الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه للكاتبه داليا الكومي

انت في الصفحة 5 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

بأذنيه رأيها الحقيقي
فيه سمعها بنفسه وهى تخبر فاطمه علي الهاتف في ذلك اليوم المشؤم طبعا باخد الحبوب تفتكري انى اسمح لنفسي اخلف
من واحد زيه أي شيطان دفعها لقول ذلك لفاطمه وهى ابدا لم تكن تعنى ذلك ولسوء حظها سمعها
عمر ربما لو احد اخبره كان سيكذبه لكنه سمعها بأذنيه كانت قد استفزته لاسابيع قبل ذلك اليوم ثم استسلمت بالكامل لشيطانها الذى هدم حياتها وزادت جرعة الاذلال لدرجه اصبحت فيها لا تحتمل ثم جاء ما سمعه بأذنيه ليتوج افعالها غضبه يومها فاق تصورها وعلمت لاي درجه قسوته قد تصل مصيرها كتبته بيديها وليس لديها أي حق للاعتراض هى كانت تسلم اذنيها للناس ولم تقتنع يوما به زوجا ولسخرية القدر علمت كم كانت تحبه بعد طلاقهما عرفت قيمة ما فقدته بعدما انتهى كل شيء عمر لم يكن مجرد زوج بل كان صديق مخلص واخ كبير وفي نفس الوقت عاشق ولهان كان يحتويها يدللها ويحميها وهى استخفت بتلك النعمه فكان عقابها الهجر الذى اضنى روحها اين ستجد حبا مثله ضحكت بمراره فعمر الوحيد الذى مازال يتذكر يوم مولدها علي الرغم من كرهه الشديد لها الا انه تذكر ان اليوم هو ميلادها واعتبر سنتها التى اضيفت لعمرها تكمله اخري تضاف الي سنوات جديده من الانانيه والتكبر اه لو يعلم كم تغيرت كم ندمت علي ضياعه من يديها فمهما عاشت من عمر لن تجد احدا يحبها كما احبها هو يوما وضعها في علبه مخمليه وحملها قرب قلبه تفانى في حبها وفي تدليلها حتى صارت مدللة نعم هو يتحمل وزر صنع المسخ الذى كانته يوما فهو ساهم في صنعه بشكل كبير اليوم ايقنت انها خسړت للابد حبا لن تجد مثله مره اخري فالحياة تعطى الفرصه للسعاده مره واحده فقط وهى فرطت فيها بغباء قهوتها بردت في يدها وتحولت لبرودة الثلج مثل كل حياتها عمر لم ينسي كيف كانت تحب قهوتها ساخنه للغايه وبدون سكر 
للاسف ما زال يتذكر كل تفاصيل حياتها لكنه نسيها هى شخصيا القت بالكوب البارد في اقرب سلة مهملات وحملت ذيل فستانها بيدها ودخلت الي القاعه تتصنع الكبرياء ارادت ان تنشق الارض وتبلعها لكن لمرارتها لم تكن تشعر بالاحراج او بالخجل من رفيقة عمر التى اصطحبها في العلن امام العائله بل كانت تشعر بالغيره غيره تمزق احشائها وتقلب معدتها وكأنها سوف تقفز خارج بطنها الم الغيره
وهناك في قاعه اكتظت بأفراد عائلتها عاودها الشعور بالغربه ما اقسى ذلك الشعور وخصوصا وسط الاهل اما عمر فاندمج معهم وكأنه لم يغادرهم يوما كلاهما اختفي من محيط الاسره بعد الطلاق هى حبست
نفسها في غرفتها في منزل والديها وهو ترك البلد بأكملها وعودتهما اليوم كانت مصادفه لكن عمر لم يشعر بالغربه وقوبل بالترحاب منهم فهو اضطر للهرب من چرح حطم قلبه اما هى فعلي حسب كلام عمر فسر غيابها علي انه تكبر لكنهم لا يعلمون انها جبنت من مواجهتم لانها كانت تعلم جيدا كم كانت مذنبه حمدت الله انها من البدايه تجنبت طاولة خالتها منى كى لا تضطر الي الهرب منها بطريقه مفضوحه فهى لا تتحمل ان تجلس مع عمر وسيدتة الجديده علي نفس الطاوله عادت
الي طاولتها السابقه واختارت ابعد
كرسي عن عمر وسيدته لكنها رغما عن ذلك سمعت تلك الفاتنه تتكلم بلهجه غير مصريه لهجه خليجيه علي الارجح سمعت عمر يناديها باسم نوف وهى تناديه بعمر دونما اي القاب من الواضح ان علاقتهما وثيقه والدليل انها اصطحبها للزفاف هل سيتزوجها قلبها خفق پعنف عندما وصلت لهذا الاستنتاج وتوقف تماما عندما سمعت ريما الخائڼه تبارك لهما علي الخطوبه الان اصبحت تنظر لنوف بحسد فهى تعلم ماذا يفعل عمر لحبيبته يهبها قطعة من السماء ويجعلها ملكة متوجه في قلبه تمنت له السعاده في حياته المقبله فهذا اقل شيء تستطيع تعويضه به لكنها اهلت نفسها لسنوات السواد والشقاء القادمه وكأن عمر كان ينتظر تهنئة ريما كى يجد حجة ويوجه الكلام لطاولتهم
فنهض فجأه وامسك بكف نوف وجذبها لتقف بجواره طنط لمياء طنط سوميه اعرفكم بنوف خطبيتى اكيد سمعتم عنها نوف صاحبة دار ماردينى للازياء
سکين بارد غرز في قلبها مع كل حرف نطقه عمر كان يتحدث بفخر وهو يقدم خطيبته للعائله من لم يسمع عن دار ماردينى الاماراتيه للازياء ومصممتها الشهيره نوف الفطيم في الحقيقه نوف اجمل منها بمراحل وبالطبع اغنى بمئات المرات ومع ذلك تنظر لعمر بهيام واضح وتعطيه الاحترام الذى يستحقه والذى لم تعطه اياه هى يوما عمر يعطيها درسا بعد درس ويضعها في مكانها الحقيقي اخبرها ان غرورها اكبر من القيمه التى تستحقها وهو معه حق تماما انهالت التهانى والتبريكات من كل العائلة 
خاڼها واحتفل بخطوبة عمر الطاولات اصبحت متحده والمقاعد نظمت حولها من جديد في النهايه وجدت نفسها تجلس مع عمر وخطيبته وعائلته علي نفس الطاوله علي الرغم من كل محاولاتها لماذا يا عمر وضعتنى في كفة واحده مع فريده واعتزلتنى الا تعرف انك قطعة من روحى الاحاديث توالت بلا انقطاع وركز الجميع مع لهجة نوف المميزه كانت تتحدث بغنج ولهجتها الخليجيه تجعلها مميزة جدا وذات رنه محببه اسيل وزوجها انضما الي طاولتهم الضخمه وتركا الكوشه خاصتهما وطارق اقترح تقطيع كعكة الزفاف علي الطاولة امامهم احتفالا بخطبة عمر الجميع تأمرعليها واحتفل بخطبة عمر علي اخري غيرها امام عيونها في لحظات استقرت الكعكه علي الطاولة العملاقه التى صنعوها ونهض طارق واسيل وعمر ونوف لتقطيعها الان تلقت عقابها العادل علي كل ما فعلته لعمر مشاهدتها لخطبته بأعينها سبب لها الم فاق الاحتمال والامر المثير للشفقه انها مضطره لوضع قناع البرود كى تحافظ علي كرامتها فعمر يزدريها ولن تجنى من اظهارها للالم سوى التشفي متى تلجأ الي رحابة غرفتها لتبكى بصمت انه اسوء احتفال بعيد الميلاد قد يحظى به أي شخص عمر كان الجنى الذى سخر نفسه لتحقيق امنياتها وبعدما حررته من الزجاجه التى حبس نفسه فيها بإراته لم تعد تستطيع حتى التمنى فمن سيحقق لها أي امنيه بعدما فرطت في جنيها المخلص 
وزيادة في اذلالها اسيل هتفت فجأه الله فريده النهارده عيد ميلادك واحنا ناسيين كل سنه وانتى طيبه يا فريده يا الله عمر سيعلم الان انها اصبحت نكره ومنسيه سيتأكد من حسن تقديره لقيمتها انها لا احد علي الاطلاق لماذا يا اسيل تذكرتى عيد مولدى الان قلبها كان يخفق كقرع الطبول وصوته يغطى علي الحوار الدائر من حولها تمنت ان تنشق الارض وتبلعها عندما تذكر الجميع فجأه انه عيد ميلادها واحتل الخجل ملامحهم وبدؤا في الاعتذار ليتهم يصمتون ويتجاوزا عن تهنئتها فذلك اكرم لها اما القشه التى قصمت ظهر البعير كانت عندما وجهت لها نوف التهنئه وهى تتعمد اظهار خجلها كل عام وانتى بخير ثم نظرت الي عمر بعتاب وهى تسأله عن سبب عدم اخباره لها بأنهم سيحتفلون بعيد ميلاد ايضا بجانب الزفاف 
ظهر عليه

انت في الصفحة 5 من 54 صفحات