حكايه عائلة
ويجيب على أسئلتهما التي يطرحونها علية حتى وصلوا إلى رابية صغيرة تطل على واد فسيح وعلى قمة هذه الرابية كان يوجد جرفا صغيرا فاستقر رأي الأب أن يجعل من هذا الجرف مأوى للطفلين وان يتركهما هناك
فقال لهما ما رأيكم لو قعدنا هنا نرتاح بعض الوقت ونأكل غذاءنا في هذه الجرف لم يعارضه أي منهما فوضع الكيسين في الجرف وقعد إلى جانب الطفلين .
بقي الصغيران ينتظران عودة أبيهما ومضت الساعة والساعتان دون أن يعود عندها فقال الولد لأخته أنا جائع استنكرت أخته أن يكون له بطنا خاصة به ولا يهتم بعودة أبيه ليأكلوا معا
ضاقت الفتاة هي الأخرى وعصر الجوع أمعائها وأدركت بأن أبيهما قد غدر بهما ولم يرافقهما إلى ذلك المكان إلا ليتخلص منهما فقالت لأخيها لا أظن أن أبونا سيعود بعد
أن نبدأ بالأكل
قالت ذلك ومدت يدها إلى كيس الكعك القريب منها ثم فتحته لتخرج منه بعض أقراص الخبز فإذا بها تجده ممتلأ بتبن يابس ثم تناولت الكيس الثاني لتخرج ما بداخله من دقيق فإذا بها تجد بداخله رماد نظرت إلى وجه أخيها ونظر هو إلى وجهها والتصقا ببعض في صمت ينتظران المجهول
بينما هما في التصاقهما ذلك وعيونهما تتطلع نحو الأفق شاهدا طائرا كبير الحجم أبيض اللون يرفرف في الهواء ويقترب منهما شيئا فشيئا ليهبط بجانبهما على باب الجرف
ولكن سرعان ما ذهب الخۏف عنهما وتلاشت وحشتهما عندما سمعا الطير يخاطبهما بصوت ألفاه وأحباه وتعلقا به كثيرا يقول لهما لا تخافا يا أبنائي فأنا جئت إلى هنا لمساعدتكم لأن امكم أوصتني قبل أن ټموت لكي أحميكم
وقد جئت الان لحراستكم عندما رأيتكما وحيدين في هذا المكان الذي تتخذه الوحوش مأوى لها صمتت قليلا لتعاود قولها منذ ان ټوفيت أمكم وأنا أتابع حياتكم
أخذت الفتاة تسرد عليها كل ما جرى لهما بعد مۏت امها وهي تستمع لكلامها وعندما شبعا من الآكل غلبهما النعاس و ناما وهي تدفئهما بجناحيها وتطرد عنهما الوحوش التي تحاول الاقتراب من باب الجرف بمنقارها
فطمأنتها الفتاة بأنهما سيلتزمان الحذر من الغرباء وعدم الحديث معهم لم يحس الطفلان بعدها بأي خوف أو غربة بعد أن اطمأنا إلى الطير وكان صوته يشبه صوت أمهما التي تهبط عليهما مساء كل يوم فأخذا يقضيان أوقاتهما بالتجوال في جنبات الوادي إلى أن يقترب المساء ليعودان إلى الجرف انتظارا لهبوطها..
ذات مساء دفع الفضول خالتهما لمعرفة المصير الذي لقياه فتنكرت وذهبت بمفردها إلى الجرف الذي تركهما فيه أبيهما فوجدت