنفسه من اجل حبها وهى لا تحبه الي الان وهذا ظلم بين له لكنها ستحاول نعم هو يستحق المحاوله 
ربما لو تجاهلت سخرية فاطمه القاتله التى اسمعتها اياها عندما اخبرتها عن عمر فسوف تستطيع القبول به زوجا هو الان زوجها وهى ستبذل قصاري جهدها لتكون الزوجه التى يستحق 
نظرت في ساعتها الان مرت 5 ساعات منذ دخول احمد الي العمليات ومحمد اصر علي حضور العمليه كامله استاذ الجراحه المشهور الذى يقوم باجراء العمليه يكون والد صديق محمد المقرب ووافق علي حضور محمد معه بالتأكيد الان العمليه شارفت علي الانتهاء واحمد سيخرج لهم بخير ان شاء الله مع فرصه للحياه بدون خوف لمدة سنوات طويله تصل الى خمس وعشرون عاما وربما اكثر اذا ما نجحت العمليه وتقبل جسده الكلي كلما كان تطابق الانسجه نسبته عاليه كلما زادت فرصة قبول الجسم للزرع واعتبار الكلي الغريبه كأنها جزء منه وعمر اثبت انه جزء منهم نتيجة التطابق كانت مدهشه تكاد تصل الي نسبة تطابق التؤام القت نظره اخري علي عمر وعندما تأكدت انه بخير غادرت غرفته وقلبها معلق بالامل 
عند باب العمليات محمد بفرحة غامره كانت كل ذره من جسده تدل علي الارتياح من منظره علمت ان العمليه قد نجحت وتمت الزراعه بنجاح بالطبع هذا ليس دليل علي تقبل الجسد للكليه ولكن جزء هام قد مر وهو تجاوز مخاطر عملية النقل نفسها احمد سوف يقضى اسابيع في العزل بعد العمليه لانه سوف يتلقى عقاقير تثبط من مناعته حتى يتقبل جسده العضو الغريب عمر فكر بذكاء حتى
اختياره لموعد العمليه كان مراعى فيه جميع التفاصيل لاقصى درجه احمد كان قد توقف عن الدراسه بسبب حالته المرضيه وعمر كان يعلم ان حالته الصحيه تؤثر بالسلب علي نفسية اخوته فحرص علي اجراء
العمليه قبل امتحاناتهم بفتره حتى يتمكنوا من التركيز عمر اخبرها انه سوف يستلم عنهم الحمل وقد فعل فعلا
دموع محمد اختلطت بدموعها وارتياحه وصل اليها يبثها الامل تفائلت بالخير وانتظرته فمن كان يتوقع ان يحدث ما حدث فريده جذبته من يده وقالت تعالى نطمن ماما وخالتو 
الصبر والدعاء كان كل ما يملكونه عمر ضحى بجزء غالي من جسده لاجل احمد فتمنوا ان يكون المقابل يستحق احمد
وضع في العنايه المشدده لاسابيع ومنعت عنه الزياره خوفا من انتقال العدوي اليه بسبب نقص مناعته فأي عدوي الان قد تكون قاتله مبدئيا ارتياح الاطباء لعدم حدوث مضاعفات معتاده لمثل ذلك النوع
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 54 صفحات